هذا الكتاب:

 

لا مشاحّة أن استخدام الألفاظ العبرية في نسيج الجمل العربية في اللغة الدارجة أصبح مألوفًا بين العرب في إسرائيل، فأنت لا تكاد تسمع أية جملة بكلمات عربية قحّة، بل ثمة مزجُ كلمات فيها هنا وهناك مما يرد بالعبرية، والأنكى من ذلك أن يلفظ  أحدهم الكلمة العربية بلُكنة عبرية، لا لسبب إلا لأنه سمعها من يهود المدينة القريبة. هذا هو حال المثقفين من محامين وأطباء ومهندسين وغيرهم، وكم بالحريّ إذا استمعت لسبّاك أو نجار أو أي صاحب مهنة، فعندها توقن أن (اللغة العِـرْبِــيّـة) هي اللغة الطاغية، هذه العربية المعبرنة هي التي تواجهنا شئنا أم أبينا، فاللغة تحيا  وتقوى في مدى استخدامها، وهي أولاً وقبلاً وسيلة اتصال سريعة بين المرسل والمتلقّي.
من هنا نعي وندرك حجم المشكلة، فإذا تنادينا للوقوف ضد تيار كاسح جارف فلن نخدع أنفسنا بأننا ننجح في الصدّ والردّ، ولكنها هنا وفي مثل هذا الكتاب اقتراحات مختارة أجدها بديلة لألفاظ عبرية مستحكمة ومتحكمة، فإن أقنعت نفرًا منا أن يستخدم البديل فذلك ما يبعث الرضا في نفسي، وإلا (وأنا واثق من عسر الأمر وشبه استحالته) فحسبي أنني تحركت وحاولت، ومن لا يحاول فإنه لا يخطئ.

ليثق قارئي أنني بذلت سابقًا، وأبذل اليوم جهدًا جهيدًا، وأنقب في المصادر، وأسأل ذوي الاختصاص، وأراجع لا أقل من عشر مرات قبل أن أقترح مادتي، ومع ذلك جل من لا تفوته شاردة أو واردة، وأنا قد لا أقنع هذا أو ذاك في كل مقتَرح، فلا بأس! فإذا لم يرُق لكم ما أدعو إليه فلا تحولوا دوني والاستمرار في غيرتي على عربيّتي!

ثم أقول: لا غضاضة إن أفدنا من تطور أية لغة بما فيها العبرية، ولكن العيب كل العيب  أن نخلط الكلمات العبرية في جملنا اليومية حتى نكاد نتجاهل هويتنا، واللغة هوية!

 

ثم أٌقول: جدير بنا أن ندرس العبرية-  لغة الجوار، واللغة الرسمية الأولى في بلادنا، بل أن نكون ممن يحسنونها، ويتفوقون على أصحابها بها.
 ولكن بربكم، هل لغتنا ضعيفة إلى هذا الحد حتى تعبّروا عن معانيكم بألفاظ هجينة، بل تجعلون اللفظة العبرية وَفق قواعد العربية، فيقول أحدكم: أزمنت كرطيسين؟؟؟!!!

يسرني أن الحلقات الخمسين في هذا الكتاب قد لاقت النشر والاستحسان والمتابعات والتعليقات في المواقع وفي الصحف المحلية، فلهم الشكر، وحسن الذِّكْر.
على إثر ذلك بادر مجمع القاسمي برئاسة د. ياسين كتاني لنشر هذا الكتاب، بما فيه من اقتراحات ومناقشات، فله الشكر الأجزل والأمثل على هذا الحرص الوافي والأمين.
ولا يسعني إلا أن أشكر السيدة مريم شايب على إعدادها المعجم في نهاية الكتاب، والسيدة سائدة أبو صغير على إخراج هذا الكتاب، والسيد حسام الشايب على تصميم غلافه.

 

وإلى لقاء في محاولة أخرى مخلصة لعربيّتنا، مؤمنة أن أدبنا ولغتنا وثقافتنا أهل لأن ننذر أنفسنا لخدمتها، ورفع شأنها، ما أوتينا إلى ذلك سبيلا.

                                                        أ.د فاروق مواسي

 

 

 

 

المدونة الأولى

 

 

نظرًا لغزو العبرية  وتغلغلها في رحاب لغتنا، وفي حياتنا اليومية  فقد ارتأيت أن أتجند لترجمة ألفاظ منها إلى العربية أستحدثها - كما أرى، أو أحدد ترجمة واحدة  أختارها مما يرد في المعاجم، وذلك من بين عدد من الترجمات، موقنًا أن رضا الناس كلهم (أعني اللغويين) غاية لا تدرك. فلنحاول ما وسعتنا الحيلة!

فلنبدأ!

1-    עִדְכּוּן  وهي نحت في الأصل من עַד + כּאן وتقابلها في الإنجليزية  updating

 ترجمتُها ( تَحـْـتــيــن)  ونحتُها من (حتى )+ (الآن)، وأعترف أنني أفدت من العبرية في هذا النحت.
ولما أن كانت اللام في (الآن) لا تستعمل في النحت ، فقلت إذن هي (حَـــتَّــنَ) ومصدرها تحتين، والفاحص في المصرف يسمى
עַדְכָּן= حتّــان، وأنا أحتِّنكم بآخر المستجدات. وقد نحتُّ هذا اللفظ سنة 1970 في مقال نشرته في مجلة صدى التربية تحت عنوان (أبدِ رأيك) ، فإذا بأحد الشعراء يجعلها ظلمًا وتعسفًا:

(حتلن) و جعل مصدرها (حتلنة)  ناسيًا ما يلي:

1-    أن اللام لا تضاف في النحت، ففي نحت النسبة من عبد الشمس = عبشمي ، ومن عبد الدار = عبدري، ومن عبد الله = عبدلي، ومن عبد القيس عبقسي....

2-    أن الناحية الصوتية لا تقبل ذوقًا الجمع بين التاء واللام والنون، وجربوا أن تلفظوها، وسيتبين أنه لا يمكن أن يستسيغ من يتذوق لفظ العربية : محتْلَن ، ومحتلِن ، والصواب هو محتِّن ، محتَّــن.

فالتحديث في المعلومات إذن هو تحتين لا حتلــنة.
أحب أن أضيف هنا أن أترجم עַדְכָּנִי = حتّـانيّ، מִתְעַדְכֵּן= يـتـحـتّـن.

 

2-    Answering-machine  = מְשִׁיבוֹן  ترجمتها مِجْواب.

 

3-    דֶשֶׁא  ترجمتها مَـعْـشَـب ، فعندها أستطيع أن أجمعها = معاشب  (דְשָׁאִים) ، وأن أترجم  דִשְׁאוֹת معشبــية ، ولا أرى أدنى حاجة لمسألة المسطحات ووصفها بالخضراء.

 

4-    שַׁלָּט = remote control  أصل التعبير العبري שַׁלָּט רַחַק، لكنهم يختصرونها إلى لفظة שַׁלָּט  فقط، وأرى ترجمتها (المُوجِّـــه)، وأنا أغفل أيضًا (عن بعد) للاختصار، ويستخدمها أفراد عائلتي ويرون اللفظة طبيعية. فبالله عليكم هل يمكن أن تكون "جهاز التحكم" أو (الريموت كونترول) معقولة وميسورة أكثر من مُوَجــِّه؟!

 

                                               


 

المدونة الثانية

 

1.     הֲלִיכוֹן =  درّاج

 

كثيرًا ما تتردد لفظة  הֲלִיכוֹן العبرية، خاصة لدى رواد رياضة  المشي هذه الأيام، وهم كثيرون، كما أن الجهاز يستخدم للمشي على هذه الآلة بقصد فحص القلب والجهد. 
أقترح كلمة (درّاج)  بديلاً منها، فالفعل (درج) معناه مشى مشية الصاعد أو دبَّ في الحركة، فاخترت صيغة المبالغة على وزن فعّال، ولا أنكر أن معنى (درّاج) في الفصيحة يرد بمعان أخرى لا يستخدمها أحد كمعنى النمّام مثلاً.
اقترحت الكلمة، وتعهد معهد رياضي= מ
ָכוֹן  باستخدامها المتواصل، وذكرتها أمام العشرات من الرياضيين فأخذوا يستعملونها.

 

שִׁמועַ =  مساءلة

 

كلما كانت المحكمة تستلزم الاستماع  ومناقشة الشخص/ المتهم في المحكمة وجدنا اللفظة العبرية تتردد على الألسنة. من هنا أقترح بديلاً لها: مساءلة، فثمة مساءلة لهذا أو ذاك قبل الشروع في تداول قضية ما. وهي في الإنجليزية hearing بمعنى الاستماع للحجج، وبالتالي فهو التحقيق الأولي في قضية ما.
ولرب سائل يسأل: لماذا لا نجعلها (استماع)؟
 أجيبأن لفظة الاستماع في حياتنا اليومية لا توحي بهذا الجو القانوني والقضائي.

 

קְלִיטָה =  إرسال

 

في الخَـلَوي دائمًا نهتم أن يكون هناك  استقبال وإرسال، واللفظة الإنجليزية والعبرية تدلان على الاستقبال reception ، بمعنى استقبال الجهاز اللاقط  للإشارات الصوتية ودرجة فعالية ذلك. ولكني أرى أن نستخدمها (الإرسال):
 أولاً لأنها مستخدمة في بعض الدول العربية، وشارع الإرسال في رام الله لمن يعرفه دليل على ذلك.
 وثانيًا لأن لفظة (استقبال) قد تفهم بمعنى آخر، وهو الترحيب.
 وثالثًا لأن (إرسال)  قليلة الاستخدام في اللغة الدارجة اليومية. ويبدو أن أكثر الناس العاديين يرسلون أكثر مما يستقبلون.

 

פֶּלֶאפוֹן =  خَـلَــوِيّ

 

يخطئ الكثيرون في تسميته (الخليوي)  بإضافة الياء فالترجمة  هي عن cellular ، وقد وفق صاحب المورد بترجمتها خَلَـويّ، وأنا أوافقه صرفيًا، ذلك لأن في النسبة للفظة (خَلــِــيًة)، نحذف هاء التأنيث أولاً، فتبقى (خَـلِــيّ). وفي اللفظة المنتهية بياء مشددة وما قبلها حرفان نحذف الياء الثانية، ونقلب الياء الأولى واوًا، ونفتح ما قبلها، نحو نبي = نبَـوي، علي = علـَوي، خلي = خلوي.
 أما من يدعي أن اللفظة أصلها (خُلـَية- بضم الخاء- تصغيرًا لخلية، فنقول لهم إذن هي خُلَوي، ولكن لا ضرورة هنا لهذا الافتعال في تقرّي الأصل)، فالجهاز هو خَـلَـوي، وجمعه خـَلَويات.
أما الهاتف الأرضي فيمكن أن يكون له جهاز نبعده عن مركز استقبال المكالمة، فأرى أن نقصر المعنى عليه (نقّــال).
حبذا عدم الخلط! ولا أرى لفظة (المحمول) في مصر ملائمة لنا، وربما هذه  ترجمة عن الألمانية 
Haende-  أي يحمل باليد، كما أن كل دولة عربية لها استخدامها، وليس هناك اتفاق على مصطلح.
ما يلائمنا -في رأيي-  خلوي (لا خليوي)، أما الجهاز المتنقل في البيت فهو- نقّـال.
أحب أن أذكر أن الهاتف الذي يسمى بالعبرية נ
ַיָּיח هو الأرضي.


ר
ֵייטִנְג =  نسبة التَّـلَـقّي


هذه اللفظة  ר
ֵייטִנְג هي في الإنجليزية Rating  تستخدم في الإعلام، حيث يقوم المسؤولون بإحصائيات تبين عدد المستمعين أو المشاهدين لهذا البرنامج أو ذاك، وذلك بقصد تطوير البرامج، فاخترت (التلقي) لتجمع بين المشاهد والمستمع.


 

المدوّنـــــــــــة الثالثـــــة

 

 

קַל- נוֹעִית = يَســـيـــكَــة

 

بعد مغالبة ارتأيت ألا بد من  ترجمتها  نحتًا، وذلك حتى نلفظ  تركيبًا من  أصول عربية بدل العبرية،  أقول ذلك وأنا أعرف أن هناك من لا يريد أن نقلد النمط العبري، أو أن هناك من يستصعب اللفظ  ولا يعتاده، أو أن هناك من سيعارض لا لسبب إلا لأجل المعارضة.

اقتراحي هو نحت من كلمتين هما: يسير الحركة = يسيـــكَـة

أخذت من يسير (يسي) ، وأخذت نهاية الكلمة الثانية  (كة)، ويلاحظ حذف (ال) التعريف كما فعلنا مع حتّــن يحتّن تحتينًا، التي نحتت من حتى + الآن، إذ لا يجوز (حتلنة) باللام.

وقبل أن أدون هذا التركيب الجديد سألت لا أقل من عشرة أشخاص يركبون الآلة الجديدة، فاستحسنوها، ولم أجد من استثقلها.
فبالله عليكم الفظوا (قال نوعيت) والفظوا يسيكة فأيهما أرق؟؟!!
علي أن أصطلح وعليكم أن تقبلوا أو ترفضوا، وسيبقى الرافضون يقولون ويستعملون اللفظ العبري، وسيحارون أكثر إذا أرادوا استخدام صورة المثنى باللفظة العبرية.

 

קִנְיוֹן = مشْرَى

 

دعوكم من "المجمّع التجاري" فلا أحد يستخدمها في حديثه اليومي، فكلهم (يُـقَـنْـينون)، وإزاء ذلك أرى أن نجعلها (مَشْـرَى)، والمعنى في اللغة- مكان البيع والشراء، فلفظة (شرى) من الأضداد.
استخدمت هذه اللفظ قبل عقود عندما فتحوا في بلدتي مشرى، فرجوتهم أن يكتبوا على اللافتة (مشرى باقة الغربية)، لكنهم لم يفعلوا، وكنت على يقين أنهم  إذا فعلوا سيعتادون الأمر، وستكون لفظة مألوفة، ولكن هيهات!

في الدول العربية يلفظون (مول)، ونحن نتجول في (الكنيون)؟؟!!
وأما أنا فقد ذهبت للمشرى القريب.

ماذا نخسر إن قلنا (مشرَى) على غرار مقهى، ملهى، مشتى، وكلها أسماء مكان؟؟؟!!

 

לַחְמָנִייה =  خُـبْزِيَّــــة

 

هل نبقى نقول أعطني (لحمنيا)؟
 طغت اللفظة العبرية، ولا بد من لفظ عربي، وإذا جدد رجال العبرية، واشتقوا لفظهم من ל
ֶחֶם ، فلماذا لا نشتق نحن من (الخبز)؟؟؟؟ فالعربية أولى بأنواع خبزها، و(الخُبْزِية) طيبة بهذا اللفظ أيضًا، خاصة مع مشروب (بدل שְׁתִיָּה).
 ونحن لا نستغني عن الكماجة – رغم أصولها غير العربية-، فلماذا نفضل عليها (بيتا)؟؟؟

 

פּוֹרְטְפוֹלְיו = حافظة

 

 سألني الصديق أبو جلاء من دالية الكرمل: كيف لي أن أترجم (البورتفوليو) إلى عربية مستساغة؟

إنها الحافظة، وهذا رأيي الشخصي، ولا ألزم به أحدًا، فهذا الملف الكبير الذي يحوي معلومات وشهادات ووثائق، وكل ما له علاقة بموضوع، لا يمكن أن نظل على استخدامه  الأعجمي غير الملائم لنا صوتيًا ولغويًا صرفيًا، فأقترح أن نسميه (حافِظة)- أي أنه يحفظ كل ما له علاقة بالموضوع المتناول. وكنت قد استخدمت لفظة (مِحْقَــب) في سنوات سابقة، فما استسيغت، وهي من لغة (حقيبة)، وتعني ما يوضع فيها الزاد ونحوه، ولكني لا أراها اليوم أقوى من الحافظة.

 

סִילַּבּוּס  לקוּרְס = خطة لمساق 

 

اعتدنا في أكاديمية القاسمي على ترجمة المصطلحات العبرية إلى العربية، فلا تكاد تجد محاضرًا أو طالبًا إلا ويستخدم (خُـطَّـة)  بدلاً من  syllabus  ، ويعني أسس الأمور التي يدرسها.
 وأما (الكورس) أو (الدورة) فأسمعهما كثيرًا في هذه المؤسسة أو تلك، لكن لفظة (المساق) مألوفة أكثر في كثير من الجامعات العربية، وهي أوصل من (دورة) التي قد تضم عددًا من المساقات.


 

المدونــــــــــــة الرابعـــــــــــــــــــــة

 

 

מֶלְתָּחָה = مَـحْــقَــبَــة

 

هذه اللفظة العبرية تعني (مخزن الأمانات) أو موضع إيداع ملابس رواد المسرح، وقد استخدمت ترجمة لها  لمكتبة القاسمي الضخمة (مَحْـــقَـــبَـــة)،  وهي بارزة في اللافتة هناك، إذ يضع الطلاب حقائبهم في مكان يتاخم المدخل هو- (المََحْقْْبة)، وذلك قبيل ارتيادهم المكتبة، واخترت فتح الميم في اللفظة، على اعتبار أنها اسم مكان أسوة بمزرعة ومدرسة ومقبرة.

 

קוּצֵב =  نَـظّــام

 

هذه اللفظة  العبرية  (قوتسيب) شائعة بكثرة عددَ من يحملون في صدورهم (منظّم القلب)، وكم نتمنى أن يخفق قلب الواحد منهم دون هذا النظّام، وهي بالإنجليزية-  basemaker، وقد يستخدمه االكثير من الأطباء العرب الحريصين على لغتهم- (منظِّم القلب)، لكن اللفظتين معًا تصعب أمر الترجمة في الحياة اليومية، فيفضل الناس العاديون الكلمة الواحدة- (قوتسيب) على التركيب (منظم القلب).
في بحثي في المورد عن ترجمة اللفظة الإنجليزية أقترح منير البعلبكي -وهو جريء أشهد له بإبداعه في إيجاد البديل من الدخيل-  اقترح  لفظة: (مِــيقاع)، على اعتبار أن الجهاز يوقِّّـع وينظم ويضبط  دقات القلب، ولكني هنا لا أرى ملاءمتها صوتيًا ولغويًا، فما علي إلا أن أختار من مادة (نظم) صيغة مبالغة، فما وجدت أفضل من (نـظّام)، فإن كان هناك اقتراح لفظة واحدة أفضل فأرجو ألا يضن أحد علينا به!
وبعد سؤالي هذا تساءلت: ترى، ما رأيكم في خفّــاق؟
قلت لنفسي: خفّاق لعلها تصلح للفصيحة، وأما في الدارجة  فهي لغة عالية، بينما (نظّام) يسيرة في كلتيهما.
أقول سافر المريض إلى المدينة وفي صدره نظّامه. فحص المريض نظّامه بعد بضعة أشهر، فوجد النظام يعمل بدون أي عائق.

 

מַזְגָן = مُـكــَــيِّــف

 

هذه الترجمة مستخدمة في بعض الأماكن، وحري بنا أن نشيعها، فهذه الغرفة مكيَّــفَة – (لا ممزﭽنة، أو مكندشة – كما يلفظها بعض منا بتأثير اللفظة الإنجليزية- condition)، وضرورة أن يكون هناك (تكييف) في القاعة، وفي السيارة، فالصيف حار، والمِرْوحة (מְאַוְרֵר) لا تكفي، ويحسن أن يكون تهوئة (أو تهوية) = אִוְרוּר.

