هذا الكتاب:
لا
مشاحّة أن استخدام الألفاظ العبرية في نسيج الجمل العربية في اللغة الدارجة أصبح
مألوفًا بين العرب في إسرائيل، فأنت لا تكاد تسمع أية جملة بكلمات عربية قحّة، بل
ثمة مزجُ كلمات فيها هنا وهناك مما يرد بالعبرية، والأنكى من ذلك أن يلفظ أحدهم
الكلمة العربية بلُكنة عبرية، لا لسبب إلا لأنه سمعها من يهود المدينة القريبة. هذا
هو حال المثقفين من محامين وأطباء ومهندسين وغيرهم، وكم بالحريّ إذا استمعت لسبّاك
أو نجار أو أي صاحب مهنة، فعندها توقن أن (اللغة العِـرْبِــيّـة) هي اللغة
الطاغية، هذه العربية المعبرنة هي التي تواجهنا شئنا أم أبينا، فاللغة تحيا وتقوى
في مدى استخدامها، وهي أولاً وقبلاً وسيلة اتصال سريعة بين المرسل والمتلقّي.
من هنا نعي وندرك حجم المشكلة، فإذا تنادينا للوقوف ضد تيار كاسح جارف فلن نخدع
أنفسنا بأننا ننجح في الصدّ والردّ، ولكنها هنا وفي مثل هذا الكتاب اقتراحات مختارة
أجدها بديلة لألفاظ عبرية مستحكمة ومتحكمة، فإن أقنعت نفرًا منا أن يستخدم البديل
فذلك ما يبعث الرضا في نفسي، وإلا (وأنا واثق من عسر الأمر وشبه استحالته) فحسبي
أنني تحركت وحاولت، ومن لا يحاول فإنه لا يخطئ.
ليثق قارئي أنني بذلت سابقًا، وأبذل اليوم جهدًا جهيدًا، وأنقب في المصادر، وأسأل
ذوي الاختصاص، وأراجع لا أقل من عشر مرات قبل أن أقترح مادتي، ومع ذلك جل من لا
تفوته شاردة أو واردة، وأنا قد لا أقنع هذا أو ذاك في كل مقتَرح، فلا بأس! فإذا لم
يرُق لكم ما أدعو إليه فلا تحولوا دوني والاستمرار في غيرتي على عربيّتي!
ثم أقول: لا غضاضة إن أفدنا من تطور أية لغة بما فيها العبرية، ولكن العيب كل
العيب أن نخلط الكلمات العبرية في جملنا اليومية حتى نكاد نتجاهل هويتنا، واللغة
هوية!
ثم
أٌقول: جدير بنا أن ندرس العبرية- لغة الجوار، واللغة الرسمية الأولى في بلادنا،
بل أن نكون ممن يحسنونها، ويتفوقون على أصحابها بها.
ولكن بربكم، هل لغتنا ضعيفة إلى هذا الحد حتى تعبّروا عن معانيكم بألفاظ هجينة، بل
تجعلون اللفظة العبرية وَفق قواعد العربية، فيقول أحدكم: أزمنت كرطيسين؟؟؟!!!
يسرني أن الحلقات الخمسين في هذا الكتاب قد لاقت النشر والاستحسان والمتابعات
والتعليقات في المواقع وفي الصحف المحلية، فلهم الشكر، وحسن الذِّكْر.
على إثر ذلك بادر مجمع القاسمي برئاسة د. ياسين كتاني لنشر هذا الكتاب، بما فيه من
اقتراحات ومناقشات، فله الشكر الأجزل والأمثل على هذا الحرص الوافي والأمين.
ولا يسعني إلا أن أشكر السيدة مريم شايب على إعدادها المعجم في نهاية الكتاب،
والسيدة سائدة أبو صغير على إخراج هذا الكتاب، والسيد حسام الشايب على تصميم غلافه.
وإلى
لقاء في محاولة أخرى مخلصة لعربيّتنا، مؤمنة أن أدبنا ولغتنا وثقافتنا أهل لأن ننذر
أنفسنا لخدمتها، ورفع شأنها، ما أوتينا إلى ذلك سبيلا.
أ.د فاروق مواسي
المدونة الأولى
نظرًا لغزو العبرية وتغلغلها في رحاب لغتنا، وفي حياتنا اليومية فقد ارتأيت أن أتجند لترجمة ألفاظ منها إلى العربية أستحدثها - كما أرى، أو أحدد ترجمة واحدة أختارها مما يرد في المعاجم، وذلك من بين عدد من الترجمات، موقنًا أن رضا الناس كلهم (أعني اللغويين) غاية لا تدرك. فلنحاول ما وسعتنا الحيلة!
فلنبدأ!
1- עִדְכּוּן وهي نحت في الأصل من עַד + כּאן وتقابلها في الإنجليزية updating
ترجمتُها
( تَحـْـتــيــن) ونحتُها من (حتى )+ (الآن)، وأعترف أنني أفدت من العبرية في هذا
النحت.
ولما أن كانت اللام في (الآن) لا تستعمل في النحت ، فقلت إذن هي (حَـــتَّــنَ)
ومصدرها تحتين، والفاحص في المصرف يسمى
עַדְכָּן=
حتّــان،
وأنا أحتِّنكم بآخر المستجدات. وقد نحتُّ هذا اللفظ سنة 1970 في مقال نشرته في مجلة
صدى التربية تحت عنوان (أبدِ رأيك) ، فإذا بأحد الشعراء يجعلها ظلمًا
وتعسفًا:
(حتلن) و جعل مصدرها (حتلنة) ناسيًا ما يلي:
1- أن اللام لا تضاف في النحت، ففي نحت النسبة من عبد الشمس = عبشمي ، ومن عبد الدار = عبدري، ومن عبد الله = عبدلي، ومن عبد القيس عبقسي....
2- أن الناحية الصوتية لا تقبل ذوقًا الجمع بين التاء واللام والنون، وجربوا أن تلفظوها، وسيتبين أنه لا يمكن أن يستسيغ من يتذوق لفظ العربية : محتْلَن ، ومحتلِن ، والصواب هو محتِّن ، محتَّــن.
فالتحديث في المعلومات إذن هو تحتين
لا حتلــنة.
أحب أن أضيف هنا أن أترجم
עַדְכָּנִי =
حتّـانيّ،
מִתְעַדְכֵּן=
يـتـحـتّـن.
2- Answering-machine = מְשִׁיבוֹן ترجمتها مِجْواب.
3- דֶשֶׁא ترجمتها مَـعْـشَـب ، فعندها أستطيع أن أجمعها = معاشب (דְשָׁאִים) ، وأن أترجم דִשְׁאוֹת معشبــية ، ولا أرى أدنى حاجة لمسألة المسطحات ووصفها بالخضراء.
4- שַׁלָּט = remote control أصل التعبير العبري שַׁלָּט רַחַק، لكنهم يختصرونها إلى لفظة שַׁלָּט فقط، وأرى ترجمتها (المُوجِّـــه)، وأنا أغفل أيضًا (عن بعد) للاختصار، ويستخدمها أفراد عائلتي ويرون اللفظة طبيعية. فبالله عليكم هل يمكن أن تكون "جهاز التحكم" أو (الريموت كونترول) معقولة وميسورة أكثر من مُوَجــِّه؟!
المدونة الثانية
1. הֲלִיכוֹן = درّاج
كثيرًا ما تتردد لفظة הֲלִיכוֹן
العبرية، خاصة لدى رواد رياضة المشي هذه الأيام، وهم كثيرون، كما أن الجهاز يستخدم
للمشي على هذه الآلة بقصد فحص القلب والجهد.
أقترح كلمة (درّاج) بديلاً منها، فالفعل (درج) معناه مشى مشية الصاعد أو
دبَّ في الحركة، فاخترت صيغة المبالغة على وزن فعّال، ولا أنكر أن معنى (درّاج) في
الفصيحة يرد بمعان أخرى لا يستخدمها أحد كمعنى النمّام مثلاً.
اقترحت الكلمة، وتعهد معهد رياضي= מָכוֹן
باستخدامها المتواصل، وذكرتها أمام العشرات من الرياضيين فأخذوا يستعملونها.
שִׁמועַ = مساءلة
كلما
كانت المحكمة تستلزم الاستماع ومناقشة الشخص/ المتهم في المحكمة وجدنا اللفظة
العبرية تتردد على الألسنة. من هنا أقترح بديلاً لها: مساءلة، فثمة مساءلة
لهذا أو ذاك قبل الشروع في تداول قضية ما. وهي في الإنجليزية
hearing
بمعنى الاستماع للحجج، وبالتالي
فهو التحقيق الأولي في قضية
ما.
ولرب سائل يسأل: لماذا لا نجعلها (استماع)؟
أجيبأن لفظة الاستماع في حياتنا اليومية لا توحي بهذا الجو القانوني والقضائي.
קְלִיטָה = إرسال
في
الخَـلَوي دائمًا نهتم أن يكون هناك استقبال وإرسال، واللفظة الإنجليزية والعبرية
تدلان على الاستقبال reception
، بمعنى استقبال الجهاز
اللاقط للإشارات الصوتية ودرجة فعالية ذلك. ولكني أرى أن نستخدمها (الإرسال):
أولاً لأنها مستخدمة في بعض الدول العربية، وشارع الإرسال في رام الله لمن يعرفه
دليل على ذلك.
وثانيًا لأن لفظة (استقبال) قد تفهم بمعنى آخر، وهو الترحيب.
وثالثًا لأن (إرسال) قليلة الاستخدام في اللغة الدارجة اليومية. ويبدو أن أكثر
الناس العاديين يرسلون أكثر مما يستقبلون.
פֶּלֶאפוֹן = خَـلَــوِيّ
يخطئ
الكثيرون في تسميته (الخليوي) بإضافة الياء فالترجمة هي عن
cellular
، وقد وفق صاحب المورد بترجمتها
خَلَـويّ، وأنا أوافقه صرفيًا، ذلك لأن في النسبة للفظة (خَلــِــيًة)، نحذف
هاء التأنيث أولاً، فتبقى (خَـلِــيّ). وفي اللفظة المنتهية بياء مشددة وما قبلها
حرفان نحذف الياء الثانية، ونقلب الياء الأولى واوًا، ونفتح ما قبلها، نحو نبي =
نبَـوي، علي = علـَوي، خلي = خلوي.
أما من يدعي أن اللفظة أصلها (خُلـَية- بضم الخاء- تصغيرًا لخلية، فنقول لهم إذن
هي خُلَوي، ولكن لا ضرورة هنا لهذا الافتعال في تقرّي الأصل)، فالجهاز هو خَـلَـوي،
وجمعه خـَلَويات.
أما الهاتف الأرضي فيمكن أن يكون له جهاز نبعده عن مركز استقبال المكالمة، فأرى أن
نقصر المعنى عليه (نقّــال).
حبذا عدم الخلط! ولا أرى لفظة (المحمول) في مصر ملائمة لنا، وربما هذه ترجمة عن
الألمانية Haende-
أي
يحمل باليد، كما أن كل دولة عربية لها استخدامها، وليس هناك اتفاق على مصطلح.
ما يلائمنا -في رأيي- خلوي (لا خليوي)، أما الجهاز المتنقل في البيت فهو- نقّـال.
أحب أن أذكر أن الهاتف الذي يسمى بالعبرية נַיָּיח
هو الأرضي.
רֵייטִנְג
= نسبة التَّـلَـقّي
هذه اللفظة רֵייטִנְג
هي في الإنجليزية Rating
تستخدم في الإعلام، حيث يقوم
المسؤولون بإحصائيات تبين عدد المستمعين أو المشاهدين لهذا البرنامج أو ذاك، وذلك
بقصد تطوير البرامج، فاخترت (التلقي) لتجمع بين المشاهد والمستمع.
المدوّنـــــــــــة الثالثـــــة
קַל- נוֹעִית = يَســـيـــكَــة
بعد مغالبة ارتأيت ألا بد من ترجمتها نحتًا، وذلك حتى نلفظ تركيبًا من أصول عربية بدل العبرية، أقول ذلك وأنا أعرف أن هناك من لا يريد أن نقلد النمط العبري، أو أن هناك من يستصعب اللفظ ولا يعتاده، أو أن هناك من سيعارض لا لسبب إلا لأجل المعارضة.
اقتراحي هو نحت من كلمتين هما: يسير الحركة = يسيـــكَـة
أخذت من يسير (يسي) ، وأخذت نهاية الكلمة الثانية (كة)، ويلاحظ حذف (ال) التعريف كما فعلنا مع حتّــن يحتّن تحتينًا، التي نحتت من حتى + الآن، إذ لا يجوز (حتلنة) باللام.
وقبل
أن أدون هذا التركيب الجديد سألت لا أقل من عشرة أشخاص يركبون الآلة الجديدة،
فاستحسنوها، ولم أجد من استثقلها.
فبالله عليكم الفظوا (قال نوعيت) والفظوا يسيكة فأيهما أرق؟؟!!
علي أن أصطلح وعليكم أن تقبلوا أو ترفضوا، وسيبقى الرافضون يقولون ويستعملون اللفظ
العبري، وسيحارون أكثر إذا أرادوا استخدام صورة المثنى باللفظة العبرية.
קִנְיוֹן = مشْرَى
دعوكم
من "المجمّع التجاري" فلا أحد يستخدمها في حديثه اليومي، فكلهم (يُـقَـنْـينون)،
وإزاء ذلك أرى أن نجعلها (مَشْـرَى)، والمعنى في اللغة- مكان البيع والشراء، فلفظة
(شرى) من الأضداد.
استخدمت هذه اللفظ قبل عقود عندما فتحوا في بلدتي مشرى، فرجوتهم أن يكتبوا على
اللافتة (مشرى باقة الغربية)، لكنهم لم يفعلوا، وكنت على يقين أنهم إذا فعلوا
سيعتادون الأمر، وستكون لفظة مألوفة، ولكن هيهات!
في
الدول العربية يلفظون (مول)، ونحن نتجول في (الكنيون)؟؟!!
وأما أنا فقد ذهبت للمشرى القريب.
ماذا نخسر إن قلنا (مشرَى) على غرار مقهى، ملهى، مشتى، وكلها أسماء مكان؟؟؟!!
לַחְמָנִייה = خُـبْزِيَّــــة
هل
نبقى نقول أعطني (لحمنيا)؟
طغت اللفظة العبرية، ولا بد من لفظ عربي، وإذا جدد رجال العبرية، واشتقوا لفظهم من
לֶחֶם
، فلماذا لا نشتق نحن من (الخبز)؟؟؟؟ فالعربية أولى بأنواع خبزها، و(الخُبْزِية)
طيبة بهذا اللفظ أيضًا، خاصة مع مشروب (بدل שְׁתִיָּה).
ونحن لا نستغني عن الكماجة – رغم أصولها غير العربية-، فلماذا نفضل عليها
(بيتا)؟؟؟
פּוֹרְטְפוֹלְיו = حافظة
سألني الصديق أبو جلاء من دالية الكرمل: كيف لي أن أترجم (البورتفوليو) إلى عربية مستساغة؟
إنها الحافظة، وهذا رأيي الشخصي، ولا ألزم به أحدًا، فهذا الملف الكبير الذي يحوي معلومات وشهادات ووثائق، وكل ما له علاقة بموضوع، لا يمكن أن نظل على استخدامه الأعجمي غير الملائم لنا صوتيًا ولغويًا صرفيًا، فأقترح أن نسميه (حافِظة)- أي أنه يحفظ كل ما له علاقة بالموضوع المتناول. وكنت قد استخدمت لفظة (مِحْقَــب) في سنوات سابقة، فما استسيغت، وهي من لغة (حقيبة)، وتعني ما يوضع فيها الزاد ونحوه، ولكني لا أراها اليوم أقوى من الحافظة.
סִילַּבּוּס לקוּרְס = خطة لمساق
اعتدنا في أكاديمية القاسمي على ترجمة المصطلحات العبرية إلى العربية، فلا تكاد تجد
محاضرًا أو طالبًا إلا ويستخدم (خُـطَّـة) بدلاً من
syllabus
، ويعني أسس الأمور التي
يدرسها.
وأما (الكورس) أو (الدورة) فأسمعهما كثيرًا في هذه المؤسسة أو تلك، لكن لفظة
(المساق) مألوفة أكثر في كثير من الجامعات العربية، وهي أوصل من (دورة) التي قد تضم
عددًا من المساقات.
المدونــــــــــــة
الرابعـــــــــــــــــــــة
מֶלְתָּחָה = مَـحْــقَــبَــة
هذه اللفظة العبرية تعني (مخزن الأمانات) أو موضع إيداع ملابس رواد المسرح، وقد استخدمت ترجمة لها لمكتبة القاسمي الضخمة (مَحْـــقَـــبَـــة)، وهي بارزة في اللافتة هناك، إذ يضع الطلاب حقائبهم في مكان يتاخم المدخل هو- (المََحْقْْبة)، وذلك قبيل ارتيادهم المكتبة، واخترت فتح الميم في اللفظة، على اعتبار أنها اسم مكان أسوة بمزرعة ومدرسة ومقبرة.
קוּצֵב = نَـظّــام
هذه
اللفظة العبرية (قوتسيب) شائعة بكثرة عددَ من يحملون في صدورهم (منظّم القلب)،
وكم نتمنى أن يخفق قلب الواحد منهم دون هذا النظّام، وهي بالإنجليزية- basemaker،
وقد يستخدمه االكثير من الأطباء العرب الحريصين على لغتهم- (منظِّم القلب)، لكن
اللفظتين معًا تصعب أمر الترجمة في الحياة اليومية، فيفضل الناس العاديون الكلمة
الواحدة- (قوتسيب) على التركيب (منظم القلب).
في بحثي في المورد عن ترجمة اللفظة الإنجليزية أقترح منير البعلبكي -وهو جريء أشهد
له بإبداعه في إيجاد البديل من الدخيل- اقترح لفظة: (مِــيقاع)، على اعتبار أن
الجهاز يوقِّّـع وينظم ويضبط دقات القلب، ولكني هنا لا أرى ملاءمتها صوتيًا
ولغويًا، فما علي إلا أن أختار من مادة (نظم) صيغة مبالغة، فما وجدت أفضل من
(نـظّام)، فإن كان هناك اقتراح لفظة واحدة أفضل فأرجو ألا يضن أحد علينا به!
وبعد سؤالي هذا تساءلت: ترى، ما رأيكم في خفّــاق؟
قلت لنفسي: خفّاق لعلها تصلح للفصيحة، وأما في الدارجة فهي لغة عالية، بينما
(نظّام) يسيرة في كلتيهما.
أقول سافر المريض إلى المدينة وفي صدره نظّامه. فحص المريض نظّامه بعد بضعة أشهر،
فوجد النظام يعمل بدون أي عائق.
מַזְגָן = مُـكــَــيِّــف
هذه الترجمة مستخدمة في بعض الأماكن، وحري بنا أن نشيعها، فهذه الغرفة مكيَّــفَة – (لا ممزﭽنة، أو مكندشة – كما يلفظها بعض منا بتأثير اللفظة الإنجليزية- condition)، وضرورة أن يكون هناك (تكييف) في القاعة، وفي السيارة، فالصيف حار، والمِرْوحة (מְאַוְרֵר) لا تكفي، ويحسن أن يكون تهوئة (أو تهوية) = אִוְרוּר.
يا رعاك الله قل: اشترينا مكيــّفين لا (שְׁנֵי מַזְגַנִים)، واذكر لنا أيهما أسهل؟
הַזְמָנָה = طلبيّــة
معنى
اللفظة العبرية إذا استخدمناها في حديثنا عن الناس هو استدعاء، فأنا أستدعي فلانًا
للمقابلة. ولكن المشكلة تكمن في استعمال ما نطلبه مسبقًا من أمتعة وحاجيات بقصد
الامتلاك.
نعرف أن استدعاء أي شيء لشرائه أو لحجزه يستلزم طلبًا، ولما أن كانت لفظة (الطلب)
لها معان أخرى كثيرة، فقد ارتأيت أن نعتمد ما يستخدمه الناس في لغتهم الدارجة (طلبيّة)،
وبررت الاشتقاق في الفصحى على أنه اسم مأخوذ من المصدر الصناعي.
أعرف في بعض القرى من يستخدم (أزمنت) من اللفظ العبري
(הִזְמַנְתִי)
بمعنى تقدمت بطلبية، فضايقني الأمر بسبب قوته، وكأن (أزمنت) قد نجحت في اقتحام
العربية، فقلت لا بد من حل:
هل نقول طلبت سيارة من الشركة؟ عندها لا يعرف أحد أنها (طلبية)، بل هي مجرد طلب قد
يكون لسياقتها مرة واحدة، أو ليست بالضرورة للشراء، فوجدت للتخصيص أنه لا بد من
التصرف في الاشتقاق، فاخترت صيغة (فعّــل)، التي تدل على كثرة، فما المانع أن أقول:
طلّبت سيارة من الشركة، وستصل قريبًا، عندما طلّبت بطاقة من المسرح وجدتها غالية.
أرجو أن نلاحظ الفرق بين طلـَـب بمعنى (בִּיקֵּשׁ,
דָּרַש)،
وبين (طلّب) بمعنى הִזְמִין
(כְּדֵי
לִרְכּוֹשׁ).
أما المعترضون فأسألهم: ألا تجيز لغتنا الاشتقاق، وهي قادرة جدًا في هذا الباب، بل من خصائصها، ولنا في السلف قدوة حيث اشتقوا وابتكروا.
من التعقيبات:
من محمد- المثلث:
عطفًا على اقتراحاتك في
المدونة الثالثة فإني أقترح أن تكون
ترجمة الكلمة קַל-
נוֹעִית
من الجذر (د ر ج)، على نحو
(دراجة كهربائية).
أما (الخبزية) ففعلا أعجبتني هذه الكلمة، وكنت أعرف أن (לַחְמָנִייה)
هي (خبز الحمام) في الدول العربية.
أحييك ا.د.
فاروق على هذه المبادرة الجميلة، بارك
الله فيك وأنا أشجعك على الاستمرار.
أجبت:
لك يا محمد شكري وملاحظاتي!
لا تتوقع أن يسمي أحد ما يركبه العجزة (קַל-
נוֹעִית)
أنها دراجة كهربائية، وأظن أن دراجة استهلكت: فثمة دراجة نارية، ودراجة بخارية،
ودراجة هوائية، ودراجة مائية، فأرى الابتعاد عن هذه الكلمة بسبب ضرورة تخصيص اللفظة
الواحدة، حتى أنني أفكر وأفكر جديًا بإيجاد بديل معقول للموتورسيكل، فمن يستعمل:
دراجة بخارية؟؟!!.
لاحظ -أخي
محمد-
أنني أبحث عن لفظة لا تثير
اللبس، وليست واردة كثيرًا في تحولات لغوية مختلفة. وإذا كان لدى البعض تحفظ من
النحت- (يَــسيكَة)، فأقول: لا بد من جرأة نحت، فالعرب قديمًا نحتوا مثلاً (تلاشى)
من لا شيء، وغيرها كثير إلى درجة أن هناك من ظن الفعل الرباعي (بعثر مثلاً) هو دمج
بين فعلين كل منهما من جذر ثلاثي.
صادق عبد:
لماذا لا تجعل الكلمات
المقترحة مرتبة، فأنت هنا لا تسير على ترتيب أبجدي، ولا على ترتيب في المواضيع؟
أجبت: هذا صحيح، فأنا أختار اللفظة التي تتطلب النظر فيها حاليًا أكثر من غيرها، كما أجيب عن أسئلة موجهة إلي، وعندما تتجمع مئات الكلمات سيكون الترتيب حسب الطريقتين اللتين أشرت إليهما أنت. شكرًا على ملاحظتك المهمة!
المدونــــة الخامــســة
תַּהֲלִיךְ = سَــيْـرورة
هذه
اللفظة العبرية תַּהֲלִיךְ
هي في الإنجليزية process
، وأذكر أنني شاركت في ابتكار ترجمتها مع بعض الأصدقاء من بينهم
الدكتور محمود أبو فنة، ولا أستأثر بها، وذلك في أوائل السبعينيات، وكنا يومها ندرس
موضوعًا تربويًا، فسيرورة ليست واردة في المعاجم كالمورد، ولا هي حتى في قاموس سغيب
في ترجمة اللفظة العبرية،
ففي المورد: سلسلة من العمليات المتعاقبة، سير، تقدم،
وفي قاموس سغيب: عملية، تسلسل،
الأمر الذي يدل على أن (سيرورة) من ترجماتنا المحلية التي اضطررنا إليها، ونجحنا
فيها، وهي شائعة اليوم إلى درجة أننا نسينا كيف بدأت.
غير أن بعض الأصدقاء يومها آثر (صيرورة) بالصاد، وأرى أن السين أولى، ذلك لأن الفعل
(سار) يدل على حركة وتطور، بينما الفعل (صار) هو تحول، بل هو في الأصل فعل ناقص.
הֲלִיךְ = إجراء
هذا اللفظ من لغة القضاء والقانون הֲלִיךְ מִשְׁפַּטִי, הֲלִיךְ חֻקִּי، وقد رأيت أن (إجراء) أكثر ما يلائم بين ألفاظ أخرى في الترجمة، وقد وردت في المعاجم ضمن تعابير أخرى ((كالمسار والمسلك والطريقة) فلنكتف بالإجراء، ولنحدد، فكل لفظة مما ذكرت من البدائل لها سياق آخر، ومن الضروري جدًا تحديد اللفظة لمعنى محدد أولى، وهذا الأمر يذكرني بترجمة محددة للفظة شائعة جدًا، هي:
בְּסֵדֶר = تَمام
فهذه اللفظة العبرية طاغية جدًا، ولا يكاد يسلم من الوقوع فيها إلا القليل الأقل. والسبب في رأيي أن كثرة الترجمات والمرادفات في الفصيحة والعامية (طيب، مليح، حسنًا، كويس، إن شاء الله، جيد، عال، تمامًا....إلخ) حالت دون اختيار مفردة محددة تكون قوية الاستعمال، سائدة، وأنا هنا أقترح أن نستعمل لفظ (تَمام) ونشيعه، وبالفصيحة (تمامًا)، فالأتراك مثلاً يستخدمونها، مع أنها من لغتنا، والتعبير ناجح، ويشهد على ذلك متابعو الأفلام التركية، وزوار تركيا في رحلاتهم الصيفية. تمام تمام!
* * * *
استمعت إلى معلم يخاطب زميله بلغة (عِـرْبِــيّة) أي مزيج بين العربية والعبرية- كما اصطلحتُ عليها:
-
فتحت (المحاشيب)،
وحضرت الـ (متسيغت) ووجدت (التوخنا) قديمة
- في الصف (مقرين)؟
بالطبع استخدم الأول (ال) التعريف العربية، وجعلها في بداية كل لفظة عبرية مما يلي: מַחְשֵׁב, מַצֶּגֶת, תּוֹכְנָה, מַקְרֵן.
بعد أن أبديت إعجابي أولاً
للتِقنيات، أبديت عجبي لهذه اللغة المختلطة.
سألني: وهل أنت ضد اللغة العبرية؟
فأجبته: لا يا عزيزي، فنحن يجدر بنا أن نحسن العبرية، ولكني لا أوافق على هذا
المزج الحاد بين اللغتين، وكأننا نبتكر لغة ثالثة.
سألني: إذن، ماذا أقول؟
قل يا صديق:
فتحت الحاسوب، وحضرت العارضة، ووجدت البَـرْمَجية قديمة، وعلى صاحبك أن يقول هل في
الصف عاكس؟
-
أنت على حق، مع أن
بعض الألفاظ صعبة على اللسان، ولكنا سنعتادها، وأنا عندما أقول للطالب: "شغل
حاسوبك" أسهل وأحسن لفظًا من (شغل مِحَشيبك)، وأدرس الحاسوب أفضل من أدرس (مِحاشْبيم)،
مع أن اللفظ العبري الصحيح الذي ينبهوننا عليه هو (ماحْشِيبيم). وعندما أقول
(عارضتنا) أفضل من (متسيغتنا)،
وصدق
المتنبي: لكل امرئ من دهره ما تعودا! فلنتعود!
المدونة السادسة
חֲגוֹרָה = حِـزام
نركب
سياراتنا، وعلينا أن نتحزّم، فلماذا يصر بعضنا، وخاصة أطفالنا على أن يلفظوا (الحـﭽورا)-
بالجيم المصرية؟
فإذا طلب السائق منا أن نضع الحزام، فإن في وسعه أن يستخدم الفعل (تحزّم) ومشتقاته،
وهو أيسر من اللفظ العبري: חֲגוֹר
أو הִתְחַגֵּר،
وكما أن القانون يلزمنا على وضع الحزام، فالقانون اللغوي يلزمنا أن نستخدم الحزام
(جمعه أحزمة، فشدوها)، وليت هناك من يدفع غرامة رمزية على كل استخدام للّفظة غير
العربية.
מַחֲזִיק = مَـسّـاكَـة
أعرف أن هناك كثرة من الأسماء للسلسلة التي تحمل المفاتيح، لكنك قد لا تجد من يفهمك في أي لفظ تختاره من بينها، إلا إذا قلت للبائع (أعطني محزيق)، عندها قد يقول لك: "أيوه احكي عربي".
أقترح أن نستعمل لفظة (مسّاكة)- صيغة المبالغة من الفعل مسك، فهي تمسك
بالمفاتيح المختلفة، وبحلقاتها، وجعلتها مبالغة لكثرة المسك بها، وكذلك لقلة
استخدامها في اللغة العربية بأي معنى آخر.
سألني صديق: قال "ولماذا لا تجعل الاسم مذكرًا (مسّاك)؟
قلت "لغة التأنيث أرق، فالوصف المذكر يوحي بمعنى اعتدائي".
ضحك صاحبي وقال: من اليوم فصاعدًا لن أقول: حلقة، سلسلة، سلسال، حامل المفاتيح،
محزيق، ولن أستخدم ترجمة اللفظة الإنجليزية في المورد: حاملة، مِـمْـسك، بل سأكتفي
بمسّاكة لتكون لفظة واحدة دالّة.
سأكون مدينًا بمسّاكة هدية لمن يستخدمها بصورة تلقائية، ويعتادها كأي كلمة عادية.
אִשׁוּר = تصديق
ما
أكثر ما أسمع (إشور) العبرية على ألسنة الطلاب والباحثين عن الوظائف، فهذا المسؤول
(مئَـشّير מְאַשֵּׁר،
وتلك الشهادة مئوشيرت מְאוּשֶׁרֶת)،
وبالإضافة إلى اللفظ العبري الطاغي ثمة من يستخدم اللفظ العربي المشتق من الجذر
(ص.د.ق) خطأ.