يا رعاك الله قل: اشترينا مكيــّفين لا (שְׁנֵי מַזְגַנִים)، واذكر لنا أيهما أسهل؟

 

הַזְמָנָה = طلبيّــة

 

معنى اللفظة العبرية إذا استخدمناها في حديثنا عن الناس هو استدعاء، فأنا أستدعي فلانًا للمقابلة. ولكن المشكلة تكمن في استعمال ما نطلبه مسبقًا من أمتعة وحاجيات بقصد الامتلاك.
نعرف أن استدعاء أي شيء لشرائه أو لحجزه يستلزم طلبًا، ولما أن كانت لفظة (الطلب)  لها معان أخرى كثيرة، فقد ارتأيت أن نعتمد ما يستخدمه الناس في لغتهم الدارجة (طلبيّة)، وبررت الاشتقاق في الفصحى على أنه  اسم مأخوذ من المصدر الصناعي.
أعرف في بعض القرى من يستخدم (أزمنت) من اللفظ العبري
(הִזְמַנְתִי) بمعنى تقدمت بطلبية، فضايقني الأمر بسبب قوته، وكأن (أزمنت) قد نجحت في اقتحام  العربية، فقلت لا بد من حل:
 هل نقول طلبت سيارة من الشركة؟ عندها لا يعرف أحد أنها (طلبية)، بل هي مجرد طلب قد يكون لسياقتها مرة واحدة، أو ليست بالضرورة للشراء،  فوجدت للتخصيص أنه لا بد من التصرف في الاشتقاق، فاخترت صيغة (فعّــل)، التي تدل على كثرة، فما المانع أن أقول: طلّبت سيارة من الشركة، وستصل قريبًا، عندما طلّبت بطاقة من المسرح وجدتها غالية. أرجو أن نلاحظ الفرق بين طلـَـب بمعنى (ב
ִּיקֵּשׁ, דָּרַש)، وبين (طلّب) بمعنى הִזְמִין (כְּדֵי לִרְכּוֹשׁ).

أما المعترضون فأسألهم: ألا تجيز لغتنا الاشتقاق، وهي قادرة جدًا في هذا الباب، بل من خصائصها، ولنا في السلف قدوة حيث اشتقوا وابتكروا.

 

من التعقيبات:

من محمد- المثلث:
  عطفًا على اقتراحاتك في المدونة الثالثة فإني أقترح أن تكون ترجمة الكلمة קַל- נוֹעִית من الجذر (د ر ج)، على نحو (دراجة كهربائية).
أما (الخبزية)  ففعلا أعجبتني هذه الكلمة،
وكنت أعرف أن (לַחְמָנִייה) هي (خبز الحمام) في الدول العربية.
أحييك ا.د
. فاروق على هذه المبادرة الجميلة، بارك الله فيك وأنا أشجعك على الاستمرار.

أجبت:
          لك يا محمد شكري وملاحظاتي!
لا تتوقع أن يسمي أحد ما يركبه العجزة (ק
ַל- נוֹעִית) أنها دراجة كهربائية، وأظن أن دراجة استهلكت: فثمة دراجة نارية، ودراجة بخارية، ودراجة هوائية، ودراجة مائية، فأرى الابتعاد عن هذه الكلمة بسبب ضرورة تخصيص اللفظة الواحدة، حتى أنني أفكر وأفكر جديًا بإيجاد بديل معقول للموتورسيكل، فمن يستعمل: دراجة بخارية؟؟!!.
لاحظ
-أخي محمد- أنني أبحث عن لفظة لا تثير اللبس، وليست واردة كثيرًا في تحولات لغوية مختلفة. وإذا كان لدى البعض تحفظ من النحت- (يَــسيكَة)، فأقول: لا بد من جرأة نحت، فالعرب قديمًا نحتوا مثلاً (تلاشى) من لا شيء، وغيرها كثير إلى درجة أن هناك من ظن الفعل الرباعي (بعثر مثلاً) هو دمج بين فعلين كل منهما من جذر ثلاثي.

صادق عبد:
لماذا لا تجعل الكلمات المقترحة مرتبة، فأنت هنا لا تسير على ترتيب أبجدي، ولا على ترتيب في المواضيع؟

أجبت: هذا صحيح، فأنا أختار اللفظة التي تتطلب النظر فيها حاليًا أكثر من غيرها، كما أجيب عن أسئلة موجهة إلي، وعندما تتجمع مئات الكلمات سيكون الترتيب حسب الطريقتين اللتين أشرت إليهما أنت. شكرًا على ملاحظتك المهمة!

 

 

 


 

المدونــــة الخامــســة

 

            תַּהֲלִיךְ = سَــيْـرورة

 

هذه اللفظة العبرية תַּהֲלִיךְ هي في الإنجليزية process ، وأذكر أنني شاركت في ابتكار ترجمتها مع بعض الأصدقاء من بينهم الدكتور محمود أبو فنة، ولا أستأثر بها، وذلك في أوائل السبعينيات، وكنا يومها ندرس موضوعًا تربويًا، فسيرورة ليست واردة في المعاجم كالمورد، ولا هي حتى في قاموس سغيب  في ترجمة اللفظة العبرية،
 ففي المورد: سلسلة من العمليات المتعاقبة، سير، تقدم،
وفي قاموس سغيب: عملية، تسلسل،
 الأمر الذي يدل على أن (سيرورة) من ترجماتنا المحلية التي اضطررنا إليها، ونجحنا فيها، وهي شائعة اليوم إلى درجة أننا نسينا كيف بدأت.
غير أن بعض الأصدقاء يومها آثر (صيرورة) بالصاد، وأرى أن السين أولى، ذلك لأن الفعل (سار) يدل على حركة وتطور، بينما الفعل (صار) هو تحول، بل هو في الأصل فعل ناقص.

 

  הֲלִיךְ = إجراء

 

هذا اللفظ من لغة القضاء والقانون הֲלִיךְ מִשְׁפַּטִי, הֲלִיךְ חֻקִּי، وقد رأيت أن (إجراء) أكثر ما يلائم بين ألفاظ أخرى في الترجمة، وقد وردت في المعاجم ضمن تعابير أخرى ((كالمسار والمسلك والطريقة) فلنكتف بالإجراء، ولنحدد، فكل لفظة مما ذكرت من البدائل لها سياق آخر، ومن الضروري جدًا تحديد اللفظة لمعنى محدد أولى، وهذا الأمر يذكرني بترجمة محددة للفظة شائعة جدًا، هي:

 

בְּסֵדֶר = تَمام

 

فهذه اللفظة العبرية طاغية جدًا، ولا يكاد يسلم من الوقوع فيها إلا القليل الأقل. والسبب في رأيي أن كثرة الترجمات والمرادفات في الفصيحة والعامية (طيب، مليح، حسنًا، كويس، إن شاء الله، جيد، عال، تمامًا....إلخ) حالت دون اختيار مفردة محددة تكون قوية الاستعمال، سائدة، وأنا هنا أقترح أن نستعمل لفظ (تَمام) ونشيعه، وبالفصيحة (تمامًا)، فالأتراك مثلاً يستخدمونها، مع أنها من لغتنا، والتعبير ناجح، ويشهد على ذلك متابعو الأفلام التركية، وزوار تركيا في رحلاتهم الصيفية. تمام تمام!

 

                                 *             *           *          *

 

استمعت إلى معلم يخاطب زميله بلغة (عِـرْبِــيّة) أي مزيج بين العربية والعبرية- كما اصطلحتُ عليها:

-         فتحت (المحاشيب)، وحضرت الـ (متسيغت) ووجدت (التوخنا) قديمة
- في الصف (مقرين)؟

بالطبع استخدم الأول (ال) التعريف العربية، وجعلها في بداية  كل لفظة عبرية مما يلي:  מַחְשֵׁב, מַצֶּגֶת, תּוֹכְנָה, מַקְרֵן.

بعد أن أبديت إعجابي أولاً للتِقنيات،  أبديت عجبي  لهذه اللغة المختلطة.
سألني: وهل أنت ضد اللغة العبرية؟
 فأجبته: لا يا عزيزي، فنحن يجدر بنا أن نحسن العبرية، ولكني لا أوافق على هذا المزج الحاد بين اللغتين، وكأننا نبتكر لغة ثالثة.
سألني: إذن، ماذا أقول؟
قل يا صديق:
فتحت الحاسوب، وحضرت العارضة، ووجدت البَـرْمَجية قديمة،  وعلى صاحبك أن يقول هل في الصف عاكس؟

-         أنت على حق، مع أن بعض الألفاظ صعبة على اللسان، ولكنا سنعتادها، وأنا عندما أقول للطالب: "شغل حاسوبك" أسهل وأحسن لفظًا من (شغل مِحَشيبك)، وأدرس الحاسوب أفضل من أدرس (مِحاشْبيم)، مع أن اللفظ العبري الصحيح الذي ينبهوننا عليه هو (ماحْشِيبيم). وعندما أقول (عارضتنا) أفضل من (متسيغتنا)،
وصدق المتنبي: لكل امرئ من دهره ما تعودا! فلنتعود!

 

 


 

المدونة السادسة

 

חֲגוֹרָה =  حِـزام

 

نركب سياراتنا، وعلينا أن نتحزّم، فلماذا يصر بعضنا، وخاصة أطفالنا على أن يلفظوا (الحـﭽورا)- بالجيم المصرية؟
فإذا طلب السائق منا أن نضع الحزام، فإن في وسعه أن يستخدم الفعل (تحزّم) ومشتقاته، وهو أيسر من اللفظ العبري: ח
ֲגוֹר أو הִתְחַגֵּר، وكما أن القانون يلزمنا على وضع الحزام، فالقانون اللغوي يلزمنا أن نستخدم الحزام (جمعه أحزمة، فشدوها)، وليت هناك من يدفع غرامة رمزية على كل استخدام للّفظة غير العربية.

 

מַחֲזִיק =   مَـسّـاكَـة

 

أعرف أن هناك كثرة من الأسماء للسلسلة التي تحمل المفاتيح، لكنك قد لا تجد من يفهمك في أي لفظ تختاره من بينها، إلا إذا قلت  للبائع (أعطني محزيق)، عندها قد يقول لك: "أيوه احكي عربي".

أقترح  أن نستعمل لفظة (مسّاكة)-  صيغة المبالغة من الفعل مسك، فهي تمسك بالمفاتيح المختلفة، وبحلقاتها، وجعلتها مبالغة لكثرة المسك بها، وكذلك لقلة استخدامها في اللغة العربية بأي معنى آخر.
سألني صديق: قال "ولماذا لا تجعل الاسم مذكرًا (مسّاك)؟
 قلت "لغة التأنيث أرق، فالوصف المذكر يوحي بمعنى اعتدائي".
ضحك صاحبي وقال: من اليوم فصاعدًا لن أقول: حلقة، سلسلة، سلسال، حامل المفاتيح،
محزيق، ولن أستخدم ترجمة اللفظة الإنجليزية في المورد: حاملة، مِـمْـسك، بل سأكتفي بمسّاكة لتكون لفظة واحدة دالّة.
سأكون مدينًا بمسّاكة هدية لمن يستخدمها بصورة تلقائية، ويعتادها كأي كلمة عادية.

 

אִשׁוּר = تصديق

 

ما أكثر ما أسمع (إشور) العبرية على ألسنة الطلاب والباحثين عن الوظائف، فهذا المسؤول (مئَـشّير מְאַשֵּׁר، وتلك الشهادة مئوشيرت מְאוּשֶׁרֶת)، وبالإضافة إلى اللفظ العبري الطاغي ثمة من يستخدم اللفظ العربي  المشتق من الجذر (ص.د.ق) خطأ.
الخطأ الشائع هنا هو في قولنا (مصادقة) بمعنى الإقرار والتأييد، ذلك
لأن المصادقة مصدر صادق، وأن بين فلان وفلان صداقة أو مصادقة حميمة. فأنا صادقت محمدًا = اتخذته صديقًا، وصادقت محمدًا النصيحة أي أخلصتها له.
إذن، يجب أن نقول: التصديق، وقد صدّق فلان الطلب، أو صدّق عليه.
ففي معجم الوسيط: صدّق على الأمر أقرّه، ولعل القرآن سبق أن استخدم الفعل (صدّق) بمعنى التحقيق: {والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون} – سورة الزمر، 33، ويعني الفعل هنا حقق ما أورده قولاً بما تحراه فعلا، وقال الراغب الأصفهاني "ويستعمل التصديق في كل ما فيه تحقيق".
إذن، نقول: صدّق مدير المدرسة الشهادة (أو على الشهادة)، فحصل الطالب على التصديق (لا على الإشور)، وبلغ مجموع التصديقات (لا الإشوريم - א
ִשׁורִים) ثلاثة. أما الشهادة التي قد أجازها المدير أو وافق عليها وأمضاها، فهي مُصدَّقة (لا مئوشيرت).

 

כְּדַאי =  يُحبّـَّذ، مُـحــَـبَّـذ

 

تكاد اللفظة العبرية أن تكون شائعة جدًا وذائعة على الألسنة، فما من مناقشة إلا وتظهر (كِـداي)  و (لو كِـداي לֹא כְּדַאי) في الحوار.
تتعلق ترجمة اللفظة العبرية – باللغة التي نريد الترجمة إليها، فعند تغيير اللفظة العبرية إلى لغتنا (لهجتنا) الدارجة القريبة من الفصيحة نقول (يـسـوى أو يستاهل نسافر هذا الصيف)، وبالطبع تزاد الباء في أول الفعل المضارع بالعامية= (بيسوى أو بيستاهل أو بتوفّــي نتعشى في هذا المطعم). ونحن  -كما تعلمون- لا نقاوم العامية على الألسنة في حياتنا اليومية، وإلا فإننا نضرب في حديد بارد.

أما الفصيحة فأفضل ترجمة لها - في رأيي-: (يُحبّـذ) أو اسم مفعول (مُـحَـبَّـذ)، ولا أرى (يا حبذا) ملائمة، لأنها تعبير يدل على إعجاب أكثر من كونها اختيارًا بعد تقليب الأمر، كما أن (من المستحسن) لا تفي بالمعنى تمامًا، وإذا اخترنا (من المجدي) ابتعدنا أكثر.
إذن، يحبّذ أن نستخدم اللفظة العربية، ونفضلها على (كداي)، وإذا خاطبنا  الأم في المطبخ نقول لها: بيسوى تطبخي اليوم مقلوبة. وبتوفّي نشتري الخيار بالجملة، وأنا أقول لكم: يحبذ أن تتناولوا معنا طعام الغداء! 

وبعد، فإذا كان لك عزيزي القارئ والمتابع أي اقتراح لترجمة، فلا تضن به علينا، كما أنتظر  أي استفسار لا تجد له مخرجًا.

 

 


 

المدونـــة السابـعـة

 

قالت العرب في تشاؤمها  "السبعة مسبوعة"، ويخشون من نتائج الرقم، رغم أن (سبعة) تدل أيضًا على الخير وعلى الكثرة، كما تتمثل في آيات وفي أشعار كثيرة.

أقدم بهذا القول،  لأنني سأطرح في هذه المدونة السابعة اقتراحات جريئة، وقد ينفر منها بعضنا، وقد تدعو إلى التشاؤم، وربما التفاؤل،  وربما تدعوه للتفكير في حل، ولعله يقبلها على مضض، وقد يمر عليها مر الكرام أو غير الكرام. فمن يحاولْ مخلصًا أفضل ممن يبقي الأمور على علاتها، ومن اجتهد فأصاب فله أجران، ومن طاش سهمه فحسبه أجر واحد.

 

הַמַזְלֵג = الرافِــبَــة

 

لا أعني باللفظة العبرية המזלג  شوكة الطعام التي نستخدمها كثيرًا، بل تلك الآلة التي لها أسنان ترفع المواد لنقلها أو لخزنها. إنها ( forklift ) بالإنجليزية، وهي الرافعة الشوكية، كما قرأتها هنا وهناك، وقد عربها البعض (الرافعة المتشعبة).
تساءلت: أي عامل من عمالنا سيتخلى عن لفظ (مزليچ) في حديثه في أثناء عمله، ومن سيتذكر أو سيردد تعبيرًا من لفظتين قد لا يستسيغهما؟
قلت: لا بد من جرأة نحت، فأخذت من رافعة (رافِ)، ومن (متشعبة) آخر حرفين (بَة) = رافِــبَــة.
أما العامل على الآلة מ
ַזְלֵגָן فهو الرافِــب.
كلمة جديدة أقترحها ليس لها معنى منافس في اللغة، عل ألسنة العمال تتعودها، ولا ألزم بها أحدًا، وذلك حتى نتخلص من اللفظة العبرية القوية، فهل لديكم اقتراح آخر؟
اللهم قد اجتهدت!
 

מִשְׁטָח =   سَــطـيــحَــة

 

سألني الرافِب  המַזְלֵגָן:  وماذا أسمي الخشبية التي توضع عليها المواد للنقل أعني  משטח العبرية؟ هل أسميها خشبـِيَّـة؟
أجبت التسمية
التي اخترتها- جيدة، لولا أن المواد توضع أحيانًا على خشبية، وأحيانًا أخرى على معدنية.

في رأيي أن نسميها سَـطيحَة، وهي ما نسطح عليها الأشياء، و(سطح) في اللغة معناها بسط، ولا أرى ما يحول دون تسميتها. فإن قال قائل: (السطيحة) في المعاجم هي التي لا تقوى على القيام لضعف أو لمرض، قلنا: نعم، ولكن الناس يستخدمون اليوم (مُقْعدة)، و (كسيحة)، ولا نجد في أدبيات اليوم من يعيدنا إلى سطيح الكاهن.
إذن هي (سطيحة) وجمعها (سطيحات)، ويجب أن نتخلى عن لفظة (مِشطاح) وجمعها في لغتهم العِرْبِـيّة هو جمع تكسير (مشاطيح)؟؟؟!!!

 

רַכְבַל = רַכֶּבֶל  رَكّـابِل

 

اللفظة العبرية هي نحت من רֶכֶב + כֶּבֶל،  ويلفظونها (رَخْبال = רַכְבַל ) خطأ، والصواب (رَكّــيـبِل = רַכֶּבֶל )،  وبالطبع فأن اللفظة الثانية مأخوذة عن العربية (حبل).
في بعض الدول العربية، وفي أريحا، حيث نجد الرَّكّابل (كما نجده في حيفا) يسمون هذه الناقلة التي تسير على (الكابل) في الهواء لتنقل الركاب في نزهتهم (تلفـريك) – اللفظة التركية =
teleferik، وهي بالإنجليزية cable car, cable railway.

اقترحت قبل سنين أن نأخذ من لفظة (راكب) رك، تزاد قبل كلمة (كابل)، وعندها تكون رَكْـكابِل = ركّابِل.

كلمة جديدة اقترحتها، عل ألسنة الطلاب والسياح تتعودها، ولا ألزم بها أحدًا، وذلك حتى نتخلص من اللفظة العبرية القوية حتى في طريقة اللفظ الخاطئ، فهل لديكم اقتراح آخر؟
اللهم قد اجتهدت!