الخطأ الشائع هنا هو في قولنا (مصادقة) بمعنى الإقرار والتأييد، ذلك
لأن
المصادقة مصدر صادق، وأن بين
فلان وفلان صداقة أو مصادقة حميمة. فأنا صادقت محمدًا = اتخذته صديقًا، وصادقت
محمدًا النصيحة أي أخلصتها له.
إذن، يجب أن نقول: التصديق، وقد صدّق فلان الطلب، أو صدّق عليه.
ففي معجم الوسيط: صدّق على الأمر أقرّه، ولعل القرآن سبق أن استخدم الفعل
(صدّق) بمعنى التحقيق: {والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون} – سورة الزمر،
33، ويعني الفعل هنا حقق ما أورده قولاً بما تحراه فعلا، وقال الراغب الأصفهاني
"ويستعمل التصديق في كل ما فيه تحقيق".
إذن، نقول: صدّق مدير المدرسة الشهادة (أو على الشهادة)، فحصل الطالب على التصديق
(لا على الإشور)، وبلغ مجموع التصديقات (لا الإشوريم - אִשׁורִים)
ثلاثة. أما الشهادة التي قد أجازها المدير أو وافق عليها وأمضاها، فهي مُصدَّقة (لا
مئوشيرت).
כְּדַאי = يُحبّـَّذ، مُـحــَـبَّـذ
تكاد
اللفظة العبرية أن تكون شائعة جدًا وذائعة على الألسنة، فما من مناقشة إلا وتظهر (كِـداي)
و (لو كِـداي לֹא
כְּדַאי)
في الحوار.
تتعلق ترجمة اللفظة العبرية – باللغة التي نريد الترجمة إليها، فعند تغيير اللفظة
العبرية إلى لغتنا (لهجتنا) الدارجة القريبة من الفصيحة نقول (يـسـوى أو يستاهل
نسافر هذا الصيف)، وبالطبع تزاد الباء في أول الفعل المضارع بالعامية= (بيسوى أو
بيستاهل أو بتوفّــي نتعشى في هذا المطعم). ونحن -كما تعلمون- لا نقاوم العامية
على الألسنة في حياتنا اليومية، وإلا فإننا نضرب في حديد بارد.
أما
الفصيحة فأفضل ترجمة لها - في رأيي-: (يُحبّـذ) أو اسم مفعول (مُـحَـبَّـذ)، ولا
أرى (يا حبذا) ملائمة، لأنها تعبير يدل على إعجاب أكثر من كونها اختيارًا بعد تقليب
الأمر، كما أن (من المستحسن) لا تفي بالمعنى تمامًا، وإذا اخترنا (من المجدي)
ابتعدنا أكثر.
إذن، يحبّذ أن نستخدم اللفظة العربية، ونفضلها على (كداي)، وإذا خاطبنا الأم في
المطبخ نقول لها: بيسوى تطبخي اليوم مقلوبة. وبتوفّي نشتري الخيار بالجملة، وأنا
أقول لكم: يحبذ أن تتناولوا معنا طعام الغداء!
وبعد، فإذا كان لك عزيزي القارئ والمتابع أي اقتراح لترجمة، فلا تضن به علينا، كما أنتظر أي استفسار لا تجد له مخرجًا.
المدونـــة السابـعـة
قالت العرب في تشاؤمها "السبعة مسبوعة"، ويخشون من نتائج الرقم، رغم أن (سبعة) تدل أيضًا على الخير وعلى الكثرة، كما تتمثل في آيات وفي أشعار كثيرة.
أقدم بهذا القول، لأنني سأطرح في هذه المدونة السابعة اقتراحات جريئة، وقد ينفر منها بعضنا، وقد تدعو إلى التشاؤم، وربما التفاؤل، وربما تدعوه للتفكير في حل، ولعله يقبلها على مضض، وقد يمر عليها مر الكرام أو غير الكرام. فمن يحاولْ مخلصًا أفضل ممن يبقي الأمور على علاتها، ومن اجتهد فأصاب فله أجران، ومن طاش سهمه فحسبه أجر واحد.
הַמַזְלֵג = الرافِــبَــة
لا
أعني باللفظة العبرية המזלג شوكة الطعام التي نستخدمها كثيرًا، بل تلك الآلة التي
لها أسنان ترفع المواد لنقلها أو لخزنها. إنها (
forklift
) بالإنجليزية، وهي الرافعة الشوكية، كما قرأتها هنا وهناك، وقد عربها البعض
(الرافعة المتشعبة).
تساءلت: أي عامل من عمالنا سيتخلى عن لفظ (مزليچ) في حديثه في أثناء عمله، ومن
سيتذكر أو سيردد تعبيرًا من لفظتين قد لا يستسيغهما؟
قلت: لا بد من جرأة نحت، فأخذت من رافعة (رافِ)، ومن (متشعبة) آخر حرفين (بَة) =
رافِــبَــة.
أما العامل على الآلة מַזְלֵגָן
فهو الرافِــب.
كلمة جديدة أقترحها ليس لها معنى منافس في اللغة، عل ألسنة العمال تتعودها، ولا
ألزم بها أحدًا، وذلك حتى نتخلص من اللفظة العبرية القوية، فهل لديكم اقتراح آخر؟
اللهم قد اجتهدت!
מִשְׁטָח = سَــطـيــحَــة
سألني
الرافِب המַזְלֵגָן:
وماذا أسمي الخشبية التي توضع عليها المواد للنقل أعني משטח العبرية؟ هل أسميها
خشبـِيَّـة؟
أجبت التسمية
التي
اخترتها-
جيدة، لولا أن المواد توضع
أحيانًا على خشبية، وأحيانًا أخرى على معدنية.
في
رأيي أن نسميها سَـطيحَة، وهي ما نسطح عليها الأشياء، و(سطح) في اللغة معناها بسط،
ولا أرى ما يحول دون تسميتها. فإن قال قائل: (السطيحة) في المعاجم هي التي لا تقوى
على القيام لضعف أو لمرض، قلنا: نعم، ولكن الناس يستخدمون اليوم (مُقْعدة)، و
(كسيحة)، ولا نجد في أدبيات اليوم من يعيدنا إلى سطيح الكاهن.
إذن هي (سطيحة) وجمعها (سطيحات)، ويجب أن نتخلى عن لفظة (مِشطاح) وجمعها في
لغتهم العِرْبِـيّة هو جمع تكسير (مشاطيح)؟؟؟!!!
רַכְבַל = רַכֶּבֶל رَكّـابِل
اللفظة العبرية هي نحت من רֶכֶב
+ כֶּבֶל،
ويلفظونها (رَخْبال = רַכְבַל ) خطأ، والصواب (رَكّــيـبِل = רַכֶּבֶל )، وبالطبع
فأن اللفظة الثانية مأخوذة عن العربية (حبل).
في بعض الدول العربية، وفي أريحا، حيث نجد الرَّكّابل (كما نجده في حيفا) يسمون هذه
الناقلة التي تسير على (الكابل) في الهواء لتنقل الركاب في نزهتهم (تلفـريك) –
اللفظة التركية = teleferik،
وهي بالإنجليزية cable car, cable
railway.
اقترحت قبل سنين أن نأخذ من لفظة (راكب) رك، تزاد قبل كلمة (كابل)، وعندها تكون رَكْـكابِل = ركّابِل.
كلمة
جديدة اقترحتها، عل ألسنة الطلاب والسياح تتعودها، ولا ألزم بها أحدًا، وذلك حتى
نتخلص من اللفظة العبرية القوية حتى في طريقة اللفظ الخاطئ، فهل لديكم اقتراح آخر؟
اللهم قد اجتهدت!
טַיֶּילֶת = مـَـنْــزَه
هذه
اللفظة العبرية تعني الطريق المرصوفة قرب شاطئ البحر أو في أماكن أعدت للراحة،
وللنزهات أو للتمتع بالطبيعة، إنها لفظة لا بد لها من ترجمة إلى العربية بعد أن
أغفل أصحاب المعاجم تحديد لفظة لها.
لم أجد لها أقرب من اشتقاق اسم المكان من الفعل (نَـزه) = مَنْزَه، وقد خصصنا
(المُـنْـتَـزَه) أو (المُـتَـَـنَزّه) للحديقة الواسعة =
park.
إن اشتقاق النزهة والمنتزهات والنزاهة وما إلى ذلك من معان كان بدءًا يعني
الابتعاد عن المكروه والقبيح. فنحن في المَنْـزَه نبتعد عما قد يرهقنا، فلعل في هذا
المنزه راحة البال، ونحن نشاهد الرائحين والغادين في تجوالهم، وفي تمتعهم بالطبيعة
الخلابة.
في
مصر يستخدمون اللفظ الفرنسي-
corniche (كورنيش) لما هو قرب
البحر، ولا أظن اللفظ ملائمًا لنا إطلاقًا، ذلك لأن اللفظة العبرية قد تطلق على
مكان ليس له علاقة بالبحر.
(مَـنْـزَه) كلمة جديدة أقترحها، عل ألسنة الزوار تتعودها، وذلك حتى نتخلص من
اللفظة العبرية القوية، وحتى لا نظل نقول (طييلت) حيفا وعند (الطييلت)
في رأس العين، فهل لديكم
اقتراح آخر؟
מִדְ-רְחוֹב
= شارَصيف
التركيب العبري مركب من מִדְרָכָה
+ רְחוֹב
، وهو امتداد الشارع الذي يحظر فيه سير السيارات، ويكون خاصًا للمشاة.
كتب لي صديقي جواد بولس مقترحًا النحت- رَصــيق، من (رصيف+ طريق)، ولم أعارض اقتراحه، بل شكرته على اهتمامه، لكني ارتأيت أن أبدأ بالشارع (شا) وأنهي بكلمة (رصيف) على خلاف الترتيب في ما نُحت بالعبرية، وذلك من منطلق أن الشارع هو الأصل، وهذا امتداده الذي توقف، فأصبح رصيفًا.
لم
تسعفني الإنجليزية، فثمة تعبير
pedestrinized street ، أو
pedestrian only street
أي شارع المارّة، أو شارع للمارة فقط، وهناك تعبير أمريكي جديد هو –
mail،
ولا أظن أنه يلائمنا على غرار ذلك أن نستعمل (بريد) للدلالة على الشارع الذي خصص
رصيفًا للمارة.
كلمة جديدة أقترحها، عل ألسنة البعض تتعودها، ولا ألزم بها أحدًا، وذلك حتى نتخلص
من اللفظة العبرية القوية، وحتى لا أقول نلتقي في (المِدْرَحوب) ، فهل لديكم اقتراح
آخر؟
اللهم قد اجتهدت!
المدونــة الثامنـــة
بدءًا
لا بد من الإجابة عن تساؤلات وتعليقات وردت لدى بعض قراء هذه المدونات- التي تحفّز
على إيجاد البديل من العبرية، وتحرص على لغتنا العربية.
سأل سائل:
ولماذا لا تقترح بديلاً لكل لفظ أعجمي، إذا كنت حريصًا على لغة العرب، أو لغة
القرآن؟
وإجابتي: ليس وكدي هنا أن ألغي ما هو متفق عليه، وشائع في لغتنا، مما ورد إلينا من
لغات أجنبية أو أعجمية، وأنا لا أزعم أنني أنجح فيما عجزت عنه مجامع الدول العربية،
فمن منا ينكر اليوم استخدام لفظة (ميكانيكا)، ويطالب بأن نستخدم ما قرره مجمع
القاهرة - علم الحِيَل؟
وهل نترك لفظ (البطارية) لنقول لبائعها: هل عندك مِـرْكم؟
ومن يرفض ألفاظ الدكتاتورية والديموقراطية والليبرالية والبيروقراطية، بل ألفاظ
الفيتامين والفيروس والألكترونيكا والتكنولوجيا والفيديو واليو تيوب والآيفون وووو
كلها أضحت جزءًا من لغتنا –شئنا أم أبينا-، ولغتنا خضم لا يعيبه استــيعاب، وهي
تهضم وتصوغ قدر طاقتها بقوالب عربية، فتتقبلها كما تقبلنا ألفاظًا فارسية وتركية
ويونانية...
فهذه الألفاظ التي استوعـبـتها العربية، وآلاف غيرها من المستحضرات والصناعات هي
ألفاظ عالمية بمعظمها- يفهمها الفرنسي والتركي والإنجليزي والعربي. وبالطبع، فإنني
لا أناقش هذه المسألة بتفاصيلها، ومدى نجاحنا أو إخفاقنا فيها، ذلك لأنها أشبعت
بحثًا، وتناولتها دراسات كثيرة ووافية.
أما ألفاظ العبرية فهي حصرية هنا في بلادنا، ونحن وإن كنا نطالب أن نتقن كل لغة على
حدة، فكل لغة هي إنسان آخر فيك- كما يقول بعض الحكماء- إلا أنني أتضايق جدًا،
ويتضايق معي الكثيرون من عشاق لغتنا من هذه اللغة الهجينة على ألسنتنا، فانصت إلى
حوار بين محاميين، بل بين شابين من الطيبة أو الدالية أو باقة، وقل لي رأيك!
ربما ستتفق معي وتسأل:
ما حاجتنا لأن نتحدث لغة سبق أن سميتًها العِـرْبِـيّة- هي مزيج بين لغتين، تمامًا
كما كانت الييديش مزجًا بين الألمانية والعبرية، واللادينو مزجًا بين الإسبانية
والعبرية، والفرانكو آراب تعرفون عنها ولا شك!
إن المسؤولية تحتم علينا أن نبحث عن بدائل، فلا يجوز أن نظل نقول (תַקְלִיטָן),(רַמְזוֹר)
(בֵּית הַבְרָאָה)... على سبيل
المثال!
فمن منطلق الحرص على التقليل، ولا
أقول الإلغاء، (فذلك
عسير، إن لم يكن مستحيلا) عرضت البديل، فلاقت استحسانًا كبيرًا لدى البعض، وتحفظًا
من غرابة الاقتراح لدى البعض الآخر، ناسين أن كل جديد لا بد له من عملية استساغة
تمر في مرحلة ليست قصيرة، وإلا فهل نظل نردد
קַל נוֹעִית
وقد كثرت في الشوارع، ونتحفظ من نحت (يَــسـيكـَة) من لفظتين هما: يسيرة
الحركة -مثلاً؟
وننسى كذلك أن رضا الجميع غاية لا تدرك، كما ننسى أن كثرة البدائل تقوي الأصل
العبري. وعلى كثرة التعليقات والتحفظات إلا أنني لم أسمع اقتراحات مدروسة ومعللة،
ويقرأ المتابع أنني أدرس الموضوع باستقصاء، وبصورة ذاتية، وأفكر فيه ساعات طويلة،
وليس أدل على الإثبات أنني أفكر منذ فترة طويلة بإيجاد البديل للفظة ـ
תַקְלִיטָן
في أعراسنا، وهي في المصطلح
الإنجليزي D.j
= Disc Jockey
، فمن أحب قبل أن أصل إلى مقترح منطقي أن يدلي بدلوه فهو مشكور ومأجور، وأنا معكم
من المنتظرين.
وأرجو ألا ينسى أحد أنني أقترح ولا أفرض، فكيف لي أن أفرض أصلاً؟! وقد كانت تجربتي
مع اللفظة (حتّن يحتّن تحتينًا، والحتّان للمصرِف أي البنك) التي أوردتها وشرحتها
في المدونة الأولى ترجمة لـ (עִדְכֵּן)
فقد ارتأى من ارتأى إقحام
اللام- (حتلان) وهم يحتلننونا؟؟، حتى أفسدوا علي الذوق.
أما الصديق الذي يؤثر لفظ التحديث، فأقول له: لا بأس! ولكن كيف ستقول لشخص
تريد أن توافيه بآخر المستجدات؟ هل تقول له: سأحدّثك؟!!
كتب
لي د. رفيق أبو بكر- محاضر اللغة العبرية والباحث فيها:
"أشكرك على هذه التجديدات، وسؤالي لحضرتكم:
هل أستطيع أن أكتب في مقال علمي ما أن هذه الكلمات العربية لكلمات عبرية مقابلة هي
من تجديداتك، مع ذكر اسم حضرتكم؟"
فأجبته:
"هناك كلمات منها ما هو من وضعي، وهناك كلمات منها ما أروّجه، وقد يكون سبقني أحد
دون أن أعرف من هو، فيمكنك أن تكتب أنها في زاويتي التي ابتكرتها "البديل من
العبرية إلى العربية".
عند حديثك عن كلمة بعينها
اسألني مسبقًا، لأمانة البحث العلمي، وسأقول لك إن كانت مني، مثل (مَـنْـزَه) ترجمة
لـ טַיֶּילֶת،
أو أقول لك إنها ليست مني أصلاً ، ولكني أروّجها مثل (خَـلَـوي) التي استقيتها من
المورد ترجمة لـ cellular،
وبينت في مدونة سابقة سبب الخطأ في (الخلــيوي؟؟؟).
وعلى ذكر الخلوي فقد سأل صديقي عن الـ
מַטְעֵן
"ليطعن" خَـلَـويّه (بلفونه؟؟)، فقلت
له لعلك تريد الشاحن؟
قال من أين أتيت بها: قلت إن الفعل الإنجليزي
charge
= يشحن، و
charger
هو
الشاحن، فلماذا لا نتعود عليها؟
-لقد اتصلت بك، وتركت لك خبرًا في المِجواب =
מְשִׁיבוֹן.
- استمعت إليه، فهو מְעֲנְיֵין.
- هذا لفظ سأتدارسه، فقل
(مثير للاهتمام)، مع أنه ليس شافيًا تمامًا، وأعدك أن أبحثه في مدونة قادمة.
المدونـــة التاسعـــة
עֲמִידוֹן = وقّــاف
إلى البروفيسور المحترم ... أنا أعمل في مجال التربية الخاصة (معالِجة طبيعية) ونستخدم كثيرا كلمة עֲמִידוֹן ، ولا نعلم ما هي ترجمتها في اللغة العربية؟
سوار 23/06/2012
إلى
سوار العزيزة:
سألتِ عن ترجمة عربية للفظة
עֲמִידוֹן، ذلك الجهاز
الذي يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على أن يقفوا. ما وجدت حتى اليوم أفضل من
وقّــاف – بتشديد القاف- أي أنه يوقف الإنسان- أو يساعده على الوقوف، ويجعل
قامته أقرب إلى أن تكون منتصبة، ذلك لأن جسم الإنسان بحاجة إلى الوقوف على الأقل
ساعة في اليوم. نحن نعرف أن المشافي تستخدم الوقّـافات لعلاج المحتاجين.
באֲדִיבוּת ... = بإذن من....
إلى د. فاروق: كيف أترجم ما تعتاده الكتب العبرية من كتابة كلمة وفاء واحترام لصاحب الرسوم أو الصور او أية مادة مستقاة أخرى، حيث يكتبون في بداية الكتاب באֲדִיבוּת، فهل أترجم (بلطف من.....)؟
أحمد سليمان
أخي
أحمد:
في رأيي أن التعبير (بإذن من..) هو أدق من التعبير غير المتداول (بلطف من...) وهو
بالإنجليزية:
by
courtesy of، وبالطبع فعندما
نستأذن نكون واعين أن في افتراض إعطاء الإذن لطفًا وتعاونًا وشكرًا. إذ يكون ذلك
عادة بدون مقابل.
חֲוָויָה = عَـيْـشِـيّــة
هذه
اللفظة ما أكثر استعمالها بالعبرية، وعلى ألسنتنا في تضاعيف كلامنا في هذه البلاد،
فكلما عشنا أو عايشنا
(חֲוִוינוּ) تجربة شعورية عذبة
أو مُـرّة لجأنا إلى التعبير العبري (حفايا)، ونحن لا نتوقع من أحد أن يقول: والله
عشت تجربة شعورية قاسية أو رائعة.
ارتأت بعض المعاجم أن تترجم المقابل بالإنجليزية-
experience
=
تجربة شعورية.
أقول: لماذا نستخدم لفظتين في حديثنا؟ فنحن نستطيع من لفظة
חַי =
عاش أن نستضيف لفظة (عَـيْـشِـيّـة)-
مصدر صناعي من العيش، واللغة العربية فيها طاقات اشتقاق مميزة، ونستطيع أن نتصرف
باشتقاقاتها- חַוָוה =
عاش أو عايش.
أقول: كنت في البحر! أي عيشية عشتُها!
- تقول: اللفظة غريبة و"صعبــة"!
فأقول: أعرف، ولكن، لنتعود، فهل لديك حل؟
يقول: لماذا لا أجعلها (معايشة) مصدر عايش التي هي لفظة مقبولة؟
أقول: معنى (المعايشة) بالعبرية مختلف، فهي تعني:
לחְיוֹת בְּיַחַד, לחְיוֹת בּאוֹתָה
תְקוּפָה.
טְעוֹנֵי טִפּוחַ = مُسْـتَـرْعُـوْن - (مُسْـتَـرْعِين)
هذا
التعبير يُقصد به أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية/ عناية خاصة حتى يتقدموا في الحياة
كما يجب.
التعبير العبري يوحي بطلب الرعاية والاعتناء، أي من هم بحاجة إلى عناية خاصة،
والتعبير العبري هو ترجمة للمصطلح
Special Care…..
اخترت وزن استفعل للفعل (رعى)، فاسم الفاعل هو مُُسْـتَـرْعٍ (المسترعي)، وهم
مسترْعُون في حالة الرفع، و(مُستَرْعِـين) في النصب والجر.
ذلك لأن الهمزة والسين والتاء تفيد الاستدعاء، فالشخص يستدعي أي يطلب الدعوة،
ويسترحم - يطلب الرحمة/ ويسترعي- أي يطلب الرعاية. وقد سرني أن بعض المؤسسات
استخدمت هذا التعبير الذي اقترحته قبل بضعة عقود.
מוּמְחֶה = مختص أو متخصص
يستعمل الكثيرون لفظ أخِــصّـائي ترجمة لـ
מוּמְחֶה
، ولا أدري من أين أتوا به، فاختص
فلان بهذا الفن = انفرد به، فهو مختص، وتخصص فيه أي انفرد فيه، وتخصص في علم كذا –
قصر عليه جهده وبحثه فهو متخصص، وما أكثر شبابنا المتخصصين هذه الأيام!!! (أمر
مفرح).
يجد
الباحث الفعل (أخصى) في متن اللغة بمعنى تعلم علمًا واحدًا (مجاز)، ولكن
مصدر أفعل هو إفعال، وأخصى مصدرها إخـصاء، فالإخْصاء أو الإخْـصائي – مع صحتهما-
تثيران معاني لا نريدها في حديثنا، وسنلجأ إلى لغة (بلا قافية).
إذن نقول: متخصص، أو مختص لا מוּמְחֶה ، ولنتخل عن الخطأ الشائع أخِصّــائي!
سألني
الصديق طارق: وماذا نسمي
מִתְמַחֶה?
- نسميه متمرن أو
متدرب.
- ولكني لا أرى الدقة في بيان العكوف على التخصص، وقد يكون كل تعبير منهما من عالم
الرياضة، أي رياضيًا أكثر.
-
أنت على حق! ونحن
بحاجة إلى إيضاح بعد قولنا متدرب، متمرن في...، ومع ذلك لا يوحي كل منهما بالتخصص
في مجال ما.
لو جاز لي أن أقترح لاقترحت: مُسْـتَـخِـصّ أي يطلب الاختصاص. وأنا أترك لك
الخِـيار!
المدونة العاشرة
كتبت لي قارئة:
شكرًا لجهودك، وبارك الله
فيك على هذه اللفته الرائعة حقًا، وحتى الآن فأنا متابعة لمدوناتك الثماني. آمل أن
تجد كلمه مستقاة من العربية لكلمة
עוּבְדָה، لأن أغلب الناس حولي يستخدمون هذه اللفظة العبرية في كلامهم.
شكرًا لك، وننتظر جديدك!
وطن أبو مخ - 26/06/2012
-
هذه اللفظة
بالذات سأل عنها أحد المعقبين، واستفسر كذلك عن ترجمة
דווקא?
עוּבְדָה = واقع
- في رأيي أن עוּבְדָה أفضل ترجمة لها (أمر واقع)، وبلفظة واحدة (واقع) أو (حقيقة)، واللفظة أصلاً هي آرامية، وتعني عملاً قد عمل، فعلاً، حدثًا قد حدث، وقد تذكر اللفظة لإثبات ما تناقش فيه، وكأنك تقول له (مفروغ منه).
דַּוְוקָא
= بالذات
לָאו דַּוְוקָא
= ليس بالضرورة
أما
لفظة דַּוְוקָא
التي تتكرر وتتكرر فأقرب ترجمة
لها كما ترد في حديثنا وفي كتابتنا: بالذات، فترجمها بالذات!
(قد
ترد بمعنى تمامًا- لمن يتحفظ من المعنى اللغوي للذات).
أما التعبير
לָאו דַּוְוקָא
فأترجمه
ليس بالضرورة (ليس تمامًا، وبالعامية "مش بالزبط").
فبدلاً من أن تقول:
דַּוְוקָא
הוּא
قل: هو بالذات!
وبدلاً من تقول: לָאו
דַּוְוקָא
قل : ليس بالضرورة!
(وبالعامية مش بالضرورة، مش حتم، وأنا أذكر العامية أحيانًا، لأنني لا أتوقع
استخدام (ليس) في الحديث الدارج، ولا ينسَ المحتج أن أصل (مش) هو: ما شيء، وقد جرى
نحتٌ هنا كذلك).
من التعليقات:
1-
وقاف
التي اقترحتها للفظة
עֲמִידוֹן
في المدونة
السابقة تذكّر بوصف لعمر بن الخطاب بأنه كان وقافاً عند حدود الله أي كثير الوقوف،
والترجمة برأيي لها إيحاءات بعيدة عن (العميدون)، فربما "مُساند" أو "ساند" أو
"داعم" تكون أوفى! مجرد اقتراح أو مقترح، وشكرًا!
أبو عبيدة 28/06/2012
2- أقترح كلمة مُوقِف
مُوقف
بضم الميم وكسر القاف.
محمد 28/06/2012
3- أقترح لفظة (مِـنْـصاب).
سديد
-
أعزائي: شكرًا
للاهتمام!
قلت في مدونة سابقة إن الكلمة العبرية تقوى وتبقى إذا كنا نعطي لها بالعربية أكثر
من بديل، فوقّاف صيغة مبالغة تدل على اسم آلة، وهي الملائمة – في رأيي- بعدما درست
كل الخيارات المذكورة وغيرها. وإذا كانت (وقّّـاف) واردة في حديث عمر إيجابيًا فهنا
مكانها بالذات، لأن الوقّاف يساعد على الوقوف، والثبات، والحفاظ على الجسم، وقد
بحثت تمامًا عن معنى (עֲמִידוֹן)
العبرية، ورأيت في الشبكة صور هذا الجهاز المختلفة، فازددت اقتناعًا بالوقاف (على
غرار: جرار، سحاب، خلاط، حفار...)، ونحن قد لاحظنا (وقّاف) في الشعر العربي،
واللفظة ليست قصرًا على ما وصف به الخليفة، فهي ترد بمعنى الثابت، كقول شوقي:
لو عاش قدوتهم ورب لوائهم نكس اللواء لثابت وقّّافِ
ثم لا ننس أن هناك كلمات مشتركة المعنى، فمساند لها عدد من المعاني، والساند قد
يكون في أمور مالية، أو في غيرها، والمُوقِـف تختلط بالقراءة مع المَوْقف، وفي
المعنى بالذي يوقف أمواله للخير. أما المِنْصاب فهي تدل على رفع الشيء، ويمكن أن
أكون منتصبًا وأنا جالس، ثم إن اللفظة تدل على معان مختلفة، وهي ثقيلة على اللفظ.
لاحظ أننا لا نستعمل لفظة (وقّاف) لأي معنى آخر بلغتنا اليومية والحديثة، فلنقصرها
على الجهاز!
إلى البروفيسور المحترم حارس اللغة:
لا يروق لي أن نترجم
אֶפְּיִלֶפּסְיָה
epilepsy
داء
الصَّرْع – كما هو في قوجمان والبعلبكي وسغيب، ونحن نلفظه (الصَرَع)، هذا الداء
الذي يؤدي إلى سقوط المريض به فاقد الرشد، وبحالة تشنج عصبية معينة، فما رأيك
بترجمة ليست قاسية نستخدمها في حديثنا بلغة عربية سليمة؟
ممرضة في هيلل يافه
אֶפְּיִלֶפּסְיָה=
الوُقــاع
هذه الترجمة اخترتها على وزن فُعال،
وهو يطرد في الأمراض (سُعال، زُكام، صُداع...)، فالفعل (وقع) حيادي بدون دلالات
سلبية.
أنت أيتها الأخت على حق، فإن اللفظ الدقيق هو (الصَّرْع)- بتسكين الراء (وذلك أخف
وقعًا من الصَّـرَع)، فبالفتح يوحي بدلالة سلبية، وبالطبع فإن من يضع المعاجم هم
من البشر، وجل من ليس فيه تثريب.
جدير بالذكر أن مجمع اللغة العبرية ترجم
epilepsy
إلى כִּפְיון،
وهي لدى البعض
מַחֲלַת הנְפִילָה-.
إذن لنقل أصيب بالوُقاع، وهو وقْعان،
ولا تقل كما تقترح المعاجم: أصيب بالصرع، وهو مصروع ؟؟؟
ومهما قلنا فأنا وأنتم
ندعو له بالشفاء، وليتنا لا نحتاج اللفظ!
المدونة الحادية عشرة
رسالة:
- عليكم سلام!
بداية لك مني جزيل الشكر والعرفان على جهودك الجبارة والمخلصة من أجل الحفاظ على لغتنا العربية.
والمدونات التي تنشرها هي طريقة رائعة لتشجيع استعمال ألفاظ عربية لا يستخدمها الكثيرون، ويؤثرون بدلها العبرية أو الأجنبية.
أود
أن أسألكم:
زوجي دائما يقول هذا الشهر أخذت مَـفْـرِيعا (מִפְרָעָה)
من
الشغل، وأنا شخصيًا أتضايق من اللفظة الغريبة،
وأقول له: رجاء لا تستعمل العبرية، وعليك بلغتنا العربية!
يقول: لا أعرف ما هي الكلمة بالعربية تمامًا؟
قلت له: قل"سلفة" فهل أنا على حق؟ ما رأي الأستاذ الدكتور في ذلك؟
بارك الله بك على كل شيء!