 

טַיֶּילֶת = مـَـنْــزَه

 

هذه اللفظة العبرية  تعني الطريق المرصوفة قرب شاطئ البحر أو في أماكن أعدت للراحة، وللنزهات أو للتمتع بالطبيعة، إنها لفظة لا بد لها من ترجمة إلى العربية بعد أن أغفل  أصحاب المعاجم تحديد لفظة لها.
لم أجد لها أقرب من اشتقاق اسم المكان من الفعل (نَـزه) = مَنْزَه، وقد خصصنا (المُـنْـتَـزَه) أو (المُـتَـَـنَزّه)  للحديقة الواسعة =
park.
إن اشتقاق النزهة والمنتزهات والنزاهة  وما إلى ذلك من معان كان بدءًا يعني الابتعاد عن المكروه والقبيح. فنحن في المَنْـزَه نبتعد عما قد يرهقنا، فلعل في هذا المنزه راحة البال، ونحن نشاهد الرائحين والغادين في تجوالهم، وفي تمتعهم بالطبيعة الخلابة.

في مصر يستخدمون اللفظ الفرنسي- corniche (كورنيش) لما هو قرب البحر، ولا أظن اللفظ ملائمًا لنا إطلاقًا، ذلك لأن اللفظة العبرية قد تطلق على مكان ليس له علاقة بالبحر.
(مَـنْـزَه) كلمة جديدة أقترحها، عل ألسنة الزوار تتعودها، وذلك حتى نتخلص من اللفظة العبرية القوية، وحتى لا  نظل نقول (طييلت) حيفا وعند (الطييلت)
في رأس العين، فهل لديكم اقتراح آخر؟

 

 

מִדְְחוֹב = شارَصيف          

التركيب العبري مركب من  מ
ִדְרָכָה + רְחוֹב ، وهو امتداد الشارع الذي يحظر فيه سير السيارات، ويكون خاصًا للمشاة.

كتب لي صديقي جواد بولس مقترحًا النحت- رَصــيق، من (رصيف+ طريق)، ولم أعارض اقتراحه، بل شكرته على اهتمامه،  لكني ارتأيت أن أبدأ بالشارع (شا) وأنهي بكلمة (رصيف) على خلاف الترتيب في ما نُحت بالعبرية، وذلك من منطلق أن الشارع هو الأصل، وهذا امتداده الذي توقف، فأصبح رصيفًا.

لم تسعفني الإنجليزية، فثمة تعبير pedestrinized street ، أو pedestrian only street أي شارع المارّة، أو شارع للمارة فقط، وهناك تعبير أمريكي جديد هو – mail، ولا أظن أنه يلائمنا على غرار ذلك أن نستعمل (بريد) للدلالة على الشارع الذي خصص رصيفًا للمارة.
كلمة جديدة أقترحها، عل ألسنة البعض تتعودها، ولا ألزم بها أحدًا، وذلك حتى نتخلص من اللفظة العبرية القوية، وحتى لا أقول نلتقي في (المِدْرَحوب) ، فهل لديكم اقتراح آخر؟
اللهم قد اجتهدت!

 

 

 


 

المدونــة الثامنـــة

 

بدءًا لا بد من الإجابة عن تساؤلات وتعليقات وردت لدى بعض قراء هذه المدونات- التي تحفّز على إيجاد البديل من العبرية، وتحرص على لغتنا العربية.
سأل سائل:
ولماذا لا تقترح بديلاً لكل لفظ أعجمي، إذا كنت حريصًا على لغة العرب، أو لغة القرآن؟
وإجابتي: ليس وكدي هنا أن ألغي ما هو متفق عليه، وشائع في لغتنا، مما ورد إلينا من لغات أجنبية أو أعجمية، وأنا لا أزعم أنني أنجح فيما عجزت عنه مجامع الدول العربية، فمن منا  ينكر اليوم استخدام لفظة (ميكانيكا)، ويطالب  بأن نستخدم ما قرره مجمع القاهرة - علم الحِيَل؟
وهل نترك لفظ (البطارية) لنقول لبائعها: هل عندك مِـرْكم؟
ومن يرفض ألفاظ الدكتاتورية والديموقراطية والليبرالية والبيروقراطية، بل ألفاظ الفيتامين والفيروس والألكترونيكا  والتكنولوجيا والفيديو واليو تيوب والآيفون وووو كلها أضحت جزءًا من لغتنا –شئنا أم أبينا-، ولغتنا خضم لا يعيبه استــيعاب، وهي تهضم وتصوغ قدر طاقتها بقوالب عربية، فتتقبلها كما تقبلنا ألفاظًا فارسية وتركية ويونانية...
 فهذه الألفاظ  التي استوعـبـتها العربية، وآلاف غيرها من المستحضرات والصناعات هي ألفاظ عالمية بمعظمها- يفهمها الفرنسي والتركي والإنجليزي والعربي. وبالطبع، فإنني لا أناقش هذه المسألة بتفاصيلها، ومدى نجاحنا أو إخفاقنا فيها، ذلك لأنها أشبعت بحثًا، وتناولتها دراسات كثيرة ووافية.
 
أما ألفاظ العبرية فهي حصرية هنا في بلادنا، ونحن وإن كنا نطالب أن نتقن كل لغة على حدة،  فكل لغة هي إنسان آخر فيك- كما يقول بعض الحكماء-  إلا أنني أتضايق جدًا، ويتضايق معي الكثيرون من عشاق لغتنا من هذه اللغة الهجينة على ألسنتنا، فانصت إلى حوار بين محاميين، بل بين شابين من الطيبة أو الدالية أو باقة، وقل لي رأيك!
ربما ستتفق معي وتسأل:
ما حاجتنا لأن نتحدث لغة  سبق أن سميتًها العِـرْبِـيّة- هي مزيج بين لغتين، تمامًا كما كانت الييديش مزجًا بين الألمانية والعبرية، واللادينو مزجًا بين الإسبانية والعبرية، والفرانكو آراب تعرفون عنها ولا شك!
إن  المسؤولية تحتم علينا أن نبحث عن بدائل، فلا يجوز أن نظل نقول (
תַקְלִיטָן),(רַמְזוֹר)
(בֵּית הַבְרָאָה)...
على سبيل المثال!

 

فمن منطلق الحرص على التقليل، ولا أقول الإلغاء، (فذلك عسير، إن لم يكن مستحيلا) عرضت البديل، فلاقت استحسانًا كبيرًا لدى البعض، وتحفظًا من غرابة الاقتراح لدى البعض الآخر، ناسين أن كل جديد لا بد له من عملية استساغة تمر في مرحلة ليست قصيرة، وإلا فهل نظل نردد קַל נוֹעִית  وقد كثرت في الشوارع، ونتحفظ من نحت (يَــسـيكـَة) من لفظتين هما: يسيرة الحركة -مثلاً؟
وننسى كذلك أن رضا الجميع غاية لا تدرك، كما ننسى أن كثرة البدائل تقوي الأصل العبري. وعلى كثرة التعليقات والتحفظات إلا أنني لم أسمع اقتراحات مدروسة ومعللة، ويقرأ المتابع أنني أدرس الموضوع  باستقصاء، وبصورة ذاتية، وأفكر فيه ساعات طويلة، وليس أدل على الإثبات أنني أفكر منذ فترة طويلة بإيجاد البديل للفظة ـ
תַקְלִיטָן في أعراسنا، وهي في المصطلح الإنجليزي D.jDisc Jockey ، فمن أحب قبل أن أصل إلى مقترح منطقي أن يدلي بدلوه فهو مشكور ومأجور، وأنا معكم من المنتظرين.
 وأرجو ألا ينسى أحد أنني أقترح ولا أفرض، فكيف لي أن أفرض أصلاً؟! وقد كانت تجربتي مع اللفظة (حتّن يحتّن تحتينًا، والحتّان للمصرِف أي البنك) التي أوردتها وشرحتها في المدونة الأولى ترجمة لـ (
עִדְכֵּן) فقد ارتأى من ارتأى إقحام اللام- (حتلان) وهم يحتلننونا؟؟، حتى أفسدوا علي الذوق.
 أما الصديق الذي يؤثر لفظ التحديث، فأقول له: لا بأس! ولكن كيف ستقول لشخص تريد أن توافيه بآخر المستجدات؟ هل تقول له: سأحدّثك؟!!

 

كتب لي د. رفيق أبو بكر- محاضر اللغة العبرية والباحث فيها:
"أشكرك على هذه التجديدات، وسؤالي لحضرتكم:
 هل أستطيع أن أكتب في مقال علمي ما أن هذه الكلمات العربية لكلمات عبرية مقابلة هي من تجديداتك، مع ذكر اسم حضرتكم؟"
فأجبته:
"هناك كلمات منها ما هو من وضعي، وهناك كلمات منها ما أروّجه، وقد يكون سبقني أحد دون أن أعرف من هو، فيمكنك أن تكتب أنها في زاويتي التي ابتكرتها "البديل من العبرية إلى العربية".

 عند حديثك عن كلمة بعينها اسألني مسبقًا، لأمانة البحث العلمي، وسأقول لك إن كانت مني، مثل (مَـنْـزَه) ترجمة لـ טַיֶּילֶת، أو أقول لك إنها ليست مني أصلاً ، ولكني أروّجها مثل (خَـلَـوي) التي استقيتها من المورد ترجمة لـ  cellular، وبينت في مدونة سابقة سبب الخطأ في (الخلــيوي؟؟؟).
وعلى ذكر الخلوي فقد سأل صديقي عن الـ
מַטְעֵן  "ليطعن" خَـلَـويّه (بلفونه؟؟)، فقلت له لعلك تريد الشاحن؟
قال من أين أتيت بها: قلت إن الفعل الإنجليزي 
charge  = يشحن، و charger  هو الشاحن، فلماذا لا نتعود عليها؟
-لقد اتصلت بك، وتركت لك خبرًا في المِجواب =
מְשִׁיבוֹן.
- استمعت إليه، فهو
מְעֲנְיֵין.
-
 هذا لفظ سأتدارسه، فقل (مثير للاهتمام)، مع أنه  ليس شافيًا تمامًا، وأعدك أن أبحثه في مدونة قادمة.

 

 

 

 

المدونـــة التاسعـــة

 

 

עֲמִידוֹן = وقّــاف

 

إلى البروفيسور  المحترم ... أنا أعمل في مجال التربية الخاصة (معالِجة طبيعية) ونستخدم كثيرا كلمة עֲמִידוֹן ، ولا نعلم ما هي ترجمتها في اللغة العربية؟

سوار   23/06/2012   

 

إلى سوار العزيزة:
 سألتِ عن ترجمة عربية للفظة
עֲמִידוֹן، ذلك الجهاز الذي يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على أن يقفوا. ما وجدت حتى اليوم أفضل من وقّــاف – بتشديد القاف- أي أنه يوقف الإنسان- أو يساعده على الوقوف، ويجعل قامته أقرب إلى أن تكون منتصبة، ذلك لأن جسم الإنسان بحاجة إلى الوقوف على الأقل ساعة في اليوم. نحن نعرف أن المشافي تستخدم الوقّـافات لعلاج المحتاجين.

 

באֲדִיבוּת ... = بإذن من....

إلى د. فاروق: كيف أترجم ما تعتاده الكتب العبرية من كتابة كلمة وفاء واحترام لصاحب الرسوم أو الصور او أية مادة مستقاة أخرى، حيث يكتبون في بداية الكتاب באֲדִיבוּת، فهل أترجم (بلطف من.....)؟

أحمد سليمان

أخي أحمد:
 في رأيي أن التعبير (بإذن من..) هو أدق من التعبير غير المتداول (بلطف من...) وهو بالإنجليزية:
 by courtesy of، وبالطبع فعندما نستأذن نكون واعين أن في افتراض إعطاء الإذن لطفًا وتعاونًا وشكرًا. إذ يكون ذلك عادة بدون  مقابل.

 

חֲוָויָה = عَـيْـشِـيّــة

 

هذه اللفظة ما أكثر استعمالها بالعبرية، وعلى ألسنتنا في تضاعيف كلامنا في هذه البلاد، فكلما عشنا أو عايشنا (חֲוִוינוּ) تجربة شعورية عذبة أو مُـرّة لجأنا إلى التعبير العبري (حفايا)، ونحن لا نتوقع من أحد أن يقول: والله عشت تجربة شعورية قاسية أو رائعة.
ارتأت بعض المعاجم أن تترجم  المقابل بالإنجليزية-
experience  = تجربة شعورية.
أقول: لماذا  نستخدم لفظتين في حديثنا؟ فنحن نستطيع من لفظة 
חַי = عاش أن نستضيف لفظة (عَـيْـشِـيّـة)- مصدر صناعي من العيش، واللغة العربية فيها طاقات اشتقاق مميزة،  ونستطيع أن نتصرف باشتقاقاتها- חַוָוה = عاش أو عايش.
أقول: كنت في البحر! أي عيشية عشتُها!
- تقول:  اللفظة غريبة و"صعبــة"!
فأقول: أعرف، ولكن، لنتعود، فهل لديك حل؟
يقول: لماذا لا أجعلها (معايشة) مصدر عايش التي هي لفظة مقبولة؟
أقول: معنى (المعايشة) بالعبرية مختلف، فهي تعني:
לחְיוֹת בְּיַחַד, לחְיוֹת בּאוֹתָה תְקוּפָה.

 

טְעוֹנֵי טִפּוחַ =  مُسْـتَـرْعُـوْن -  (مُسْـتَـرْعِين)

 

هذا التعبير يُقصد به أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية/ عناية خاصة حتى يتقدموا في الحياة كما يجب.
التعبير العبري يوحي بطلب الرعاية والاعتناء، أي من هم بحاجة إلى عناية خاصة، والتعبير العبري هو ترجمة للمصطلح
Special Care…..    
اخترت وزن استفعل للفعل (رعى)، فاسم الفاعل هو مُُسْـتَـرْعٍ (المسترعي)، وهم مسترْعُون في حالة الرفع، و(مُستَرْعِـين) في النصب والجر.
ذلك لأن الهمزة والسين والتاء تفيد  الاستدعاء، فالشخص يستدعي أي يطلب الدعوة، ويسترحم - يطلب الرحمة/ ويسترعي- أي يطلب الرعاية. وقد سرني أن بعض المؤسسات استخدمت هذا التعبير الذي اقترحته قبل بضعة عقود.

 

מוּמְחֶה =  مختص أو متخصص

 

يستعمل الكثيرون لفظ أخِــصّـائي ترجمة لـ מוּמְחֶה ، ولا أدري من أين أتوا به، فاختص فلان بهذا الفن = انفرد به، فهو مختص، وتخصص فيه أي انفرد فيه،  وتخصص في علم كذا – قصر عليه جهده وبحثه فهو متخصص، وما أكثر شبابنا المتخصصين هذه الأيام!!! (أمر مفرح).

 

يجد الباحث الفعل (أخصى) في متن اللغة بمعنى تعلم علمًا واحدًا (مجاز)، ولكن مصدر أفعل هو إفعال، وأخصى مصدرها إخـصاء، فالإخْصاء أو الإخْـصائي – مع صحتهما- تثيران معاني لا نريدها في حديثنا، وسنلجأ إلى لغة (بلا قافية).

 

إذن نقول: متخصص، أو مختص  لا מוּמְחֶה ، ولنتخل عن الخطأ الشائع أخِصّــائي!

 

سألني الصديق طارق: وماذا نسمي מִתְמַחֶה?
-
نسميه متمرن أو متدرب.
- ولكني لا أرى الدقة في بيان العكوف على التخصص، وقد يكون كل تعبير منهما من عالم الرياضة، أي رياضيًا أكثر.

-         أنت على حق! ونحن بحاجة إلى إيضاح بعد قولنا متدرب، متمرن في...، ومع ذلك لا يوحي كل منهما بالتخصص في مجال ما.
لو جاز لي أن أقترح لاقترحت: مُسْـتَـخِـصّ  أي يطلب الاختصاص. وأنا أترك لك الخِـيار!

 


 

المدونة العاشرة

 

كتبت لي قارئة:
شكرًا لجهودك، وبارك الله فيك على هذه اللفته الرائعة حقًا، وحتى الآن فأنا متابعة لمدوناتك الثماني. آمل أن تجد كلمه مستقاة من العربية لكلمة עוּבְדָה، لأن أغلب الناس حولي يستخدمون هذه اللفظة العبرية في كلامهم.
شكرًا لك، وننتظر جديدك!

وطن أبو مخ - 26/06/2012

-         هذه اللفظة بالذات سأل عنها  أحد المعقبين، واستفسر كذلك عن ترجمة דווקא?

עוּבְדָה
= واقع

-   في رأيي أن עוּבְדָה  أفضل ترجمة لها (أمر واقع)، وبلفظة واحدة (واقع) أو (حقيقة)، واللفظة أصلاً هي آرامية، وتعني عملاً قد عمل، فعلاً، حدثًا قد حدث، وقد تذكر اللفظة لإثبات ما تناقش فيه، وكأنك تقول له (مفروغ منه).

 

דַּוְוקָא = بالذات
לָאו דַּוְוקָא  = ليس بالضرورة

 

أما لفظة  דַּוְוקָא التي تتكرر وتتكرر فأقرب ترجمة لها كما ترد في حديثنا وفي كتابتنا: بالذات، فترجمها بالذات! (قد ترد بمعنى تمامًا- لمن يتحفظ من المعنى اللغوي للذات).
أما التعبير לָאו דַּוְוקָא  فأترجمه ليس بالضرورة (ليس تمامًا، وبالعامية "مش بالزبط").
 
فبدلاً من أن تقول: דַּוְוקָא הוּא
 
قل: هو بالذات!
وبدلاً من تقول:
לָאו דַּוְוקָא  
 قل : ليس بالضرورة! (وبالعامية  مش بالضرورة، مش حتم، وأنا أذكر العامية أحيانًا، لأنني لا أتوقع استخدام (ليس) في الحديث الدارج، ولا ينسَ المحتج أن أصل (مش) هو: ما شيء، وقد جرى نحتٌ هنا كذلك).

من التعليقات:

1-     وقاف التي اقترحتها للفظة עֲמִידוֹן في المدونة السابقة تذكّر بوصف لعمر بن الخطاب بأنه كان وقافاً عند حدود الله أي كثير الوقوف، والترجمة برأيي لها إيحاءات بعيدة عن (العميدون)، فربما "مُساند" أو "ساند" أو "داعم" تكون أوفى!  مجرد اقتراح أو مقترح، وشكرًا!             
                                             أبو عبيدة   28/06/2012

2-     أقترح كلمة مُوقِف

مُوقف بضم الميم وكسر القاف.
                                                   محمد   28/06/2012
3-  أقترح لفظة (مِـنْـصاب).
                                                              سديد

-         أعزائي: شكرًا للاهتمام!

 قلت في مدونة سابقة إن الكلمة العبرية تقوى وتبقى إذا كنا نعطي لها بالعربية  أكثر من بديل، فوقّاف صيغة مبالغة تدل على اسم آلة، وهي  الملائمة – في رأيي- بعدما درست كل الخيارات المذكورة وغيرها. وإذا كانت (وقّّـاف) واردة في حديث عمر إيجابيًا فهنا مكانها بالذات، لأن الوقّاف يساعد على الوقوف، والثبات، والحفاظ على الجسم، وقد بحثت تمامًا عن معنى (
עֲמִידוֹן) العبرية، ورأيت في الشبكة صور هذا الجهاز المختلفة، فازددت اقتناعًا بالوقاف (على غرار: جرار، سحاب، خلاط، حفار...)، ونحن قد لاحظنا (وقّاف) في الشعر العربي، واللفظة ليست قصرًا على ما وصف به الخليفة، فهي ترد بمعنى الثابت، كقول شوقي:
                  لو عاش قدوتهم ورب لوائهم        نكس اللواء لثابت وقّّافِ

 ثم لا ننس أن هناك كلمات مشتركة المعنى، فمساند لها عدد من المعاني، والساند قد يكون في أمور مالية، أو في غيرها، والمُوقِـف تختلط بالقراءة مع المَوْقف، وفي المعنى بالذي يوقف أمواله للخير. أما المِنْصاب فهي تدل على رفع الشيء، ويمكن أن أكون منتصبًا وأنا جالس، ثم إن اللفظة تدل على معان مختلفة، وهي ثقيلة على اللفظ.
لاحظ أننا لا نستعمل لفظة (وقّاف) لأي معنى آخر بلغتنا اليومية والحديثة، فلنقصرها على الجهاز!