مع تحيات
(أم وسيم) - المثلث
מִפְרָעָה= سُــلْـفَة
أحييك وأشكرك أم وسيم!
نقول
عادة عن المبلغ الذي نحصل عليه تحت الحساب سُـلفَة، وجمعها سُــلَـف.
إذن
أنت على حق!
والترجمة الثانية لها تكون في أكثر من لفظة، حيث يقول البعض دفعة على الحساب،
أو حتى باختصار (على الحساب= عَ الحساب). قلت للمحاسب في المكتب:
"أعطني ألف شاقل على الحساب!"، فحصلت عليها، وأنفقتها دون أن أدري كيف طارت من
يدي!
ومثل هذا الاختصار نجده بالإنجليزية كذلك، فبدلاً من قولهم
advance payment
يقولون
advance.
أما
מִקְדָּמָה
فتكون دفعة من الحساب، ونطلق عليها كذلك (دفعة مقدمًا)، ولا
بأس من استخدام سلفة، ففي العربية ليس هناك هذا التفريق بين
מִפְרָעָה
وبين
מִקְדָּמָה،
فالمهم القبض، فكل مبلغ تحت الحساب هو لدينا سلفة. ذلك
لأن
هذه اللفظة العبرية
מִקְדָּמָה
تستعمل عندما يحصل الشخص على مبلغ مما هو موعود به من زيادات، بينما
מִפְרָעָה
تكون دينًا عليه وتخصم من مستحقاته.
أما פִּרָעוֹן أي حساب فهو التسديد، (في معجم الوسيط: سدد ماله: أحسن العمل به، وفي رأيي قبول اللفظة الدارجة، لأننا نسد خللاً أيضًا)، فإذا פָּרַע فلان حسابه فقد دفعه أو سدَّده.
حوار:
מַחֲסוֹם = حاجز
-
قال لي وهو
يحاورني: أنا لا أطيق كلمة حاجز التي تطالبني أن أقولها كلما أقبلنا على
السلطة الفلسطينية. أنا أفضل قول (المحسوم)!
قلت له: المسألة تكمن في تعويد اللسان، فهل اللفظة العبرية أخف دمًا، وألطف نطقًا،
جرب أن تستفتي شخصًا أوربيًا حياديًا في اللفظتين، فستجد أنه سينحاز لموسيقا
لفظتنا.
فلماذا نقول (محسوم) ونجمعها على محاسيم، وفي لغتنا (حاجز) وجمعها حواجز؟
قال وكأنه يسمع لغة جديدة: حاجز؟؟!!
- يا أخي ! يبدو أن لسانك لا يستسيغها، ومع ذلك، فإنك لو قلت "محسوم"- اسم مفعول،
مثل محمود، محجوز فأنت لست بعيدًا عن المعنى، فمعنى (حسم على فلان) في معجم الوسيط:
منعه من الوصول، و(حسم الشيء) قطعه.
قل (حاجز)، فإن لم تستطع فلا بأس من المحسُوم، وهذا أضعف الإيمان!
في هذا السياق كتب لي صديق معلقًا على ترجمتي لـ
חָסוּם
التي نقرأها على شاشة الخلوي:
"أرى أن نترجمها- محسوم، فحسم
على فلان غايته: حال بينه وبين الوصول إليها"
وجوابي: لا يصح أن نعمد إلى المشترك، فمحسوم تستخدم على الحواجز، وقد وقفت على
ترجمة חָסוּם, חָסוּי
في المدونة التاسعة والعشرين، ولماذا
فضلت (مستور) و(مجهول).
عبرية طاغيـــة في الإعلانات
-
إن كنت لا تصدق فادخل
مدينة الطيرة مثلاً من جهة الشرق، وقل لي ما حال العربية في الإعلانات أو اللافتات؟
حبذا تصوير بعضها هنا حتى نرى ما يحدث في مدننا وقرانا، وستجد أن العبرية الفصحى
سيدة الموقف، بل وصل ذلك إلى مواقعنا على الشبكة؛ ففي موقع تنشر فيه هذه المدونات
نجد إعلانًا بارزًا:
מִקְצוֹעָן- אַסְפָּקָה
טֶכְנִית:
-
מִקְצוֹעָן- אַסְפָּקָה
טֶכְנִית= محترف- إمداد
تِـقْني
أما
מקצוען
فهي من لفظة מִקְצועַ =
مهنة أو حِرفة، ولفظة
מִקְצוֹעִי
تعني مِـهْـني، أما اللفظة
מִקְצוֹעָן
فتدل على تخصص واحتراف، فهو مُـحـتَرِف، وإذا جاز لي الاشتقاق لقلت
مُـتَـمَهِّـن. فلنختر الأولى دلالة على الخبرة في الحرفة، أو الثانية إذا
أحببت أن تبقى في جوار لفظة (المهنة) لضرورات لغوية أو مبنوية.
وأما אַסְפָּקָה
فتعني الإمداد (التجهيز والتزويد والتوريد، وكلها فيها نوع من الترادف،
وصوتيًا هي أجمل من "الأسبقا أو الهسبقا"، وهي تلائم المقصود من الإعلان).
تبقى لفظة טֶכְנִי-
التي تعني العملي والتنفيذي في الاستخدام، فأفضل أن تترجمها (تِـقْـني)،
فهي عربية الجذر بمعنـى الإحكام، فرجل تِـقْـن أو تَـقْن يعني في المعاجم المتقن
الحاذق، وهي تقارب اللفظ العالمي (technical)
حتى تكاد تكون إياها، فلماذا نختار لفظة (فنّـــي) كما يفعل مؤلفون كثيرون ما دامت
لفظة (الفن) لها دلالات مغايرة، وما دامت التقانة من متطلباتنا ومن أصول لغتنا؟؟!!
دعونا نتفق أن الرجل الذي نسميه بالعبرية
טֶכְנַאי
هو الـتِّـقْـنيّ، فذلك
أدق من قولنا: رجل فني.
أما لفظة טֶכְנוֹלוֹגִי
التي تعني مجمل الفنون الصناعية
والعملية الأدائية، فالأوصل في اللغة أن نلفظها بتعبيرها العالمي (تكنولوجي
technology)،
فلا حاجة لترجمتها أسوة بألفاظ سوسيولوجي، مورفولوجي، بيولوجي...مما هو وارد في
اللغات العالمية، والعربية تستقبل مثل هذه الألفاظ، ولا تثريب عليها.
استفسار:
- ما التعبير العربي بدل שְׁטוּיוֹת?
-
שְׁטוּיוֹת=
كلام فارغ
-
وإذا عمدت إلى لغة
فصيحة منـتـقاة فقل: هُـراء!
وإذا أردت الدارجة فقل "حكي فاضي"!
عسى ألا يكون ما أقوم به يدخل في هذا النطاق، فقد كتب لي معلق "إنك تضرب في حديد
بارد"، ولا يمكن أن تغير حركة التاريخ، فالعبرية في تضاعيف العربية تتغلغل في
الـلُّحْمة والسَّداة.
قلت: حسبي أن يفيد البعض من بعض ما
أورده، حتى ولو لفظة. صحيح أنني أجهد نفسي، ولكن من يعمل أفضل ممن لا يعمل، ومن
يعمل فقد يخطئ، لكن من لا يعمل فهو حتمًا على خطأ!
وأطمئن صاحبي أن الأصداء إيجابية جدًا جدًا، فأعني اللهم على أن أواصل!
المـدونــة الثانـيــة عشـرة
- צִנְתּוּר = كَــثْـتَـرَة
-
أعني ما يتمثل بإدخال
أنبوبة إلى فضاء الجسم، بقصد إخراج سوائل منه، كما هو في مجرى البول لإفراغ
المثانة، أو إدخاله لشرايين/لأوردة الجسم عامة، والقلب خاصة، وذلك لفحص سلامته
وعلاجه. والتعبير بالإنجليزية منه ما هو:
cardiac catheterization ،
(وباختصار الأطباء-
cardiac cath ، وقد استخدموا
في الطب
cardiac
(بمعنى قلبي= أي ذو علاقة بالقلب) للتمييز بينه وبين إدخال الأنبوبة في جزء آخر من
الجسم.
لقد
ترجم المورد للبعلبكي اللفظ الإنجليزي (catheter)،
أنه القَسْـطَـر(لاحظ أنه ابتدع اللفظة واستبدل الثاء سينًا، وغير في النقحرة)،
وشرح أنه أنبوبة معدنية أو مطاطية تدخل في مجرى البول لتفريغ المثانة، وربما عنه
أخذ معجم الوسيط فقال: القسطرة (بزيادة هاء التأنيث) هي أنبوبة المطاط تدخل
في مجرى البول لتفريغ المثانة.
ويلاحظ أن كليهما لم يتحدثا إطلاقًا عن القلب، وكأنه لم يكن في زمانهم ما يدعوهم
إلى اهتمام باللفظة. (لاحظ أن المنجد لا يذكر الكلمة لا في المتن ولا في
الإضافات!).
من حقنا أن نعود إلى اللفظ العبري
צִינְתּוּר
(צִנְתּוּר) فابن
شوشان في معجمه يرى أن اللفظ
צַנְתָּר = (catheter)
ربما كان تحريفًا من צִנּוֹר،
وربما كانت الكلمة آرامية
צִנְתְרא. بل إن الكثيرين
يلفظونها بأصلها الأجنبي קָתֵטֵר
(ونسمعها دارجة كاتيتير).
إذن ما دامت اللفظة الإنجليزية هي المعتمدة، فلماذا لا نقولها بلفظها بدون تغيير
الثاء إلى سين
-كما هي في الأصل- (كَثْــتَـرة)؟ ولماذا لا نجيز الفعل (يُـكَـثْــتر) عندما يدخل
الطبيب الأنبوبة- أي الكاثيتَر؟
الكثـتـرة أولى من القسطرة، لأنها أقرب إلى الأصل، ومن جعلها بالسين فلا إثم
عليه، فهناك أساتذة أحبوها وأجازوها؛ ولكن لنبتعد في تضاعيف العربية عن استخدام
צִנְתּוּר،
وقد شرحنا أكثر من مرة لماذا!
بالطبع لاحظتم أنني أقبل الألفاظ العالمية ما دمنا نفتقد البديل العربي، فما عجزت
عنه مجامع اللغة لا يستطيع فرد أن يبتدع لفظًا ما ويسوّقــه.
ثمة سبب لغوي آخر يقرب (الكثـترة) للعربية، إذ أن الكثرة في التدفق بعد
انحباس هي علامة خير.
يبقى أن ندعو بالخير والعافية لأولئك الذين أجروا العملية أو الذين على وشك
إجرائها، ولا تهم اللفظة بقدر ما تهمنا عافيتهم!
ملاحظة لا بد منها: أطلعت البروفيسور رسمي مجادلة- المتخصص بأمراض القلب- على هذه
المادة فأجازها.
הַנְדְסַאי = هندَسـانِــي
كثير من شبابنا يعملون في هذا المجال،
فبالإضافة إلى المهندس هناك خريج كلية تِـقْـنِـيّـة- ويكون في درجة تتراوح بين
المهندس وبين التِّـقْـنِـيّ (טִכְנַאי)،
هي (הַנְדְסַאי)
= هندساي (وليس هندسَـئِي كما نسمعها في الخطأ الشائع من اللفظ العبري)، فإذا سألت:
ماذا تعملـ (ين)؟ كانت الإجابة- إذا كنت مصرًا على استخدام اللغة العربية: هندسي!
وأجابتك هي: هندسية.
ونحن بالطبع نلاحظ أن النسبة تربكنا، فالنسبة إلى (هندسة) هندسي، فلو قال قائل:
أعجبت بمخطط هندسي، فإننا لا نعرف المقصود؟ هل هو مخطط في الهندسة؟ أم هو مخطط
الشخص الذي يعمل في الهندسة، وكذلك الحال في جملة: أعجبت بمخططات هندسية.
-
إذن الحل بأن نضيف
النون في التخصص: هو هندساني، وهي هندسانية!
تسألني، أيجوز ذلك في اللغة؟
أجيب: نعم، فنحن نقول صيدلانــي، صيدلانية (ولا نقول هي صيدلية، وإلا فستكون غاضبة
جدًا عليك!). نقول كذلك هو حلْـواني وكنفاني...
للأمانة: هذه الفكرة تداولتها أنا والدكتور إلياس عطا الله قبل عقود!!
إذن هي فكرة مشتركة، فهل توافقوننا عليها؟
حتى في الكتابة:
كتب لي صديق: لست (شليمًا) مع هذه اللفظة التي اقترحتها.....
שָלֵם עִם= متوافق
-
قل يا صديقي:
متوافقًا، لأنك توافق نفسك، أو لا توافقها، وفي الفعل (توافق) مشاركة، وفيه
اختلاف عن الموافقة بمعنى
הַסְכָּמָה.
وأنت تجد في التوافق الرضا، وعليه يمكن قبول (راضيًا) إذا أحببت.
מִשְׁתַּלֵּם= يُوفّــي، مُوَفٍّ
أما التعبير الذي نسمعه من
رجال الأعمال
מִשְתַּלֵּם
في هذا المشروع أو ذاك،
فأقرب ترجمة نجدها في
الدارجة (يُـوَفّـي)، "هذه المصلحة بتوفّي"، وفي رأيي أن نقبلها في الفصيحة أيضًا
بمعنى= تدر ربحًا، فنقول: هذا المشروع وفّى، وهذا المشروع لم يوَفِّ. إذ أن طاقة
الاشتقاق في العربية تجيز لنا، فالمعاجم تذكر: وفّـى فلانًا حقه= أوفاه إياه- أي
أعطاه إياه تامًا، فهل يمكن أن نتيمن خيرًا من المشروع حتى يعطينا الحق في الربح؟
وإلا فسنقول: هذا المشروع لا يُوفّــي!
المدونة الثالثة عشرة
מוֹעֲדוֹנִית = نُـوَيْــدٍ ( مع التعريف: النُّوَيْـدي)
מוֹעֲדוֹנִית تصغير
מוֹעֲדוֹן
إذا
وافقنا على أن מוֹעֲדוֹן
هو النادي، فتصغير النادي
هو النُّوَيْدي، وهو اسم منقوص تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر (غير
المحلَّـيتين بلام التعريف، وغير المضافتين)= نُـوَيْـــدٍ.
إذن نقول: أرسلت طفلي إلى النويدي (لا إلى النويدية)،
وفي بلدتنا نُوَيْــدِيات كثيرة (بدون تشديد الياء كما يلفظ الكثيرون).
إذن هذا نُوَيْدٍٍ وليس
(نُوَيْــدِيـــَّة)! والنويْدِيات ضرورة للأمهات العاملات.
אֲבִיזָר (אֲבִיזָרִים)= مُـسْـتَـلْزَم (مستلزمات)
في الإنجليزية هي
accessary / accessory،
من هنا علّق البعض لافتة على متجره إكسسوارات، ويعني بها اللوازم التي
يحتاجها الخياطون ونحوهم من قطع صغيرة هامة لجمهور المشترين، وكذلك ما تهتم به
الصغيرات من خرز وحلق وأساور ووو.
إذا عدنا إلى ابن شوشان فإنه يخبرنا أن
אַבְזָר/אֲבִיזָר
لفظ آرامي
אֲבִיזְרָא،
ويعني اللفظ: ملحق، تابع، قطعة إضافية.
لكن الاستخدام اليوم بالعبرية يعني:
أ- قطعة صغيرة تضاف للمركبات أو الآلات
ب- قطع للخياطة ونحوها كالدبوس والمشبك وما ذكرت أعلاه.
وقد سمى البعض هذه كماليات، وأنا لم أجد هذه اللفظة (كماليات) في المعاجم،
اللهم إلا في إضافات المنجد– أي ملحق المفردات، فيذكر أن الكماليات
"هي مقتنيات الإنسان من أصناف غير ضرورية لمعيشته".
إذا قبلنا الشرح فمعنى ذلك أن "الإكسسوارات" وقطع الغيار، وإضافات التجميل للسيارات
كلها غير ضرورية.
لم يبق إلا أن أقترح اقتراحًا لعله يجمع المتطلبات والضرورة النسبية، وهو
مُسْتَـلْزمات، من الفعل (استلزم)، وهذا فعل اختاره مجمع الوسيط
للدلالة على اللزوم، فاستلزم الشيء = عده لازمًا، فهو يلزمنا لإكمال ما اشتريناه،
وأرى في عصرنا أنه يكون ضروريًا نوعًا ما، وليس كماليًا بمعنى المنجد.
لاحظوا أننا نستخدم في لغتنا الدارجة (لوازم)، وهي مقبولة وملائمة، ولكن المشكلة في
المفرد، فهل نسمي القطعة (لازم أو لازمة)؟!
ثم إن (لوازم) ومفردها لهما معان أخرى، ونحن نحاول أن نفرد لفظة لمعنى محدد.
جدير بالإشارة إلى أنني حاولت تقصي بداية اللفظة (كمالي)، وعجبت لماذا لا يكون
معناها – حصرًا- ما ينحو للكمال؟
فهي نسبة، فكيف تكون نسبة الشيء إلى معنى نقيض؟
سيقى الأمر في مجال استقصائي، وأرجو من المهتمين ألا يضنوا بالإفادة!
إذن هي المُستَـلزَمات التي نشتريها، ونحب أن نستمتع بجمالياتها، أو نجعلها
ضرورية، وكأنها قطعة/ قطع من الضروري أن تكون، وأن نفيد منها.
מַכְשִׁיר= جهاز
نعرف أن اللفظة العبرية (أعني الاسم
لا الفعل) تتراوح بين معنى الجهاز، وبين معنى (وسيلة) مجازًا، لكني هنا أركز على
ضرورة استخدام جهاز في لغتنا الدارجة، بدلاً من (مخشير)، التي (خشرت)
آذاننا، فهناك جهاز الهاتف (التلفون)، وهناك الموجّـه (שַׁלָּט)
وهو جهاز كذلك، وهناك جهاز
الأصم للسمع، وجهاز الإنذار
(אַזְעָקָה)، وأجهزة أخرى
كثيرة، ففي كل آن جهاز.
أما الفعل المضارع للفظة
מַכְשִׁיר فيعني يهيئ،
يجهز حسب السياق.
نستخدم في المؤسسات لفظة
מִכְשׁוּר
، وتعني التجهيز، وإذا حدث
التباس باللفظة وحدها فيمكننا أن نستخدم: تزويد أجهزة.
תַּכְשִׁיר=
مُسْـتَـحْـضَـر
غير أن الاسم תַּכְשִׁיר يختلف، فهو يعني مُسْـتَـحْـضَـر، وهو المُـنتَـج الذي نحضره، في المختبر، ويكون لغرض طبي أو للتجميل.
المدونـــة الرابــعة عشــرة
النحت وجوازه، ومحاولات جريئة:
يعبر القدماء عن النحت بأنه
استخراج كلمة من كلمتين أو أكثر، فالعرب مالوا إلى اختزال قوالب لغوية، وقد اعتبر
القدماء هذه الظاهرة سماعية، فلم يبـِح كثيرون منهم للمتأخرين بأن يبتدعوا.
مع ذلك فقد اعتبر ابن فارس النحت قياسيًا، كما عده ابن مالك في كتاب التسهيل
قياسيًا أيضًا.
(انظر كتاب: من أسرار اللغة – القاهرة- 1966 لإبراهيم أنيس، ص 72 وما بعدها)
إذا نظرنا إلى بعض النماذج النحتيّــة فسنجد نحو (المشألة) = قول "ما شاء الله!"،
(طلبق)= قال "أطال الله بقاءك" ، ومن الشواهد الشعرية:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها فيا حبذا هذا الحبيب المبسمل
(عمر بن أبي
ربيعة)
لن
أستطرد في موضوع النحت ونماذجه الواردة في لغتنا، وهي كثيرة، ولن ألجأ إلى الذين
غالوا، فظنوا أن كل فعل رباعي هو من النحت، لكنا نقف على رأي اللغوي إبراهيم أنيس
في قوله المهم جدًا:
"إن النحت في بعض الأحيان ضروري يساعدنا على تنمية الألفاظ في اللغة، ولذا نرى
الوقوف منه موقفًا معتدلاً، ونسمح به حين تدعو الحاجة الملحة إليه" (م.ن، ص 75).
ومن جهة أخرى يعرض المحدَثون من اللغويين إلى ظاهرة لغوية يسمونها Haplology
وهي عندهم حذف بعض الأصوات من الكلمة اختصارًا لبنيتها، وتيسيرًا للنطق بها،
واعتبروا هذا ميلاً عامًا في تطور البنية للكلمات.
يقول (جسبرسن) "ليس هناك أدنى شك في أن الاتجاه العام لجميع اللغات هو نحو تقصير
الصيغ للكلمات" (م.ن، ص 77).
وفي تجربة اللغة العبرية الغنية جدًا بنحتها واختزالها واختصاراتها (
הלחם+ הדבק)
ما يدعونا للنظر، وصدق الحديث
الشريف: "الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها".
وعليه، وبسبب اقتناعي بضرورة التجديد، ومن الضرورة اعتماد الجرأة خدمة للغتنا التي
قبلت النحت بمئات أمثال منه، وقبلت الاشتقاقات، فإنني اقترحت سابقًا بعض المنحوتات:
حَّـتَّــن، ومصدرها- تَحْــتـين، وهناك بطاقة حتّــان (עִדְכֵּן"
עַדְכָּן)، شارصيف (بدل
מד- רחוב)،
يسيكة (بدل קַל נוֹעִית).
استمرارًا لذلك سأدون هنا ما قد يعتبره البعض جنوحًا، وقد يرفضونه بدءًا، ولكني، مع
ذلك- سأعرض وجهة نظر، فربما يكون لها أيما أثر، وربما ينحت أحد المتلقين ما هو
أجمل:
תַּקְלִיטָן=
الواســِـي
لا
شك أنكم تعرفون هذا الذي يقف وراء المسجلات في الأعراس، فهو الذي يغير أسطوانة،
ويضع سي دي، أو هذا الذي يعد برنامجًا إذاعيًا أو تلفزيونيًا، ويعلق، فهو-
وللمحافظين للغة أقول "يغير الأقراص"، مع أن لفظة (القرص) استهلكت ووزعت على دلالات
كثيرة.
إنه فارس الأسطوانات، وبالإنجليزية اختصروا، فسموه:
D.J
اختصار منDisc
Jockey
والسؤال: كيف نبتكر لفظة
عربية تنجينا من (التقليطان)؟
لم أجد إلا النحت سبيلا، فواضع (السي دي) في الجهاز، هو الواسي. إذ حفظت (وا)
من لفظة (واضع)، وأخذت (الـسي) من أول سي دي.
أما الذي يعترض على استخدام (السي دي) مع أنه يستخدمه، فأقول له:
أخذت السين – يا أخي- من لفظة (أسطوانة)- الحرف الثاني (ولا تزعل)، ولكن، ومع ذلك
فهل أصل (أسطوانة) عربي؟؟!!.
ولا
ينس أحد أن وظيفة هذا الواسي تـتفق مع معنى يواسي، يعزي ويعين، ويسلي!
أليست اللفظة الواحدة أفضل من تركيب (فارس الأسطوانات) مثلاً؟
أليست –على تحفظنا من كل جديد- أفضل من لفظ (تقليطان؟؟؟!!!)
متى ستستضيف الواسي في فرح قادم عندكم؟ وللمتدينين أقول: قد يضع الواسي أشرطة/
أقراصًا/ سيديهات دينية.
אֵיימַלְתִי =
أَيْـمَـلْـت
تعرفون أن اللفظ أصلاً هو
E.Mail
أي
Electronic Mail، وفي رأيي أن
نقبل الاسم (إيميل)، وأن نشتق منه: يؤيمل، سأؤيمل ، وذلك اختصارًا للتعبير: سأرسل
بالبريد الألكتروني (ثلاث كلمات- بل أكثر). ونحن نعلم أن اللغة توصيل وسرعة أولاً.
وإذا كنت متعصبًا للغة العربية أكثر مني، فسأقول لك: هذه أمور استجدت، ولا نحاسب
العربية على "القصور" فيها، كما أنه لا ضرورة لأن نختلق اسمًا مبتدعًا ليس بينه
وبين (الإيميل) أدنى وشيجة.
ويظل اقتراح تعريبي (أي أجعله عربيًا بالعافية):
إيميل هي اختصار لرؤوس الكلمات التالية:
إرسال يرسله مرسلٍ يصل للمتلقي= إيميل
طبعًا هذا اجتهاد من عندي لإرضاء المتعصبين الذين يرفضون كل ما لا يعرفون.
מְעַנְיֵין = مُـثـِيــه
أقرب
لفظة لكلمة
מְעַנְיֵין بالإنجليزية
هي
interesting/ arresting،
فاللفظة الأولى تعني : رائع، لافت للنظر، وأما الثانية فتعني: ممتع، مشوّق.
نحن نستخدم اللفظ العبري
מְעַנְיֵין فعلاً واسمًا،
ونعني به (مثير للاهتمام)، وقد يكون ذلك إيجابًا أو سلبًا، فهذا الكتاب
מְעַנְיֵין،
إذ قد يكون مشوّقًا، وقد يكون جاذبًا للنظر لأفكاره الغريبة التي نعترض عليها، وقد
نقول اللفظة في حالة الدهشة، ولا تتوقع من أحد أن يستخدم التركيب (مثير للاهتمام)
في حديثه، أو يذهب إلى القول إنه (مشوّق – وهذا لا يقصده)، بل يفضل عليها الكلمة
العبرية- (مِـعَـنْـيِين).
ولذا أقترح أن نأخذ من (مثير) الأحرف الثلاثة الأولى (مثي)، ونأخذ من
(الاهتمام) حرف الهاء، فتصبح اللفظة الجديدة: مُثـيـه، وقد
ثاهَـني (עִנְיֵּן
אוֹתִּי)
هذا الأمر، وهو يَـثيـهك
أيضًا، وأنت تجد في الأمر مَـثاهًا
עִנְיָן
.
أعرف أنكم استثقلتم ذلك، وليس ما فعلت هو جريمة لا تغتفر، ولكن، ماذا سنفعل: هل نظل
نردد كلما أعجبنا شيء أو لم يرق لنا: والله (מְעַנְיֵין
معنيين!) و(عنيين أوتي- עִנְיין
אותי)
و(מצאתי עניין
متساتي عنيان)؟!!
في أثناء بحثي عن بداية
اللفظة العبرية מְעַנְיֵין
تبين لي أن اللفظة
ابتدعها إليعزر بن يهودا سنة 1897، وقد هاجمه ليلنبلوم في حينه، وسخر من اللفظة
المستحدثة. (انظر كتاب رؤوبين سيفان:
בהתחדש לשון
– מהדורה שניה, 1993,עמ' 96.)
كل ما أرجوه ألا يكون حظي هنا
كحظ ليلنبلوم!
ثم، لا ننس أن لفظة (الاهتمام) وحدها لا تؤدي المؤدى!
בֵּין- עִירוֹנִי= بَـيْـمَديني
لاحظتم أنني حذفت النون، ودمجت اللفظتين في لفظة واحدة، وفي تقديري هذا أيسر من قولنا: "بين المدينة والأخرى"، ويمكن أن نقول تبعًا لذلك بيْـمجالي = בֵּין- תְּחוּמִי، بيْـشـخْصــي= בֵּין-אִישִׁי.
ألم
أقل لكم إن هذه المدونة فيها جراءة؟ أية جراءة!!!
حتى أنا استغربت!
المدونــــة الخامســـة عشرة
كيف تفسرون هذه الظاهرة؟
أستمع إلى محادثات بين شبابنا، فأعجب كيف يستخدمون اللفظة العربية بلُـكْنة عبرية،
فبدلاً من أن يقول: طَبِـيعي تراه يلفظها كما هي في العبرية
טִבְעִי
(طِـبْعي – الطاء مكسورة،
والباء تكون كلفظ
v
الإنجليزية،
وهي ساكنة)، ولا تسأل عن لفظ (صبابة)، (ألى كيفك)، آلان (أهلاً)، بأسة، (تصوم) =
صوم قبل الفحص الطبي، جيبـِس (بالجيم المصرية طبعًا)، شِـطخي (سَطحي)، أخلى (وما هي
بالأحلى!) ...إلخ
فهل تظنون أن هذا نوع من الشعور بالنقص؟
أم أن القائل بها نسي الأصل بسبب اختلاطه بناطقي العبرية؟
هل لهذا الأمر علاقة بقصة الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحجل؟
أترك لكم الإجابة!
נַיֶּידֶת= جَوّابـــة
كانت
اللفظة العبرية נַיֶּידֶת
قبلاً تتركز على السيارات المتنقلة للشرطة أو الجيش، وقد سميناها نحن في اللغة
الدارجة- دَوْرِيــّة، مع أن هذه اللفظة محدثة في المعاجم، حيث أقرها مجمع
اللغة العربية، وأثبتها معجم الوسيط بمعنى "العسس يطوفون ليلاً"، وبالطبع
فإن هذا المعنى غير كاف لما كنا اعتدنا عليه من معنى، ذلك لأن (الدورية) تطوف
نهارًا أيضًا، وقد تكون هذه الدورية في سيارة أو بدونها .
غير أننا اليوم نستخدم اللفظ العبري
נַיֶּידֶת لسيارة
البريد، ولنجمة داود الحمراء، وللإطفائية، ولدائرة السجون، ولسيارات أخرى تروح
وتغدو، وكم بالحري سيارة الشرطة- الأمر الذي يدعونا للبحث عن لفظة عربية نجعلها
بدلاً من (النيّــيدِت).
رأيت
أن معنى (الجوّاب) كثير الأسفار، أو من عادته جَوب البلاد- أي قطعها، هو الأكثر
ملاءمة لفظًا ومعنى، أقول "لفظًا" لأن لفظ (الـجـَوّاســة) يفي بالمعنى، ولكنه غير
وارد في حياتنا اليومية، ومن الصعب استخدامه في الدارجة، كما أن لفظ (الجوّالــة)
يفي هو كذلك بالمعنى، لكننا لا نبغي الخلط بين هذه السيارة وبين الجوّال الذي اعتاد
الكثيرون على إطلاق اسمه على الخَلَويّ.
أرى أن نسمي السيارة هذه جَـوّابــَة، وجمعها جوّابات.
عندما حضرت جوابة البريد حصلت على رسالة مسجّلة.
ليت لنا جوّابــة لشرطة اللغة تزور المجالس المحلية لتتأكد من ضرورة
كتابة رسائلها بالعربية!
סִיפּוּק= ارتِــضاء
هذه اللفظة التي تنحو منحى الرضا والقبول- لم أر لها ترجمة دقيقة، فلفظة סִיפּוקּ تعني المتعة في الشيء أو الإشباع، أو الرضا العميق، وليس مجرد القبول، وبسبب عدم الدقة في ترجمتها أرى أن نخصص لها في ترجمتها لفظة الارتــضاء= (satisfication).
فأنا
مرتضٍ (מְסוּפָּק)
من هذا المشروع- أعني بها أكثر من الرضا، إذ أجد المتعة في ذلك أيضًا، ذلك لأن
الفعل ارتـضى أعني به- رضي في نفسه، ولها ظلال معنى من المتعة والرضا
الداخلي العميق.
إذن لنمايز:
(מְרוּצֶה) تعني (راض)
، بينما (מְסוּפָּק)
من معانيها (مُرتَـضٍ).
والصرفيون يرون أن وزان (افتعل) قد يأتي للمبالغة نحو اكتسب، أو للطلب، نحو اكتدّ،
أو بمعنى الفعل اللازم، نحو اجتذب= جذب.
إذن، لماذا نتردد في "ارتضيت" إذا أردنا معنى
מָצָאתִי סִיפּוקּ??!!
עַגְמַת נֶפֶשׁ= غُــمّّـَـة
أما
هذه اللفظة التي حمانا الله من أن نقع في وضع نصف أنفسنا بها، فهي تعني الكرب
والأسى وقد تصل إلى درجة الكمد، وذلك إذا لم نجد ما يرضينا، بل إذا وجدنا فيها ما
يؤذينا، فسبب لنا ذلك خيبة أمل ومرارة وأسف وامتعاض.
كنت آمل أن يكون ترجمتها مرارة، وهي صحيحة لما تسببه مجازًا من مرارة في
الطعم، والحياة، وعدم الثبات في زمنيتها، وكنت أود أن أترجمها امتعاض، وهي
صحيحة كذلك بسبب أن اللفظ يدل على الإيلام والغضب.
لكني أفضل في ترجمة עַגְמַת
נֶפֶשׁ= غُـمَّــة،
فهي تعني بالفصيحة الحزن، والكرب، ولكنها في الدارجة تعنى- عدم ارتياح البال
والخاطر (غمّ بالــه)، وهذه أقرب للمعنى، وبسبب الدارجة اخترتها.
ذاك
الرجل الذي خيب املي (אִכְזֵב
אוֹתִי) سبب لي غُـمّـة
(עַגְמַת נֶפֶשׁ)،
ومن يدري فقد
يندم، ويحسن في المستقبل صنيعًا لي، وما ألبث أن أرتضي-
אמְצָא סִיפּוּק.
מִצְפֶּה= مَـرْقـَـب
كنت
مؤخرًا في رحلة إلى الشمال، وكان المرشد يأخذنا إلى أكثر من مطلّ نطل منه
على مواقع جميلة، وكان في كل مرة يستخدم لفظة مَرْصَـد، فقلت له: يا أخي
هذا اللفظ يستخدم عادة للنجوم عندما نرصدها ونراقبها، وكذلك لرصد حركات
الزلازل.
قال: هل أقول مَـطَـلّ؟
قلت له: لعل لفظ مَـطَـلّ ملائم، لكنه لا يحمل في معناه المشاهدة
والمراقبة، فهو حيادي، إذ يمكنني أن أطل على مكان إطلالة ما، دون أن أدرس أو
أتعرف، لكن المَـرْقَـَـب أقرب، وهو في الإنجليزية
Look
out ، ولا أظن المصطلح لديهم
يعني مجرد النظر (طلة وع الماشي)، بل ما أفترض فيه أن تصاحبه مراقبة أو دراسة.
المَرْقَب في (مسغاف عام) شمالاً مذهل، فهل زرتموه لتروا صفحة القرى
اللبنانية مفتوحة أمامكم؟ المنظر من هذا المرقب مدهش.
ورجاء:
من طلاب الجامعات
والكليات:
أن يقولوا: امتحان موعد أ، وامتحان موعد ب، وموعد خاص!
هل ذلك بحاجة إلى توضيح؟!
ما الفرق بين لفظ מוֹעֵד
ولفظ مَوْعِـد؟
المسافة الصوتية قريبة!
فلماذا تصر على (موعيــد) يا بو زيد؟
المدونــــة السادســة عشرة
אֶתְגַר= حسب السياق:
تـحدٍ
استـِغْراء
اللفظة العبرية אֶתְגַר
– challenge-
جذرها الثلاثي גרה,
وهو يماثل الجذر العربي (غ ر ي) في معناه.
في رأيي أن اللفظة العبرية
אֶתְגַר قد ترد بمعنى
المجابهة أحيانًا، فنقول: تحدى خصمه، تحدى من لم يقتنع بقدراته.
لكن اللفظة العبرية אֶתְגַר
لا تأتي أحيانًا بمعنى التحدي- المجابهة، بل تأتي يمعنى التحفيز.
أما اللفظة العربية التحدي فقد اكتسبت دلالة المقاومة نوعًا ما، وربما تخفي
-في استعمالها- بعض العدائية بين طياتها، فإذا قلنا: "نجاح أخي كان تحديًا
لي للمثابرة على الدرس" فهم المتلقي أن نجاحه لم يكن مريحًا لي، لذا قررت أن
أتحداه، وأنجح، وكذلك القول: "الثورة العلمية خلقت التحديات أمام الفكر
الديني".
في رأيي أن الترجمة الملائمة للفظة
אֶתְגַר
هنا هي استغراء، وكأنها تغرينا للمواجهة بالمعنى الإيجابي فنقول: "نجاح أخي
كان استغراءً لي للمثابرة.."،
و "الثورة العلمية خلقت الاستغراءات أمام الفكر الديني..".
إن معنى يتحدى في المعاجم هو يبارز ويباري، أو يدعوه للمبارزة، وأرى أن هذا
المعنى في سياقاته، أخذ يلائم أكثر من هو في موقف الخصم، الأمر الذي يدعو الفرد إلى
إثبات قدراته ومواجهة غيره، مثبتًا أنه لا أقل منه، إن لم يكن أفضل.
أما الاستغراء فهو ما يبعثنا إلى مجاراة التحصيل، وقد يكون التفوق، ولكن من
خلال قبول الأمر أو الشخص الذي أستغريه، وبدون أية حدة مصاحبة.
يلاحظ المتتبع أنني لم أستخدم الفعل (أغرى)، وذلك لأن لهذا الفعل معنى
محددًا، وخاصة في عصر الإغراءات- عصرنا.
عمدت إلى استغرى بزيادة الهمزة والسين والتاء، وهذه الزيادة للاستدعاء.
وعليه فإن الفعل אִתְגֵר
في المعنى الإيجابي يعني= استَـغْري،
فأنا يستغـريني نجاحك في هذا الأمر، ولذا سأعمل على مجاراتك، وربما سأقوم بما هو
أفضل. أقول يستغريني، ولا أقول يبعث على التحدي.
ألا ترون أنني في الإمكانية الثانية أستجلب العداء بالمجان؟!
שֶקַע + תֶקַע+ مَـقْـبِـس +
قـابِــس
أما
שֶקַע
وبالإنجليزية
socket
فهو التجويف الصغير في
الحائط أو ما يشبهه، حيث يكون فيه خرقان أو ثلاثة لاستمداد التيار الكهربائي منه،
وقد سمي في المورد والوسيط - المَـقْـبِـس.
(وجمعها مقابس). يسمي الكثيرون بيننا هذا المقبس خطأ (فيوز)،
واللفظة هذه هي إنجليزية (fuse)
تعني في الإنجليزية الأمّـان-
الذي يتألف من سلك صغير يؤدي إلى قطع التيار الكهربائي كلما أمست قوته خطرًا على
السلامة. إذن (الفيوز) هو الأمّان أو الصمّامة الكهربائية، وليس المقبس.
وأما תֶקַע
وبالإنجليزية (plug)
فهو القابِس (ج. قوابس)-
أداة ذات شعبتين أو أكثر توصل بالمقبِس لتستمد منه التيار الكهربائي. وقد جعل
المورد للبعلبكي له اسمًا آخر المأخَـذ (أي مكان الأخذ).
جدير بالذكر أن معجم المنجد لم يجد مكانًا لهما في نحو هذا المعنى، فالقابس
لديه هو طالب النار، والمقبِـس هو موضع الحطب المشتعل في النار.
عدت إلى اللهجات العربية فوجدتها تأخذ من التعابير الإنجليزية والفرنسية، ففي مصر
يسمون القابس فيشة، وهي لفظة فرنسية
fische
وجمعها فيشات (وقد سمعت من يلفظها بيننا في فلسطين فيش)، وأما المقبس فهو
لدى المصريين بْـريزة (بتسكين الباء حتى لا تكون نوعًا من العملة).
إذن لنقل قابس ومقبِـس، وهما اشتقاقان فصيحان، ولنتعود عليهما، وكم أرجو
الكهربائيين أن يتداولوهـما، فالناس تتبع ما يقول المِهني/ الصانع في البيت، وأما
صديقي الكهربائي الذي يكثر من استعمال (الشيقع) و (التيقع) في كلامه، فأسأله
أولاً: كيف تجمع كل لفظة؟ ستحتار حتمًا!
وأسأله ثانية: لماذا لا تتحدث العربية، وتشيع اللفظة الجميلة في صوتها أيضًا؟
מִקְלֶדֶת = نَضـّـادَة
قبل
أن أبدأ أسألك: هل ستصر على لفظ (المقليدت) أو على اللفظة الإنجليزية
key board?
(ملاحظة:
اللفظ الإنجليزي هو السائد في
الدول العربية، وقد وصلت إلي – قبل ساعات- رسالة من القاهرة يطلب فيها دكتور مختص
باللغات أن أزوده "كي بورد" فيه حروف عبرية).
سيقول قائل: هي لوحة المفاتيح.
أقول: تركيب ثقيل من لفظتين، وقد يكون لهذا التركيب بالذات معنى ثان مغاير، نحو:
اللوح الذي نعلق عليه مفاتيح المنزل وغيرها، ويكون في مقدمة المسكن عادة.
إذا
كنت لا ترى بأسًا في ذلك (أي في كي بورد، أو لوحة المفاتيح) فلا تكمل قراءتي، فأنا
هنا سأقترح لفظًا عربيًا قد يثقل على اللسان أولاً، وهو نَضـّـادَة.
تسألني: من أين أتيت بها؟
أجيبك من الفعل (نـضَـد) بمعنى ضم بعضه إلى بعض ليتسق، فإذا تنضدت الأشياء فإنها
تتراصف متناسقة، فالسكرتيرة تنضِّد الطباعة، والنضّـادة جديدة، نبارك لك فيها.
إذا صعب عليك اللفظ فما رأيك أن نخصص طَبّـاعة لـ (מִקְלֶדֶת)،
طابِــِعَـة لـ (מִדְפֶסֶת)،
مَـطْـبَـعَـة لـ
(בֵית דְפוּס)
أما الفعل הִקְלִיד
فنختار له نـَضّـد،
ومصدرها تنضــيد، ومن حسن الحظ أنها مستعملة لدى البعض.
في
رأيي يمكنك أن تختار بديلاً عن
מִקְלֶדֶת= الطَّـبّـاعة،
أو النضّـادة مع أنني من أنصار الخِـيار الواحد، وقد شرحت السبب عندما تحدثت
عن ترجمة בְּסֵדֶר
، ولماذا حصرتها في لفظ
تَمام؟.
نجيز هنا الخيار على أن لا تظل (المقليدت) هي التي يجب أن نقلد لفظها.
سؤال:
لا شك أنك تقدم ابتكارات جميلة تثير الاهتمام، لكنني أرى
الموضوع أقرب ما يكون إلى الإفادة من اللغة
العبرية، ما تعليقك؟؟
قارئـــة
إجابتي:
قلت آنفًا: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها التقطها فهو أحق بها، وهذا حديث شريف يحض
على الإفادة من كل مصدر، فأنا لا أرى بأسًا أن أفيد من تقنيات التجديد والابتكار في
العبرية، حيث واجهت هذه اللغة الحضارة الجديدة بمصطلحاتها وتعابيرها، ونجحت أيما
نجاح، فما العيب بالإفادة من أساليبها ووسائل التحديث فيها؟
وما
العيب في الإفادة من علمائها والخبراء فيها؟؟!!
العيب في رأيي أن أخلط في اللغة، فأستخدم العبرية في تضاعيف حديثي وكتابتي، وأنا
عاجز عن إيجاد اللفظ الملائم.
العيب أن أتحدث أمام إخوة عرب في العالم العربي ولا أحسن التعبير.
لنحُْسن الحديث في كل لغة على حدة!
أما أن أرى العربية ضعيفة في ألفاظها، ولا أحاول أن أجد البديل، فهذا هو العيب.
المدونــــة السابـعــة عشرة
سأصحبكم في سفرة في هذا الجو الحار، وسنستغل ذلك لتقديم ألفاظ عربية بدل العبرية،
من هذه اللغة التي تفرض نفسها علينا في كل كلمتين أو ثلاث في لغتنا.
עוֹמֶס= زَحـمَــة
قال
لي رفيقي: עוֹמֶס!
قلت له: تقصد زَحـمَــة في الشارع، وأما إذا قصدت
עוֹמֶס חוֹם،
ففي العربية هو وطأة
الحر، وبلغتنا الدارجة شدة الحر.
قال: أقصد الزحمة في الشارع، انظر الـ
פְּקָק.
פְּקָק= أزْمــة
- ماذا نسمي هذا الـ פְּקָק
بالعربية?
- أنت تعرف أن اللفظة
العبرية تعني سدادة الزجاجة ونحوها، فلّينة، نقطة الاختناق، وبالطبع نحن لا نستطيع
أن نستعمل أية لفظة منها.
أرى أن لفظة عــَـلْـقَة قريبة جدًا من معنى الضغط المتمثل، وكذلك
اختناق السير/ المرور.
إلا أنني أفضل التعبير المستخدم في الضفة الغربية أزْمــة، فمعنى أزم
الباب في المعاجم- أغلقه، والأزمة في الطب -حمانا الله منها- هي نهاية
فجائية تحدث في مرض حاد كالتهاب الرئة، وأرى أن الكناية الجديدة التي نقلناها
للمواصلات على ألسنتنا هي سهلة وملائمة، فأنا لم أستطع الوصول إلى الحفلة بسبب
أزمة سير.
هذا اقتراحي: أن نجعل لضغط السير= עוֹמֶס
(heavy
traffic) زَحـمَــة،
وأن نجعل لعلقة السير أو اختناقه=
פְּקָק
(traffic
jam): أزْمــة.
أعرف أنكم مهما قلتم بالعربية من مترادفات فقد تنقلون المرسَلَـة، ويفهمكم المتلقي،
ولكني أخشى من كثرة الترجمات للتعبير العبري الواحد، فإذا لم نخصص لكل واحدة لفظتها
العربية ستبقى (عومس وبقاق ولاحتس)!
סִבּוּב=
منعطف
- ها قد جئنا إلى סִבּוּב.
- تقصد مُنْعَطََف، فهو ينعطف- أي ينحو لاتجاه آخر، وبالطبع عند الكتابة والخطابة نقول مُـنْـعَـطَـف، وأنا لا أتوقع من سائق عادي أن يقول في حياته اليومية هذه اللفظة، فلفظة لفّـة أسهل له وأوصل
-
- ولكن ابني يركب
الدراجة ويقول لي: اسمح لي بكم
סִבּוּב!
- اللفظة هنا تلائمها لــفّــة.
- وماذا نسمي (بنيا)-
פְּנִיָּה?
- أقترح
أن نحدد لها
عَـطْـفـة،
وهي في الدارجة كما سمعت في الكرمل
(لـكّـة)،
ومنا من يستعمل (كوربة)، وهي كلمة إنجليزية- curve.
מֶחְלָף=
تَقاطُـع
- أولاً هو بالعبرية
מֶחְלָף،
وليس מַחְלֵף-
كما يلفظونها خطأ، وأرى أن نسميه تَقاطُـع،interchange
- بمعنى
التقاء طريقين بنظام من المستويات المختلفة يتيح للمركبات أن تنتقل من إحداهما إلى
الأخرى من غير أن تشق سيل المواصلات. ومن لا يعجبه الاستعمال اليومي، ويخشى من عدم
فهم التقاطع أو التحويلة أقول له: يمكنك أن تكتب (جسر استبدالي)،
كما ورد في المعاجم، وبالطبع فإن هذا التعبير للّغوييّـين.
רַמְזוֹר =
إشــار
- ها قد وصلنا الرمزور!
- تقصد إشارة المرور؟ أو الإشارة الضوئية؟
- ولكن بربك، هل يمكن أن يلفظ أحد هذا التعبير أو ذاك في نطقه، "إشارة مرور"،
"إشارة ضوئية"، فأنا أرى أنه يمكننا أن نستخدم أيًا منها في الكتابة فقط!
أما رمزور فقد سمعتها في غزة (رمزون)، بل لا تكاد شرطة المرور هناك – والأمر
مفحوص- أن تلفظ غيرها، وفي الضفة (رمزول)، فهي لفظة قوية التحكم، ومرة أخرى: أرجو
ألا يفهم القارئ أنني أتحدث من كمي.
- وأنا سمعتها في مصر مختصرة
(إشارة),
أنت تعرف أن التعبير العبري هو دمج أو لصق (הֶדְבֵק)
بين רמז+ אור
= רַמְזוֹר،
فلماذا لا ننحت نحن كذلك
من اللفظتين إشارة + مرور = إشار، وبذلك نقترب من لفظة إشارة- وهي
اللفظة المستخدمة في مصر.
أعني نأخذ من إشارة (إشا)، ونكتفي من لفظة (مرور) بحرف الراء المتكرر
فيها، فتصبح الكلمة المستحدثة عربية= إشــار، ونصرفها، فنقول: رأيت
إشارًا من بعيد، فانتبهت.
وإذا لم يعجبك النحت فعلينا بالحذف، وهو جار في اللغة العربية وظاهرة معروفة!
كل ما فعلناه أننا حذفنا من اللفظة الأولى (إشارة) هاء التأنيث، وبذلك نمايز بينها
وبين أية إشارة أخرى من الإشارات.
باختصار يمكن أن نقول نحتنا، ويمكن أن نقول حذفنا حتى اكتفينا بلفظة إشار،
وجمعها إشارات.
لم أعمد إلى الاستخدام المصري بسبب أن (إشارة) لها دلالات كثيرة.
כִּיכָּר=
دَوّار
- ولكن هناك طريقة للتخفيف من الإشارات، وهي إقامة
כּיכָּר.
-
تقصد دَوّار.
- نعم فاللفظة لطيفة الوقع، والمجالس البلدية التي تنشئ الدوّارات
في قراها ومدنها تنظم حركة السير.
- ولكن لننتبه إلى أن
כִּיכָּר
الذي حوله اتساع كبير،
وبنايات من جوانبه، فهو المَـيْدان.
נָתִיב=
مَـسْلـك
מַסְלוּל=
مَسار
ثمة
شارع بمسلك واحد، وشارع آخر ذي مسلكـين، وشوارع أخرى لها عدد من المسالك، فإذا
سافرت في شارع له أكثر من مسلك فحافظ على الجهة اليمنى منه، فقد سجلت شرطة السير لي
مؤخرًا مخالفة=
עֲבֵירָה،
لأنني سافرت طويلاً على المسلك الأيسر.
أما خط السير מַסְלוּל
فهو المسار، وهو
الطريق المحدد للطائرة أو لسباق ما، أو في المواصلات، أو أي طريق سير حقيقي أو
مجازي. وأذكر أن لدينا في الكليات مسارات، منها مسار الممتازين=
מסלול מצטיינים.
- ها قد وصلنا إلى
شارع التفافي = כְּבִיש
עוֹקֵף، وسنوفر وقتًا،
ولكن انتبه إلى المطبّات=
פַּסֵי הֶאָטָה،
سنخفف من السرعة!
- انتبه: فهذه السيارة ضوءها عال، وقد تَـبْـهَـر عينيك = מְסַנְוורֶת.
- ها قد وصلنا إلى צוֹמֶת كركور.
-
تقصد مَـفْرِق
كركور، والمَفْرِق هو ملتقى شوارع متصالبة.
- هل يمكنني أن أقول مُـفتَرَق كركور؟
- نعم، فالمفرق أو المفترق يؤديان المعنى نفسه، والجذر الثلاثي واحد، ولكن
أرجوك فقط أن تتخلى عن لفظة (تسومت وكيكار وعوقف ومسلول؟؟؟ ورمزور ومحليف وسِـبوب
...) عندما تتحدث العربية.
المدونــــة الـثـامنـة عشرة
רֵאָיוֹן= رُؤان
مقابلات كثيرة نجريها من إذاعية أو صحفية، تلفزيونية، أو عند طلب العمل، أو القبول لأية مؤسسة، أو حتى بين اثنين لاستطلاع رأي، وفي كل مرة نحجم عن استعمال (قابـَل) وحدها، فنقول أجريت مقابلة، ونحجم عن اختيار لفظة خاصة لمن قابل، كأن نقول المقابِل، أو المحاوِر وأخرى لمن قوبل، كأن نقول المقابَل، أو المحاوَر، فيختار بعضنا ما هو أسرع له- قول מְרַאְיין , מְרוֹאיין, عندي רֵאָיון" רִאְיין אותי.
بعد تدبر وتفكر وجدت أن ترجمة المورد لـinterview لا تسعفني، فالمعجم يقول لنا: مقابلة فقط، وبالطبع فمعنى مقابلة قد يكون ترجمة פגישה - meeting وغيرها، وكذلك فإن الحوار لا يقوم بالمعنى تمامًا.
قلت: لا بد من لفظة جديدة، وأنا أعرف خطورة التجديد، وخاصة على المتحفظين الذين يريدون من جهة ألا نجري على اجتهاداتنا تقنيات عبرية، ومن المفارقة أنهم يريدون الحفاظ على ألفاظ عبرية في مخاطباتهم، فاخترت هنا أن أبقي لهم لفظًا قريبًًا من العبرية، متعلللاً بعربية الأصول قدر الإمكان.
الفعل
رَأَن اخترته من رأى + ن.
رأى
لأن الفعل- للمقابلة- هو في اللغات التي نعرفها مأخوذ من المشاهدة والرؤية.
زدت النون (جعلتها ساكنة)، وقد تزاد في العربية فصيحة ودارجة: غشمن،
فلحن، عقلن، ملقن، بلغن، وحتى زعرن، فليس كفرًا أن نزيد النون لحل المشكل.
حذفت
الألف من اللفظة الأولى لالتقاء الساكنين، فبقيت
رَأَ،
ثم أضفت النون الزائدة.
فالذي قابل يكون قد
رَأَن، والمقابلة الصحفية هي رُؤان، والذي يقابل هو الرائن،
والذي قابلوه هو المرْؤون، وأنا سأرأن بعض اللغويين لاستطلاع آرائهم
في لفظة رأن.
سأترك لمن قبِلها أن يستمر في اشتقاق الألفاظ، وسأشكره لأنه أزاح عني همًا
لغويًا طالما أشغلني.
وسأعتذر لمن يرفض ابتكاري، قائلاً له: حاولت أن أختزل في اللغة تيسيرًا، فبدلاً من
رأنوني في برنامج كذا، وكان الرائن ناجحًا، فلتقل -أخي المتحفظ- كما كنت تقول:
أجروا معي مقابلة، والمقابِِل (أو من أجرى المقابلة) كان ناجحًا، وقد أجرِيت لي
مقابلة مع ثلاثة آخرين. وهذا على الأقل نقبله، فقد اعتدناه- ومع ذلك فلا بأس به إذا
أردنا أن نحافظ على لغتنا.
ولكني لا أقبل أن تعود حليمة لعادتها القديمة فيقول قائل: رئينوا أوتي، وكان عندي
رئيون، قال لي المِرأيين!
هذا اقتراحي، ولا ألزم به أحدًا، وسأظل أبحث عن كل بديل من الدخيل بالعبرية، وإذا أمكنني أن أختار ما هو قريب من اللفظ العبري مما له أصول عربية فلن أتوانى، والسبب معروف.
סַפָּק = زَوّاد
סְפִירַת מְלַאי= جَـرْد المخْـزون
חַיָּב= مَـدين (مَدْيون)
سألني
محب متابع لهذه المدونات، ويبدو أنه تاجر عن ترجمة أرتئيها لهذه التعابير التجارية.
أما סַפָּק
فأفضل ترجمتها على صيغة المبالغة زَوّاد، وهي أفضل من اسم الفاعل
(مُزَوِّد)، ذلك لأنها تأخذ صيغة أصحاب المهن من نجّار وحداد وفلاح ورسام
وسباك...ونضيف هنا المهنة المستجدة: زَوّاد. أختار الزوّاد، وأفضلها
على المُـمِدّ، المجَهِّـز، مع أنهما يتجاوزان معنى الطعام (الزاد)، فقد يكون الزاد
كل ما نحتاجه، وذلك على سبيل الاستعارة،
وأختارها ثانيًا لأنه ليس لها منافس في معناها، فإذا قلت مُـزَوِّد فقد
يسألك السامع سائلاً عن المفعول به: ماذا؟
ولكنك إن قلت زَوّاد فهم المتلقي طبيعة عمل هذا الشخص.
وأختارها ثالثًا لأنها على وزان اللفظة العبرية، فأنا أنافس بلفظة عربية.
أما סְפִירַת מְלַאי،
ونعني بها فحص البضاعة الموجودة في المخازن في تاريخ معين، وتسجيلها الدقيق، وعادة
ما يقوم التجار بذلك في نهاية السنة المالية، فالترجمة الملائمة لها هي جَـرْد
المخْـزون-
stocktaking،
وقد اختارها مجمع اللغة العربية في القاهرة، وشاع التعبير في العالم العربي منافسًا
لـلفظ -
(stock)
اختصار التعبير الإنجليزي-، فذكر معجم الوسيط جرَد ما في المخزن:
أحصى ما فيه من البضائع وقيمتها.
تبقى
חַיָּב،
وهي ترد في سياقات مختلفة، ولكن القصد في سؤال صاحبنا يتعلق بالدَّيْن، وأرى أن
نقبل اسماء المفعول: مَـدِيـــن (وهي الأصوب لغويًا) ومُـدان ومديون
وهما واردتان في المنجد، والثانية شائعة جدًا على الألسن. فأرجو مع حرية
القول الصرفي ألا يكون عليك يا صديقي
חוֹב כַּסְפִּי
أقصد دين مالي!
مع ذلك قال صديقي، وهو يتذمر:
חִייבְתִי חשְבוֹנִי!
חִייבְתי חשבוני=
دَيّـنْـت حسابي
זִיכִּיתי =
أزْكـيْـتُ
הִפְקַדְתי=
أودَعْــت
- بل قل: دَيّـنْـت حسابي، فالمصرف أقرضك، ودَيَّـنَ في معجم
الوسيط معناها أقرض، أو اقترض، وهما بمعنى دان، التي لها المعنيان
المختلفان.
من يجد بعض التحفظ هنا أذكّره أن الوِزان فَعَّـل يدل على
التكثير. وهو الدائن أو المُـدَيِّـن، وأنت المَديون أو المُـدَيَّــن، عسى
أن يكون التَّـدْيــيـن لفترة عابرة.
أما إذا أودعت في حسابك فأنت أَزْكـَـيْـتَ =
זיכּיתָ
حسابك، فمعنى زَكـا، أزْكى،
زَكّــى هو نما وزاد، فأنا عندما أوْدِع =
אַפְקִיד
مبلغًا أجعله ينمو ويزيد،
ومنها أخذ معنى التزكية والإزكاء والزكاة- طهارة للأموال، فهي تربو وتزيد. جدير
بالذكر أن المورد جعل ترجمة ((credit
= قيدنا لحسابك، ولا أظن أن الترجمة دقيقة، كما أنه تهرب من استخدام الفعل
ديَّـن في معنى (debit)
ماذا فعلت:
اخترت ديَّـن بالذات لأنها على الألسن، ولا تتناقض أبدًا مع الاستدانة، بل
هي شعبية فصيحة.
اخترت
أَزْكــى لفظًا قريبًا من العبرية الشائعة جدًا، وعُـدت به إلى أصول عربيته،
ولا أظن أنني قمت بما يعيب!
ثانيًا: اخترت لفظًا يذكّر بالزكاة وطهارة المال، لعله يربو وينمو ويزيد.
أرجو أن يظل حسابك في إِزْكــاء
זִיכּוי،
وألا تُديِّن حسابك من الآن فصاعدًا، فافحص حسابك الجاري
עו"ש،
وحافظ على مالك!
رسالة:
في مدونتك السابقة- السابعة عشرة أشفيت غليلي، لأنّك عالجت بعض المصطلحات التي نويت بالسؤال عنها، وهي من عالم السير والطرقات. فيعطيك كل الصحة وهدأة البال لتكمل مشروعًا هامًا وحيويًا للجميع الواقعين تحت سطوة الجهل وهيمنة المحتل!
مع محبتي – جواد
- شكرًا يا عمي جواد، ولكني أخذت أشعر أنني أقوم بعمل شبه مستحيل، وكأنني دونكيشوت
لغوي؟؟؟؟!!!!
فبالأمس كنت في شركة المياه، وليتكم كنتم معي لتروا ولتسمعوا اللغة
العِـرْبِــيّّـة، فالأمر ليس يسيرًا، بل هو خطير بمعنى الجدية والخطر.
فليت الصحافة، والمؤسسات، والمسؤولين يتبنون ما نقترحه!
هي مسؤولية، أين نحن منها؟
- ولكن، كيف يقبلون ما أعرضه؟
ألم نتعود معارضة بعضنا بعضًا لا لسبب إلا لأنه منك أو مني؟؟!!
المدونــــة التـاسعــة عشرة
אִשְׁפּוּז= استِـشْـفـاء
שִׁחְרוּר=
تَـسْريــح
بعد حسن الدعاء لكم بالعافية،
فإننا نصغي إلى ألفاظ
אִשְׁפּוּז, מְאוּשְׁפַּז, אִשְׁפְּזוּ, שִׁחְרוּר, שִׁחְרְרוּ-
وبالطبع نتساءل: أين لغتنا؟
حاولت أن أستقصي الألفاظ القديمة في تاريخنا الاجتماعي، فوجدت الفعل آوى، عالج،
داوى والمكان مأوى، والأفعال: أبلّ، نقه، استجم، برئ، وكلها لا تؤدي ما نقصده اليوم
تمامًا من سيرورة الاستقبال والتسجيل والعلاج والمتابعة والتسريح.