إلى البروفيسور المحترم حارس اللغة:

لا يروق لي أن نترجم אֶפְּיִלֶפּסְיָה epilepsy  داء الصَّرْع – كما هو في قوجمان والبعلبكي وسغيب، ونحن نلفظه (الصَرَع)، هذا الداء الذي يؤدي إلى سقوط المريض به فاقد الرشد، وبحالة تشنج عصبية معينة، فما رأيك بترجمة ليست قاسية نستخدمها في حديثنا بلغة عربية سليمة؟
                                                         ممرضة في هيلل يافه

אֶפְּיִלֶפּסְיָה= الوُقــاع

 

هذه الترجمة اخترتها على وزن فُعال، وهو يطرد في الأمراض (سُعال، زُكام، صُداع...)، فالفعل (وقع) حيادي بدون دلالات سلبية.
أنت أيتها الأخت على حق، فإن اللفظ الدقيق هو (الصَّرْع)- بتسكين الراء (وذلك أخف وقعًا من الصَّـرَع)، فبالفتح  يوحي بدلالة سلبية، وبالطبع فإن من يضع المعاجم هم من البشر، وجل من ليس فيه تثريب.
جدير بالذكر أن مجمع اللغة العبرية ترجم
epilepsy إلى כִּפְיון، وهي لدى البعض מַחֲלַת הנְפִילָה-.

إذن لنقل أصيب بالوُقاع، وهو وقْعان، ولا تقل كما تقترح المعاجم: أصيب بالصرع، وهو مصروع ؟؟؟
 ومهما قلنا فأنا وأنتم ندعو له بالشفاء، وليتنا لا نحتاج اللفظ!

 


 

المدونة الحادية عشرة

   

 

رسالة:

-         عليكم سلام!

 بداية  لك مني جزيل الشكر والعرفان على  جهودك الجبارة والمخلصة من أجل الحفاظ على لغتنا العربية.

والمدونات التي تنشرها هي طريقة رائعة لتشجيع استعمال ألفاظ عربية لا يستخدمها الكثيرون، ويؤثرون بدلها  العبرية أو الأجنبية.

 أود أن أسألكم:
زوجي دائما يقول هذا الشهر أخذت مَـفْـرِيعا (
מִפְרָעָה) من الشغل، وأنا شخصيًا أتضايق من اللفظة الغريبة، وأقول له: رجاء لا تستعمل العبرية، وعليك بلغتنا العربية!
 يقول: لا أعرف ما هي الكلمة بالعربية تمامًا؟

 قلت له: قل"سلفة" فهل أنا على حق؟  ما رأي الأستاذ الدكتور في ذلك؟

 بارك الله بك على  كل شيء!

 مع تحيات

                                                   (أم وسيم) - المثلث

 

מִפְרָעָה= سُــلْـفَة


أحييك وأشكرك أم وسيم!

نقول عادة عن المبلغ الذي نحصل عليه تحت الحساب سُـلفَة، وجمعها سُــلَـف.
إذن أنت على حق!
والترجمة الثانية لها تكون في أكثر من لفظة، حيث يقول البعض دفعة على الحساب، أو حتى باختصار (على الحساب= عَ الحساب). قلت للمحاسب في المكتب:
 "أعطني ألف شاقل على الحساب!"، فحصلت عليها، وأنفقتها دون أن أدري كيف طارت من يدي!
 ومثل هذا الاختصار نجده بالإنجليزية كذلك، فبدلاً من قولهم
advance payment   يقولون advance.
أما
מִקְדָּמָה فتكون دفعة من الحساب، ونطلق عليها كذلك (دفعة مقدمًا)، ولا بأس من استخدام سلفة، ففي العربية ليس هناك هذا التفريق بين מִפְרָעָה وبين מִקְדָּמָה، فالمهم القبض، فكل مبلغ تحت الحساب هو لدينا سلفة. ذلك لأن هذه اللفظة العبرية מִקְדָּמָה تستعمل عندما يحصل الشخص على مبلغ مما هو موعود به من زيادات، بينما מִפְרָעָה تكون دينًا عليه وتخصم من مستحقاته.

أما פִּרָעוֹן أي حساب فهو التسديد، (في معجم الوسيط: سدد ماله: أحسن العمل به، وفي رأيي قبول اللفظة الدارجة، لأننا نسد خللاً أيضًا)، فإذا פָּרַע  فلان حسابه فقد دفعه أو سدَّده.

 

حوار:

 

 מַחֲסוֹם =  حاجز

 

-         قال لي وهو يحاورني: أنا لا أطيق كلمة حاجز التي تطالبني أن أقولها كلما أقبلنا على السلطة الفلسطينية. أنا أفضل قول (المحسوم)!
قلت له: المسألة تكمن في تعويد اللسان، فهل اللفظة العبرية أخف دمًا، وألطف نطقًا، جرب أن تستفتي شخصًا أوربيًا حياديًا في اللفظتين، فستجد أنه سينحاز لموسيقا لفظتنا.
 فلماذا نقول (محسوم) ونجمعها على محاسيم، وفي لغتنا (حاجز) وجمعها حواجز؟
قال وكأنه يسمع لغة جديدة: حاجز؟؟!!
- يا أخي ! يبدو أن لسانك لا يستسيغها، ومع ذلك، فإنك لو قلت "محسوم"- اسم مفعول، مثل محمود، محجوز فأنت لست بعيدًا عن المعنى، فمعنى (حسم على فلان) في معجم الوسيط: منعه من الوصول، و(حسم الشيء) قطعه.
 قل (حاجز)، فإن لم تستطع فلا بأس من المحسُوم، وهذا أضعف الإيمان!
في هذا السياق كتب لي صديق معلقًا على ترجمتي لـ
חָסוּם التي نقرأها  على شاشة الخلوي:
"أرى أن نترجمها- محسوم، فحسم على فلان غايته: حال بينه وبين الوصول إليها"
وجوابي: لا يصح أن نعمد إلى المشترك، فمحسوم تستخدم على الحواجز، وقد وقفت على ترجمة
חָסוּם, חָסוּי في المدونة التاسعة والعشرين، ولماذا فضلت (مستور) و(مجهول).


عبرية طاغيـــة في الإعلانات

 

-         إن كنت لا تصدق فادخل مدينة الطيرة مثلاً من جهة الشرق، وقل لي ما حال العربية في الإعلانات أو اللافتات؟ حبذا تصوير بعضها هنا حتى نرى ما يحدث في مدننا وقرانا، وستجد أن العبرية الفصحى سيدة الموقف، بل  وصل ذلك إلى مواقعنا على الشبكة؛ ففي موقع تنشر فيه هذه المدونات نجد إعلانًا بارزًا:
 
מִקְצוֹעָן- אַסְפָּקָה טֶכְנִית:

 

-         מִקְצוֹעָן- אַסְפָּקָה טֶכְנִית= محترف- إمداد تِـقْني

أما מקצוען فهي من لفظة  מִקְצועַ = مهنة أو حِرفة، ولفظة מִקְצוֹעִי تعني مِـهْـني، أما اللفظة  מִקְצוֹעָן فتدل على تخصص واحتراف، فهو مُـحـتَرِف، وإذا جاز لي الاشتقاق لقلت مُـتَـمَهِّـن. فلنختر الأولى دلالة على الخبرة في الحرفة، أو الثانية إذا أحببت أن تبقى في جوار لفظة (المهنة) لضرورات لغوية أو مبنوية.
وأما
אַסְפָּקָה فتعني الإمداد (التجهيز والتزويد والتوريد، وكلها فيها نوع من الترادف، وصوتيًا هي أجمل من "الأسبقا أو الهسبقا"، وهي تلائم المقصود من الإعلان).

تبقى لفظة
טֶכְנִי- التي تعني العملي  والتنفيذي في الاستخدام، فأفضل أن تترجمها (تِـقْـني)، فهي عربية الجذر بمعنـى الإحكام، فرجل تِـقْـن أو تَـقْن يعني في المعاجم المتقن الحاذق، وهي تقارب اللفظ العالمي (technical) حتى تكاد تكون إياها، فلماذا نختار لفظة (فنّـــي) كما يفعل مؤلفون كثيرون ما دامت لفظة (الفن) لها دلالات مغايرة، وما دامت التقانة من متطلباتنا ومن أصول لغتنا؟؟!!
دعونا نتفق أن الرجل الذي نسميه بالعبرية 
טֶכְנַאי هو الـتِّـقْـنيّ، فذلك أدق من قولنا: رجل فني.

أما لفظة
טֶכְנוֹלוֹגִי التي تعني مجمل الفنون الصناعية والعملية الأدائية، فالأوصل في اللغة أن نلفظها بتعبيرها العالمي (تكنولوجي  technology)، فلا حاجة لترجمتها أسوة بألفاظ سوسيولوجي، مورفولوجي، بيولوجي...مما هو وارد في اللغات العالمية، والعربية تستقبل مثل هذه الألفاظ، ولا تثريب عليها.

 

استفسار:

 

-         ما التعبير العربي بدل שְׁטוּיוֹת?

 

-         שְׁטוּיוֹת=  كلام فارغ

 

-         وإذا عمدت إلى لغة فصيحة منـتـقاة فقل: هُـراء!
وإذا أردت الدارجة فقل "حكي فاضي"!
عسى ألا يكون ما أقوم به يدخل في هذا النطاق، فقد كتب لي معلق "إنك تضرب في حديد بارد"، ولا يمكن أن تغير حركة التاريخ، فالعبرية في تضاعيف العربية تتغلغل في الـلُّحْمة والسَّداة.

قلت: حسبي أن يفيد البعض من بعض ما أورده، حتى ولو لفظة. صحيح أنني أجهد نفسي، ولكن من يعمل أفضل ممن لا يعمل، ومن يعمل فقد يخطئ، لكن من لا يعمل فهو حتمًا على خطأ!
وأطمئن صاحبي أن الأصداء إيجابية جدًا جدًا، فأعني اللهم على أن أواصل!


 

المـدونــة الثانـيــة عشـرة

 

 

-         צִנְתּוּר = كَــثْـتَـرَة

 

-         أعني ما يتمثل بإدخال أنبوبة إلى فضاء الجسم، بقصد إخراج سوائل منه، كما هو في مجرى البول لإفراغ المثانة، أو إدخاله لشرايين/لأوردة الجسم عامة، والقلب خاصة، وذلك لفحص سلامته وعلاجه. والتعبير بالإنجليزية منه ما هو: cardiac  catheterization ، (وباختصار الأطباء- cardiac  cath ، وقد استخدموا في الطب  cardiac (بمعنى قلبي= أي ذو علاقة بالقلب) للتمييز بينه وبين إدخال الأنبوبة في جزء آخر من الجسم.

 

لقد ترجم المورد للبعلبكي اللفظ الإنجليزي (catheter)، أنه القَسْـطَـر(لاحظ أنه ابتدع اللفظة واستبدل الثاء سينًا، وغير في النقحرة)، وشرح أنه أنبوبة معدنية أو مطاطية تدخل في مجرى البول لتفريغ المثانة، وربما عنه أخذ معجم الوسيط  فقال: القسطرة (بزيادة هاء التأنيث) هي أنبوبة المطاط تدخل في مجرى البول لتفريغ المثانة.
ويلاحظ أن كليهما لم يتحدثا إطلاقًا عن القلب، وكأنه لم يكن في زمانهم ما يدعوهم إلى اهتمام باللفظة. (لاحظ أن المنجد لا يذكر الكلمة لا في المتن ولا في الإضافات!).

من حقنا أن نعود إلى اللفظ العبري
צִינְתּוּר (צִנְתּוּר) فابن شوشان  في معجمه يرى أن اللفظ  צַנְתָּר = (catheter) ربما كان تحريفًا من צִנּוֹר، وربما كانت الكلمة آرامية צִנְתְרא. بل إن الكثيرين يلفظونها بأصلها الأجنبي קָתֵטֵר (ونسمعها دارجة كاتيتير).
إذن ما دامت اللفظة الإنجليزية هي المعتمدة، فلماذا لا نقولها بلفظها بدون تغيير الثاء إلى سين
-كما هي في الأصل- (كَثْــتَـرة)؟ ولماذا لا نجيز الفعل (يُـكَـثْــتر) عندما يدخل الطبيب الأنبوبة- أي الكاثيتَر؟
الكثـتـرة أولى من القسطرة، لأنها أقرب إلى الأصل، ومن جعلها بالسين فلا إثم عليه، فهناك أساتذة أحبوها وأجازوها؛ ولكن لنبتعد في تضاعيف العربية عن استخدام
צִנְתּוּר، وقد شرحنا أكثر من مرة لماذا!
بالطبع لاحظتم أنني أقبل الألفاظ العالمية ما دمنا نفتقد البديل العربي، فما عجزت عنه مجامع اللغة لا يستطيع فرد أن يبتدع لفظًا ما ويسوّقــه.
ثمة سبب لغوي آخر يقرب (الكثـترة) للعربية، إذ أن الكثرة في التدفق بعد انحباس هي علامة خير.
يبقى أن ندعو بالخير والعافية لأولئك الذين أجروا العملية أو الذين على وشك إجرائها، ولا تهم اللفظة بقدر ما تهمنا عافيتهم!
ملاحظة لا بد منها: أطلعت البروفيسور رسمي مجادلة- المتخصص بأمراض القلب- على هذه المادة فأجازها.

 

הַנְדְסַאי = هندَسـانِــي

 

كثير من شبابنا يعملون في هذا المجال، فبالإضافة إلى المهندس هناك خريج كلية تِـقْـنِـيّـة-  ويكون في درجة  تتراوح بين المهندس وبين التِّـقْـنِـيّ (טִכְנַאי)، هي (הַנְדְסַאי) = هندساي (وليس هندسَـئِي كما نسمعها في الخطأ الشائع من اللفظ العبري)، فإذا سألت: ماذا تعملـ (ين)؟ كانت الإجابة- إذا كنت مصرًا على استخدام اللغة العربية: هندسي! وأجابتك هي: هندسية.
 ونحن بالطبع نلاحظ أن النسبة تربكنا، فالنسبة إلى (هندسة) هندسي، فلو قال قائل: أعجبت بمخطط هندسي، فإننا لا نعرف المقصود؟ هل هو مخطط في الهندسة؟ أم هو مخطط الشخص الذي يعمل في الهندسة، وكذلك الحال في جملة: أعجبت بمخططات هندسية.

-         إذن الحل بأن نضيف النون في التخصص: هو هندساني، وهي هندسانية!
تسألني، أيجوز ذلك في اللغة؟
أجيب: نعم، فنحن نقول صيدلانــي، صيدلانية (ولا نقول هي صيدلية، وإلا فستكون غاضبة جدًا عليك!). نقول كذلك هو حلْـواني وكنفاني...
للأمانة: هذه الفكرة تداولتها أنا والدكتور إلياس عطا الله قبل عقود!!
 إذن هي فكرة مشتركة، فهل توافقوننا عليها؟

 

حتى في الكتابة:

كتب لي صديق: لست (شليمًا) مع هذه اللفظة التي اقترحتها.....

 

שָלֵם עִם=  متوافق

 

-         قل يا صديقي: متوافقًا، لأنك توافق نفسك، أو لا توافقها، وفي الفعل (توافق) مشاركة، وفيه اختلاف عن الموافقة بمعنى הַסְכָּמָה.
 وأنت تجد في التوافق الرضا، وعليه يمكن قبول (راضيًا) إذا أحببت.

 

מִשְׁתַּלֵּם= يُوفّــي، مُوَفٍّ

 

 أما التعبير الذي نسمعه من رجال الأعمال מִשְתַּלֵּם  في هذا المشروع أو ذاك،  فأقرب ترجمة نجدها في الدارجة (يُـوَفّـي)، "هذه المصلحة بتوفّي"، وفي رأيي أن نقبلها في الفصيحة أيضًا بمعنى= تدر ربحًا، فنقول: هذا المشروع وفّى، وهذا المشروع لم يوَفِّ. إذ أن طاقة الاشتقاق في العربية تجيز لنا، فالمعاجم تذكر: وفّـى فلانًا حقه= أوفاه إياه- أي أعطاه إياه تامًا، فهل يمكن أن نتيمن خيرًا من المشروع حتى يعطينا الحق في الربح؟
 وإلا فسنقول: هذا المشروع لا يُوفّــي!

 

 


 

المدونة الثالثة عشرة

 

 

מוֹעֲדוֹנִית = نُـوَيْــدٍ ( مع التعريف: النُّوَيْـدي)

מוֹעֲדוֹנִית تصغير מוֹעֲדוֹן

 

إذا وافقنا على أن מוֹעֲדוֹן هو النادي، فتصغير النادي هو النُّوَيْدي، وهو اسم منقوص تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر (غير المحلَّـيتين بلام التعريف، وغير المضافتين)= نُـوَيْـــدٍ.
إذن نقول: أرسلت طفلي إلى النويدي (لا إلى النويدية)،
 وفي بلدتنا نُوَيْــدِيات كثيرة (بدون تشديد الياء كما يلفظ الكثيرون).

إذن هذا نُوَيْدٍٍ وليس (نُوَيْــدِيـــَّة)! والنويْدِيات ضرورة للأمهات العاملات.

 

אֲבִיזָר (אֲבִיזָרִים)=  مُـسْـتَـلْزَم (مستلزمات)

 

في الإنجليزية هي accessary / accessory، من هنا علّق البعض لافتة على متجره إكسسوارات، ويعني بها اللوازم التي يحتاجها الخياطون ونحوهم من قطع صغيرة هامة لجمهور المشترين، وكذلك ما تهتم به الصغيرات من خرز وحلق وأساور ووو.
إذا عدنا إلى ابن شوشان فإنه يخبرنا أن
אַבְזָר/אֲבִיזָר لفظ آرامي אֲבִיזְרָא، ويعني اللفظ: ملحق، تابع، قطعة إضافية.
لكن الاستخدام اليوم بالعبرية يعني:
 أ- قطعة صغيرة تضاف للمركبات أو الآلات
ب-  قطع للخياطة ونحوها كالدبوس والمشبك وما ذكرت أعلاه.
وقد سمى البعض هذه كماليات، وأنا لم أجد هذه اللفظة (كماليات) في المعاجم، اللهم إلا في إضافات المنجد– أي ملحق المفردات، فيذكر أن الكماليات "هي مقتنيات الإنسان من أصناف غير ضرورية لمعيشته".
إذا قبلنا الشرح فمعنى ذلك أن "الإكسسوارات" وقطع الغيار، وإضافات التجميل للسيارات كلها غير ضرورية.
لم يبق إلا أن أقترح اقتراحًا لعله يجمع المتطلبات والضرورة النسبية، وهو مُسْتَـلْزمات، من الفعل (استلزم)، وهذا فعل اختاره مجمع الوسيط  للدلالة على اللزوم، فاستلزم الشيء = عده لازمًا، فهو يلزمنا لإكمال ما اشتريناه، وأرى في عصرنا أنه يكون ضروريًا نوعًا ما، وليس كماليًا بمعنى المنجد.
لاحظوا أننا نستخدم في لغتنا الدارجة (لوازم)، وهي مقبولة وملائمة، ولكن المشكلة في المفرد، فهل نسمي القطعة (لازم أو لازمة)؟!
 ثم إن (لوازم) ومفردها لهما معان أخرى، ونحن نحاول أن نفرد لفظة لمعنى محدد.
جدير بالإشارة إلى أنني حاولت تقصي بداية اللفظة (كمالي)، وعجبت لماذا لا يكون معناها – حصرًا-  ما ينحو للكمال؟
 فهي نسبة، فكيف تكون نسبة الشيء إلى معنى نقيض؟
سيقى الأمر في مجال استقصائي، وأرجو من المهتمين ألا يضنوا بالإفادة!
إذن هي المُستَـلزَمات التي نشتريها، ونحب أن نستمتع بجمالياتها، أو نجعلها ضرورية، وكأنها قطعة/ قطع  من الضروري أن تكون، وأن نفيد منها.