كما أن الاسم المستخدم للمشفى كان لفظة فارسية:
بيمارستان= مكان المريض (بيمار في الفارسية مريض، وأحيانا كانوا لا يلفظون الباء
والياء اختصارًا= مارستان).
اللغة العبرية وجدتْ حلاً للمشكلة، فاستقته من الآرامية
אֻשְׁפִּיזָא،
فاشتقوا من الكلمة ألفاظًا كثيرة.
ثم عرفنا اللفظة الإنجليزية
hospital
وما استخدمه آباؤنا من لفظة تركية
محرفة عن اللغات الأوربية- (اسبتار، وبعضهم يلفظها اسبتال).
حاولت
أن أدرس معاني (النِّزالة، االاستطباب، الاستمراض، الاستعلاج، الاستبراء)، وأبحثها
في كل دلالاتها، فما ارتضيت واحدة منها بديلاً أو ترجمة لـ
אִשְׁפּוּז،
وذلك لسبب أو لآخر.
في الدول العربية غالبًا ما يستعملون اليوم (استقبال المرضى)، وفي مجمع اللغة
السوري تَـسْـرير أي أن نجعل له سريرًا، و لا أرى أن الاشتقاقات الأخرى
المأخوذة من السرير ملائمة، كأن نقول: الرجل مسرّر، وسرّرنا المريض.
و يقولون مقابل ذلك (تسريح المرضى)، وبالطبع فالاستعمال صحيح.
لكني
أفضل أن نستخدم نحن هنا لفظ الاستشفاء بسبب ضرورة التصريف للفظة العبرية
אִשְׁפּוּז، والتصريف مهم جدًا، فالمريض مُـسْــَـشْـفٍ (المستشفي=
מְאוּשְׁפַּז)
أي نزيل، وهذا التعبير صحيح، وملائم عندما يكون صفة مشبهة فقط،
وكأنه ضيف تشبيهًا.
أقول: الاستِشْفاء، وقد استَـشفَـوْه=
אִשְׁפְּזוּ
אוׁתו
قبل أيام، حيث
اسُـشْفـيَ= אוׁשְׂפַז
وما لبثوا أن سرّحوه=
שִׁחְרְרוּ.
فالتسريح في المعاجم هو
الإرسال والإطلاق.
ملاحظة للغويين: أعرف أن
الفعل استَـشفَى هو لازم أو قاصر، ولكن اللغة العربية جعلت كثيرًا من
اللازمة متعدية، وهذا مبحث طويل، ولن يكون فعلي بدعًا، فاستقصوا ولن تعدموا
نماذج.
ولرب سائل يسأل: ما سبب
استخدام مَـشْـفى في سورية بدلاً من مستشفى؟
وإجابتي: أنهم على سبيل التيمــُّن سيجدون الشفاء، فالمشفى هو مكان الشفاء.
(في هذا السياق: ندعو لك يا سورية أخلص دعاء، يا شامنا ليمنّ الله عليك بالشفاء!)
أما المستشفى فهو المكان الذي يطلبون أو يستدعون فيه الشفاء، فالمشفى أكثر تفاؤلاً
واللفظة أخف وزنًا. ولك الخيار في أي لفظ منهما، وتبقى
عليك واجبة عيادتك للمرضى،
وهذه سنّة، فاغتنم فضلها!
ولمحبي الاستطلاع أضيف:
أول من بنى البيمارستان
(دار المرضى) في الإسلام هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (ت. 715 م)، ثم جاء
البرامكة وأسندوا البيمارستان إلى طبيب هندي، ويحكى عن طاهر بن الحسين أنه كتب إلى
ابنه:
"وانصب لمرضى المسلمين دورًا توقيهم، وقُوّامًا يرفقون بهم، وأطباء
يعالجون أسقامهم".
في مصر بنى أحمد بن طولون أول مارستان كبير، وكان يركب بنفسه ليتفقد كل يوم
جمعة المارستان والمرضى، وقد جعل في المسجد (!) خزانة شراب، فيها جميع
الأشربة والأدوية وطبيب يجلس يوم الجمعة للعلاج.
ولمن يحب الاستزادة فعليه بالبحث عن شخصية سنان بن ثابت في المصادر، وعن المارستان
المقتدري. ولكني لن أتنازل عن تعريفكم بما أمر به المقتدر سنانًا أن يمتحن الأطباء،
حيث امتحن سنان ثمانمائة ونيفًا وستين، يبدأ امتحانه سائلاً بهذه اللطافة المدهشة:
"اشتهيت أن أسمع من الشيخ شيئًا، أحفظه عنه، وأن يذكر من هو شيخه في الصناعة".
انظر: آدم متز، الحضارة الإسلامية، المجلد
الثاني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1967، ص 459.
للتذكير ونحن في باب الطب أرجو ألا ننسى ما ذكرناه سابٌقًا أن الكَـثـْتَـرة هي
צִנְתוּר،
وأن النَّظّــام هو קוֹצֵב
، وأن الوُقــاع (سموه مرض
الصرْع؟) هو אֶפְּיִלֶפּסְיָה،
وقد شرحت ذلك في المدونة
العاشرة، فمن أحب فليعد لفحص المبرر في كل منها.
הַבְרָאָה=
استـِجْـمـام
في هذه الأيام يحصل
العاملون على منحة استجمام، وهي علاوة قد تتيح لهم لأن يذهبوا إلى أماكن
الاستجمام ليستجمّوا.
وإذا احتاجوا إلى الاستراحة وإلى اعتماد الصحة فهم يتوجهون إلى دور النقاهة
أو إلى المصحات.
أرجو لكم عطلة ميمونة!
تعليق قارئة:
كل
الاحترام لك، فأنت مبدع
كعادتك دائمًا، وتسعى دومًا
للبحث عن الأفضل والأسرع والأقرب إلينا من كلمات بدلاً من اللغة الدخيلة.
مع ذلك فإني أقترح أيضًا قبول
كلمات عبرية دارجة جدًا
بيننا وتهجينها، بحيث تصبح
عربية مأخوذة من اللغة العبرية، ما رأيكم؟
سمورة 13/7/2012
إجابتي:
تـلاحظين أن أكثر
المعلقين يعيبون علي استعمال
الأساليب العبرية في إيجاد البديل من الألفاظ العبرية.
مبدئيًا فإن هذه الصفحات لا
ترفض أي أسلوب من أية لغة، ولكنها تعمد إلى رفض الألفاظ
العبرية في نسيج جملنا العربية،
فأنا لا أرى بأسًا أن أستضيف لفظة عبرية شائعة لها مثيل في العربية جذرًا وصوتًا،
مثل أزْكيتُ الحساب مقابلاً لي
זִיכִּיתִי החֶשְׁבוֹן،
ومثل رُؤان ترجمة لـ
רֵאָיוֹן، فإن ارتأيت أنت
قبول كلمات غير ذلك، فاذكري بعضها، ولم، وما المبرر لك غير شيوعها؟
ذلك لأن الشيوع وحده لا يكفي، فشبابنا لا يكادون ينطقون جملة عربية صافية، دون أن
يقحموا فيها لفظًا عبريًا، أو أكثر، والذين يحسنون العربية قلائل في هذا العصر
الأغبر.
نحن لا ننفي أن العربية الفصيحة أخذت ألفاظًا عبرية قديمة، مثل التلمود والحاخام
والسبت والفصح، بل أسماء أنبياء بني إسرائيل كلها من لفظ عبري، فهذا الاقتباس
طبيعي، وعادة يجري في كل لغة من وإلى، لكن هذا الموضوع لا يبرر أن نستقبل اليوم
(كرطيس، حفرا، مونيت ورشوم وشلاط وتلوش وبيطواح)- مهما قويت وهيمنت- وإلا فستجد أن
العربية ستنسحب وستتراجع رويدًا رويدًا ما دامت السيطرة الاقتصادية في إسرائيل
هي للغة العبرية.
مرة أخرى أعيد:
لاحظت -مع الأسف- أن هناك من يفخر باستخدامه ألفاظًا عبرية في نسيج كل كلمتين أو
ثلاث، وكأنه يقول للمستمع- وبنوع من الكبرياء؟: أنا متمكن من العبرية، فأنا شخص
مختلف!
أسأل بأمانة: هل هذه الظاهرة قليلة؟؟!!
وأسأل: هل تم غزو على نفسية هؤلاء؟!
المدونــــة العشرون
מְחִירוֹן= تَـسْـعيــر
أعرف
أن هناك من سيقول بدلاً من
מְחִירוֹן: دفتر (أو
لائحة أو جدول أو قائمة) الأسعار، ومع هذه المترادفات كنت أفضل لفظة واحدة هي
تَـسْـعـيـر (بدون تاء مربوطة بعدها)، فهي أيسر، وأكثر اختزالاً إذا ما تعودنا
عليها.
اليوم تصفحت التَّـسْعـير للسيارات، فوجدت أن سيارتي نقص سعرها بشكل حاد.
אַשְׁרַאי= اعتِـمـاد
وهو
ما يُعطَى للمستدين أو للشاري من مبلغ يكون تحت تصرفه، حيث سيعيده بعد فترة،
وكذلك هو البـيـع بالدين، في دفع مؤجل (كريديت=
credit)،
وقد ترجم اللفظ هذا في المصارف في الدول العربية بصورتين: الائتمان، والاعتماد،
والثانية هي الأشيع في وسطنا.
إذن هو اعتِماد، ونسمي
כַּרְטִיס אַשְׁרַאי
– بِطاقة اعتِـمـاد.
רִיבִּית = فائـــِدة
ما
أكثر استخدام هذه اللفظة العبرية
רִיבִּית ، فالذين
يدفعونها لا يحتسبونها فائدة، وإنما هي خسارة لهم، فالفائدة هي للمُقرض يحصل
عليها من المستقرض بنسبة ما.
ويبقى الاصطلاح- فائـــِدة رغم تكاليف المستقرض ومشقة دفعه، ونفضل هذا
الاصطلاح على لفظة الرِّبــا التي اكتسبت دلالة سلبية في الإسلام، وفي شرح
معنى الربا اليوم اجتهادات وتأويلات.
أما שַׁעַר הרִיבִּית
فأفضل ترجمة للتعبير في
العربية هو نِـسْـبة الفائدة.
ومن يحصل على قَـرْض=
הַלְוָאָה
من المَصْـرِف (أو البنك=
bank)،
فلا بد من أن يدفع فائدة معينة.
חִשְׁבּוֹן חָסוּם= حساب
مجَـمَّــد
عندما يكون الحساب موقوفًا إلى فترة، فإنه مجمَّـد (يقولون له: حسابك
חָסוּם
حسوم).
أما إذا قالوا له: סַגוּר
فمعنى ذلك أنه: مسكَـّـر،
وهي كلمة فصيحة وردت في لسان العرب- رغم أنها تبدو عامية، ولم أشكل
الميم لأنها بالفصيحة مضمومة، وبلهجاتنا هي ساكنة.
חִשְׁבּוֹנִית = فاتورة
يقدم
البائع أولاً كشف حساب، أي اللائحة التي ترسل قبل البضاعة أو معها، وتدرج فيها
أصناف البضاعة مع بيان تكلفتها، وقد اصطُـلِـح عليها لفظة فاتورة، وجمعوها
على صيغة منتهى الجموع – فواتير، وهي لفظة إيطالية
fattura-
، وتعني في الإيطالية
أجرة العمل، قائمة الحساب.
وفي رأيي أن نبقي اللفظة الأجنبية لشيوعها جدًا منذ عقود من السنين، نقبلها رغم
كونها أجنبية، مثل الديموقراطية والفيتامين والفيديو إلخ، فهي مستخدمة في عدد من
اللغات، وليست هي محلية قاصرة على بلادنا فقط.
أما المتعصب الذي يحافظ على صفاء لغته أكثر فأقول له عليك باستخدام: كشف الحساب.
קַבָּלָה = وَصْــل
اختار المنجد لفظة الوُصـول بمعنى وريقة يدرج فيها بيان وصول مبلغ
ونحوه من شخص إلى آخر، واستخدم البعض في تجارتهم سَـنَد قَـبْـض، ورقة
استلام، إيصال، وفي رأيي أن نتقبل الوَصْل كما ننطق في لغتنا
الدارجة.
يبرر ذلك أن اللفظة هي مصدر الفعل وَصَلَ بمعنى جمع، ومعنى الوَصْل
أيضًا المِثل، ويمكننا تخريج المعنيين بصورة أو بأخرى، فلا بأس في رأيي أن تكون هذه
اللفظة- وَصْــل هي المعتمدة.
أما في حالة الجمع فمن المحبذ جمع اللفظة التي اختارها معجم المنجد:
وُصول = وُصولات، وذلك لعدم استساغة أي جمع لوَصْـل في الفصيحة، مع أن العامية
حلت المشكل: وصِل جمعها وصولِـة.ولهذا فنحن نسمي:
פִּנְקַס קַבּלוֹת =
دفتر الوُصولات
وبلهجتنا الدارجة:
دفتر الوصولـِـة
עִסְקָה= صَـفْـقـة
قال
لي بعد أن خرج من مكتب مدير المصرف (البنك): عملت (عِـسقا -
עִסְקָה
)!
قلت له: إن كانت عملاً تجاريًا كبيرًا وله جديته فقل: صَفْـقة،
وإن كانت عادية فالأفضل أن تقول مُعامَلة. فالناس اعتادوا في مخاطباتهم
وكتاباتهم على اعتبار الصفقة أمرًا كبيرًا، وليس عاديًا.
أما الصفقة في الأصل اللغوي فهي من الفعل صَـفَـق، وكانت العرب إذا أرادوا
إنفاذ البيع ضرب أحدهما يده على يد صاحبه، فقالوا "صفَق يده أو على يده بالبيع،
فوصفوا به البيع".
وأما المعاملة في اللغة فتعني التصرف في البيع والشراء، ومنها المعاملات
الشرعية في البيع والشراء وسائر الأحكام.
עֶסֶק = مَصْـلَحـة
نعرف
كثرة معانيها من شغل، عمل، وظيفة، محلّ...إلخ
لكني أفضل مَصْـلَحـة أولاً لأنها شائعة ذائعة ومفهومة،
وثانيًا لأن المعاجم توردها، فالمصلحة في الوسيط معناها الفائدة،
وما يبعث على الصلاح، وفي المنجد: "ما يتعاطاه الإنسان من الأعمال الباعثة
على نفعه أو نفع قومه".
أما قولنا في هذا السياق
עֶסֶק
מורְשֶׁה،
فهو المصلحة المُرَخّـصة- أي حصلت على ترخيص رسمي أو قانوني في العمل.
وأما الشخص المُشْـتَـغِـل فهو (بدون تعريف)
עוֹסֵק.
وعليه فإن
עוֹסֵק מורְשֶה
هو مشتغل مُرخّـص. ولو أجزت
لنفسي أكثر لقلت: (ميم ميم) اختصارًا جديدًا لأي تعبير منهما: مصلحة
مرخصة/ مُشغِّـل مرخَّص- ذلك لأني أخشى أن يستثقل البعض لفظ كل منهما،
وأشعر أن الناس في بلادنا يفضلون التعبير العبري لأنه أسرع للفهم حاليًا، وبسبب عدم
اعتيادهم.
والاختصارات ضرورة في لغتنا، ومن المؤسف أنها نادرة جدًا، بينما هي بالآلاف في
اللغات الأخرى، فلو سألتك: هل أنت ميم ميم فمن نافلة القول إنني لا أسألك إن
كنت مارلين مونرو!!
سأعود لاحقًا لهذا الموضوع- الاختصارات –
רָאשֵי תֵבוֹת =
abbreviations، في المدونة
الرابعة والعشرين، فإلى لقاء!
المدونــــة الحاديـــة والعشرون
צִיּוּד=
مُـعَـدّات
צִיּוּד تطلق بالعبرية
على ما تراه ماديًا من أدوات وتجهيزات، ونحن نقول بالعربية: مُـعَـدّات،
وإن أردنا أن نستخدم الكلمة العبرية مصدرًا، وكأننا نقوم بفعل فهي تَزْويـــد
أي المـدّ بمُعَـدات.
צֵידָנִית=
مـزادَة
سألتني حفيدتي وقد لاحظت انهماكي في تقديم الألفاظ العربية بدلاً من الألفاظ
العبرية المهيمنة في جملنا: اليوم سنقوم برحلة، وسنأخذ معنا الـ
צֵידָנִית-
( وتقصد هذا الصندوق لحفظ الطعام ناضرًا ومحافظًا على حرارته)، فماذا نسميه بلغتنا؟
ترددت قبل أن أجيبها، ثم قمت أنا برحلة لغوية:
في الدول العربية يسمونه بالإنجليزية:cooler
، (برّاد) أو
picnic box،
(صندوق النزهة)، ولكنا في بلادنا نردد لفظ
צֵידָנִית،
ولم أجد وأنا أستعرض ألفاظ الزاد ومشتقاته عبر تاريخنا اللغوي- لفظًا يدل
تمامًا على وصفها وما تحويه.
لم أجد أوفى من لفظ مّزادة بديلاً من اللفظة العبرية، ولولا خشيتي من أن
أثقل عليكم لعرضت أمامكم شعرًا للبيد بن ربيعة وللحسن الأخفش وللمعري ولغيرهم،
يستخدمون فيها لفظة المزادة، ولكن لا تتوقعوا أنها تمامًا
צֵידָנִית،
فهذه اللفظة جديدة –
شكلاً ومضمونًا كما تعرفون- اكتسبت دلالات حديثة لم ينعم بها آباؤنا؟
قلت بعد تدبُّـر: مَـزادَة.
هذه اللفظة تحوي الماء خاصة، وقد اخترتها رغم ذلك من بين ألفاظ ذكرها معجم سغيب في
ترجمة צֵידָנִית،
اخترتها أولاً وقبلاً لعدم اشتراكها اليوم في أي معنى آخر، فإذا قال أحدنا اليوم
"اشتريت مزادة"، فإننا سندرك – إذا قبلنا التحديد والتجديد- أن المقصود هو
صندوق الطعام والشراب الذي يحافظ على درجة الحرارة،
فهل ستعتمدونها؟ أم أنكم ستظلون على لفظ (تسيـدانيــت)؟
إذا استثقلتم المَزادة (بسبب عدم التعود) فلا بأس مؤقتًا من قولنا- "صندوق
الرحلة".
القرار لكم!
أما צֵידָה-
هذه اللفظة العبرية التي
يستخدمها القليل منا، وليست سائدة في جميع المناطق- ،فهي التي نحضّرها لنا، وخاصة
لأطفالنا، وفيها طعام لنا أو لهم في أثناء الغياب عن المنزل، فهي بالعربية كما
نلفظها في حياتنا اليومية زوّادة، واللفظة ملائمة وقريبة المؤدّى ومنطقية،
وتلاحظون أنني تركت شكل الزاي، لأنها تلفظ بلهجات مختلفة. (لم يرد ذكر اللفظة
في المعاجم بهذا المعنى).
في هذا السياق اسمحوا لي أن
أذكر مطلع قصيدة لي عن القدس، وقد استخدمت اللفظة:
زوادتـــي في رحلتـــي مشاعري مزجتًها ببهـــجة المنــــاظر
والآن، يا حفيدتي، ونحن في الرحلة، هل تسمحين أن نفتح المزادة، فقد سمعت
أنك أحضرت ما أحب من الحَـلْـَويـَات!
وغدًا عندما تذهبين إلى المدرسة لا تنسي أن تأخذي زوادتك معك! صحتين!
עוּגָה= كعكة
עוּגִיָה=
كُـعَـيْـكَـة
نعم،
فقد أحضرت עוגה
؟
- المشكلة أن بعضنا خصص الكعك للصناعة المحلية فقط، أي الكعك الذي أعدته لنا وتعده
أمهاتنا في المناسبات، ولكنا عندما نريد أن نحتفل بعيد ميلاد أحدنا فإننا نستعمل
غالبًا (עוּגָה)،
بل أسمع بعضهم يقول (عوجاي)، ولن تطيب إلا مع (الشتـيـيا=
שְׁתִיָה)،
وأنا أسأل: لماذا؟
ففي العربية نقول: كعكة مع المشروب، أم أن الكعكة تكون – يا رعاك الله-
أدنى مستوى؟ ويكون المشروب أقل جودة؟!
إذن لنبق على لفظ الكعكة لجميع أصنافها، ويجب ألا نميز بين كعك وكعك، فهذه
كعكة بجوز، وهذه كعكة تفاح، وسنحضر لمن يحتفل بزواجه كعكة كبيرة، ومشروبًا، ونبارك
له ولعروسه!
أما القطع الصغيرة من الكعك- ما اصطلحوا عليه بالعبرية
עוּגִיָה
فهو تصغير، فلنقل بالعربية
الفصيحة كُـعَـيْـكَة، وفي لغتنا الدارجة لا بأس من كعك صغير.
הוֹרָאָה קְבועָה= تحويل دائم
سؤال:
كنت
معك في المصرِف (أو البنك)، ورأيتك تخاطب أصدقاءك، وأنت تحرص على استخدام ألفاظ
عربية بدل الألفاظ العبرية وسط دهشة الزبائن، فتعجبت، وكنتَ تحتمل أحيانًا سخرية من
هذا، أو بسمة غريبة من ذاك، لكني مع ترددي في قبول ما تقترحه أسألك بعد أن طالعت
مدونتك السابقة عن الأمور المصرفية:
ماذا نسمي הוֹרָאָה
קְבועָה بالعربية؟
وماذا يسمونها في العالم العربي؟
- إنها في دول الخليج طلب مستديم، وكأنهم يختارون ما هو قريب من المصطلح
بالإنجليزية-standing order.
- هل نعتمد هذه الترجمة- طلب مستديم ؟
- أرى أن نسمي هذا الأمر بالدفع بما يلائم واقعنا اللغوي هنا، واقتراحي هو=
تحويل دائم.
ذلك لأن لفظ "طلب" فيه حيادية، وليس فيه التزام، ثم إنني أبتعد عن
الألفاظ التي لها دلالات أخرى، فلو اخترت مثلاً: أمر لكانت هذه
اللفظة مقابلاً لـ
פקודה, צווי, צו,....،بالإضافة
إلى معنى الإجبار في الموضوع، وهو غير مقصود.
- إذن ماذا تقترح؟
- لأننا نحول من حساب إلى حساب فالأجدر أن يكون اللفظ تحويل، وهكذا تفضّل
شركة الكهرباء وشركة الهاتف وغيرها أن يكون هناك تحويـــل دائم، حتى
يضمنوا وصول المبلغ من حسابي أو حسابك.
لا ننس أن تحويل هي
העברה،
ولا أظن أن المعنى نخطئه هنا، فالتحويل يتم بسبب التزامنا أن ندفع كل شهر أو كل
فترة معينة، ولذا نحول للحساب الآخر المبلغ المطلوب.
שׁיק (צֵ'ק, שֵׁק)= Cheque= شـيـك
لا
أرى غضاضة في قبول اللفظة شِيك، وجمعها شِيكات لشيوعها في لغات العالم،
واللغة العبرية أخذتها من الإنجليزية، ولم تقاومها لفظة
הַמְחָאָה
مثلاً التي أقرها مجمع اللغة
العبرية.
شِيك في تقديري هي في الأصل صَـكّ، وهي بمعنى وثيقة بمال ونحوه، وقد
أقرها مجمع اللغة العربية في القاهرة بدلاً من شِيك، ولكن ندر من يستعملها، فالكل
يبحث عن الشيكات، لا الصكوك!!
على فكرة، هي لفظة فارسية نقلها العرب بمعنى كتاب، وكذلك كتاب الإقرار بالمال
وجمعها صكوك، وصِكاك وأصُـكّ. وقرأت في كتاب غرائب اللغة العربية للأب
رفائيل اليسوعي ص 237 أن الصك هو كتاب الاعتراف بدين أو غيره، وعلى الأرجح
فهي من ـ
?ـاك
tchak
الفارسية- بمعنى- جملة مكتوبة.
نقول دفتر الشيكات بدلاً من
פִּנְקַס השֵיקִים.
سأكتب لك شيكًا لأمرك (לִפְקודַתְךָ)،
فأودِعْـه!
وإذا صرفته ......(أترك لك التتمة).
- ولكن، هل أدفع עֲמָלָה؟
- تقصد عُـمولــَـة، والجواب: نعم!
ولفظة العُمولة أقرّها مجمع اللغة العربية في القاهرة، وقد أوردها معجم
الوسيط، وتعني الأجر الذي يأخذه السمسار أو المصرِف لقاء معاملة ما، ولا أظن
اللفظة العبرية إلا منها وبشهادة معجم ابن شوشان الذي يؤكد أنها من (العمالة).
المدونــــة الثانيـــة والعشرون
أدعوكم بحرارة أن تدخلوا موقع يافطة للاستماع إلى/ مشاهدة برنامج رفيق حلبي
عن اللغة "المتهودة"، أي التي سمّيتُها: العِـرْبِـيّـة، وهو على الرابط:
أرجو – مرة أخرى- ألا تفوتوا كل ما قيل، وأن تصبروا حتى نهاية البرنامج، فربما
تستخلصون عِبْـرة، وقد تُذرف عَـبْرة.
سأقف على بعض الألفاظ التي عُرضت في هذا البرنامج، مقدمًا بدائل لها، وبشيء ممن الإيجاز:
כְּאִילוּ = كأنــه
يردد
بعض المتحدثين العرب لفظة
כְּאִילוּ بين كل جملة وجملة، وربما لتكون نقلة أو تُـكـَأة يستعينون بها لتبعد
الارتباك عنهم، فهم لا يريدون التشبيه هنا بحالة معينة، وربما هم يريدون أن يتحفظوا
مما سيقولون، ولعل المسافة اللغوية تجعلهم أكثر جرأة.
وفي رأيي أن (كأنّـــه) تقوم بالدور نفسه، وحبذا التقليل منهما، حتى ينطلق
اللسان بدون عقبات، وبدون تُـكَـآت!
מַה פִּתאוֹם= عَجَــب!
التعبير بالعبرية هو شعبي (עֲמָמִי)،
وهو بمعنى: كيف يمكن لهذه الفكرة أن تخطر على البال؟!
في رأيي أن أفضل بديل لها بالعربية لفظة عَـجَـب!! ويمكننا في التعبير عن
نوع من الدهشة أن نقول أيضًا (غريب!! ونمد الياء كما نريد)، وبالدارجة: مش معقول!!
وأرى أننا نقترب بذلك من التعبير الإنجليزي:
certainly not.
אֵין בְּרֵירָה= لا خِـيــار!
التعبير كما نعرف يرد عند انعدام حيلة أو أنه لا طريق آخر أمامنا، فالأفضل ترجمة
אֵין בְּרֵירָה =
لا خِـيار!
(بعضهم يلفظون -في الفصيحة- الخاء
مفتوحة، وهذا خطأ إذا أردنا الدقة في اللفظ فهي مكسورة في المعاجم).
وإذا عمدت إلى الفصيحة العليا فقل: لا مَناص، وفي الفصيحة القريبة من لغة
الكلام: لا بد من...(ما فش حل ثاني).
تلاحظون أنني أختار ألفاظًا عربية عامية، ولا أتردد، فالعامية يمكن تخريجها
-بشكل أو بآخر- على أنها فصيحة، المهم أن نتحدث العربية- فصيحة وعامية- وأن تكون
المرسلة في جملة واضحة!
סְתָם= لا لشيء
تتردد اللفظة العبرية סְתָם على ألسنة الكثيرين بمعنى- بدون قصد، وكما نقول بالدارجة (ولا شي) أو (هيك يعني= بالإنجليزية just like that, mere) فلا تحمل الموضوع أكثر، نقولها كأننا نطالب بأن يخفف السامع من وقع ما قيل أو ما كان، فالأمر كان بلا سبب يُذكر. نختار كذلك لفظة (مُجَـرَّد) في الفصيحة، ففي ترجمة סְתָם סִפּוּר نقول: مجرد قصة!
אָז מַה!= فليَـكُـنْ!
التعبير
العبري له مرادف بالعبرية يستخدمه بعضنا كذلك، وهو
וּמַה בִּכָךְ?،
كأنه يجيب المخاطب: ليس
هناك أي سوء وراء ما يحدث.
فلو قال لي قائل:
ربما يتبين أنك مخطئ، أقول له مخففًا من النتيجة:
ماذا يمكن أن يحدث؟ وباختصار: فليكنْ! فكلنا خطاؤون.
بالدارجة: شو فيها؟ شو يعني!، شو بيصير؟
ولمتابعي الإنجليزية: so
what!
זוֹרֵם= جارٍ
إذا كان السير منسابًا أو بدون عقبات ( (runningفهو في العبرية זוֹרֵם، ونحن في لغتنا الدارجة نقول (ساحب)، وبعضنا يقول: سالك أو ماشي.وبالطبع فجملة السير سالك فصيحة أيضًا.
העִיקָּר= الأساس
نقصد بالتعبير جوهر الشيء أو الكلام أو الأهمّ فيه، فإذا قال قائل: בְּעִיקָּרוֹ שֶל דָּבָר فهو يعني لفظة عربية واحدة مختصرة هي أساسًا، وفي لغتنا الدارجة: بالأساس.
כַּנִּרְאֶה= كما يبدو
التعبير شائع في العبرية بلفظ الكاف مكسورة (وهذا خطأ، فهي بالفتح)، وأفضَل ترجمة لها في الفصيحة: على ما يبدو، (كما يبدو)، وفي لغتنا الدارجة إذا استصعبنا (يبدو) فنحن نقول فصيحة أخرى: على ما يظهر، وفي اللهجة اليومية (زي ماني شايف).
עֲזוֹב= اتركْ
عندما
لا يعجبنا أمر أو قول أو تصرف فإننا نكتب في الفصيحة "دعك!"، اترك!
خلِّ!
ولكنا نستخدم في لهجاتنا (دشّرك، روح، عفّ، زيح – كل في منطقته ما يلائمه وكلها
أيسر من لفظ الكلمة العبرية)، والتعبير العبري الشائع
עֲזוֹב
שְטוּיוֹת !
نسمع من يقول في معناه:
بلاش كلام فاضي!
עַד כְּדֵי כּךְ= إلى هذا الحد
هذا الاستعمال يقال عند الاستغراب والدهشة، وكأننا ننكر أن يصل الأمر إلى هذا القدر أو الحد، ونحن بالدارجة نقول: لهالدرجة؟!
סוֹף סוֹף= وأخيرًا
نقول
التعبير العبري סוֹף סוֹף،
ونقصد (في النهاية!)، (وأخيرًا).
أما الذي يقول לבעיה אֵין
סוֹף
أقول له: أنت تعني بلهجتك اليومية (
للمشكلة فش نهاية).
هنا تذكرت المثل العبري: סוף טוב
– הכּל טוב!
ونحن نقول في لغتنا: الأمور
بخواتيمها!
ويمكن ترجمتها بصورة أدق: خير الأمور أحمدها مغبة- كما ترجمها يوسف دانا في معجم
الأمثال العبرية.
عسى أن تكون نهاية هذه المدونة على خير، فقد اخترت لكم ألفاظًا بديلة ليست ألسنتنا
معتادة عليها كثيرًا، فقوّموا ألسنتكم لو تستقيمون!
المدونــــة الثالـثـة والعشرون
لم
أكن أتخيل أبدًا وأنا أزور محكمة الصُّلح
בֵּית מִשְפַּט השָּלוֹם
في الخضيرة أن تجري الألفاظ
العبرية منسابة على الألسن لدى الشهود والمتهمين والمحامين وسائر الرواد العرب بمثل
هذه الحدة والشدة، رغم أن اللفظة العربية أخف وقعًا، وأسهل نطقًا، فلفظة
مَحْـكَـمَة ولا شك أيسر من בֵּית
מִשְפּט، واللفظة
جَـلْـسَة أرق من
יְשִׁיבָה،
ولا أظنكم تختلفون معي أن لفظة
المحامي أسرع وأوصل وأيسر من (عوريخ دين)=
עוֹרֵך הדִין.
ولا تسألوا عن
פְּסק דִין
فهو القَـرار، وبربكم
ما هذا الغبن الذي أصاب عربيتنا؟
نقول "بساق دين"، ولا نقول "قرار" أو "قرار حُـكْـم"؟؟؟!!!
أما
القاضي فهو (الشوفيط)-
שוֹפֵט،
وأما الشاهد فهو (العيد)-
עֵד،
والشهود עֵדִים،
والشهادة هي (عِـدوت)=
עֵדוּת.
ولا تسألوا أين كان المحامي، فقد كان في (المِـسْراد)-
מִשְׂרָד
يقصد المكتب، ويبدو أن (المسراد) أكثر قيمة وأبهة ومكانة، فالمكتب في
نظرهم عادي، ولا يحظى بشرف الهالة الخاصة للمسراد؟؟!!
المحامي (جمعها "محامون" في الرفع، و"محامين" في غير ذلك، والخطأ الشائع تعرفونه:
محاميـــيـــن- بزيادة ياء)، أسهل من اللفظة العبرية في الإفراد والجمع، فتخيل
القول שְנֵי עוֹרְכֵי דִין،
ووازن ذلك مع محامِيـين؟
لي قريب محام يحدثني عن زَبون (كلمة آرامية)، ولكنه كان في كل مرة يذكر
קְלִיֶנְט،
وهي كلمة إنجليزية شائعة
client،
وما لبث هذا المحامي أن سألني بعد أن لاحظ ملاحظاتي:
وكيف نسمي (الشوفيط)-
שוֹפֵט
في محكمة عسكرية؟ هل هو قاض؟
قلت: نعم، وهو الحاكم أيضًا، لأنه يحكم في قضية، وقد نسمع لفظة الحاكم
في لغتنا الدارجة، وهي مرادفة للقاضي.
وأما في الألعاب الرياضية فهو الحـَـكَم.
شرح لي المحامي أن للقاضي - كما هو معروف- (سيدر يوم) -
סֵדֶר יוֹם،
وهو يستمع إلى
(التوبياع)- תּוֹבֵעַ،
لكنه هو وزميله سيقدمان (الهجنا)-
הֲגַנָּה،
واعتذر لأنه يلفظ
المصطلحات العبرية ، فهي مفهومة أكثر!!
قلت
له يا حبيبي: סֵדֶר יוֹם
هي جدول أعمال،
התּוֹבֵעַ
هو المدعي
הֲגַנָּה
هي الدفاع.
قال:
أنا أعرفها، لكنها صعبة، ولا يفهمها الكثيرون منا.
قلت له: عوّد زبائنك على استخدامها، فسيكون الأمر متيسرًا،
فابدأ بنفسك وانهها عن (خلطها) فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدى بالقول منك وينفع التعليـــم
-
حقًا، ومن
يدري فقد نعود إلى لغتنا، مع أن اللغة تيار، ومن الصعب أن يقف أحد في وجهه، فنحن
ليس لنا وزارة ثقافة، ولا سلطة عليا عربية مقررة، وهل تظن أن العالم العربي حقًا
يحافظ على عربية صافية؟ صدقني أن عربيتنا أفضل من الحال في المغرب وتونس والجزائر
إذ تفرنسوا، ولا تسأل عن دول الخليج إذ تأنجلزو!
أريد أن أبشرك-وأنت تحب الخير لي- أنني حصلت على شهادة (نتريون)-
נוֹטַרְיוֹן.
- أبارك لك أولاً، وليتك تذكر أمام كل واحد من زبائنك منذ اليوم التعبير كاتب عدل، يا كاتب العدل!
-
قال: أتعرف
صديقنا فلانًا؛ هو (نِـئشام)-
נֶאֶשָׁם،
وأخاف
أن يكون (أشيم)-
אָשֵׁם.
- بل
قل فلان مُـتّـهـَم، ونحن نرجو فعلاً ألا يكون مُـذْنِـبًا.
- إن شاء الله يكون (زكاي=
זַכַּאי)!
-
بل قل (بريء)،
وكما نقول في الدارجة يطلع براءة.
- لكني أعرف أن
זַכַּאי لها
معنى آخر.
- نعم، فأنت
זַכַּאי
لمبلغ أو
لشيء فالمعنى مستحق.
-
أتعرف أن القاضي
حكم في قضية -
מִשְפָּט
مماثلة
بالسجن شهرين (عل تناي) –
עַל תְּנַאי
، آسف
بل حكم عليه بستة أشهر يقضيها في (شروت هتسيبور)-
שֵרוּת הצִּיבּוּר.
-
بل قل: "مع
وقف التـنفيذ"، ثم قل: يقضيها "في خدمة الجمهور".
-
وابنه فلان من (النوعر)-
נוֹעַר،
فكيف
حكمت عليه المحكمة?
- نعم
هو من الأحداث، ولهم حكم خاص!
- رأيته
مرة عند (كتسين هنوعر)=
קָצִין נוֹעַר.
- قل
"ضابط الأحداث"، بربك أليست هي أسهل؟
- المشكلة ليست أيهما أسهل لفظًا، ولكنها: أيهما أسرع فهمًا.
أعرف المشكلة، ولكن ذلك يدفعنا إلى
أن نصوب ونصحح ونصلح ونحاول!
قبل أن أودعك أردت أن أذكّر بالتعابير العبرية التالية، وما هو مقابلها بلغتنا، ولن
أزعم أنني أحصرها كلها، فإليكم ما تيسر منها:
עֲתִירָה=
التماس
(في محكمة العدل العليا)
כְּתָב אִישוּם=
لائحة اتهام
עִרְעוּר=
استئناف
בָּגָ"ץ=
محكمة العدل العليا
תְּבִיעָה=
دعوى
תְּבִיעָה פְּלִילִית=
دعوى جزائية
تواصـــل:
كتب
لي الأستاذ إلياس صفوري:
تحية للنحات اللغوي الماهر أبي السيد، مع موافقتي لبعض من ورد من نحوت إلا أنني
أعتقد، وليسمح لي البروفيسور، بأن بعض هذا المقترح ثقيل على القلب واللسان. حبذا لو
عمد الاستاذ لعرض ما ينحت على بعض المختصين قبل أن ينشرها. ومع ذلك له فائق الشكر
وعظيم التحية.
إجابتي:
يا
صديقي: أولاً، تحيات!
توافقني أن كل جديد لا نصفق له، بل يكون ثقيلاً على الكثيرين!
هذا يذكرني بمقطوعة لجورجي عطية يقول فيها:
أفٍ له فيه عيب وذاك أمر أكيــــد
قالوا له: أي عيب؟! أجاب: لحن جديـــــد
قد توافقني أنني أقترح ما أقترح بعد دراسة وتمحيص واجتهاد، واستغراق في عشرات
المصادر.
توافقني أنني لا ألزم أحدًا بأية لفظة، فأنا أقول رأيي، وعلى الجديين أن يتأولوا..
فهذه طرقة على الباب، أحاول أن تكون خفيفة، وحتى لو كانت عالية فهي تقرع الأذهان،
وتحفز المساءلة، ولن تزعج إلا الذي يستمر نائمًا.
توافقني أن المختصين أقلاء، وخاصة بيننا، ولا أعرف إن كان عددهم وصل إلى عدد أصابع
اليد الواحدة، ويمكن من كانت له ملاحظة أن يعلمنا مما علمه الله، فالباب مفتوح.
الباب مفتوح لك أولاً لك لتقول لنا : لماذا استثقلت ما استثقلت؟ وما هو الحل عندك؟
أرجو أن تنتبه لجملتي الأخيرة في الرد على الصديق جواد، في المدونة الثامنة عشرة،
ورسالته المعجبة وهو محام من خيرة المتذوقين للعربية.
إضافـــة:
كتب الأخ عماد ردًا آخر على السيد الصفوري:
الأخ الصفوري لم ينتبه إلى أن المدونة المواسية - رقم 18 ليس فيها نحت (نحوت؟؟!!)
النحت كان في مدونات سابقة، واختارها لتكون مخرجًا – أذكر (تقليطان) اختار لها
(الواسي)، وأذكر (قال نوعيت) اختار لها (يَـســيكَـة)، واختار (مُـثـيـه) مكان
(مثير للاهتمام)، وقد حفظتها لجمال وقعها. واختياره جريء أظن أنه لم يكن هناك أي حل
أو مخرج تيسيري نتفق عليه.
ثم، لماذا تستخدم (أعتقد)، وأنت تقصد (أظن، أرى)؟!
إذا اعتبرت رأى + ن نحتا فأنت مخطئ فهذه النون زائدة، كما يقول مواسي، وتجوز
زيادتها في اللغة.
شكرا للأستاذ الدكتور على العطاء والمسئولية! شكرا لمن يعمل!
فمن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد،
وأنت أخي الصفوري لك أجر واحد!
المدونــــة الرابــعة والعشرون
الاختصارات
الاختصارات
(רָאשֵי תֵבוֹת = ר"ת)،
وبالإنجليزية
abbreviations هي ظاهرة لغوية
عرفها العرب، وسموها "النقص بسبب الرمز"، فمنها ما ورد في المصنفات القديمة:
إلخ= إلى آخره، لا يخ= لا
يخفى، اهـ= انتهى، ثنا= حدثنا في الصحيحين،
ولا أنس ما استكرهه بعض
الفقهاء – من استعمالات شائعة نحو- (صلعم)= صلى الله عليه وسلم، ع م= عليه السلام،
رض- رضي الله عنه.
وثمة اختصارات غير معروفة في
أيامنا نحو: حج= ابن حجر الهيثمي في كتب الشافعية، س= سيبويه...إلخ
غير أننا نجد في المعاجم
اختصارات يجعلها المؤلف دليلاً في تصدير معجمه أو في نهايته، كما أننا نقرأ في كتب
الأبحاث على نحو: م.س (مصدر سابق)، م.ن (مصدر نفسه، ومنهم من يجعلها- ن.م)، را
(راجع)...إلخ
كما أن من المنظمات السياسية من اختار الاختصارات، ونجح فيها، نحو: حماس،
فهي اختصار أوائل الكلمات: حركة المقاومة الإسلامية، و فتح التي كانت في
الأصل ح. ت. ف حتف= حركة تحرير فلسطين، لكن وبسبب المعنى (الحتف هو الموت) فقد
قلبوا الترتيب ليتيمنوا خيرًا، فكانت (فتح). ثم كانت هناك وكالات للأنباء قد عمدت
إلى هذه الاختصارات، نحو وفا- وكالة فلسطين للأنباء، واع= وكالة
أنباء العراق.
وقد جربت في المدونة العشرين ترجمة
עֶסֶק
מורְשֶׁה
م. م
(ميم ميم،من مشتغل مرخص أو من مصلحة مرخصة- سيان)، وكل كلمة من أي
اختيار تبدأ بالميم. أكتب ذلك وعهدنا بالشركات التجارية موصول، حيث يثبتون بعد اسم
الشركة م. ض – (ميم ضاد)- أي محدود الضمان؟
מע"מ= ضَـقـا
في
العبرية تم اختصار מַס עֵרֶךְ
מוּסָף
إلى
(מָעָ"מ)
ويلفظونها بيننا- ماعَـم، فلماذا نحجم عن اختصار ضريبة القيمة الإضافية
إلى (ض. ق. إ)-
ونلفظها ضَقـا، من هنا فلا أرى تثريبًا أن نقول سندفع ضقا في الخامس
عشر من الشهر، ولا أظن اللفظة بعيدة عن جو الدافعين الذين يحسون بالضيق.
ولو تسنى لي (والأمر عسير، ولكن الاقتراح متاح) لجعلت اختصار
בָּגָ"ץ
(בית המשפט הגבוה לצדק)،
ويلفظونها بيننا (باﭽَتس)
لفظة مختصرة هي مَـعَـل (محكمة العدل العليا).
מַנְכָּ"ל
(مَـنْـكال)
=
ميم عين
= مدير عام
סַכּוּ"ם
(سكوم)
= شَـوْسَـم،
وهي اختصار مجموعة الشوكة، السكين، الملعقة.
عودة إلى النحت:
قلت
في المدونة الرابعة عشرة إن ظاهرة النحت هي قديمة في لغتنا العربية، وما أقل
الإفادة منها في أيامنا. والنحت لغة هو التركيب، نحو ما يقوم به النجار مثلاً،
فينحت خشبتين، ويجعلهما واحدة، ومن ذلك أخذ اسم هذه الظاهرة اللغوية.
ذكرت أن في لغات أخرى يظهر النحت وله فعاليته في هذا الغنى اللغوي، وفي التصرف في
الجمع بين كلمتين أو أكثر، حيث يتم ابتداع كلمات جديدة، بينما نحجم نحن العرب عن
ابتكارات نحتية، بحجة الذوق اللغوي الذاتي، وبأنه ثقيل على اللسان، أو بحجة أنه
جديد، ولا عيب فيه سوى أنه جديد. وقد وصلت هذه المدونات تعليقات أخرى من قراء
يتحفظون فيها من النحت كما فعلت في ابتداع كلمة (رؤان) ترجمة لـ
רֵאָיוֹן.
ردي:
قد
يظن البعض أن زيادة الحرف على الكلمة هو نحت، نحو ما فعلت في لفظة (رؤان
ترجمة لـ רֵאָיוֹן)،
ولهم أقول:
زيادة
الحرف لا تعتبر نحتًا، وقد زيدت الميم في بعض الكلمات، نحو زرقم = شديد الزرقة،
وزيدت النون في مثل رعشن= شديد الارتعاش، والواو في كوثر= شديد الكثرة، إلخ، ولهذا
مبحث خاص في أسباب الزيادة، ومتى تكون.
وبعد،
فلم ألجأ للنحت إلآ لضرورة ملحة، وأنا على يقين أن اللغة تجيز الاجتهاد، وتظل مسألة
استساغة الاستعمال، وقبوله، ثم شيوعه، مجالاً للنظر.
يا حبذا أن يكون هناك مؤسسات تتجند، وشخصيات تشعر بالغيرة على لغتها، وقد لمست
تعاونًا مع بائع اليسيكات في بلدتي لتبنّي اللفظة، وذلك يوم أن وضعت للدراجة
التي يركبها المحتاجون لها، وهي آلة مستجدة على الشارع-
קַל- נוֹעִית،
إذ أخذ مستخدموها العرب يعيدون اللفظة العبرية (قال نوعيت)على ثقلها، فما وجدت حلاً
لاسم الآلة إلا النحت: فكانت الترجمة عن العبرية: يسيرة الحركة، فأخذت من
اللفظة الأولى (يسي)، ومن آخر اللفظة الثانية (كة)، فجمعتهما لتكون اللفظة الجديدة
يسيكة.
هل أكشف لكم سرًا أنني أفرح عندما أسمعها على لسان شخص يركبها، ولو تمكنت لما
تركته بدون فنجان قهوة.
بدأت
بفكرة النحت في السبعينيات يوم أن اقترحت حتّــن (من اللفظتين: حتى + الآن)
ترجمة لـ עִדְכֵּן،
والكثيرون يعرفون حكاية إقحام اللام عليها، ومعركتي فيها!!!، ومن الطريف أنني تصفحت
كل العرب عدد 27/7/2012 وإذا في الصفحة الأولى خبر رئيس يورد محتـلّـنـة –
بتشديد اللام، وأعيدت الكتابة بالشدة في الصفحة الداخلية، فبربكم الفظوا الكلمة،
وتحدثوا بعد ذلك عن الذوق!).
ومن الجدير أن أذكر أن هناك صديقًا لغويًا يقترح (حَـتـْهَـنَـة) من (حتى+
هنا)، فلماذا كلما بادر أحدنا لشيء نقول له "لا مش هيك"؟، ويجب أن ندلي بالدلو؟!
وهل يقبل الأستاذ وهو الفصيح أن يقول في المضارع: يُحتْـهِـن، فهو محـتهِـن؟ أنا في
شك لأنني أعرف ذوقه، وهو ممن أضع ثقتي بهم.
في هذه المدونات كنت نحتُّّ الواسي (بدل
תַּקְלִיטָן،
وهي من اللفظتين: واضع+ سي دي، وهي الأشيع من أسطوانة أو قرص)، كما نحتّ (شارصيف)
من (شارع+ رصيف = מִדְרְחוֹב)،
ورافِـبـة من (رافعة + متشعبة=
מַזְלְגָן)
وغيرها.
أشعر إزاءها بالراحة والاطمئنان، وكم أرجو أن تجد لها ألسنة تنطق بها، وأفئدة تهوي
إليها.
لكني أصدقكم أن (شارصيف) هي الوحيدة التي أجدها غير مستقرة بسبب خروجها عن الصيغ
العربية المألوفة، وقد شرحت سبب اختياري لها في المدونة السابعة، ولكني أبقيها
مؤقتًا إلى أن نجد معًا بديلاً لـ (المِـد رحوب
מִדְרְחוֹב).
المدونــــة الخامـسـة والعشرون
لاحظت أن أسماء المفعولين بالعبرية تحفز المتحدث منا أحيانًا على استخدام اللفظة العبرية دون العربية، وربما بسبب عدم شيوع الصيغة: مشتَـفْـعَل، أو مُـفْـعَـل، ونحوهما في اللغة العربية الشائعة واليومية، من هنا فسأصحبكم إلى استخدامات عبرية تبحث عن كلمة محددة لها في العربية، ولا بأس أن تكون كلمة أخرى مرافقة هي دارجة في العامية.
מְתוּחְכָּם= حاذق
أعرف
أن ترجمة מְתוּחְכָּם
(وهي بالإنجليزية sophisticated)
ترد في أكثر من مورد: محنك، رفيع الثقافة، دقيق المعرفة، فلماذا لا نكتفي بلفظة
حاذق التي تدل على المهارة والخبرة والمهارة والحكمة في التصرف، ونفرد الحِـذْق
لـ תִחְכּוּם.
في الدارجة لا تتوقعوا أن يقول أحد من أبناء الشعب: فلان حاذق، فلو قال
شاطر بمعنى اللفظة كما نعنيها اليوم لكانت الكلمة وافية شافية، أقول بمعنى
اللفظة اليوم، لا بالمعنى القديم، حيث ارتبط المعنى القديم بالعيارين والشطار
وأصحاب الكـُدية، فما لنا ولهم؟ وقد أفلت نجومهم- على الأقل في المصطلحات! فلا
تصدقوني إن قلت إنهم تولَّوا وذهبوا بعيدًا فعلاً وتطبيقًا، ذلك لأنهم عادوا بلبوس
جديد في ألفاظ أخرى، ولكنهم لم يعودوا يحملون اللفظ القديم شاطر، فهذه
اللفظة الدارجة تركناها للطالب المجتهد، وتركناها كذلك للحاذق بمعنى
מְתוּחְכָּם.
وبهذا السياق لا بد لنا من التعود على وصف الجهاز بأنه حاذق، في نحو:
מַכְשִׁיר אֵלֶקְטְרוֹנִי
מְתוּחְכָּם، فـ (الدَّقيق)
لا تفي بالمعنى تمامًا، فالأَولى – في رأيي- أن نستعير له صفة بشرية هي الحذق.
מְשׁוּכְלָל= مُـحْـكَـم
هذه
اللفظة العبرية מְשׁוּכְלָל
تعني أنه مصنوع ومهيأ بصورة كاملة، وليس فيه عيب أو ثغرة، فهو مُـتقَــن، وأرى أن
نختار لها لفظة مُـحْـكَـم، ويمكننا أن نستخدم فيما بيننا في الحديث الدارج
وفي الفصيحة أيضًا مُـتْـقَـن، ولا بأس بقولنا في لهجتنا
مْـحَـكّـم فالمهم أن تتركونا من الشخــلـــلة!
يلاحظ المتابع أنني أحاول أن أجد حلاً في كل ترجمة للغة اليومية الدارجة، حتى لا
يسألني سائل: وهل تتوقع مني أن أقول مُحْـكََـم؟!
מוּגְזָם= مُـبالَـغ
اسم
المفعول مُبالَـغ يجدر أن يلحقها شبه جملة، كأن نقول "مبالغ فيه"، ولكني أرى
أن نكتفي بصورة اسم المفعول من بالغ للدلالة على أن الأمر خرج عن حد المعقول
والتصور، وأنه مضخَّم أو مغالى فيه.
نسمع كثيرًا من يقول للآخر بعد أن يستمع إلى ادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان:
הִגְזַמְתָּ!
فما لنا لا ننبههه وهو يعارض- إلى أن
يستخدم: بالغت، وبالطبع فاللفظة أسهل، ويمكنه في التعبير عند الدهشة أن يمد
الألف قدر دهشته-"بااالغت!!
מְשׁוּחְזָר= مُـسْـتَـعاد
أعرف
أن اللفظة العبرية تعني- يبني ويعيد التنظيم من جديد، فالمبنى مُعاد التركيب يسمى
بالعبرية מְשׁוּחְזָר
((reconstructed،
وأنا أرى أن نترجمه مستعاد مخصصين اللفظة لذلك، رغم عدم الدقة تمامًا، وأما
(מוחְזָר)
فهي مرجوع أو مُعاد،
ولا ضرورة لأن نترجمها- مستعاد، فلنخصصها لـ
מְשוּחְזָר.
מּשׁוּכְפָּל= مَـنْـسـوخ
وهو
الذي يعاد نسخه إما بآلة الطباعة، أو هو مستنسخ بنسخ كثيرة بوسائل أخرى.
لقد استمعت إلى بعض زملائي المعلمين وهم يخاطبون السكرتيرة (شَخْـبِلي لي!)، و(
بحياتك! الشِّخْبول قبل الحصة)، وفي تقديري أننا في حديثنا لو قلنا (انسخي لي)،
و(النسخ قبل الحصة) لما مسنا أي سوء، ولفُهمنا تمامًا، ولما ظن أحد أن الذي خاطبناه
امتشق قلمه ليأخذ في نسخ النص وإعادة كتابته. فقد تم فعليًا في أيامنا تحويل معنى
(نسخ) من مجرد copy
إلى
معنى مستجدّ يتعلق بالطباعة- أي كما اللفظة الإنجليزية-
duplicate.
وبالطبع فإن تحديد اللفظة
العبرية שִׁכְפּוּל
للنسخ لا يمنع بقاء نسخ،
لصق في مقابل لفظتي:
הַעְתֵק, הַדְבֵּק،
فالمعنى يفهم من السياق.
מוצָג= مَعْـروض
وهذا المعروض (ج. معروضات) يكون في البضاعة أو في المعارض التجارية والفنية، ولكن إذا أراد أحدهم أن يقدم מוּצָג للمحكمة، ويبرز دليلاً لدعواه، فإن هذا يسمى "مُـسْــتَـمْتسَك.
מוּתָג = ماركـــة
מותָג
هو اسم أو رمز أو أي علامة أخرى
تعرّف مُـنْـتـَـجًا=
מוצָר
معينًا،
ويردد أبناء جيل اليوم (موتاﭺ)
لدى شرائهم الملابس المختلفة، وهي عادة أغلى بكثير من ملابس أخرى لم تحظ بالميزة
الخاصة.
كنا نسمع قديمًا من آبائنا لفظة ماركة، وهي من التعبير الإنجليزي
trade mark
(انظر
معجم ابن شوشان: مادة מוּתָג).
والعالم
العربي يستخدم هذه اللفظة الإنجليزية في ضروب الاقتصاد، وهي شائعة، ولا أظن
اختيار البديل: صنف تجاري يغير استخدامها، واقتراحي أن نستخدم في الفصيحة
صنف تجاري، وفي لغتنا اليومية نستخدم ماركة، وقد شرحت في أكثر من
مدونة لماذا نقبل الألفاظ الأجنبية، نحو فيتامين، ألكترون، أوكسجين، ولا نقبل
العبرية في نسيج جملنا، فها نحن نستخدم (الأكسجين) لفظة عالمية، بينما نرفض استخدام
חַמְצָּן=
حمتسان، وهي بالمعنى نفسه،
ونقبل استخدام كمبيوتر لدى الذين يستثقلون الحاسوب، ونستسيغ (بريك)
للكابح، بينما يجدر بنا ألا نخلط في لغتنا العبرية، فنستخدم جملة على غرار: غيرت
البلاميم- בְּלָמִים.
وثمة نماذج كثيرة، فمشكلة هذه المدونات ليست مع اللغات الأجنبية، وأنا لا أقف في
وجه تيارات عجزت عن التصدي لها المجامع اللغوية، وأراني أعيد القول، فعذرًا!
رسالة إلى ج.
فيما يتعلق بـ מוּתָג،
فهي بالإنجليزية
trade
Mark (انظر
المادة في معجم ابن شوشان، وكذلك في معجم سابير)، وقد عرّبت اللفظة الإنجليزية إلى
(ماركة)، ففي المنجد: علامة فارقة تجعل على البضائع، ولكل معمل علامة خاصة
يضعها على مصنوعاته". والكلمة مألوفة في لغتنا الدارجة، ويستخدمونها في العالم
العربي- كما ذكرت أعلاه.
מוּתָג
أصلاً كما قرأت في المواقع هي من
מוצר+ תג
، نحت نحته البروفيسور دوف يزرعيلي،
للدلالة على خصوصية الصنف وتميزة بعلامة فارقة، وتعرف اليوم في بعض دول الخليج
branding.
ثم أقرها مجمع اللغة العبرية بمعنىbrand
name)
)- أي كما يترجم البعلبكي في
مورده: ماركة، علامة تجارية.
قرأت اقتراح زميل بأن نترجمها (وسيمة)، والترجمة من الإنجليزية
brand،
لأن الفعل بالإنجليزية من معانيه (وسم). وأترك الاقتراح لنظركم!
מְעוֹרָב= مُـنْـخَـرِط
الشخص
الذي له يد في موضوع، أو متداخل في قضية، أو أقحم نفسه في موضوع، أو تورط فيه نسميه
في العبرية מְעוֹרָב،
وأرى أن نختار لترجمتها مُـنْـخَـرِط، فالفعل انخرط في المكان
حسب المنجد يعني دخل، وانتظم، وإذا خرطنا رجلاً في الأمر فهذا يعني أدخلناه.
لهذا فبدلاً من قولك
מְעוּרַבוּת قل: انخراط،
وبالدارجة إن استصعبت اللفظة الفصيحة فقل بدل
מְעוֹרָב
= له يد، وبالطبع بلهجتك المحكية.
لم أجد في معجم الوسيط هذا المعنى للانخراط أبدًا، ولم أجد لدى سغيب في
معجمه هذا الاقتراح للترجمة.
ملاحظة: هناك من استخدم متداخل، والفعل هو تداخل، ورأيي الشخصي
أنه لا يفي بالمعنى المقصود تمامًا، لأن تداخل لفظة قد تأتي ترجمة لـ
הִתְעַרֵב ב
مثل تدخل، وتداخلت
الأمور= הִסְתַבְכוּ
העִנְיַנִים
، وأحيانًا
היו מְשוּלַּבִים.
وشـتان!
מְעורֶה= مُـتَـعَالِِــق
هذه اللفظة تعني من بين ما تعني أنه مرتبط، له وشائج، متأصل، راسخ، ولكن الاستخدام الذي نستخدمه يأتي بمعنى الاندماج، وارتأيت أولاً أن أختار لها- متعلق، لكن معنى שייך + קשור+ תלוי يربك، فنحن كثيرًا ما نترجم كل واحدة من هذه الألفاظ العبرية (متعلق)، فإذا قال قائل: فلان מְעורֶה في حل مشاكل الناس، أو غير מְעורֶה في الحياة المنزلية، فأرى أن نترجمها في الفصيحة مُـتَـعالـِـق، علمًا بأن اللفظ (أي متعالق) اشتقاق حديث استخدم هنا وهناك في المقالات الفكرية بغير معنى محدد، فمرة بمعنى انجذب، وأخرى تعلق خفيفًا، وآنًا اشتبك، وأخرى تمسك، ولم أر الفعل في المعاجم، فاسمحوا لي أن أخصص (متعالق) للفظة العبرية מְעורֶה، ذلك لأنها أخف حملاً من متأصل، فحبذا أن نقول "هو متعالق بهذا الأمر"، و" وهو غير متعالق بالحياة المنزلية"، ويظهر لي التعبير "هو داخل/ جوا المسألة" يلائم حديثنا الدارج.
المدونــــة السادسـة والعشرون
كلمات متفرقــة:
أعرف أن هناك من يود أن أعمد إلى الألفاظ مرتبة، فلهم أؤكد أن النية معقودة أن يصدر كتاب بعد المدونة الخمسين، وفيه مسرد بالألفاظ العبرية حسب الأبجدية، وبالطبع فليس لي طموح أن أؤلف معجمًا متكاملاً، فكل ما أفعله هنا هو اقتراحات مختارة أجدها بديلة لألفاظ عبرية مستحكمة ومتحكمة، فإن أقنعت نفرًا منا أن يستخدم البديل فذلك ما يبعث الرضا في نفسي، وإلا (وأنا واثق من عسر الأمر وشبه استحالته) فحسبي أنني تحركت وحاولت، ومن لا يحاول فإنه لا يخطئ، وليثق قارئي أنني أبذل جهدًا جهيدًا، وأنقب في المصادر، وأسأل ذوي الاختصاص، وأراجع لا أقل من عشر مرات قبل أن أرسل مادتي، ومع ذلك جل من لا تفوته شاردة أو واردة.