 

מַכְשִׁיר=  جهاز

 

نعرف أن اللفظة العبرية  (أعني الاسم لا الفعل) تتراوح بين معنى الجهاز، وبين معنى (وسيلة) مجازًا، لكني هنا أركز على ضرورة استخدام جهاز في لغتنا الدارجة، بدلاً من (مخشير)، التي (خشرت) آذاننا،  فهناك جهاز الهاتف (التلفون)، وهناك الموجّـه (שַׁלָּט) وهو جهاز كذلك، وهناك جهاز الأصم للسمع، وجهاز الإنذار (אַזְעָקָה)، وأجهزة أخرى كثيرة، ففي كل آن جهاز.
أما الفعل المضارع للفظة
מַכְשִׁיר  فيعني يهيئ، يجهز حسب السياق.

نستخدم في المؤسسات لفظة  מִכְשׁוּר ، وتعني التجهيز، وإذا حدث التباس باللفظة وحدها فيمكننا أن نستخدم: تزويد أجهزة.

תַּכְשִׁיר
مُسْـتَـحْـضَـر

غير أن الاسم תַּכְשִׁיר يختلف، فهو يعني مُسْـتَـحْـضَـر، وهو المُـنتَـج الذي نحضره، في المختبر، ويكون لغرض طبي أو للتجميل.

 

 
 

المدونـــة الرابــعة عشــرة

 

النحت وجوازه، ومحاولات جريئة:


يعبر القدماء عن النحت بأنه استخراج كلمة من كلمتين أو أكثر، فالعرب مالوا إلى اختزال قوالب لغوية، وقد اعتبر القدماء هذه الظاهرة سماعية، فلم يبـِح كثيرون منهم للمتأخرين بأن يبتدعوا.
مع ذلك فقد اعتبر ابن فارس النحت قياسيًا، كما عده ابن مالك في كتاب التسهيل قياسيًا أيضًا.
(انظر كتاب: من أسرار اللغة – القاهرة- 1966 لإبراهيم أنيس، ص 72 وما بعدها)
إذا نظرنا إلى بعض النماذج النحتيّــة فسنجد نحو (المشألة) =  قول "ما شاء الله!"، (طلبق)= قال "أطال الله بقاءك" ، ومن الشواهد الشعرية:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها       فيا حبذا هذا الحبيب المبسمل  
                                                                    (عمر بن أبي ربيعة)

لن أستطرد في موضوع النحت ونماذجه الواردة في لغتنا، وهي كثيرة، ولن ألجأ إلى الذين غالوا، فظنوا أن كل فعل رباعي هو من النحت،  لكنا نقف على رأي اللغوي إبراهيم أنيس في قوله المهم جدًا:
"إن النحت في بعض الأحيان ضروري يساعدنا على تنمية الألفاظ في اللغة، ولذا نرى الوقوف منه موقفًا معتدلاً، ونسمح به حين تدعو الحاجة الملحة إليه" (م.ن، ص 75).
ومن جهة أخرى يعرض المحدَثون من اللغويين إلى ظاهرة لغوية يسمونها  
Haplology
وهي عندهم حذف بعض الأصوات من الكلمة اختصارًا لبنيتها، وتيسيرًا للنطق بها، واعتبروا هذا ميلاً عامًا في تطور البنية للكلمات.
يقول (جسبرسن) "ليس هناك أدنى شك في أن الاتجاه العام لجميع اللغات هو نحو تقصير الصيغ للكلمات" (م.ن، ص 77).
وفي تجربة اللغة العبرية الغنية جدًا بنحتها واختزالها واختصاراتها (
הלחם+ הדבק) ما يدعونا للنظر، وصدق الحديث الشريف: "الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها".

وعليه، وبسبب اقتناعي بضرورة التجديد، ومن الضرورة اعتماد الجرأة خدمة للغتنا التي قبلت النحت بمئات أمثال منه، وقبلت الاشتقاقات، فإنني اقترحت سابقًا بعض المنحوتات: حَّـتَّــن، ومصدرها-  تَحْــتـين، وهناك بطاقة حتّــان (עִדְכֵּן" עַדְכָּן)، شارصيف (بدل מד- רחוב)، يسيكة (بدل קַל נוֹעִית).
استمرارًا لذلك سأدون هنا ما قد يعتبره البعض جنوحًا، وقد يرفضونه بدءًا، ولكني، مع ذلك-  سأعرض وجهة نظر، فربما يكون لها أيما أثر، وربما ينحت أحد المتلقين ما هو أجمل:

תַּקְלִיטָן=  الواســِـي

 

لا شك أنكم تعرفون هذا الذي يقف وراء المسجلات  في الأعراس، فهو الذي يغير أسطوانة، ويضع سي دي، أو هذا الذي يعد برنامجًا إذاعيًا أو تلفزيونيًا، ويعلق، فهو- وللمحافظين للغة أقول "يغير الأقراص"، مع أن لفظة (القرص) استهلكت ووزعت على دلالات كثيرة.
إنه فارس الأسطوانات، وبالإنجليزية اختصروا، فسموه:
D.J  اختصار منDisc Jockey
والسؤال: كيف نبتكر لفظة عربية تنجينا من (التقليطان)؟
لم أجد إلا النحت سبيلا، فواضع (السي دي) في الجهاز، هو الواسي. إذ حفظت (وا) من لفظة (واضع)، وأخذت (الـسي) من أول سي دي.
أما الذي يعترض على استخدام (السي دي) مع أنه يستخدمه، فأقول له:
أخذت السين – يا أخي- من لفظة (أسطوانة)- الحرف الثاني (ولا تزعل)، ولكن، ومع ذلك فهل أصل (أسطوانة) عربي؟؟!!.

 

 ولا ينس أحد أن وظيفة هذا الواسي تـتفق مع معنى يواسي، يعزي ويعين، ويسلي!
أليست اللفظة الواحدة أفضل من تركيب (فارس الأسطوانات) مثلاً؟
أليست –على تحفظنا من كل جديد- أفضل من لفظ (تقليطان؟؟؟!!!)
متى ستستضيف الواسي في فرح قادم عندكم؟ وللمتدينين أقول: قد يضع الواسي أشرطة/ أقراصًا/ سيديهات دينية.

אֵיימַלְתִי =  أَيْـمَـلْـت

 

تعرفون أن اللفظ أصلاً هو E.Mail  أي Electronic Mail، وفي رأيي أن نقبل الاسم (إيميل)، وأن نشتق منه: يؤيمل، سأؤيمل ، وذلك اختصارًا للتعبير: سأرسل بالبريد الألكتروني (ثلاث كلمات- بل أكثر). ونحن نعلم أن اللغة توصيل وسرعة  أولاً.
وإذا كنت متعصبًا للغة العربية أكثر مني، فسأقول لك: هذه أمور استجدت، ولا نحاسب العربية على "القصور" فيها، كما أنه لا ضرورة لأن نختلق اسمًا مبتدعًا ليس بينه وبين (الإيميل) أدنى وشيجة.
ويظل اقتراح تعريبي (أي أجعله عربيًا بالعافية):
إيميل هي اختصار لرؤوس الكلمات التالية:
إرسال يرسله مرسلٍ يصل للمتلقي= إيميل
طبعًا هذا اجتهاد من عندي لإرضاء المتعصبين الذين يرفضون كل ما لا يعرفون.

 

מְעַנְיֵין = مُـثـِيــه

 

أقرب لفظة  لكلمة מְעַנְיֵין بالإنجليزية هي  interesting/ arresting، فاللفظة الأولى تعني : رائع، لافت للنظر، وأما الثانية فتعني: ممتع، مشوّق.
نحن نستخدم اللفظ العبري
מְעַנְיֵין فعلاً واسمًا، ونعني به (مثير للاهتمام)، وقد يكون ذلك إيجابًا أو سلبًا، فهذا الكتاب מְעַנְיֵין، إذ قد يكون مشوّقًا، وقد يكون جاذبًا للنظر لأفكاره الغريبة التي نعترض عليها، وقد نقول اللفظة في حالة الدهشة، ولا تتوقع من أحد أن يستخدم التركيب (مثير للاهتمام) في حديثه، أو يذهب إلى القول إنه (مشوّق – وهذا لا يقصده)، بل يفضل عليها الكلمة العبرية- (مِـعَـنْـيِين).
 ولذا أقترح أن نأخذ من (مثير) الأحرف الثلاثة الأولى (مثي)، ونأخذ من (الاهتمام) حرف الهاء، فتصبح اللفظة الجديدة: مُثـيـه، وقد ثاهَـني  (
עִנְיֵּן אוֹתִּי) هذا الأمر، وهو يَـثيـهك أيضًا، وأنت تجد في الأمر مَـثاهًا עִנְיָן .
أعرف أنكم استثقلتم ذلك، وليس ما فعلت هو جريمة لا تغتفر، ولكن، ماذا سنفعل: هل نظل نردد كلما أعجبنا شيء أو لم يرق لنا: والله (
מְעַנְיֵין معنيين!)  و(عنيين أوتي- עִנְיין אותי)
 و(
מצאתי עניין  متساتي عنيان)؟!!
في أثناء بحثي عن بداية اللفظة العبرية מְעַנְיֵין تبين لي أن اللفظة ابتدعها إليعزر بن يهودا سنة 1897، وقد هاجمه ليلنبلوم في حينه، وسخر من اللفظة المستحدثة. (انظر كتاب رؤوبين سيفان: בהתחדש לשון – מהדורה שניה, 1993,עמ' 96.)
كل ما أرجوه ألا يكون حظي هنا كحظ ليلنبلوم!
ثم، لا ننس أن لفظة (الاهتمام) وحدها لا تؤدي المؤدى!

 

בֵּין- עִירוֹנִי= بَـيْـمَديني

 

لاحظتم أنني حذفت النون، ودمجت اللفظتين في لفظة واحدة، وفي تقديري هذا أيسر من قولنا: "بين المدينة والأخرى"، ويمكن أن نقول تبعًا لذلك بيْـمجالي = בֵּין- תְּחוּמִי، بيْـشـخْصــي= בֵּין-אִישִׁי.

ألم أقل لكم إن هذه المدونة فيها جراءة؟ أية جراءة!!!
حتى أنا استغربت!
 


 

 

المدونــــة الخامســـة عشرة

 

كيف تفسرون هذه الظاهرة؟

أستمع إلى محادثات بين شبابنا، فأعجب كيف يستخدمون اللفظة العربية بلُـكْنة عبرية، فبدلاً من أن يقول: طَبِـيعي تراه يلفظها كما هي في العبرية טִבְעִי  (طِـبْعي – الطاء مكسورة، والباء  تكون كلفظ v   الإنجليزية، وهي ساكنة)، ولا تسأل عن لفظ (صبابة)، (ألى كيفك)، آلان (أهلاً)، بأسة، (تصوم) = صوم قبل الفحص الطبي، جيبـِس (بالجيم المصرية طبعًا)، شِـطخي (سَطحي)، أخلى (وما هي بالأحلى!) ...إلخ
فهل تظنون أن هذا نوع من الشعور بالنقص؟
 أم أن القائل بها نسي الأصل بسبب اختلاطه بناطقي العبرية؟
 هل لهذا الأمر علاقة بقصة الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحجل؟
أترك لكم الإجابة!

 

נַיֶּידֶת= جَوّابـــة

 

كانت اللفظة العبرية נַיֶּידֶת  قبلاً تتركز على السيارات المتنقلة للشرطة أو الجيش، وقد سميناها نحن في اللغة الدارجة- دَوْرِيــّة، مع أن هذه اللفظة محدثة في المعاجم، حيث أقرها مجمع اللغة العربية، وأثبتها معجم الوسيط  بمعنى "العسس يطوفون ليلاً"، وبالطبع فإن هذا المعنى غير كاف لما كنا اعتدنا عليه من معنى، ذلك لأن (الدورية) تطوف نهارًا أيضًا، وقد تكون هذه الدورية في سيارة أو بدونها .
غير أننا اليوم نستخدم اللفظ العبري
נַיֶּידֶת  لسيارة البريد، ولنجمة داود الحمراء، وللإطفائية، ولدائرة السجون، ولسيارات أخرى تروح وتغدو، وكم بالحري سيارة الشرطة- الأمر الذي يدعونا للبحث عن لفظة عربية نجعلها بدلاً من (النيّــيدِت).

رأيت أن معنى (الجوّاب)  كثير الأسفار، أو من عادته جَوب البلاد- أي قطعها، هو الأكثر ملاءمة لفظًا ومعنى، أقول "لفظًا" لأن لفظ (الـجـَوّاســة) يفي بالمعنى، ولكنه غير وارد في حياتنا اليومية، ومن الصعب استخدامه في الدارجة، كما أن لفظ (الجوّالــة) يفي هو كذلك بالمعنى، لكننا لا نبغي الخلط بين هذه السيارة وبين الجوّال الذي اعتاد الكثيرون على إطلاق اسمه على الخَلَويّ.
أرى أن نسمي السيارة هذه جَـوّابــَة، وجمعها جوّابات.
عندما حضرت جوابة البريد حصلت على رسالة مسجّلة.
ليت لنا جوّابــة لشرطة اللغة تزور المجالس المحلية لتتأكد من ضرورة كتابة رسائلها بالعربية!

 

סִיפּוּק=  ارتِــضاء

 

هذه اللفظة التي تنحو منحى الرضا والقبول-  لم أر لها ترجمة دقيقة، فلفظة סִיפּוקּ  تعني المتعة في الشيء أو الإشباع، أو الرضا العميق، وليس مجرد القبول، وبسبب عدم الدقة في ترجمتها  أرى أن  نخصص لها في ترجمتها لفظة الارتــضاء= (satisfication).

فأنا مرتضٍ (מְסוּפָּק) من هذا المشروع-  أعني بها أكثر من الرضا، إذ أجد المتعة في ذلك أيضًا، ذلك لأن الفعل ارتـضى أعني به-  رضي في نفسه، ولها ظلال معنى من المتعة والرضا الداخلي العميق.
إذن لنمايز
:
(מְרוּצֶה)
تعني (راض) ، بينما (מְסוּפָּק) من معانيها (مُرتَـضٍ).
 والصرفيون يرون أن وزان (افتعل) قد يأتي للمبالغة نحو اكتسب، أو للطلب، نحو اكتدّ، أو بمعنى الفعل اللازم، نحو اجتذب= جذب.
إذن، لماذا نتردد في "ارتضيت" إذا أردنا معنى
מָצָאתִי סִיפּוקּ??!!  

עַגְמַת נֶפֶשׁ=  
غُــمّّـَـة

 

أما هذه اللفظة التي حمانا الله من أن نقع في وضع نصف أنفسنا بها، فهي تعني الكرب والأسى وقد تصل إلى درجة الكمد، وذلك إذا لم نجد ما يرضينا، بل إذا وجدنا فيها ما يؤذينا، فسبب لنا ذلك خيبة أمل ومرارة وأسف وامتعاض.
كنت آمل أن يكون ترجمتها مرارة، وهي صحيحة لما تسببه مجازًا من مرارة في الطعم، والحياة، وعدم الثبات في زمنيتها، وكنت أود أن أترجمها امتعاض، وهي صحيحة كذلك بسبب أن اللفظ يدل على الإيلام والغضب.
لكني أفضل في ترجمة
עַגְמַת נֶפֶשׁغُـمَّــة، فهي تعني بالفصيحة الحزن، والكرب، ولكنها في الدارجة تعنى- عدم ارتياح البال والخاطر (غمّ بالــه)، وهذه أقرب للمعنى، وبسبب الدارجة اخترتها.

ذاك الرجل الذي خيب املي (אִכְזֵב אוֹתִי) سبب لي غُـمّـة (עַגְמַת נֶפֶשׁ)، ومن يدري فقد
يندم، ويحسن في المستقبل صنيعًا لي، وما ألبث أن أرتضي-
אמְצָא סִיפּוּק.

 

מִצְפֶּה=  مَـرْقـَـب

 

كنت مؤخرًا في رحلة إلى الشمال، وكان المرشد يأخذنا إلى أكثر من مطلّ نطل منه على مواقع جميلة، وكان في كل مرة يستخدم لفظة مَرْصَـد، فقلت له: يا أخي هذا اللفظ يستخدم عادة للنجوم عندما نرصدها ونراقبها، وكذلك لرصد حركات الزلازل.
قال: هل أقول مَـطَـلّ؟
قلت له: لعل لفظ مَـطَـلّ ملائم، لكنه لا يحمل في معناه المشاهدة والمراقبة،  فهو حيادي، إذ يمكنني أن أطل على مكان إطلالة ما، دون أن أدرس أو أتعرف، لكن المَـرْقَـَـب أقرب، وهو في الإنجليزية
Look out ، ولا أظن المصطلح لديهم يعني مجرد النظر (طلة وع الماشي)، بل ما أفترض فيه أن تصاحبه مراقبة أو دراسة.
المَرْقَب في (مسغاف عام)  شمالاً مذهل، فهل زرتموه لتروا صفحة القرى اللبنانية مفتوحة أمامكم؟ المنظر من هذا المرقب مدهش.


ورجاء:
من طلاب الجامعات والكليات:
أن يقولوا: امتحان موعد أ، وامتحان موعد  ب، وموعد خاص!
هل ذلك بحاجة إلى توضيح؟!
ما الفرق بين لفظ
מוֹעֵד ولفظ مَوْعِـد؟
 المسافة الصوتية قريبة!
 فلماذا تصر على (موعيــد) يا بو زيد؟



 


 

المدونــــة السادســة عشرة

 

אֶתְגַר=  حسب السياق:
                                  
تـحدٍ
                              استـِغْراء

اللفظة العبرية אֶתְגַר challenge-  جذرها الثلاثي גרה, وهو يماثل الجذر العربي (غ ر ي) في معناه.
في رأيي أن اللفظة العبرية
אֶתְגַר قد ترد بمعنى المجابهة أحيانًا، فنقول: تحدى خصمه، تحدى من لم يقتنع بقدراته.
لكن اللفظة العبرية
אֶתְגַר لا تأتي أحيانًا بمعنى التحدي- المجابهة،  بل تأتي يمعنى التحفيز.
أما اللفظة العربية التحدي فقد اكتسبت دلالة المقاومة نوعًا ما، وربما تخفي -في استعمالها- بعض العدائية بين طياتها، فإذا قلنا: "نجاح أخي كان تحديًا لي للمثابرة على الدرس" فهم المتلقي أن نجاحه لم يكن مريحًا لي، لذا قررت أن أتحداه، وأنجح، وكذلك القول: "الثورة العلمية خلقت التحديات أمام الفكر الديني".
في رأيي أن الترجمة الملائمة للفظة
אֶתְגַר هنا هي  استغراء، وكأنها تغرينا للمواجهة بالمعنى الإيجابي فنقول: "نجاح أخي كان استغراءً لي للمثابرة.."،
 و "الثورة العلمية خلقت الاستغراءات أمام الفكر الديني..".
إن معنى يتحدى في المعاجم هو يبارز ويباري، أو يدعوه للمبارزة، وأرى أن هذا المعنى في سياقاته، أخذ يلائم أكثر من هو في موقف الخصم، الأمر الذي يدعو الفرد إلى إثبات قدراته ومواجهة غيره، مثبتًا أنه لا أقل منه، إن لم يكن أفضل.
أما الاستغراء فهو ما يبعثنا إلى مجاراة التحصيل، وقد يكون التفوق، ولكن من خلال قبول الأمر أو الشخص الذي أستغريه، وبدون أية حدة مصاحبة.
يلاحظ المتتبع أنني لم أستخدم الفعل (أغرى)، وذلك لأن لهذا الفعل معنى محددًا، وخاصة في عصر الإغراءات- عصرنا.
عمدت إلى استغرى بزيادة الهمزة والسين والتاء، وهذه الزيادة للاستدعاء.
وعليه فإن الفعل
אִתְגֵר في المعنى الإيجابي يعني= استَـغْري، فأنا يستغـريني نجاحك في هذا الأمر، ولذا سأعمل على مجاراتك، وربما سأقوم بما هو أفضل. أقول يستغريني، ولا أقول يبعث على التحدي.
 ألا ترون أنني في الإمكانية الثانية أستجلب العداء بالمجان؟!


שֶקַע + תֶקַע+ 
مَـقْـبِـس + قـابِــس

 

أما שֶקַע  وبالإنجليزية  socket فهو التجويف الصغير في الحائط أو ما يشبهه، حيث يكون فيه خرقان أو ثلاثة لاستمداد التيار الكهربائي منه، وقد سمي في المورد والوسيط  - المَـقْـبِـس.
(وجمعها مقابس). يسمي الكثيرون بيننا هذا المقبس خطأ (فيوز)، واللفظة هذه هي إنجليزية (
fuse) تعني في الإنجليزية الأمّـان- الذي يتألف من سلك صغير يؤدي إلى قطع التيار الكهربائي كلما أمست قوته خطرًا على السلامة. إذن (الفيوز) هو الأمّان أو الصمّامة الكهربائية، وليس المقبس.

وأما
תֶקַע  وبالإنجليزية  (plug) فهو القابِس (ج. قوابس)-  أداة ذات شعبتين أو أكثر توصل بالمقبِس لتستمد منه التيار الكهربائي. وقد جعل المورد للبعلبكي له اسمًا آخر المأخَـذ (أي مكان الأخذ).
جدير بالذكر أن معجم المنجد  لم يجد مكانًا لهما في نحو هذا المعنى، فالقابس لديه هو طالب النار، والمقبِـس هو موضع الحطب المشتعل في النار.
عدت إلى اللهجات العربية فوجدتها تأخذ من التعابير الإنجليزية والفرنسية، ففي مصر يسمون القابس فيشة، وهي لفظة فرنسية
fische وجمعها  فيشات (وقد سمعت من يلفظها بيننا في فلسطين فيش)، وأما المقبس فهو لدى المصريين بْـريزة (بتسكين الباء حتى لا تكون نوعًا من العملة).
إذن لنقل قابس ومقبِـس، وهما اشتقاقان فصيحان،  ولنتعود عليهما، وكم أرجو الكهربائيين أن يتداولوهـما، فالناس تتبع ما يقول المِهني/ الصانع في البيت، وأما صديقي الكهربائي الذي يكثر من استعمال (الشيقع) و (التيقع) في كلامه،  فأسأله أولاً: كيف تجمع كل لفظة؟ ستحتار حتمًا!
وأسأله ثانية: لماذا لا تتحدث العربية، وتشيع اللفظة الجميلة في صوتها أيضًا؟

 

מִקְלֶדֶת = نَضـّـادَة

 

قبل أن أبدأ أسألك: هل ستصر على لفظ  (المقليدت) أو على اللفظة الإنجليزية key board?
(
ملاحظة: اللفظ الإنجليزي هو السائد في الدول العربية، وقد وصلت إلي – قبل ساعات- رسالة من القاهرة يطلب فيها دكتور مختص باللغات أن أزوده "كي بورد" فيه حروف عبرية).
سيقول قائل: هي لوحة المفاتيح.
أقول: تركيب ثقيل من لفظتين، وقد يكون لهذا التركيب بالذات معنى ثان مغاير، نحو: اللوح الذي نعلق عليه مفاتيح المنزل وغيرها، ويكون في مقدمة المسكن عادة.

إذا كنت لا ترى بأسًا في ذلك (أي في كي بورد، أو لوحة المفاتيح) فلا تكمل قراءتي، فأنا هنا سأقترح لفظًا عربيًا قد يثقل على اللسان أولاً، وهو  نَضـّـادَة.
تسألني: من أين أتيت بها؟
أجيبك من الفعل (نـضَـد) بمعنى ضم بعضه إلى بعض ليتسق، فإذا تنضدت الأشياء فإنها تتراصف متناسقة، فالسكرتيرة تنضِّد الطباعة، والنضّـادة جديدة، نبارك لك فيها.
إذا صعب عليك اللفظ فما رأيك أن نخصص   طَبّـاعة لـ   (
מִקְלֶדֶת
                                                  طابِــِعَـة لـ    (
מִדְפֶסֶת)،
                                                 مَـطْـبَـعَـة لـ
 (בֵית דְפוּס
أما الفعل
הִקְלִיד فنختار له نـَضّـد، ومصدرها تنضــيد، ومن حسن الحظ أنها مستعملة لدى البعض.

في رأيي يمكنك أن تختار بديلاً عن מִקְלֶדֶת=  الطَّـبّـاعة، أو النضّـادة مع أنني من أنصار الخِـيار الواحد، وقد شرحت السبب عندما تحدثت عن ترجمة בְּסֵדֶר ، ولماذا حصرتها في لفظ تَمام؟.
نجيز هنا الخيار على أن لا تظل (المقليدت) هي التي يجب أن نقلد لفظها.

سؤال:  

لا شك  أنك تقدم ابتكارات جميلة تثير
الاهتمام، لكنني أرى الموضوع أقرب ما يكون إلى الإفادة من اللغة العبرية، ما تعليقك؟؟
                                                                قارئـــة
إجابتي:

قلت آنفًا: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها التقطها فهو أحق بها، وهذا حديث شريف يحض على الإفادة من كل مصدر، فأنا لا أرى بأسًا أن أفيد من تقنيات التجديد والابتكار في العبرية، حيث واجهت هذه اللغة  الحضارة الجديدة بمصطلحاتها وتعابيرها، ونجحت أيما نجاح، فما العيب بالإفادة من أساليبها ووسائل التحديث فيها؟

وما العيب في الإفادة من علمائها والخبراء فيها؟؟!!
العيب في رأيي أن أخلط في اللغة، فأستخدم العبرية في تضاعيف حديثي وكتابتي، وأنا عاجز عن إيجاد اللفظ الملائم.
 العيب أن أتحدث أمام إخوة عرب في العالم العربي ولا أحسن التعبير.
لنحُْسن الحديث في كل لغة على حدة!
أما أن أرى العربية ضعيفة في ألفاظها، ولا أحاول أن أجد البديل،  فهذا هو العيب.

        


 

المدونــــة السابـعــة عشرة

 

 

سأصحبكم في سفرة في هذا الجو الحار، وسنستغل ذلك لتقديم ألفاظ عربية بدل العبرية، من هذه اللغة التي تفرض نفسها علينا في كل كلمتين أو ثلاث في لغتنا.

 

עוֹמֶס= زَحـمَــة

 

قال لي رفيقي: עוֹמֶס!
قلت له: تقصد زَحـمَــة في الشارع، وأما إذا قصدت
עוֹמֶס חוֹם، ففي العربية هو وطأة الحر، وبلغتنا الدارجة شدة الحر.
قال: أقصد الزحمة في الشارع، انظر الـ
פְּקָק.

פְּקָק= أزْمــة
- ماذا نسمي هذا الـ
פְּקָק بالعربية?
أنت تعرف أن اللفظة العبرية تعني سدادة الزجاجة ونحوها، فلّينة، نقطة الاختناق، وبالطبع نحن لا نستطيع أن نستعمل أية لفظة منها.
أرى أن لفظة عــَـلْـقَة  قريبة جدًا من معنى الضغط المتمثل، وكذلك اختناق السير/ المرور.
 إلا أنني أفضل التعبير المستخدم في الضفة الغربية أزْمــة، فمعنى أزم الباب في المعاجم- أغلقه، والأزمة في الطب -حمانا الله منها- هي نهاية فجائية تحدث في مرض حاد كالتهاب الرئة، وأرى أن الكناية الجديدة التي نقلناها للمواصلات على ألسنتنا هي سهلة وملائمة، فأنا لم أستطع الوصول إلى الحفلة بسبب أزمة سير.
هذا اقتراحي: أن نجعل لضغط السير=  
עוֹמֶס (heavy trafficزَحـمَــة، وأن نجعل لعلقة السير أو اختناقه= פְּקָק (traffic jam): أزْمــة.
أعرف أنكم مهما قلتم بالعربية من مترادفات فقد تنقلون المرسَلَـة، ويفهمكم المتلقي، ولكني أخشى من كثرة الترجمات للتعبير العبري الواحد، فإذا لم نخصص لكل واحدة لفظتها العربية ستبقى (عومس وبقاق ولاحتس)!

 

סִבּוּב=  منعطف
  -   ها قد جئنا إلى
סִבּוּב.

-         تقصد مُنْعَطََف، فهو ينعطف- أي ينحو لاتجاه آخر، وبالطبع عند الكتابة والخطابة نقول مُـنْـعَـطَـف، وأنا لا أتوقع من سائق عادي أن يقول في حياته اليومية هذه اللفظة، فلفظة لفّـة أسهل له وأوصل

-         - ولكن ابني يركب الدراجة ويقول لي: اسمح لي بكم סִבּוּב!
- اللفظة هنا تلائمها لــفّــة.
- وماذا نسمي (بنيا)-
פְּנִיָּה?
-
أقترح أن نحدد لها عَـطْـفـة، وهي في الدارجة كما سمعت في الكرمل (لـكّـة)، ومنا من يستعمل (كوربة)، وهي كلمة إنجليزية-  curve.

מֶחְלָף
تَقاطُـع

- أولاً هو بالعبرية
מֶחְלָף، وليس מַחְלֵף- كما يلفظونها خطأ،  وأرى أن نسميه  تَقاطُـع،interchange - بمعنى التقاء طريقين بنظام من المستويات المختلفة يتيح للمركبات أن تنتقل من إحداهما إلى الأخرى من غير أن تشق سيل المواصلات. ومن لا يعجبه الاستعمال اليومي، ويخشى من عدم فهم التقاطع أو التحويلة أقول له: يمكنك أن تكتب (جسر استبدالي)، كما ورد في المعاجم، وبالطبع فإن هذا التعبير للّغوييّـين.

 

רַמְזוֹר = إشــار

- ها قد وصلنا الرمزور!
- تقصد إشارة المرور؟ أو الإشارة الضوئية؟
- ولكن بربك، هل يمكن أن يلفظ أحد هذا التعبير أو ذاك في نطقه، "إشارة مرور"، "إشارة ضوئية"، فأنا أرى أنه  يمكننا أن نستخدم أيًا منها في الكتابة فقط!
 أما رمزور فقد سمعتها في غزة (رمزون)، بل لا تكاد شرطة المرور هناك – والأمر مفحوص-  أن تلفظ غيرها، وفي الضفة (رمزول)، فهي لفظة قوية التحكم، ومرة أخرى: أرجو ألا يفهم القارئ أنني أتحدث من كمي
.
- وأنا سمعتها في مصر مختصرة (إشارة),
 أنت تعرف أن التعبير العبري هو دمج أو لصق (
הֶדְבֵק) بين רמז+ אור = רַמְזוֹר، فلماذا لا ننحت نحن كذلك من اللفظتين إشارة + مرور = إشار، وبذلك نقترب من لفظة إشارة- وهي اللفظة المستخدمة في مصر.
أعني نأخذ من إشارة (إشا)، ونكتفي من لفظة (مرور) بحرف الراء المتكرر فيها، فتصبح الكلمة المستحدثة عربية= إشــار، ونصرفها، فنقول: رأيت إشارًا من بعيد، فانتبهت.
وإذا لم يعجبك النحت فعلينا بالحذف، وهو جار في اللغة العربية وظاهرة معروفة!
كل ما فعلناه أننا حذفنا من اللفظة الأولى (إشارة) هاء التأنيث، وبذلك نمايز بينها وبين أية إشارة أخرى من الإشارات.
باختصار يمكن أن نقول نحتنا، ويمكن أن نقول حذفنا حتى اكتفينا بلفظة إشار، وجمعها إشارات.
لم أعمد إلى الاستخدام المصري بسبب أن (إشارة) لها دلالات كثيرة.

כִּיכָּר= دَوّار

- ولكن هناك طريقة للتخفيف من الإشارات، وهي إقامة
כּיכָּר.
- تقصد دَوّار.
- نعم فاللفظة لطيفة الوقع، والمجالس البلدية التي تنشئ الدوّارات في قراها ومدنها تنظم حركة السير.
- ولكن لننتبه إلى أن
כִּיכָּר الذي حوله اتساع كبير، وبنايات من جوانبه، فهو المَـيْدان.

 

נָתִיב= مَـسْلـك
מַסְלוּל
= مَسار

ثمة شارع بمسلك واحد، وشارع آخر ذي مسلكـين، وشوارع أخرى لها عدد من المسالك، فإذا سافرت في شارع له أكثر من مسلك فحافظ على الجهة اليمنى منه، فقد سجلت شرطة السير لي مؤخرًا مخالفة= עֲבֵירָה، لأنني سافرت طويلاً على المسلك الأيسر.
 أما خط السير
מַסְלוּל فهو المسار، وهو الطريق المحدد للطائرة أو لسباق ما، أو في المواصلات، أو أي طريق سير حقيقي أو مجازي. وأذكر أن لدينا في الكليات مسارات، منها مسار الممتازين= מסלול מצטיינים.
- ها قد وصلنا إلى شارع التفافي = כְּבִיש עוֹקֵף، وسنوفر وقتًا، ولكن انتبه إلى المطبّات= פַּסֵי הֶאָטָה، سنخفف من السرعة!

-         انتبه: فهذه السيارة ضوءها عال، وقد تَـبْـهَـر عينيك = מְסַנְוורֶת.

-         ها قد وصلنا إلى צוֹמֶת  كركور.

-         تقصد مَـفْرِق كركور، والمَفْرِق هو ملتقى شوارع متصالبة.
- هل يمكنني أن أقول مُـفتَرَق كركور؟
- نعم، فالمفرق أو المفترق يؤديان المعنى نفسه، والجذر الثلاثي واحد، ولكن أرجوك فقط أن تتخلى عن لفظة (تسومت وكيكار وعوقف ومسلول؟؟؟ ورمزور ومحليف وسِـبوب ...) عندما تتحدث العربية.

   
   

المدونــــة الـثـامنـة عشرة

 

רֵאָיוֹן= رُؤان

 

مقابلات كثيرة نجريها من إذاعية أو صحفية، تلفزيونية، أو عند طلب العمل، أو القبول لأية مؤسسة، أو حتى بين اثنين لاستطلاع رأي، وفي كل مرة نحجم عن استعمال (قابـَل) وحدها، فنقول أجريت مقابلة، ونحجم عن  اختيار لفظة خاصة لمن قابل، كأن نقول المقابِل، أو المحاوِر  وأخرى لمن قوبل، كأن نقول المقابَل، أو المحاوَر، فيختار بعضنا ما هو أسرع له- قول מְרַאְיין , מְרוֹאיין, عندي רֵאָיון" רִאְיין אותי.

بعد تدبر وتفكر وجدت أن ترجمة المورد لـinterview  لا تسعفني، فالمعجم يقول لنا: مقابلة فقط، وبالطبع فمعنى مقابلة قد يكون ترجمة  פגישה -  meeting وغيرها، وكذلك فإن الحوار لا يقوم بالمعنى تمامًا.

قلت: لا بد من لفظة جديدة، وأنا أعرف خطورة التجديد، وخاصة على المتحفظين الذين يريدون من جهة ألا نجري على اجتهاداتنا تقنيات عبرية، ومن المفارقة أنهم  يريدون الحفاظ على ألفاظ عبرية في مخاطباتهم، فاخترت هنا أن أبقي لهم لفظًا قريبًًا من العبرية، متعلللاً بعربية الأصول قدر الإمكان.

الفعل رَأَن اخترته من رأى + ن.
رأى لأن الفعل- للمقابلة-  هو في اللغات التي نعرفها مأخوذ من المشاهدة والرؤية.
زدت النون (جعلتها ساكنة)، وقد تزاد في العربية فصيحة ودارجة: غشمن، فلحن، عقلن، ملقن، بلغن، وحتى زعرن، فليس كفرًا أن نزيد النون لحل المشكل.

حذفت الألف من اللفظة الأولى لالتقاء الساكنين، فبقيت رَأَ، ثم أضفت النون الزائدة.
فالذي قابل يكون قد رَأَن، والمقابلة الصحفية هي رُؤان، والذي يقابل هو الرائن، والذي قابلوه هو المرْؤون، وأنا سأرأن بعض اللغويين لاستطلاع آرائهم في لفظة رأن.
سأترك لمن قبِلها أن يستمر في اشتقاق الألفاظ، وسأشكره لأنه أزاح عني همًا لغويًا طالما أشغلني.
 وسأعتذر لمن يرفض ابتكاري، قائلاً له: حاولت أن أختزل في اللغة تيسيرًا، فبدلاً من رأنوني في برنامج كذا، وكان الرائن ناجحًا، فلتقل -أخي المتحفظ- كما كنت تقول: أجروا معي مقابلة، والمقابِِل (أو من أجرى المقابلة) كان ناجحًا، وقد أجرِيت لي مقابلة مع ثلاثة آخرين. وهذا على الأقل نقبله، فقد اعتدناه- ومع ذلك فلا بأس به إذا أردنا أن نحافظ على لغتنا.
 ولكني لا أقبل أن تعود حليمة لعادتها القديمة فيقول قائل: رئينوا أوتي، وكان عندي رئيون، قال لي المِرأيين!

هذا اقتراحي، ولا ألزم به أحدًا، وسأظل أبحث عن كل بديل من الدخيل بالعبرية، وإذا أمكنني أن أختار ما هو قريب من اللفظ العبري مما له أصول عربية فلن أتوانى، والسبب معروف.