שִׁפּוּץ= تَرْمــيـم
שִׁקּוּם=
تأهيـــل
نعني
بهذه اللفظة العبرية-
שִׁפּוּץ إعادة الشيء
إلى وضعه السابق جيدًا وصالحًا، واللفظة من أصل آرامي –
שְפּוּצָא،
فأنت ترمم البيت القديم، والبلدية ترمم الحي أو الشارع، وهنا لا تُستخدم هذه
اللفظة العبرية نفسها في إصلاح شخص سجين أو معوق، فالاستخدام العبري الصحيح عندما
يقصد الإنسان فهو שִׁקּוּם،
ونترجمه للعربية: تأهيل- بمعنى إعادة بناء لأن الشين في أول اللفظ العبري
تدل على الإعادة، أي الإقامة من جديد-
rehabilitation.
صحيح أن שִׁקּוּם
قد ترد أيضًا بمعنى الترميم الجذري للأماكن أيضًا، والإقامة من
جديد، ولكنها وحدها (دون
שִׁפּוּץ) تختص بالإنسان،
فيمكننا أن نقول لمن يتوجه بعد حادث بدلاً من
שִקּוּם
إنه توجه للإنعاش أو للتأهيل أي جعله أهلاً لحياة عادية أكثر.
טִפּוּל = علاج
טִפּוּל (למכונית)=
تدْبــيـر
العلاج قد يكون طبيًا، وقد يكون مجازيًا، كأن يتوعد شخص شخصًا، أو يعِـده:
אֲנִי אטַפֵּל בּוֹ.
ويلاحظ أن الدارجة تستخدم
(أدبّـره) كما تستخدم أعالجه.
أما
العناية بالسيارات وسواها مما يحتاج إلى معالجات وفحص ورعاية فأرى أن نفرد لها
لفظة تدبير، فمعنى الفعل دبّـر في الوسيط: ساسه ونظر فيه،
بينما المعنى في المنجد: اعتنى به ونظمه، فماذا يريد السائق مثلاً أكثر من
ذلك؟ ثم، لماذا قبلنا (أدبره) للشخص ولا نقبلها للسيارة؟
بربك لا تسألني: متى عملت (طِـبّـول)، قل لي مت دبّرت السيارة؟
أعرف أنها صعبة، ومن العجيب أن عدوى (الطبّـول) وصلت إلى نابلس، وسمعتها هناك.
أريدك أن تعزف عن لفظة عبرية في حديثك بالعربية، على المريض أن يأخذ العلاج
الملائم، وعلى السائق أن يقوم بتدبير سيارته.
أتعرفون أن أصحاب المهن هم الذين يسوّقون الكلمات؟ لو قالها الممرض (علاج) وقالها
الميكانيكي – تدبير لكان من حديثي إليكم نتيجة ما!
(لا تحسبوا عليّ لفظة الميكانيكي، فأنا لا أتحفظ من الكلمات الإنجليزية الشائعة في
لغات العالم، وقد شرحت سبب ذلك).
التعبير بالإنجليزية هو
intensive care
unit،
وقد ترجم بالعبرية إلىׁיְחִידַת
- טִפּוּל נִמְרָץ،
ويعني استخدام الوسائل العاجلة والقصوى لإنقاذ مريض في حالة خطرة.
وقد تابعت من خلال المواقع على الشبكة- استخدام المصطلح في الدول العربية، فوجدت:
العناية الفائقة، وفي الأردن وغيرها- (العناية المركزة)، وفي الخليج- وحدة العلاج
المركز، المعالجة القصوى، غرفة الطوارئ...
ألم
أقل في بداية هذه المدونات أن كثرة الترجمات لأية لفظة لا تكون في مصلحتها.
كان بودي أن أختار: وحدة الرقابة الشديدة، متعللاً بأن المريض يكون تحت
المراقبة الشديدة، وقد يحتاج إلى علاج أو لا يحتاج. واتفق أن التقيت طبيبًا من
طلابي سابقًا فسألته عن ترددي وأنا أكتب هذه المدونة بين تدوين (الرقابة الشديدة)
أو (العلاج المكثف).
فأجابني أصبح المصطلح الثاني (العلاج المكثف) معروفًا لدينا في البلاد،
فأدعوك لالتزامه إن كنت تصبو إلى توحيد المصطلح.
شكرًا للطبيب سيف الدين، وأدعو الله ألا أكون لا أنا ولا هو في مثل هذا العلاج
المكثف حتى لا نحتاج إلى رقابة شديدة.
מְטַפֶּלֶת= حادِبـــَة
حبذا
أن نتفق على لفظة ونشيعها، فأنا أعرف أن اللفظة غير دقيقة بالعربية، وأكثر منها
دقة: راعية، متعهدة، معتنية، وقد ترجمت أحيانًا مربية، وكذلك حاضنة وهي الأشيع.
كنت أود اعتماد حاضنة، أولاً لأن الفعل (حضن) فيه حميمية واهتمام
وبالضرورة رعاية واعتناء. ولكن الصعوبة في الحديث عن المذكر: حاضن، فكيف
أسمي هذا الرجل الذي يقوم برعاية المرأة المسنة؟ هل أسميه: مربّ؟ راعٍ؟ حاضن؟
وجدت الحل في حادب و حادبة، فالفعل حدب عليه يعني في المعاجم
انحنى وعطف.
أما الصديق الذي أنكر أن يكون معظم هؤلاء الـ
(מְטַפְּלִים)
الحادبين ممن يحدبون حقًا فأقول له: ليكن ذلك على سبيل التيمن!
قال لي صديق: كنت أفضل ترجمتها (مُسـتَرْعاة)، ونسي صاحبنا أن هذه اللفظة بصيغة اسم المفعول، وهي لا تفي بما نحن فيه من فاعلية الرعاية.
מִתְחָם= مَـتْـخَـم
هذا
الموضع أو الموقع الذي حدد وخصص لشيء ما سموه بالعبرية
מִתְחָם،
وتعرفون أن أكثر اليهود يلفظون الحاء خاء (مِتْـخام)، واللفظة أخذت تشيع كثيرًا هذه
الأيام، إذ أصبحت تطلق على الأسواق التجارية غير المتسعة، والتي تقع ضمن مكان محدد.
قلت: تَـخم، وتُـخُـم وجمعها تخوم هي ألفاظ عربية وردت في
المعاجم، وتعني الحد بين فاصلين، وقد أفرد لسان العرب مادة لتخم، وذكر
أبياتًا شعرية منها البيت:
وعُلّ ثرى تلك الحفيرة بالندى وبورك من فيها وطابت تخومها
ويقال: هذه الأرض تتاخم أرض كذا أي تحادّها.
قلت: لو اخترت أية كلمة نحو: متجر، مجمّع (ما أكثر معاني هذه اللفظة الأخيرة التي
حملناها فوق طاقتها) أومِنطقة لظلت حروف التاء والخاء والميم في الذاكرة،
فلماذا إذن لا نبحث عن لفظة قريبة من العبرية بحيث لا تعارض لغتنا.
أقترح وأنا أستصعب اللفظ معكم مَـتْـخَـم، اسم مكان على وزن مفعَـل- آملاً
منكم ألا تتعجلوا الرفض، فحبذا تكرارها على ألسنتكم فربما تصبح سائغة.
يسوقني هذا إلى الرد على الكتير من المنتقدين بأن الألفاظ هذي أو تلك غير مستساغة،
أو ينبو عنها ذوقهم، وردي هو : لكل ذوقه، والصعوبة هي في كل بداية، ولا أظن أن أية
لغة كل كلماتها مأنوسة، وليس فيها ألفاظ جاسية مستكرهة.
وهناك حل آخر: أن أدعوكم إلى المتخم لفنجان قهوة بشرط أن أسألكم: أين نحن؟
فتجيبون: في المَـتخــم!
المتخم يتاخم المنطقة الصناعية في المدينة.
ترى هل قبلتم تتاخم؟
بانتظاركم!
שׁוֹלֵט בּלָשׁוֹן= متمكّن من اللغة
اللفظة
العبرية لها معان كثيرة- كما لا يخفى- فإذا قلنا
שוֹלֵט בּמָּצָּב
فمعنى ذلك أنه متحكّم في
الوضع، أما إذا جعلنا الموضوع للغة أو لمادة يتقنها الشخص ويجيدها فهو
متمكّن منها.
في هذا السياق أذكركم بلفظة
שלָּט = remote
control،
فقد اقترحت مُوَجِّّّـه،
وسرني أن هناك من يستعملها، ويسأل زوجته: "وين الموجّـه"؟
שֶׁלֶט = لافِـتـــة
عرف
عن محيي اللغة العبرية إليعزر بن يهودا أنه إذا لم يجد لفظة عبرية لمعنى أو لمادة
معينة لجأ إلى اللغات السامية، وخاصة العربية التي كان يتقنها، وإلا فإنه يلجأ إلى
اللغات الأوربية، فحدث أن أراد أن يضع اسمًا للإعلانات التي تُعلق على المتاجر
والمحالّ، فرأى أن المستخدم في العربية أيامها آرمة، وهي لفظة أجنبية (لاحظ
كيف أصبحت قارمة، وما زالت - ظنًا من الذين يلفظون القاف أن أصل المد قاف، وأن آرمة
لفظ خاص في المدن مثل الفعل آل، فأصله قال، ومثل هذه الظاهرة اللغوية تسمى في
العبرية: תִיקּוּן יֶתֶר
وأترجمها تصويب زائد).
قبل بحثي هذا كنت أعرف أن ( آرمة) لفظة تركية، فإذا بي أقع على ما ذكره صاحب
القاموس شمسي باشا: أن الكلمة إيطالية، وتعني: سارية السفينة والشراع وما شابهها من
التجهيزات... كما تعني اللوحة التي تحوي مجموعة من الإشارات والرسوم الخاصة
بالحكام والأمراء... وقد اقترضتها بعض اللهجات العربية وحولتها إلى معنى
اللوحة أو اللافتة حديثًا.
ثم عُرفت يافطة، وهي على رأي الأستاذ أحمد عيسى أنها يافطة بالطاء،
ويرجع أصلها البعيد إلى الكلمة الفارسية يافتة، وهي اسم مفعول من (يفتنّ -بمعنى
أعلن أو كتب- باللغة الفارسية).
انظر الحوار مع رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة د. كمال بشر:
http://www.aljazeera.net/programs/pages/2f1f4ce5-7282-4864-9c6e-cdc8d8c35e18
ولم
تكن (لافتة) قد شاعت، ولم يذكرها المنجد، ولا المعاجم السابقة، لكن معجم
الوسيط ذكرها مشيرًا إلى أنها محدثة.
لذا لجأ إليعزر إلى الألمانية والكلمة فيها
Schild،
فأخذها وجعل الدال طاء، لأن اللفظ بالدال له دلالة أخرى= هيكل. ومن هنا نلاحظ أن
الاقتراض من اللغات العالمية أمر طبيعي.
صعب علي هنا ترجمة שִלּוּט
ولدي اقتراح معين، لكني لا
أضعه هنا، لأنني واثق من عدم استساغتكم، فيكفينا اليوم مَـتْـخّـم!!!
لنستخدم لفظتين لـ שִׁלּוּט
مؤقتًا: وضع اللافتات، ومن يحب تجديداتي أقترح عليه لَفْـتَـنة.
المدونــــة السابعة والعشرون
تفضلوا لشرب القهوة:
ما
أحوجنا ونحن نتناول المشروبات، وخاصة الساخنة منها إلى تحديد ألفاظها، فمنها ما
نعرف لفظها بالعربية، ورغم ذلك نلجأ إلى اللفظة العبرية نطلقها في مقهى في شفاعمرو
أو في الطيبة، ونقول : (كافيه، كافيه شحور،كافيه بوتس، كافيه هفوخ، كافيه تركي) .
اولاً لنتفق أنني لا أتناول الألفاظ العالمية، فلنترك كابوتشينو، إسبرسو، فلتر،
موكا، كاكاو، وحتى (شاي) التي ليست هي من أصل عربي، فكل محاولة للترجمة ستكون
عبثية، حالها كحال من ترجم (الفيسبوك)= كتاب الوجه؟؟!!.
ولنبدأ بالألفاظ العبرية التي تحاول هذه المدونات أن تتركز عليها.
ولنتفق ثانيًا أن لفظة القهوة عربية الأصل، ومعنى القهوة في اللغة القديمة
الخمرة، وفي ذلك يقول أبو نواس:
يا خاطبَ القهوةِ الصهباءِ يمهرها بالِّرطل يأخذ منها مِـلْـئَـه ذهبا
......يا قهوةً حرِّمتْ إلا على رجلٍ أثرى، فأتلف فيها المالَ والنَّـشَـبا
ثم لما اكتشفت القهوة في بلاد الحبشة، وهم هناك يسمونها إلى اليوم (بونا= بُــنّ
في لغتنا) رأى شاربوها أن غلي قرون البُـنّ يقدم سائلاً يشبه الخمرة (تُـقْهي عن
الطعام أي تخفف الشهية له- كما ذكر المنجد، ولعلها خلاف ذلك، والله أعلم).
ويقال- على ذمة موسوعة ويكيبديا- إن الرازي في القرن التاسع الميلادي ذكر القهوة
في أحد كتبه.
فلماذا إذن نطلب קָפֶה
שָׁחוֹר
ولا نطلب قهوة سمرا (سمراء)؟
ألم تسمعوا بالمقطوعة الجميلة التي تعلمها جيلي في الصف الثاني، وهي لمامية الرومي
(ت. 1580م):
أنا المحبوبة السمــرا وأجلى بالفنـــــــــاجين
وعود الهند لي عطر وذكري شاع في الصين
קָפֶה בוֹץ
= قهوة راسِـبة
أسميها راسبة، لأن القهوة المطحونة فيها والتي سلقت بالماء الساخن دون النضج
التام تبقى في قعر الكأس وترسب فيها، فاقتراحي أن نختار لها لفظة راسبة،
والقرار لأصحاب المقاهي أيضًا.
لا أظنكم تريدون الإبقاء على (البوتس) وترجمتها الحرفية= الوحل؟!
קָפֶה הָפוּךְ=
قهوة مع حليب
في
العبرية هما كلمتان، وأحيانًا يكتفون بواحدة
הָפוּך،
وهي بالإنجليزية
coffee
with milk ولدى
البعض
white
milk.
في رأيي أن نبقي التعبير قهوة مع حليب، ومن أحب طريقة النحت فأقترح أن
يعتمد قََـهِـيب، وهي مجموعة من قهوة + حليب، وهي أخف من لفظ (هفوخ) العبرية
التي هي ترجمة لمعنى (مقلوب).
من ينكر ذلك فله الحق، أولاً لأنها جديدة، وما أعسر الجديد على أذواقنا!
وثانيًا لأنها غريبة، وثالثًا لأن أصحاب المقاهي لم يستخدموها، ولم يروّجوها.
على كل هو حل أراه للتخلص أولاً من اللفظة العبرية التي ستظل طاغية، وثانيًا
للتخلص من ثلاث كلمات عربية معًا، وكأنها جملة، والناس في مخاطباتهم يبحثون عن
السرعة في الأداء، حتى تتم سرعة في الفهم والتلقي. ومن يستصعب أو يستغرب (قََـهِـيب)
فعليه أن يطلب:
قهوة مع حليب!
وصحتين!
קָפֶה טוּרְקִי= قهوة عربية
هي
المطحونة جيدًا، وعادة تكون بإضافة "سكر قليل وبدون حليب. وقد شاعت في العالم هذه
النسبة (تركي) رغم أن قهوتنا العربية هي القهوة، وما نشربه في تركيا أو فيما
يسمونه (تركية) لا لذة فيها ولا طعم، والقهوة السادة – للسادة-، وهي إذا
أحسن إعدادها لا تعلو عليها قهوة.
إذا لم تشأ أن تقول قهوة عربية فلا بأس من قولك المصطلح العالمي: قهوة
تركية، فليكن!
المهم ألا تقول (كافيه توركي!)
عجبي! يقولون: (كافيه)، واللفظة الأصل هي عربية قح!
عجبي! يقولون (بيت كافيه)، ولا يقولون مقهى، ولا يقولون حتى بالدارجة:
قهوة.
קָפֶה
נָמֵס =
نِسْـكافــيــه
קָפֶה
נָמֵס
هي أيضًا נִסְקָפֶה =
Nescafe.
النسكافيه هو ذو لون فاتح نسبيًا، وذلك لأن قليه كان لفترة أقصر، وهوسريع التجهيز.
والتسمية الأولى بالعبرية
נָמֵס (ناميس) والتي قد
يكتفون بها عند طلبها، تدل على أن هذه القهوة سريعة الذوبان.
سبب تسميتها
nescafe
أن هذا اسم صنف تجاري (ماركة=
מותג) لشركة (نستاله)
العالمية، وفي رأيي عدم ترجمة الاسم الشائع عالميًا، تمامًا كما أبقينا (إسبرسو)،
فنقول: شربت نسكافيه، واشتريت علبة نسكافيه، وبالمناسبة فقد قرأتها في
روايات عربية فصيحة، ولم يرهق أي مؤلف نفسه في ترجمة مفتعلة.
على ذكر الإسبرسو (منهم من يلفظ إكسبرسو)، فإن طلبتها فلا تستعمل النعت
קָצָר
بل قل: قصيرة (أو
قصير- حسب قصدك) ، ولا تقل:
אָרוֹך
بل قل: طويلة (أو طويل)، ولا
تقل: כָּפוּל
بل قل: مضاعَفة!
أما
المشروبات الباردة فلنبق أسماءها العالمية، وليس لنا أن نتدخل في (كوكا كولا) و
(شويبس) , (سبرايت)، و (سبرينغ) ونحوها، ولو تدخلنا وحاولنا لظلت كلماتنا بلا أذن
صاغية، وغير منطقية، ولظل صوتنا بلا أي صدى.
ولكنا بالمقابل يجب ألا نقبل
מִיץ، في تضاعيف لغتنا
العربية، ويجب ألا ننسى أن اللفظة العربية هي عصير، فيجدر بنا أن
نقول: عصير عنب لا (ميتس عنبيم)، ونقول: عصير برتقال لا (ميتس
تبوزيم)، ونقول عصير
ﭽريفوت
لا (ميتس إشكوليوت)...إلخ
سيعارضني بعضكم على كلمة (ﭽريفوت)،
وردي أن اللفظة واردة في دارجتنا، ونحن نبحث عن كل وسيلة لاستخدام المألوف لدينا،
فهل أذهب إلى ترجمة هذه الفاكهة كما ترجمها المورد: ليمون الجنة؟ أو الليمون
الهندي؟؟
أرى ألا نتحرج من استخدام الكريب فروت، ولعل الأسهل والأجمل:
ﭽريفوت-
بلفظ الجيم المصرية، ومن لا يعجبه فليشرب بعض عصيره.
أتوقع من أحدكم أن يدعوني إلى فنجان قهوة، ولن ألبي الدعوة إلا إذا تحدث الداعي
خلوًا من اللفظ العبري، ولا يهمني: سادة، قهوة عربية (تركية)، قهوة مع حليب،
نسكافيه، قهوة راسبة، قهوة سمرا.
من يدعوني حقًا؟!
أنتظر، وأنتظر الألفاظ العربية في أجواء المقهى، وعلى ألسنة الزبائن والنُّـدُل!
المدونــــة الثامــنــة والعشرون
הֶבְדֵּל = فَـرْق
הֶפְרֵשׁ= فـارِق
פַּעַר=
بَـوْن
كثيرًا ما تسمع هذه الألفاظ العبرية في نسيج جملة عربية، فمن قائل: (ما
هَـهِـبْديل؟ -
ההֶבְדֵּל)
، وقائل آخر (الهِـفْـريش
הֶפְרֵשׁ ببن حسابي
وحسابك ألف شاقل).
من شاء التحدث بالعربية يختر (الفرق) لكل منها، ولا بأس في ذلك، لكني أقترح
أن نفرد للأولى הֶבְדֵּל-
الفرق، بينما
הֶפְרֵשׁ
التي تتعلق بالكميات والحسابات-
نخصص لها الفارق،
والسبب أن اللغة العبرية ميزت بينهما، فيمكننا كذلك، و للدقة أكثر أن نميز
بالمقابل، فلا يستطيع المتحدث باللفظة العبرية أن يقول
מה ההפרש ביני לבינך?
أو أن يقول:
מה ההבדל בין שתי המשכורות?
فالجملتان بالعبرية خطأ.
ومن لا ير ضرورة التمييز على
نحو ذلك في العربية فلفظة الفرق تترجم الكلمتين العبريتين، فلا بأس!.
وثمة لفظة عبرية يرددها بعضنا وهي في نفس النطاق-
פַּעַר،
وأرى أن نترجمها بَـوْن، لأننا نستخدمها في دلالة الفرق الكبير.
מַשְׂכּוֹרֶת= راتِــب
תְּלוּשׁ=
قســيمة
الراتب في اللغة تعني
الثابت والدائم، ومن هذه الصفة جاء الاسم: راتِـب، لأن الموظف يحصل عليه
بشكل دائم أو ثابت. والراتب استخدام محدَث في اللغة، ومنهم من يستخدم اللفظ
مُـرَتَّـب، من الفعل رتّب = أقر الشيء ونظمّه.
وأنا أعجب جدًا لمن يلفظ (أجت المسكورت، على طول هذه اللفظة العبرية
بمقاطعها الثلاثة، ويفضلها على لفظ راتب!)، فإذا قال قائل: يا أخي، راتب:
هذه لغة فصيحة، ومن منا يتحدث الفصيحة في حديثه اليومي؟
أقول له: قل في لغتك الدارجة- (مَعاش)، وهي لفظة سليمة، وإذا أحببت اللهجة
المصرية فقل (ماهيّة). أدام الله عليك الرواتب (المعاشات) وأنت في صحة موفورة،
وصدقني أن المبلغ لا يتغير إذا تعودت على لفظ الراتب، فانظر إلى القسيمة
= תְּלוּש
لتتأكد من ذلك.
נֶטּוֹ = الصافي
(صافٍ)
בְרוּטוֹ =
إجمالي
رغم أن اللفظتين ليستا عبريتين أصلاً، ولا تعالج هذه المدونات إلا الألفاظ العبرية
الدخيلة، إلا أنني أرى ونحن في سياق الراتب أن أدعو إلى استخدام اللفظة
العربية فيهما، وذلك لكثرة ترديدها على الألسن، وخاصة لكثرة الخَْـصِـميّـات=
נִיכּויּים،
فاللفظة هي إيطالية الأصل
netto
، وكانوا يطلقون الكلمة بعد
ذكر وزن البضاعة بدون غلافها أو غطائها. فراتب فلان، كما يقول:عشرة آلاف شاقل
إجمالي، ويبقى له بعد خَـصْـم=
נִיכּוּי
الضريبة سبعة آلاف صاف.
(يلاحظ المتتبع أنني في استخدام "صافي" و "إجمالي" لم أتقيد بالإعراب، فنحن في
الاستعمال اليومي نستعمل الدارجة، ولا نشكل الكلمات، فاعذروني هنا، وأما في الفصيحة
فيجب التقيد.)
أما (بروتو) فأصلها كذلك إيطالي
brutto،
وتعني الوزن الكلي الإجمالي مع الغلاف أو الغطاء الذي يسمونه في لغتهم (تارا). وقد
أردت أن أختار لفظة كنت أسمع والدي يرددها قائم، لكن النوايا كانت أيامها
أسلم!
מַשְׁכַּנְתָּא =
رَهْـن عَـقاري
שִׁעְבּוּד (הנֶכֶס)
= ارتِـهان المُـلْـك
מַשְׁכַּנְתָּא
(משכנתה)
هي القرض الذي يعطى للمستدين لقاء
ارتهان= שִעְבּוּד
مُلكه أو بعد التوقيع على ضمان مالي، ويفك هذا الارتهان لدى دفع الدين أو تسديده.
عادة ما يؤخذ الرّهــن (العقاري) من
בַּנְק מַשְכַּנְתָּאוֹת =
بنك
(مصرِف) العَـقَارات،
وعندما يحصل عليه الشخص فإن بعض ممتلكاته تكون مرهونـــة (
מְשׁועְבֶּדֶת).
הֲנָּחָה= تخفيــض
المحل الذي أعلن عن حَـمْـلة=
מִבְצָע
لبيع
الملابس الرياضية، أعلن عن (הֲנָּחָה)
خمس وثلاثين אָחוּז.
قلت له: "أعلن عن تخفيض
خمس وثلاثين بالمائة".
والآن بعد أن اشتريت ماذا تنوي أن تفعل؟
سأقوم بعمل (كوشر)=
כּוֹשֶר يومي.
قلت بل قل: لِـيـاقَـة. (لياقة بدنية إذا خشيت عدم الفهم)، فالمهم أن
تتخلى عن لفظة (كوشر) التي ترددها.
כַּסְפּוֹמָט=
صرّاف آلي
هل دفعت له ؟
- نعم دفعت
מְזוּמָן
بعد أن حصلت على المبلغ من
الكسبومات= כַּסְפּוֹמָט.
- بل قل: دفعت نقدًا،
بعد أن حصلت على المبلغ من الصرّاف الآلي.
- نعم دفعت نقدًا،
وبقي معي من النقود التي أخرجتها من الصراف الآلي مائة شاقل.
- أما أخي فقد دفع مبلغًا
كبيرًا على أقساط =
תַשְׁלוּמִים
.
- أعانه الله على سدادها!
ملاحظة: لكل مصرف صرّافه الآلي، ولا بأس بأن نقول سحبت المبلغ من البانكات، أو من الكسبومات، ومن الكسبون أو من السينفـومات إذا أردنا التحديد، ولكن التعبير الصراف الآلي هو مشترك بينها. والشيء بالشيء يذكر فإن المصطلح بالإنجليزية هو ATM ، وهو اختصار لـ: Automatic Teller Machine.
المدونــــة التاسعة والعشرون
זָמִין= مُـتـاح
أعود
إلى الهاتف، وأذكّر إن نفعت الذكرى أن الـ
(פֶּלֶאפוֹן)
أو الـ
(נַיָּיד)
هو الخَـلَـويّ (وليس
الخلْـيَـوي- كما يلفظون في إعلام لبنان خطأ، وقد شرحت سبب ذلك)، وأن الهاتف الذي
يرتبط بالأرضي=
נַיָּיח،
والذي ينتقل في أرجاء البيت هو
النقّـال. ففلان يتصل=
מִתְקַשֵׁר،
وهناك إرسال =
קְלִיטָה.
ولا تنسوا أن تستمعوا لما
في المِـجْـواب= תָא
קוֹלִי
(מְשִׁיבוֹן).
تتصل
بصديقك، فلا تجده على الخط، فتقول لي
לֹא זָמִין?
أقول لك: غير مُـتاح؟
ماذا؟ لم أفهم.
يا سيدي مُـتـاح هي البديل من (زمين)، فاللفظة العبرية ترد في سياقات
مختلفة، ومن الناس من يستسهل قول: موصول، متيسر (وهي بالإنجليزية
available).
ومن جهة أخرى قد نستخدم اللفظة العبرية
זָמִין
في النقد (cashable)،
فمن المبالغ التي معك ما هو شيكات ومنه ما هو
זָמִין=
مُـتاح.
זָמִין إذن تأتي بمعنى
مُتاح، ومُـتَـيَـسَـر للمعنَـيَـين أي للهاتف وكذلك للنقود، وأظن أن
اللفظة الأخيرة منهما ملائمة باللغة الدارجة، والشكل للكلمة حسب لهجة المنطقة،
فالمبلغ المتيسر، والاتصال متيسر، فإن استثقلت متاح، فقل
متيسر يسّر الله أمرك، وألغيت استعمال (زمين) و (مش زمين)!
S.M.S= س. م. س
الاختصار بالإنجليزية هو لرؤوس كلمات ثلاث: Short
Message Service.
وقد اختار مجمع اللغة العبرية لفظ
מִסְרוֹן
لها، ومع ذلك ظل استخدام
الحروف الثلاثة الإنجليزية هو الشائع الذائع في العبرية، وكذلك في جميع أنحاء
العالم منذ أن بدئ به أولاً سنة 1992، حيث الكتابة تتم وترسل عن طريق الخلوي.
يمكننا ترجمتها إلى مُـرْسَــلة، وهي الأقرب للمعنى- وعندها لن يستعملها
أحد–
وهناك من يستخدمها (رسالة نَـصِّـيّة)، وكأن معنى (النص) يدل عليها فقط.
في رأيي أن أبقيها س. م. س، وأبرر ذلك أن هذه الحروف رؤوس كلمات
أتمثلها أنا- هي:
سطور مُرسلة سريعة = س.م.س
تذكرون قبولي للإيميل وتخريج ذلك برؤوس حروف الكلمات:
إرسال يرسله مرسل يصل المتلقي.
باختصار هذا تحايل أو مخرج للمتعصبين للغة، حتى نلتقي فيه بالنتيجة مع لغة
عالمية ليس من الضروري إيجاد البديل لها، وحتى ولو حاولت اختيار بديل فلن تفلح،
سيبقى الإيميل، وتبقى إس.إم. إس، وتبقى تانغو، ويبقى فايبر....إلخ.
سأذهب أبعد من ذلك ما دامت هذه المدونات لا تشغل نفسها بالمصطلحات والتعابير
غير العبرية، فأنا أسمح لنفسي- كما فعلوا بالعبرية- أن أنقل التعابير الأجنبية على
نحو:
סִמַּסְתי= سَـمّـسْــت
(والمصدر تَـسْــمـيـس)
פִקְסַסְתִי= فكْـسَـلْـت
(من فاكسيميليا، وتعمدت
أن أتحاشى ورود حرفي السين بعد الكاف)
אִיימַלְתִי=
أَيْـمَـلْـت
(في المضارع: أؤيمل)
טִלְפַנְתִי-
تَـلْـفَـنْـت
على كل هي فكرة، ولك أن تقبلها، ولك أن ترفضها!