 

סַפָּק = زَوّاد

סְפִירַת מְלַאי=  جَـرْد المخْـزون

חַיָּב= مَـدين (مَدْيون)

 

سألني محب متابع لهذه المدونات، ويبدو أنه تاجر عن ترجمة أرتئيها لهذه التعابير التجارية.
أما
סַפָּק فأفضل ترجمتها على صيغة المبالغة زَوّاد، وهي أفضل من اسم الفاعل (مُزَوِّد)، ذلك لأنها تأخذ صيغة أصحاب المهن من نجّار وحداد وفلاح  ورسام وسباك...ونضيف هنا المهنة المستجدة: زَوّاد. أختار الزوّاد، وأفضلها على المُـمِدّ، المجَهِّـز، مع أنهما يتجاوزان معنى الطعام (الزاد)، فقد يكون الزاد كل ما نحتاجه، وذلك على سبيل الاستعارة،
 وأختارها ثانيًا لأنه ليس لها منافس في معناها، فإذا قلت مُـزَوِّد فقد يسألك السامع سائلاً عن المفعول به: ماذا؟
ولكنك إن قلت زَوّاد فهم المتلقي طبيعة عمل هذا الشخص.
وأختارها ثالثًا لأنها على وزان اللفظة العبرية، فأنا أنافس بلفظة عربية.

أما
סְפִירַת מְלַאי، ونعني بها فحص البضاعة الموجودة في المخازن في تاريخ معين، وتسجيلها الدقيق، وعادة ما يقوم التجار بذلك في نهاية السنة المالية، فالترجمة الملائمة لها هي جَـرْد المخْـزون- stocktaking، وقد اختارها مجمع اللغة العربية في القاهرة، وشاع التعبير في العالم العربي منافسًا لـلفظ - (stock) اختصار التعبير الإنجليزي-، فذكر معجم الوسيط  جرَد ما في المخزن: أحصى ما فيه من البضائع وقيمتها.

 

تبقى חַיָּב،  وهي ترد في سياقات مختلفة، ولكن القصد في سؤال صاحبنا يتعلق بالدَّيْن، وأرى أن نقبل اسماء المفعول: مَـدِيـــن (وهي الأصوب لغويًا) ومُـدان ومديون وهما واردتان في المنجد، والثانية شائعة جدًا على الألسن. فأرجو مع حرية القول الصرفي ألا يكون عليك يا صديقي  חוֹב כַּסְפִּי أقصد دين مالي!
مع ذلك قال صديقي، وهو يتذمر:
חִייבְתִי חשְבוֹנִי!

 

חִייבְתי חשבוני دَيّـنْـت حسابي
זִיכִּיתי = أزْكـيْـتُ
הִפְקַדְתי= أودَعْــت

- بل قل: دَيّـنْـت حسابي، فالمصرف أقرضك، ودَيَّـنَ في معجم الوسيط معناها أقرض، أو اقترض، وهما  بمعنى دان، التي لها المعنيان المختلفان.
من يجد بعض التحفظ هنا أذكّره أن الوِزان فَعَّـل يدل على التكثير. وهو الدائن أو المُـدَيِّـن، وأنت المَديون أو المُـدَيَّــن، عسى أن يكون التَّـدْيــيـن لفترة عابرة.

أما إذا أودعت في حسابك فأنت أَزْكـَـيْـتَ =
זיכּיתָ حسابك، فمعنى زَكـا، أزْكى، زَكّــى هو نما وزاد، فأنا عندما أوْدِع = אַפְקִיד مبلغًا أجعله ينمو ويزيد، ومنها أخذ معنى التزكية والإزكاء والزكاة- طهارة للأموال، فهي تربو وتزيد. جدير بالذكر أن المورد  جعل ترجمة ((credit = قيدنا لحسابك، ولا أظن أن الترجمة  دقيقة، كما أنه تهرب من استخدام الفعل ديَّـن في معنى (debit)
ماذا فعلت:
اخترت ديَّـن بالذات لأنها على الألسن، ولا تتناقض أبدًا مع الاستدانة، بل هي شعبية فصيحة.

اخترت أَزْكــى لفظًا قريبًا من العبرية الشائعة جدًا، وعُـدت به إلى أصول عربيته، ولا أظن أنني قمت بما يعيب!
ثانيًا: اخترت لفظًا يذكّر بالزكاة وطهارة المال، لعله يربو وينمو ويزيد.
  أرجو أن يظل حسابك في إِزْكــاء
זִיכּוי، وألا تُديِّن حسابك من الآن فصاعدًا، فافحص حسابك الجاري עו"ש، وحافظ على مالك!

 

 

رسالة:

في مدونتك السابقة- السابعة عشرة أشفيت غليلي، لأنّك عالجت بعض المصطلحات التي نويت بالسؤال عنها، وهي من عالم السير والطرقات. فيعطيك كل الصحة وهدأة البال لتكمل مشروعًا هامًا وحيويًا للجميع الواقعين تحت سطوة الجهل وهيمنة المحتل! 

                                                                                  مع محبتي – جواد

- شكرًا يا عمي جواد، ولكني أخذت أشعر أنني أقوم بعمل شبه مستحيل، وكأنني دونكيشوت لغوي؟؟؟؟!!!!
فبالأمس كنت في شركة المياه، وليتكم كنتم معي لتروا ولتسمعوا اللغة العِـرْبِــيّّـة، فالأمر ليس يسيرًا، بل هو خطير بمعنى الجدية والخطر.
فليت الصحافة، والمؤسسات، والمسؤولين يتبنون ما نقترحه!
 هي مسؤولية، أين نحن منها؟
- ولكن، كيف يقبلون ما أعرضه؟
ألم نتعود معارضة بعضنا بعضًا لا لسبب إلا لأنه منك أو مني؟؟!!

 

 
 

 

المدونــــة التـاسعــة عشرة

 

 

 

אִשְׁפּוּז= استِـشْـفـاء
שִׁחְרוּר= تَـسْريــح


بعد حسن الدعاء لكم بالعافية، فإننا نصغي إلى ألفاظ אִשְׁפּוּז, מְאוּשְׁפַּז, אִשְׁפְּזוּ, שִׁחְרוּר, שִׁחְרְרוּ-
وبالطبع نتساءل: أين لغتنا؟
حاولت أن أستقصي الألفاظ القديمة في تاريخنا الاجتماعي، فوجدت الفعل آوى، عالج، داوى والمكان مأوى، والأفعال: أبلّ، نقه، استجم، برئ، وكلها لا تؤدي ما نقصده اليوم تمامًا من سيرورة الاستقبال والتسجيل والعلاج والمتابعة والتسريح.
كما أن الاسم المستخدم للمشفى كان لفظة فارسية:
بيمارستان= مكان المريض (بيمار في الفارسية مريض، وأحيانا كانوا لا يلفظون الباء والياء اختصارًا= مارستان).
اللغة العبرية وجدتْ حلاً للمشكلة، فاستقته من الآرامية
אֻשְׁפִּיזָא، فاشتقوا من الكلمة ألفاظًا كثيرة.
 ثم عرفنا اللفظة الإنجليزية
hospital وما استخدمه آباؤنا  من لفظة تركية محرفة عن اللغات الأوربية- (اسبتار، وبعضهم يلفظها اسبتال).

 

حاولت أن أدرس معاني (النِّزالة، االاستطباب، الاستمراض، الاستعلاج، الاستبراء)، وأبحثها في كل دلالاتها، فما ارتضيت واحدة منها بديلاً أو ترجمة لـ אִשְׁפּוּז، وذلك لسبب أو لآخر.
في الدول العربية غالبًا ما يستعملون اليوم (استقبال المرضى)، وفي مجمع اللغة السوري تَـسْـرير أي أن نجعل له سريرًا، و لا أرى أن الاشتقاقات الأخرى المأخوذة من السرير ملائمة، كأن نقول: الرجل مسرّر، وسرّرنا المريض.
 و يقولون مقابل ذلك (تسريح المرضى)، وبالطبع فالاستعمال صحيح.

 

 لكني أفضل أن نستخدم  نحن هنا لفظ الاستشفاء بسبب ضرورة التصريف للفظة العبرية אִשְׁפּוּז، والتصريف مهم جدًا، فالمريض مُـسْــَـشْـفٍ (المستشفي= מְאוּשְׁפַּז)  أي نزيل، وهذا التعبير صحيح، وملائم عندما يكون صفة مشبهة فقط، وكأنه ضيف تشبيهًا.
أقول: الاستِشْفاء،  وقد استَـشفَـوْه=
אִשְׁפְּזוּ אוׁתו  قبل أيام، حيث اسُـشْفـيَ= אוׁשְׂפַז  وما لبثوا أن سرّحوه=  שִׁחְרְרוּ. فالتسريح  في المعاجم هو الإرسال والإطلاق.

 

ملاحظة للغويين: أعرف أن الفعل استَـشفَى هو لازم أو قاصر، ولكن اللغة العربية جعلت كثيرًا من اللازمة متعدية، وهذا مبحث طويل، ولن يكون فعلي بدعًا، فاستقصوا ولن تعدموا نماذج.

 

ولرب سائل يسأل: ما سبب استخدام مَـشْـفى  في سورية بدلاً من مستشفى؟
وإجابتي: أنهم على سبيل التيمــُّن سيجدون الشفاء، فالمشفى هو مكان الشفاء.
(في هذا السياق: ندعو لك يا سورية أخلص دعاء، يا شامنا ليمنّ الله عليك بالشفاء!)
 أما المستشفى فهو المكان الذي يطلبون أو يستدعون فيه الشفاء، فالمشفى أكثر تفاؤلاً واللفظة أخف وزنًا. ولك الخيار في أي لفظ منهما، وتبقى
عليك واجبة عيادتك للمرضى، وهذه سنّة، فاغتنم فضلها!

 

ولمحبي الاستطلاع أضيف:
أول من بنى البيمارستان (دار المرضى) في الإسلام هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (ت. 715 م)، ثم جاء البرامكة وأسندوا البيمارستان إلى طبيب هندي، ويحكى عن طاهر بن الحسين أنه كتب إلى ابنه:
"وانصب لمرضى المسلمين دورًا توقيهم، وقُوّامًا يرفقون بهم، وأطباء يعالجون أسقامهم".
في مصر بنى أحمد بن طولون أول مارستان كبير، وكان يركب بنفسه ليتفقد  كل يوم جمعة المارستان والمرضى، وقد جعل في المسجد (!) خزانة شراب، فيها جميع الأشربة والأدوية وطبيب يجلس يوم الجمعة للعلاج.
ولمن يحب الاستزادة فعليه بالبحث عن شخصية سنان بن ثابت في المصادر، وعن المارستان المقتدري. ولكني لن أتنازل عن تعريفكم بما أمر به المقتدر سنانًا أن يمتحن الأطباء، حيث امتحن سنان ثمانمائة ونيفًا وستين، يبدأ امتحانه سائلاً بهذه اللطافة المدهشة:
"اشتهيت أن أسمع من الشيخ شيئًا، أحفظه عنه، وأن يذكر من هو شيخه في الصناعة".
      
انظر: آدم متز، الحضارة الإسلامية، المجلد الثاني، دار الكتاب  العربي، بيروت، 1967، ص 459.

 

للتذكير ونحن في باب الطب أرجو ألا ننسى ما ذكرناه سابٌقًا أن الكَـثـْتَـرة هي צִנְתוּר، وأن النَّظّــام هو קוֹצֵב ، وأن الوُقــاع (سموه مرض الصرْع؟) هو אֶפְּיִלֶפּסְיָה، وقد شرحت ذلك في المدونة العاشرة، فمن أحب فليعد لفحص المبرر في كل منها.

הַבְרָאָה=
استـِجْـمـام

في هذه الأيام يحصل العاملون على منحة استجمام، وهي علاوة قد تتيح لهم لأن يذهبوا إلى أماكن الاستجمام ليستجمّوا.
 وإذا احتاجوا إلى الاستراحة وإلى اعتماد الصحة فهم يتوجهون إلى دور النقاهة أو إلى المصحات
.
أرجو لكم عطلة ميمونة!


تعليق قارئة:

كل الاحترام لك، فأنت مبدع كعادتك دائمًا، وتسعى دومًا للبحث عن الأفضل والأسرع والأقرب إلينا من كلمات بدلاً من اللغة الدخيلة.
مع ذلك فإني أقترح أيضًا قبول كلمات عبرية دارجة جدًا بيننا وتهجينها، بحيث تصبح عربية مأخوذة من اللغة العبرية، ما رأيكم؟

                                            سمورة 13/7/2012

إجابتي:


تـلاحظين أن أكثر
المعلقين يعيبون علي استعمال الأساليب العبرية في إيجاد البديل من الألفاظ العبرية. مبدئيًا فإن هذه الصفحات لا ترفض أي أسلوب من أية لغة، ولكنها تعمد إلى رفض الألفاظ العبرية في نسيج جملنا العربية، فأنا لا أرى بأسًا أن أستضيف لفظة عبرية شائعة لها مثيل في العربية جذرًا وصوتًا، مثل أزْكيتُ الحساب مقابلاً لي זִיכִּיתִי החֶשְׁבוֹן، ومثل رُؤان ترجمة لـ רֵאָיוֹן، فإن ارتأيت أنت قبول كلمات غير ذلك، فاذكري بعضها، ولم، وما المبرر لك غير شيوعها؟
ذلك لأن الشيوع وحده لا يكفي، فشبابنا لا يكادون ينطقون جملة عربية صافية، دون أن يقحموا  فيها لفظًا عبريًا، أو أكثر، والذين يحسنون العربية قلائل في هذا العصر الأغبر.
نحن لا ننفي أن العربية الفصيحة أخذت ألفاظًا عبرية قديمة، مثل التلمود والحاخام والسبت والفصح، بل أسماء أنبياء بني إسرائيل كلها من لفظ عبري، فهذا الاقتباس طبيعي، وعادة يجري في كل لغة من وإلى، لكن هذا الموضوع لا يبرر أن نستقبل اليوم (كرطيس، حفرا، مونيت ورشوم وشلاط وتلوش وبيطواح)- مهما قويت وهيمنت-  وإلا فستجد أن العربية ستنسحب وستتراجع رويدًا رويدًا ما دامت السيطرة الاقتصادية في إسرائيل هي للغة العبرية.

 

مرة أخرى أعيد:
لاحظت -مع الأسف- أن هناك من يفخر باستخدامه ألفاظًا عبرية في نسيج كل كلمتين أو ثلاث، وكأنه يقول للمستمع- وبنوع من الكبرياء؟: أنا متمكن من العبرية، فأنا شخص مختلف!
أسأل بأمانة: هل هذه الظاهرة قليلة؟؟!!
وأسأل: هل تم غزو على نفسية هؤلاء؟!

 


 

المدونــــة العشرون

 

 

מְחִירוֹן= تَـسْـعيــر

 

أعرف أن هناك من سيقول بدلاً من מְחִירוֹן: دفتر (أو لائحة أو جدول أو قائمة) الأسعار، ومع هذه المترادفات كنت أفضل لفظة واحدة هي تَـسْـعـيـر (بدون تاء مربوطة بعدها)، فهي أيسر، وأكثر اختزالاً إذا ما تعودنا عليها.
اليوم تصفحت التَّـسْعـير للسيارات، فوجدت أن سيارتي نقص سعرها بشكل حاد.

 

אַשְׁרַאי= اعتِـمـاد

 

وهو ما يُعطَى  للمستدين أو للشاري من مبلغ يكون تحت تصرفه، حيث سيعيده  بعد فترة، وكذلك هو البـيـع بالدين، في دفع مؤجل (كريديت= credit)، وقد ترجم اللفظ هذا في المصارف في الدول العربية بصورتين: الائتمان، والاعتماد، والثانية هي الأشيع في وسطنا.
إذن هو اعتِماد، ونسمي
כַּרְטִיס אַשְׁרַאי بِطاقة اعتِـمـاد.

 

רִיבִּית = فائـــِدة

 

ما أكثر استخدام هذه اللفظة العبرية רִיבִּית ، فالذين يدفعونها لا يحتسبونها فائدة، وإنما هي خسارة لهم، فالفائدة هي للمُقرض يحصل عليها من المستقرض بنسبة ما.
ويبقى الاصطلاح- فائـــِدة رغم تكاليف المستقرض ومشقة دفعه، ونفضل هذا الاصطلاح على لفظة الرِّبــا التي اكتسبت دلالة سلبية في الإسلام، وفي شرح معنى الربا اليوم اجتهادات وتأويلات.
أما
שַׁעַר הרִיבִּית فأفضل ترجمة  للتعبير في العربية هو نِـسْـبة الفائدة.
ومن يحصل على قَـرْض=
הַלְוָאָה من المَصْـرِف (أو البنك= bank)، فلا بد من أن يدفع فائدة معينة.

 

חִשְׁבּוֹן חָסוּם= حساب مجَـمَّــد

 

عندما يكون الحساب موقوفًا إلى فترة، فإنه مجمَّـد (يقولون له: حسابك חָסוּם حسوم).
أما إذا قالوا له:
סַגוּר فمعنى ذلك أنه: مسكَـّـر، وهي كلمة فصيحة وردت في لسان العرب- رغم أنها تبدو عامية، ولم أشكل الميم لأنها بالفصيحة مضمومة، وبلهجاتنا هي ساكنة.

 

חִשְׁבּוֹנִית = فاتورة

يقدم البائع أولاً كشف حساب، أي اللائحة التي ترسل قبل البضاعة أو معها، وتدرج فيها أصناف البضاعة مع بيان تكلفتها، وقد اصطُـلِـح عليها لفظة فاتورة، وجمعوها على صيغة منتهى الجموع – فواتير، وهي لفظة إيطالية fattura- ، وتعني في الإيطالية أجرة العمل، قائمة الحساب.
 وفي رأيي أن نبقي اللفظة الأجنبية لشيوعها جدًا منذ عقود من السنين، نقبلها رغم كونها أجنبية، مثل الديموقراطية والفيتامين والفيديو إلخ، فهي مستخدمة في عدد من اللغات، وليست هي محلية قاصرة على بلادنا فقط.
أما المتعصب الذي يحافظ على صفاء لغته أكثر فأقول له عليك باستخدام: كشف الحساب.

 

קַבָּלָה = وَصْــل

 

اختار المنجد لفظة  الوُصـول  بمعنى وريقة يدرج فيها بيان وصول مبلغ ونحوه من شخص إلى آخر، واستخدم البعض في تجارتهم سَـنَد قَـبْـض، ورقة استلام، إيصال، وفي رأيي أن نتقبل الوَصْل كما ننطق في لغتنا الدارجة.
يبرر ذلك أن اللفظة هي مصدر الفعل وَصَلَ بمعنى جمع، ومعنى الوَصْل أيضًا المِثل، ويمكننا تخريج المعنيين بصورة أو بأخرى، فلا بأس في رأيي أن تكون هذه اللفظة- وَصْــل هي المعتمدة.
أما في حالة الجمع فمن المحبذ جمع اللفظة التي اختارها معجم المنجد: وُصول = وُصولات، وذلك لعدم استساغة أي جمع لوَصْـل في الفصيحة، مع أن العامية حلت المشكل: وصِل جمعها وصولِـة.ولهذا فنحن نسمي:

פִּנְקַס  קַבּלוֹת = دفتر الوُصولات
وبلهجتنا الدارجة: دفتر الوصولـِـة

 

עִסְקָה= صَـفْـقـة

 

قال لي بعد أن خرج من مكتب مدير المصرف (البنك): عملت (عِـسقا - עִסְקָה )!
قلت له: إن كانت عملاً تجاريًا كبيرًا وله جديته فقل: صَفْـقة،
 وإن كانت عادية فالأفضل أن تقول مُعامَلة. فالناس اعتادوا في مخاطباتهم وكتاباتهم على اعتبار الصفقة  أمرًا كبيرًا، وليس عاديًا.
 أما الصفقة في الأصل اللغوي  فهي من الفعل صَـفَـق، وكانت العرب إذا أرادوا إنفاذ البيع ضرب أحدهما يده على يد صاحبه، فقالوا "صفَق يده أو على يده بالبيع، فوصفوا به البيع".
 وأما المعاملة في اللغة فتعني التصرف في البيع والشراء، ومنها المعاملات الشرعية في البيع والشراء وسائر الأحكام.