أما صديقي الذي تعجبني عربيته فقد ارتأى: فكسمْـت مقدمًا حرف الميم،
لأنها أسبق- في رأيه- في أصل اللفظ، ولكني اخترت اللام لسهولة مخرج اللفظة، إذ
لسنا هنا في مجال ترتيب الحروف. ومن العجيب أن أحدهم يفضل الفعل الثلاثي: فكس
ناسيًا أن لها معاني أخرى في الفصيجة والدارجة، فلنتداول مع ذلك كل فكرة.
في هذا السياق أعجبني قول فيلسوف: "علامة العقل المتعلم هو قدرته على تداول الفكرة
حتى ولو لم يتقبلها".
הוֹדָעָה= إشــْعـار
تعالوا نتفق أن نختار واحدة من المفردات الواردة في ترجمة (هودعا=
הוֹדָעָה)
التي تصل الخلوي، وذلك من منطلق أن تقوية لفظة تؤدي إلى تشييعها أكثر، تمامًا
كالنبتة التي نرعاها أكثر من سواها.
راجعت المعاجم لأبحث عن ترجمة
הוֹדָעָה
فوجدت: تبليغ، إبلاغ، خبر، بيان، إشعار، إعلام!
تعالوا نكتف بلفظة واحدة هي إشْـعـار،
والسبب أولاً: ليس هناك استخدام شائع ويومي لدلالة أخرى لها، فتخصيصها يقويها
(فالخبر مثلاً أو التبليغ أو البيان كل منها له أكثر من دلالة)، فإشعارفي لغة اليوم
نوع من التبليغ، ولا نكاد نستعملها – نسبيًا- اللهم إلا في العامية- وهي بصيغة
الفعل: نحو أشعرته، وهي بالتالي تؤدي المعنى الذي نبغيه.
وثانيًا: لأن التعبيرالعبري:
עַד לְהוֹדָעָה חֲדָשָׁה
يترجم عادة: حتى إشعار آخر.
كتبت لك إشعارًا،
فهل قرأته؟
قرأت إشعارين منك.
احذف الإشعارات الزائدة في الخلوي!
ومن يستثقل إشعار (مع أنها أهدأ صوتًا من هودعا) فأقترح عليه أن يقول
باختصار: إش!
أما הוֹדָעָה
التي نراها في الصحف وفي الأماكن العامة فترجمتها- خبر.
חָסוּם= محجوب (مستور)
חָסוּי= مستور
أعرف أن معنى חָסוּם مغلق، محجوب أو مسدود، وأن חָסוּי تعني سريّ ومكتوم (مجازًا)، وأرى أن ما يظهر على شاشة الخلوي= צָג سواء كان חָסוּם أو חָסוּי يلائمه بالعربية: مَـسْـتور، محجوب، لأن المرسل قصد أن يستر اسمه أو رقمه، فلا يُعرف غالبًا، ويبقى للمتلقي بيان على الشاشة أن هناك مجهولاً اتصل، فلنترك استخدامنا (حسوم وحسوي) في أثناء حديثنا، ولنقل: رقم مستور، أنا لا أرد على مستور. وإذا استثقلنا (مستور) فيمكننا أن نقول أيضًا مجهول، مع أنها ليست ترجمة حرفية، فلا بأس في (مجهول) أو (مخفي)، وهي تلائم لغتنا الفصيحة ولهجتنا الدارجة.
מוּעֲדָפִים= مُـفَـضَّـلات
نجد هذه المفضلات في الحاسوب أيضًا، والغرض منها أن نصل إليها أسرع، فهي قد فضلناها في التقديم. وفي الإنجليزية يعرفها الكثيرون ويستخدمونها- favorites .
-
والآن يا صديقي:
من أين اشتريت جهاز الآيفون؟
- اشتريته من (الحِـبْـرا=
חֶבְרָה)?
- تقصد
من الشركة؟
- نعم، وكانت هناك (حبيلا=
חֲבִילָה)
- أبارك
لك، ولكن لا تنس أن تقول بدل (حبيلا) رِزْمَـة
- ولكني أسمع مصطلح عسقات حبيلا=
עִסְקַת חֲבִילה،
فكيف نقول ذلك بالعربية؟
- أولاً هذا المصطلح يعني الاتفاق الشامل الذي يلزم الأطراف بأن يوافقوا على كل
تفاصيله كاملة، وهو بالإنجليزية
Package Deal،
وفي رأيي أن نخصص له التعبير: صَفْـقـَة شاملــة.
أعود
لأذكّر بأن اللغة العربية تدعوكم لاستضافتها وأنتم تحملون الخلوي، فإذا انقطع
الخط، فلا حاجة لقولكم:
הקַוְ הִתְנַתֵּק!
وإذا كان الخط مشغولاً
فلا حاجة لأن تقول
תָּפוּס!
و שִׂיחָה מַמְתִינָה
هي مُـكالـَمة
مُـنْـتَظِـرة!
שׂיחָת וְעִידָה
هي مكالمة جَـمْـعة! (لاحظ أنهم في الإنجليزية اختاروا أيضًا التعبير:
conference
call، ولكني لا أستسيغ
التعبير بالترجمة الحرفية للغة العربية، ولن أستسيغ: مكالمة مؤتمر؟؟!!).
وصلت إلي שׂיחָת
חוּץ
آسف: مكالمة خارجية! فهو
(ممتين عل هقاف)-
מַמְתִין עַל הַקַו- ينتظر
على الخط (بالدارجة:
ع الخط).
سأستمع إليها، ولا تنس أنني أجتهد، بالأجر أو الأجرين.
إلى اللقاء!
المدونــــة الثلاثون
جولـــة في عالم الحاسوب
أذكّر بما كنت أشرت إليه في مدونة سابقة من ضرورة استخدام اللفظ العربية-
الحاسوب، وتفضيلها في حديثنا بلغتنا على اللفظة العبرية التي يلفظونها أصلاً
خطأ (مِـحاشيب، والصواب مَـحْشيب=
מַחְשֵׁב)،
وحري بنا أن نقول: تلك
الفتاة تدرس علم الحاسوب، وليس (محاشبيم- كما يلفظ الكثيرون، والصواب
بالعبرية أصلاً هو مَحْشِبيم=
מַחְשֵׁבִים).
בְּרֵירַת מֶחְדָּל=
الخِيار الافتراضي
سألني صديق تِـقْـنِـي:
نحن في قسم الحاسوب نستخدم كثيرًا التعبير
בְּרֵירַת מֶחְדָל،
فما هي الترجمة إلى العربية؟
- بحثت عن المصطلح فإذا به يعني "الخيار الذي يقوم به الحاسوب تلقائيًا عندما لا
يكون تحديد طلب واضح يقوم به"، وهو بالإنجليزية:
default،
وتعني اللفظة الإنجليزية في الأصل تخلّف عن الشيء، ولم يتناول ابن شوشان ولا
البعلبكي هذا التعبير سواء بالعبرية
בְּרֵירַת
מֶחְדָּל أو الإنجليزية
defaltl بسبب حداثته، ثم إني
بحثت في المواقع العربية، وفي مواقع الحاسوب على ترجمة
default،
فوجدت اختلاف الترجمات: مبدئي، افتراضي، اعتيادي، وكلها في رأيي لا تجيب عن
المعنى.
في تقديري أن تكون الترجمة: بديل افتراضي، لكني عندما استشرت بعض المختصين
بالحاسوب فضلوا الخيار الافتراضي، وقال بعضهم: كنا نستخدم (الافتراضي)،
لكننا لا نرى دقة الترجمة في اللفظة.
מִחְשׁוּב= حَـوْســَبة
Computerization هي تغذية معطيات (مكتب أو مصنع إلخ) في الحاسوب، أو تحويل النشاطات الإدارية إلى الحاسوب، وقد ترد بمعنى تزويد مؤسسة بالحاسوب، وأرى أن من اختار حَوسبــة كان موفقًا، فترجمة اللفظة العبرية في المعاجم التي بين أيدينا هي (استخدام الحاسوب)، ولا أظنها وافية شافية، فعلينا بالحوسبـــة.
תִקְשׁוּב= إنْـتَـر
حَـوْسبة
وأصل التعبير هو نحت من
لفظتي: תִקְשׁוֹרֶת +
מְחַשְׁבִים، وهو الاتصال من
خلال حواسيب شخصية مزودة بالموديمات (لم أغيّـر اللفظة العالمية الأخيرة- موديم،
فأنا لا أعمد إلى تغيير ما هو معروف عالميًا- إلا ما ندر).
كنت أرى أن الترجمة –باستيحاء المعنى من العبرية- الاتصال الحاسوبي، غير أن
الدكتورة أسماء غنايم - مديرة قسم الحاسوب في أكاديمية القاسمي أشارت علي بأن
اللفظة الأدق هي إنتر حوسبة، وربما هذا التعبير المختلط باللغتين هو ترجمة
ممكنة للتعبير بالإنجليزية:
inter-
computer، وذلك لأننا في هذا
المصطلح نستخدم وسائل تكنولوجية مختلفة، مثلاً تطبيقات حاسوبية، إنترنت، حاسوب
(اللاب) ، العاكس وغيره، فهو يهتم إذن بالطرق التربوية المختلفة، ويمكن الدارسين
أن يلموا بالتكنولوجيا المعاصرة.
ويبقى سؤالي: ماذا نسمي صيغة اسم المفعول
מְתֻקְשָׁב?
هل يمكننا أن نقول وفقًا
لترجمة الدكتورة إنتر محوسَـب؟
سل من كان به خبيرًا!
وحتى يُجاب أقول: لا بأس!
קִשׁוּר= رابِـط
=
link
في عالم الحاسوب أدعوكم لزيارة موقع (ي)
אֲתָר
=
site،
وحتى تجدوه فعليكم بـ (محرّك البحث=
מָנוּעַ חִפּוּשׂ=
engine search)، وهو نظام
لاسترجاع المعلومات من أعجب ما يكون، ففي ثوان يذكر لك الملفات والروابط=
קִשׁוּרִים
التي ورد فيها الاسم المبحوث عنه، ومن العجب أنه يتفاخر على قدراتنا، فيقول لك: لقد
وجدت لك هذه الآلاف من العناوين والروابط = خلال نصف ثانية، فهو يزودك بصور ووثائق
من مخازن المعلومات מַאֲגָרֵי
מֵידָע، ويزودك بِــ (مُـعْـطَـيات=
נָתוּנִים،
ووجدتها أيضًا في كتاب لرؤوبين سيفان (תצלצל
שפתנו)،
ص 13 נְתוּנִים،
وهناك مصطلح عبري شائع
עִבּוּד נתוּנִים= إعداد
مُعْطَـيات، وهو حفظ
برمجيات مختلفة، يتم تغذيتها في الحاسوب، حتى نستحصل على المعلومات التي أردنا من
الحاسوب أن يعدها.
قبل أن أودعكم في هذا الخضم الذي لا
أحسن الخوض في لجته، أو على الأقل أقف منه قرب الشاطئ- أحذركم من (الهاكر=
hacker،
وهو المُـتَـطَـفِّـل، الذي يشعر بالفخر لمعرفته بطرق العمل الداخلية للنظام
أو الكمبيوتر أو الشبكات بحيث يسعى للدخول عليها دون تصريح.
إنه مخترق محترف يستخدم جل طاقاته في
الاتجاه غير الشرعي، كمحاولة
اختراق أنظمة حاسوبية بهدف إثبات قدرته أو التباهي بها،
أو أحيانًا لأهداف إجرامية.
وتقوم حاليا شركات عريقة بتوظيف مثل هؤلاء لغرض اكتشاف
نقاط الضعف في شركاتهم،
أومقاومتها.
هذا ما أفدت من المصادر، وقد حاولت أن أجيب عن سؤال الصديق أبي جلاء من دالية
الكرمل.
أفضل لفظ المُـتَـطَـفِّـل، بسبب شحن اللفظة بموقف، فنحن عندما نلفظ الكلمة
نحملها الرفض لها، ولا أظن أن لفظ القرصان او المخترق تفي إحداهما تمامًا بالمعنى.
بعد قراءة أحدهم هذه المدونة الحاسوبية أضاف لي: نسمي (الشَّراتيم= שָׁרָתִּים= خَوادِم، ومفردها (شرات)- שָׁרָת= خادم. وهناك الكثير مما تجدر إضافته.
المدونــــة الحادية والثلاثون
أصدقكم أنني أكاد أيأس من محاولاتي ومدوناتي وأنا أرى شيوع الكلمات العبرية على
ألسنة المتحدثين بالعربية، وكأن الناطقين بها يفاخرون بأنهم ذوو شأن أرقى، ومستوى
أعلى، فها هم يحشرونها بدون أدنى تبرير، فما الذي يدعو هذه المرأة
التي أسمعها الآن ساعة الكتابة، وهي تخاطب زوجها قائلة: (تخليط=
תַחְלִיט)
بدلا من (قَـرِّر)؟
ولماذا تقول تلك المعلمة: (هعبيرو أوتي)-
הֶעֱבִירוּ אוֹתִי،
ولا تقول نقلوني؟
ولماذا يفضل هذا الرجل أن يقول عن طعام أعجبه (طَعيم=
טַעִים)،
وينسى أن (لذيذ)، أو (شهِــيّ) أو حتى (زاكي) أكثر توصيلاً،
وأكثر إيحاء، فلو جرب أن يردد (زاكي) فسيجد أن اللفظة بمخارجها الصوتية
زاكية، وأين منها (طعيم)؟!
ثم إننا نرى هذه اللفظة بالذات تقارب لفظًا آخر في لغتنا الدارجة هو- (طعِـم)،
فالمشروب أو الطعام إذا كان له طعم غير مقبول وغير سائغ فإننا نسميه
(طِـعِـم).
فقرري يا عزيزتي أن تقدمي لزوجك طعامًا زاكيًا (شهيًا، لذيذًا)!
מַגִּיעַ לוֹ = يستحق (بيطلع
له)
هذا
التعبير العبري يرِد لدى تقدير من يستحق أمرًا، كما يرد لمن يستحق عقابًا أو
حسابًا، وأرى أن الترجمة الفصيحة لمن هو جدير بشيء أنه يستحق، ولأني أرفض
اللفظة العبرية في نسيج حديثنا اليومي فأقترح أن نقول بالدارجة: بيطلع له،
وإذا لم تعجبك فقل: بيستاهل، واللفظة لكل حسب لهجته.
يستاهل العامية هي من أصل فصيح وصحيح: يستأهل.
אָדִיש= لا مُـبـالٍ
من
التعابير التي ليس لها لفظة محددة بالعربية هي
אָדִיש
وتعني غير المكترث، بارد الموقف، وقد ترجمه معجم سغيب: لا أُبالي- (بضم
الهمزة) غير مكترث، كما ترجم معجم المورد لفظة
careless
بغير لفظة محددة فريدة.
أرى أن نتفق على ما استخدم سابقًا هنا وهناك في صحافتنا وفي إعلامنا، وهو (لا
مبالٍ)، والمصدر
אָדִישוּת يكون (لا
مبالاة).
وزيادة (لا) أخذت مكانًا في لغتنا المعاصرة، وتفيد نفي ما بعدها، فنقول
اليوم: لا وعي، ولا فلز، لا سلكي، لا منطقي، وأذكر أن أحد أساتذة اللغة العربية
ناقشني بحدة في عدم جواز البادئة (لا) فأجبته في موقعي، وفي زاوية (اسأل فاروق
مواسي)، ومن السهل الوصول إليه لمن أحب المتابعة:
"لا غضاضة في استخدام اللغة المعاصرة في التعبير (لا + معقول) ونحوه كثير وفير،
وهذا التركيب حري بنا أن نضيفه إلى التراكيب المعهودة، وأرى أن نسميه "التركيب
النفيـــي"، ومثل هذا التركيب لا يوصم، ولا يصم، خاصة وقد أقر في مجمع اللغة في
القاهرة.
وفي تقديري أن إعراب (لا) هنا = زائدة للنفي، وهي لا تؤثر على مكان الثانية في
إعرابها، فنقول لاحظت شيئًا لا معقولاً، ونبهت رجلاً لا مباليًا....
أرجو أن تكون مباليًا بهذا التحديد، عندها تستحق مني (מַגִּיעַ
לךָ) هدية.
שַׁי= هُـدَيـَّـة/
هَـدِيَّـة
מַתָּנָה=
هَـدِيَّـة
تتردد في اللغة العبرية غالبًا وفي مواسم الأعياد العبرية أو أعياد الميلاد لهذا
الشخص أو ذاك- لفظة- שַׁי
(يذكر ابن شوشان في معجمه أن هناك من يرى أن أصلها شيء- العربية)، وهي هبة تعطى
للموظفين أو العاملين، تقدمها مؤسسة أو دائرة، كما أن هناك من يرى أن
שַׁי
عادة يكون حجمها غير كبير، لذا أرى أن نقصر عليها في استخدامنا لفظة التصغير
هُـدَيَّة، ومن لا ير الضرورة في التمييز على غرار اللفظتين العبريتين فله أن
يقول كذلك هَـديَّـة بدون تصغير.
أما لفظة מַתָּנָה
فهي هَـدِيَّـة كما نستخدمها، وقد وردت في لسان العرب- "أهدى الهدية
إهداء وهدّاها"، وتدل اللفظة العبرية على العطاء (נָתַן)،
والترجمة الحرفية لها عَطِـيَّـة، لكن اللغة المعاصرة ركزت على أن العطية
هي- عطاء الله، وقد ترد في سياق عطاء أو إنعام من منعم كبير.
لذا فاختيار هَـدِيَّـة
بدلاً من (متانا -
מַתָּנָה)
أيسر، واختيار هُـدَيَّــة أو هَـدِيَّـة بدلاً من (شاي-
שַׁי)
ألطف.
מִלְגָה= مِـنْـحة (دراسية)
واقتراحي الجديد:
مَلْـجَــة
מַעֲנָק=
منحة
מַעֲנָק
و
מִלְגָה
كلتاهما تترجمان مِـنْـحَـة، غير أني أرى أن نضيف في معنى
מִלְגָה
الوصف (دراسية).
وتأتي מַעֲנָק
بمعنى منحة أبحاث أو منحة تقدير، أو تشجيع لمؤسسة أو لمشروع أيضًا، وتكون عادة
بمبلغ أعلى. ثم إنه يمكن أن يحصل الكاتب العبري على
מַעֲנָק
لطباعة كتابه، ولكن هذا المتحدث بالعبرية لن يقول في ذلك: حصلت على
מִלְגָה
لطباعة الكتاب.
ولأن מִלְגָה
لفظة ليس لها مقابل في الترجمة إلا منحة دراسية، وبما أنني أدعي ضرورة تفضيل
لفظة محددة واحدة، ولا أرى بأسًا إن كانت قريبة على الصوت اللفظي العبري، فقد وجدت
في لسان العرب: ملج الشيء تناوله، فلماذا لا أستخدم هذه اللفظة المقترحة
مَـلْــجَــة، وأنا أعرف أن لسان الطالب يرف نحو اللفظة العبرية
מִלְגָּה.
جربوا أيها الطلاب
الأحباء أن تألفوا لفظة: ملْــجة، وجمعها مَـلـجات، ولا تنتظروا من
سيقترحون هنا وهناك ألفاظًا أخرى نقنع أنفسنا بها، ولن يبقى بعدها بسبب عدم تحديد
البديل، إلا (الميل?ا)
العبرية. فلنقل إذن مَـلْــجَــة، بمعنى تناول الشيء، ولنخصصها
بتناول المنحة الدراسية أو العلمية، وحتى نميز بينها وبين
מַעֲנָק=
مِـنـْـحَـة!
أم أنكم تريدون أن
تجعلوها كلها مِـنـْـحَـة، فالقرار لألسنتكم!
فقولوا على الأقل منحة دراسية، ولا تقولوا اللفظة العبرية في حديثكم اليومي
(طالع نازل)!
وبعد،
فإن
اللغة العبرية لم تحدد بدقة فيما بحثت من مصادر ومن خلال موقع الأكاديمية العبرية
على أي تمييز فاصل מַעֲנָק
و מִלְגָּה،
ونحن هنا لا نعالج ذلك، وإنما وكدنا أن نختار اللفظة العربية البديلة.
يلاحظ المتتبع أنني آثرت عدم اختيار(هِـبَـة) وعدم إفرادها لمعنى محدد،
والسبب يعود لشيوعها في ترجمة هذي اللفظة العبرية أو تلك، ثم لأن هناك مصطلحًا
شرعيًا يفسر الهبة بشروط، حيث أن الهبة تعني التبرع والتفضل على الغير سواء
أكان بمال أو بغيره، وهو عقد موضوعه تمليك الإنسان ماله لغيره في الحياة بلا عوض،
وللواهب والموهوب شروط.
وأخيرًا، فرغم أن التداخل في المعاني قائم، فحبذا تخصيص اللفظة العربية المحددة
للفظة العبرية، ولكن الأمر ليس باليسير، فالمهم عندي أن يقول الطالب العربي حصلت
على منحة دراسية أو على مَـلْــجَــة، لا على (ميلْجا)، وعلى الباحث أن يقول
حصلت على منحة أبحاث لا على (مَعَناق)، وعلى من حصل على (شاي-
שַׁי) في العيد أو في
قسيمة الراتب أن يقول: حصلت على هدية (اختر شكل الهاء- الفتحة أم الضمة)!
أهنئكم جميعًا بما حصلتم عليه، فالأوضاع الاقتصادية تجعل من هذه المنح أو الهدايا
ذات قيمة خاصة، فالشكر لمن يعطي كل ذي حق حقه!
وعلى
ذكر الهدية فاسمحوا لي أن أستشهد بالحديث الشريف الذي راق لي:
تهادَوا تحابُّــوا!
فبربكم لو أراد أحدنا أن يترجم الحديث إلى العبرية، فهل يتسنى له ذلك بيسر؟
وكم من كلمة عبرية سيستخدم؟
ونقول بعد ذلك عن لغتنا: صعبة!!!
ملاحظة:
بعد
أن نشرت هذه المدونة كتب لي صديق عزيز ممن يشهد لهم في ميدان اللغة:
أقترح لترجمة אָדִישוּת
= بُـرود، فالفعل بَرَد ،
بُرِدَ فلان – ضعف وفتر.
أنا
لا أوافق الصديق، فهل يتخيل أننا في هذه الحالة نقول عن
אָדִיש
هو بارد؟!
ومن ناحية ثانية قد يكون اللا مبال ليس من منطلق ضعف وفتور، وإنما يفعل ذلك عن
عمد.
ويقترح في ترجمة טָעִים
طَـعِـم، ونسي صاحبنا أننا
نستخدم هذا الاسم (طِـعِـم) بالمعنى السلبي، وقد بينت ذلك في هذه المدونة، ثم لا
بد لنا من الأخذ بالحساب وقع الكلمة بالدارجة، فلنعد إذن إلى زاكي، شهي، لذيذ وكلها
أوفى بالكلمة ولها.
المدونــــة الثانـيـة والثلاثون
في زيارة مكتب التأمين:
زيارتنا اليوم هي لمكتب التأمين، وستعجب معي كم يستخدم السائقون والموظفون
التعابير العبرية بدءًا من (بيطواح)-
בִּיטוּחַ=
تأمين، ولا تعجبوا إن استمعتم في قرية جت (بدي أبطّــخ السيارة)، وفي مدينة
الطيرة: (بدي أبوطِــح السيارة)، وهكذا سنجد عشرات التصريفات
المعرّبـة للكلمة العبرية
الواحدة، ومن يدري فقد يقبل عليها دارس أو باحث مستقبلاً ليرى حركية التقبل للغة
الأخرى، وطريقة لهجتها لتكون ضمن لغتنا.
جلست في المكتب وراقبت.
دخل رجل وسأل: هل حضرتك (سوخن البيطواح)-
סוֹכֵן בִּיטוּחַ =
وكيل التأمين؟
- نعم
- عندي سيارة مازدا، وأحب أن أسأل أولاً:
كم يكلف تأمين سيارتي (بيطواح حوفا)-
בִּיטוּחַ
חוֹבָה، وكم يكلف
(بيطواح تساد شليشي)-
בִּיטוּחַ צַד שּׁלִישִׁי?
بعد
أن أجاب الوكيل عن استفسار السائل وبعد إجراء الحساب له، سألت الوكيل:
لماذا لا تعوّد زبائنك على لفظ الكلمات العربية، فـ (بيطواح حوفا)-
בִּיטוּחַ חוֹבָה
هو تأمين إلزامي، و(بيطواح
تساد شليشي)- בִּיטוּחַ צַד
שּׁלִישִׁי هو تأمين
طرف ثالث (في الضفة الغربية يستخدمون التعبير: تأمين الفريق الثالث،
وربما لأنهم يعتبرون التأمين اتفاقية، فالفريقان الأول والثاني هما شركة التأمين،
والمؤمَّـن وما يملكه، ويكون الفريق الثالث هو ذلك الذي خارج الاتفاق، وهذا النوع
من التأمين أساسًا ضروري، وذلك حتى يكون الضمان لدفع التعويضات عن الأضرار التي
تلحق هذا الطرف الثالث، كالشخص الذي أصيب أو الجدار الذي هدم مثلاً، ويسمى هذا
النوع في الأردن- كما ذكر لي وكيل تأمين، وعلى مسؤوليته (تأمين تكميلي).
أجاب: الحق معك، ولكن المؤمَّـنين =
מְבוּטָחִים
يفضلون التعابير بالعبرية، فهذا أسهل لهم، وهكذا اعتادوا، وهكذا فهموا، فأنا أعرف
مثلاً أن (بيطواح مقـيـف)-
בִּיטוּחַ מַקִּיף هو
تأمين شامل، ولو قلت ذلك على مسامعهم لاستغربوا، وربما لم يفهموا.
حضر شخص آخر ليخبر الوكيل عن (نيزق)-
נֶזֶק=
ضرر
خفيف في سيارته، فاقترح عليه الوكيل أن يصلح المركبة=
הַרֶכֶב
على حسابه، لأن (الهـِشْتــَتـفوت عَـتْسْـمِـيت)-
הִשְׁתַתְפוּת עַצְמִית=
المشاركة الذاتية
أكثر من ألف شاقل. (في الضفة الغربية، وفي الأردن يسمونها: إعفاء،
وللمفارقة: يبدو لي أن هذا الإعفاء هو لشركة التأمين).
أبدى السائق عدم رضاه، وقال: أريد أن (أزمين شماي)-
אַזְמִין שַׁמַּאי =
أستدعي (أطلب) مُخَـمِّـن.
دخل زبون ثالث ليؤمّـن سيارته الجديدة، فطلب منه الوكيل (إشور ميجون- "والجيم هي
مصرية باللفظة العبرية")-
אִשׁוּר מִיגוּן= تصديق وقاية،
وأشار عليه بمكان الحصول عليه.
أخذ الوكيل يتفحص بوليسة التأمين= وثيقة التأمين (بوليسة كلمة فرنسية
police،
وهي شائعة
في لغات العالم ولا بأس من استخدامها)، ثم أخذ يحدث عن (الهَنَحوت)-
הֲנָחוֹת=
تخفيضات
(تسمى في بعض الدول العربية خصم) بسبب العمر، وبسبب عدم تسليم السيارة لمن
هم أقل من أربع وعشرين سنة، وكذلك لمن في ملفه (هِـعْـدير تـبـيـعـوت)-
הֶעְדֵּר תְבִיעוֹת=
خُـلوّ دَعاوَى.
سأل زبون: هل (الجريرا)-
גְרִירָה= جـَـرّ
في الحساب؟
- نعم، وعند الحادث=
תְאוֹנָה –
لا سمح الله- سيكون لك (ريخِـب
حَـلوفي)- רֶכֶב חֲלוּפִי=
مركبة بديلة.
تحدث الوكيل مع سائق آخر
عن (يريدات عيرخ)- יְרִידָת
עֵרֶךְ = هبوط قيمة
(السيارة)، وعن معنى (أوبْدان كللي)-
אוֹבְדָן כְּלָלִי=
إبادة كاملة
(بالدارجة: نازلة عن الشارع)،
ومتى لا يكون أي (كِسّـوي)-
כִּסּוּי= تغطية
(في بعض الدول العربية- غِـطاء).
دخل زبون، وقال: أضعت (الحوفا)-
חוֹבָה-
يقصد التأمين الإلزامي، فطلب منه الوكيل أن يتوجه إلى محام ويوقع على
(تـتسهير)- תַּצְהִיר=
تصريح
بأنه قد أضاع شهادة التأمين، حتى لا
يحدث أي التباس مستقبلاً.
قال
الزبون: أمس كنت في (مسْراد هَـريشوي)-
מִשְׂרָד הַרִישׁוּי=
مكتب الترخيص
والسيارة (عَبْـرا- עָבְרָה=
اجتازت الفحص السنوي (وفي
العامية: عبرت).
أهنئك، لم أكن أتوقع ذلك، فقد ذكرتني سيارتك بسيارة فيروز:
هالسيارة مش عم تمشي
بدنا حدا يدفشها دفشة
يحكو عن ورشة تصليح
وما عرفنا وين هي الورشة.
*ملاحظة: هل هناك من يتبرع ويطبع هذه المادة، ويعلقها في مكتب التأمين القريب، وأجره عند الله وعند لغتنا.
المدونــــة الثالـثـة والثلاثون
عن المِـخرز و (المخراز)
من أغرب ما قرأت - في سياق ما تطمح إليه هذه المدونات- ما هاجم به "واحد على باب الله" شخصًا يذود عن ضرورة الاحتراز من العبرية في تضاعيف الجملة العربية، فاقرأوا "درره" في أحد المواقع حيث يكتب:
" ثم من قال لك إن الناس تعارض العبرية وتحاربها؟ هذا من أوهامك، أنا أحب التحدث بالعبرية، بل والكتابة بها، فما المانع؟ هناك أدباء عرب أجادوا الكتابة بلغة أبناء عمومتنا، مثل: أنطون شماس، وسيد قشوع، وهناك جزائريون ومغاربة أبدعوا باللغة الفرنسية، فكل واحد يكتب باللغة التي تروق له."
لا أعرف إن كان صاحبنا هذا يستحق النقاش، فهو يخلط بين أهمية أن نتقن العبرية ونتحدث بها أمام اليهود ببراعة، وأهمية أن يبدع بعض أبناء العربية بها في نتاج أدبي- من جهة، وبين أن نتحدث أمام أهلينا بلغة هجينة مكسرة، لا يفهمها الأخوة في دنيا العرب، ولا يدركها اليهود الذين نعيش بين ظهرانيهم، أو يعيشون بيننا. هي لغة في خلط عجيب و