 

עֶסֶק = مَصْـلَحـة

 

نعرف كثرة معانيها من شغل، عمل، وظيفة، محلّ...إلخ
لكني أفضل مَصْـلَحـة أولاً لأنها شائعة ذائعة ومفهومة،
 وثانيًا لأن المعاجم توردها، فالمصلحة في الوسيط معناها الفائدة، وما يبعث على الصلاح، وفي المنجد: "ما يتعاطاه الإنسان من الأعمال الباعثة على نفعه أو نفع قومه".
أما قولنا في هذا السياق
עֶסֶק  מורְשֶׁה، فهو المصلحة المُرَخّـصة- أي حصلت على ترخيص رسمي أو قانوني في العمل.
وأما الشخص المُشْـتَـغِـل فهو (بدون تعريف)
עוֹסֵק. وعليه فإن עוֹסֵק מורְשֶה هو مشتغل مُرخّـص. ولو أجزت لنفسي أكثر لقلت: (ميم ميم) اختصارًا جديدًا لأي تعبير منهما: مصلحة مرخصة/ مُشغِّـل مرخَّص-  ذلك  لأني أخشى أن يستثقل البعض لفظ كل منهما، وأشعر أن الناس في بلادنا يفضلون التعبير العبري لأنه أسرع للفهم حاليًا، وبسبب عدم اعتيادهم.
والاختصارات ضرورة في لغتنا، ومن المؤسف أنها نادرة جدًا، بينما هي بالآلاف في اللغات الأخرى، فلو سألتك: هل أنت ميم ميم فمن نافلة القول إنني لا أسألك إن كنت مارلين مونرو!!
سأعود لاحقًا لهذا الموضوع- الاختصارات –
רָאשֵי תֵבוֹת = abbreviations، في المدونة الرابعة والعشرين، فإلى لقاء!

 


 

المدونــــة الحاديـــة والعشرون

 

 


צִיּוּד=  مُـعَـدّات

 

צִיּוּד  تطلق بالعبرية على ما تراه  ماديًا من أدوات وتجهيزات، ونحن نقول بالعربية: مُـعَـدّات،
 وإن أردنا أن نستخدم الكلمة العبرية مصدرًا، وكأننا نقوم بفعل فهي تَزْويـــد أي المـدّ بمُعَـدات.

צֵידָנִית= مـزادَة

 

سألتني حفيدتي وقد لاحظت انهماكي في تقديم الألفاظ العربية بدلاً من الألفاظ العبرية المهيمنة في جملنا: اليوم سنقوم برحلة، وسنأخذ معنا الـ צֵידָנִית- ( وتقصد هذا الصندوق لحفظ الطعام ناضرًا ومحافظًا على حرارته)، فماذا نسميه بلغتنا؟
ترددت قبل أن أجيبها، ثم قمت أنا برحلة لغوية:
في الدول العربية يسمونه بالإنجليزية:
cooler ، (برّاد) أو picnic box، (صندوق النزهة)، ولكنا في بلادنا نردد لفظ צֵידָנִית، ولم أجد وأنا  أستعرض ألفاظ الزاد ومشتقاته عبر تاريخنا اللغوي- لفظًا يدل  تمامًا على وصفها وما تحويه.
 لم أجد أوفى من لفظ مّزادة بديلاً من اللفظة العبرية، ولولا خشيتي من أن أثقل عليكم لعرضت أمامكم شعرًا للبيد بن ربيعة وللحسن الأخفش وللمعري ولغيرهم، يستخدمون فيها لفظة المزادة، ولكن لا تتوقعوا أنها تمامًا
צֵידָנִית، فهذه  اللفظة جديدة – شكلاً ومضمونًا كما تعرفون-  اكتسبت دلالات حديثة لم ينعم بها آباؤنا؟
قلت بعد تدبُّـر: مَـزادَة.
هذه اللفظة تحوي الماء خاصة، وقد اخترتها رغم ذلك من بين ألفاظ ذكرها معجم سغيب في ترجمة
צֵידָנִית،
اخترتها أولاً وقبلاً  لعدم اشتراكها اليوم في أي معنى آخر، فإذا قال أحدنا اليوم "اشتريت مزادة"، فإننا سندرك – إذا قبلنا التحديد والتجديد- أن المقصود هو صندوق الطعام والشراب الذي يحافظ على درجة الحرارة،
 فهل ستعتمدونها؟ أم أنكم ستظلون على لفظ (تسيـدانيــت)؟
إذا استثقلتم المَزادة (بسبب عدم التعود) فلا بأس مؤقتًا من قولنا- "صندوق الرحلة".
القرار لكم!
 أما
צֵידָה- هذه اللفظة العبرية التي يستخدمها القليل منا، وليست سائدة في جميع المناطق- ،فهي التي نحضّرها لنا، وخاصة لأطفالنا، وفيها طعام لنا أو لهم في أثناء الغياب عن المنزل، فهي  بالعربية كما نلفظها في حياتنا اليومية زوّادة، واللفظة ملائمة وقريبة المؤدّى ومنطقية، وتلاحظون أنني تركت شكل الزاي، لأنها تلفظ بلهجات مختلفة. (لم يرد ذكر اللفظة في المعاجم بهذا المعنى).
في هذا السياق اسمحوا لي أن أذكر مطلع قصيدة لي عن القدس، وقد استخدمت اللفظة:

زوادتـــي في رحلتـــي مشاعري         مزجتًها ببهـــجة المنــــاظر

والآن،  يا حفيدتي، ونحن في الرحلة، هل تسمحين أن نفتح المزادة، فقد سمعت أنك أحضرت ما أحب من الحَـلْـَويـَات!
 وغدًا عندما تذهبين إلى المدرسة  لا تنسي أن تأخذي زوادتك معك! صحتين!

 

עוּגָה=  كعكة
עוּגִיָה=  كُـعَـيْـكَـة

 

نعم، فقد أحضرت עוגה ؟
- المشكلة أن بعضنا خصص الكعك للصناعة المحلية فقط، أي الكعك الذي أعدته لنا وتعده أمهاتنا في المناسبات، ولكنا عندما نريد أن نحتفل بعيد ميلاد  أحدنا فإننا نستعمل غالبًا (
עוּגָה)، بل أسمع بعضهم يقول (عوجاي)، ولن تطيب إلا مع (الشتـيـيا= שְׁתִיָה)، وأنا أسأل: لماذا؟
 ففي العربية نقول: كعكة مع المشروب، أم أن الكعكة تكون – يا رعاك الله- أدنى مستوى؟ ويكون المشروب أقل جودة؟!
إذن لنبق على لفظ الكعكة لجميع أصنافها، ويجب ألا نميز بين كعك وكعك، فهذه كعكة بجوز، وهذه كعكة تفاح، وسنحضر لمن يحتفل بزواجه كعكة كبيرة، ومشروبًا، ونبارك له ولعروسه!
أما القطع الصغيرة من الكعك- ما اصطلحوا عليه بالعبرية
עוּגִיָה  فهو تصغير، فلنقل بالعربية
الفصيحة كُـعَـيْـكَة، وفي لغتنا الدارجة لا بأس من كعك صغير.

 

הוֹרָאָה קְבועָה=  تحويل دائم

سؤال:

كنت معك في المصرِف (أو البنك)، ورأيتك تخاطب أصدقاءك، وأنت تحرص على استخدام ألفاظ عربية بدل الألفاظ العبرية وسط دهشة الزبائن، فتعجبت، وكنتَ تحتمل أحيانًا سخرية من هذا، أو بسمة غريبة من ذاك، لكني مع ترددي في قبول ما تقترحه أسألك بعد أن طالعت مدونتك السابقة عن الأمور المصرفية:
ماذا نسمي
הוֹרָאָה קְבועָה بالعربية؟
وماذا يسمونها في العالم العربي؟
- إنها في دول الخليج طلب مستديم، وكأنهم يختارون ما هو قريب من المصطلح بالإنجليزية-
standing order.
- هل نعتمد هذه الترجمة- طلب مستديم ؟
- أرى أن نسمي هذا الأمر بالدفع  بما يلائم واقعنا اللغوي هنا، واقتراحي هو= تحويل دائم.
ذلك لأن لفظ "طلب" فيه حيادية، وليس فيه التزام، ثم إنني أبتعد عن الألفاظ التي لها دلالات أخرى، فلو اخترت مثلاً: أمر لكانت هذه اللفظة مقابلاً لـ
פקודה, צווי, צו,....،بالإضافة إلى معنى الإجبار في الموضوع، وهو غير مقصود.
- إذن ماذا تقترح؟
 - لأننا نحول من حساب إلى حساب فالأجدر أن يكون اللفظ تحويل، وهكذا تفضّل  شركة الكهرباء وشركة الهاتف  وغيرها أن يكون هناك تحويـــل دائم، حتى يضمنوا وصول المبلغ من حسابي أو حسابك.
لا ننس أن تحويل هي
העברה، ولا أظن أن المعنى نخطئه هنا، فالتحويل يتم بسبب التزامنا أن ندفع كل شهر أو كل فترة معينة، ولذا نحول للحساب الآخر المبلغ المطلوب.

 

שׁיק (צֵ'ק, שֵׁק)= Cheque=  شـيـك

 

لا أرى غضاضة في قبول اللفظة شِيك، وجمعها شِيكات لشيوعها في لغات العالم، واللغة العبرية أخذتها من الإنجليزية، ولم تقاومها لفظة הַמְחָאָה مثلاً التي أقرها مجمع اللغة العبرية.
شِيك في تقديري هي في الأصل صَـكّ، وهي بمعنى وثيقة بمال ونحوه، وقد أقرها مجمع اللغة العربية في القاهرة بدلاً من شِيك، ولكن ندر من يستعملها، فالكل يبحث عن الشيكات، لا الصكوك!!
على فكرة، هي لفظة فارسية نقلها العرب بمعنى كتاب، وكذلك كتاب الإقرار بالمال وجمعها صكوك، وصِكاك وأصُـكّ. وقرأت في كتاب غرائب اللغة العربية للأب رفائيل اليسوعي ص 237 أن الصك هو كتاب الاعتراف بدين أو غيره، وعلى الأرجح فهي من ـ
?ـاك   tchak الفارسية- بمعنى- جملة مكتوبة.
 نقول دفتر الشيكات بدلاً من
פִּנְקַס השֵיקִים.
سأكتب لك شيكًا لأمرك (
לִפְקודַתְךָ)، فأودِعْـه!
 وإذا صرفته ......(أترك لك التتمة).
- ولكن، هل أدفع
עֲמָלָה؟
- تقصد عُـمولــَـة، والجواب: نعم!
 ولفظة العُمولة أقرّها مجمع اللغة العربية في القاهرة، وقد أوردها معجم الوسيط، وتعني الأجر الذي يأخذه السمسار أو المصرِف لقاء معاملة ما، ولا أظن اللفظة العبرية إلا منها وبشهادة معجم ابن شوشان الذي يؤكد أنها من (العمالة).

 



 

المدونــــة الثانيـــة والعشرون

 

 

أدعوكم بحرارة أن تدخلوا موقع يافطة للاستماع إلى/ مشاهدة برنامج رفيق حلبي عن اللغة "المتهودة"، أي التي سمّيتُها: العِـرْبِـيّـة، وهو على الرابط:

 

http://www.yafita.com/a/208159/المحامية-ديانا-حسن-الكاتب-والباحث-فاروق-مواسي-الشاعرة-نداء-خوري-أيمن-نحاس-وحنا-شماس-عربيتنا-المتهوّدة-تحتضر/


أرجو – مرة أخرى- ألا تفوتوا كل ما قيل، وأن تصبروا حتى نهاية البرنامج، فربما تستخلصون عِبْـرة، وقد تُذرف عَـبْرة.

سأقف على بعض الألفاظ التي عُرضت في هذا البرنامج، مقدمًا بدائل لها، وبشيء ممن الإيجاز:

 

כְּאִילוּ = كأنــه

 

يردد بعض المتحدثين العرب لفظة כְּאִילוּ بين كل جملة وجملة، وربما لتكون نقلة أو تُـكـَأة يستعينون بها لتبعد الارتباك عنهم، فهم لا يريدون التشبيه هنا بحالة معينة، وربما هم يريدون أن يتحفظوا مما سيقولون، ولعل المسافة اللغوية تجعلهم أكثر جرأة.
وفي رأيي أن (كأنّـــه)  تقوم بالدور نفسه، وحبذا التقليل منهما، حتى ينطلق اللسان بدون عقبات، وبدون تُـكَـآت!

 

מַה פִּתאוֹם= عَجَــب!

 

التعبير بالعبرية هو شعبي (עֲמָמִי)، وهو بمعنى: كيف يمكن لهذه الفكرة أن تخطر على البال؟!
في رأيي أن أفضل بديل لها بالعربية لفظة عَـجَـب!! ويمكننا في التعبير عن نوع من الدهشة أن نقول أيضًا (غريب!! ونمد الياء كما نريد)، وبالدارجة: مش معقول!! وأرى أننا نقترب بذلك من التعبير الإنجليزي: 
certainly not.

 

אֵין בְּרֵירָה= لا خِـيــار!

 

التعبير كما نعرف يرد عند انعدام حيلة أو أنه لا  طريق آخر أمامنا، فالأفضل ترجمة אֵין בְּרֵירָה = لا خِـيار! (بعضهم يلفظون -في الفصيحة- الخاء مفتوحة، وهذا خطأ إذا أردنا الدقة في اللفظ فهي مكسورة في المعاجم).
 وإذا عمدت إلى الفصيحة العليا فقل: لا مَناص، وفي الفصيحة القريبة من لغة الكلام: لا بد من...(ما فش حل ثاني).
 تلاحظون أنني أختار ألفاظًا عربية عامية، ولا أتردد، فالعامية يمكن تخريجها -بشكل أو بآخر- على أنها فصيحة، المهم أن نتحدث العربية- فصيحة وعامية-  وأن تكون المرسلة في جملة واضحة!

 

סְתָם= لا لشيء

 

تتردد اللفظة العبرية סְתָם على ألسنة الكثيرين بمعنى- بدون قصد، وكما نقول  بالدارجة (ولا  شي) أو (هيك يعني= بالإنجليزية just like that, mere) فلا تحمل الموضوع أكثر، نقولها كأننا نطالب بأن يخفف السامع من وقع ما قيل أو ما كان، فالأمر كان  بلا سبب  يُذكر. نختار كذلك لفظة (مُجَـرَّد) في الفصيحة، ففي ترجمة סְתָם סִפּוּר نقول: مجرد قصة!

 

אָז מַה!= فليَـكُـنْ!

 

التعبير العبري له مرادف بالعبرية  يستخدمه بعضنا كذلك، وهو וּמַה בִּכָךְ?، كأنه يجيب المخاطب: ليس هناك أي سوء وراء ما يحدث.
 فلو قال لي قائل:
 ربما يتبين أنك مخطئ، أقول له مخففًا من النتيجة:
 ماذا يمكن أن يحدث؟ وباختصار: فليكنْ! فكلنا خطاؤون.
بالدارجة: شو فيها؟ شو يعني!، شو بيصير؟
 ولمتابعي الإنجليزية:
so what!

 

זוֹרֵם=  جارٍ

 

إذا كان السير منسابًا أو بدون عقبات ( (runningفهو في العبرية זוֹרֵם، ونحن في لغتنا الدارجة نقول (ساحب)، وبعضنا يقول: سالك أو ماشي.وبالطبع فجملة السير سالك فصيحة أيضًا.

 

העִיקָּר=  الأساس

نقصد بالتعبير جوهر الشيء أو الكلام أو الأهمّ فيه، فإذا قال قائل: בְּעִיקָּרוֹ שֶל דָּבָר فهو يعني لفظة عربية واحدة  مختصرة هي أساسًا، وفي لغتنا الدارجة: بالأساس.

 

כַּנִּרְאֶה= كما يبدو

 

التعبير شائع في العبرية بلفظ الكاف مكسورة (وهذا خطأ، فهي بالفتح)، وأفضَل ترجمة لها في الفصيحة: على ما يبدو، (كما يبدو)، وفي لغتنا الدارجة إذا استصعبنا (يبدو) فنحن نقول فصيحة أخرى: على ما يظهر، وفي اللهجة اليومية (زي ماني شايف).

 

עֲזוֹב= اتركْ

 

عندما لا يعجبنا أمر أو قول أو تصرف فإننا  نكتب في الفصيحة "دعك!"، اترك! خلِّ!
ولكنا نستخدم في لهجاتنا (دشّرك، روح، عفّ، زيح – كل في منطقته ما يلائمه وكلها أيسر من لفظ الكلمة العبرية)، والتعبير العبري الشائع
עֲזוֹב שְטוּיוֹת !
نسمع من يقول في معناه: بلاش كلام فاضي!

 

עַד כְּדֵי כּךְ= إلى هذا الحد

 

هذا الاستعمال يقال عند الاستغراب والدهشة، وكأننا ننكر أن يصل الأمر إلى هذا القدر أو الحد، ونحن بالدارجة نقول: لهالدرجة؟!

 

סוֹף סוֹף= وأخيرًا

 

نقول التعبير العبري סוֹף סוֹף، ونقصد (في النهاية!)، (وأخيرًا).
أما الذي يقول
לבעיה אֵין סוֹף أقول له: أنت تعني بلهجتك اليومية ( للمشكلة فش نهاية).
هنا تذكرت المثل العبري:
סוף טוב – הכּל טוב!
ونحن نقول في لغتنا: الأمور بخواتيمها!
ويمكن ترجمتها بصورة أدق: خير الأمور أحمدها مغبة- كما ترجمها يوسف دانا في معجم الأمثال العبرية.
عسى أن تكون نهاية هذه المدونة على خير، فقد اخترت لكم ألفاظًا بديلة ليست ألسنتنا معتادة عليها كثيرًا، فقوّموا ألسنتكم لو تستقيمون!


 

المدونــــة الثالـثـة والعشرون

 

 

لم أكن أتخيل أبدًا وأنا أزور محكمة الصُّلح בֵּית מִשְפַּט השָּלוֹם في الخضيرة أن تجري الألفاظ العبرية منسابة على الألسن لدى الشهود والمتهمين والمحامين وسائر الرواد العرب بمثل هذه الحدة والشدة، رغم أن اللفظة العربية أخف وقعًا، وأسهل نطقًا، فلفظة مَحْـكَـمَة ولا شك أيسر من  בֵּית מִשְפּט، واللفظة جَـلْـسَة أرق من יְשִׁיבָה، ولا أظنكم تختلفون معي أن لفظة المحامي أسرع وأوصل وأيسر من (عوريخ دين)= עוֹרֵך הדִין.
ولا تسألوا عن פְּסק דִין
فهو القَـرار، وبربكم ما هذا الغبن الذي أصاب عربيتنا؟
 نقول "بساق دين"، ولا نقول "قرار" أو "قرار حُـكْـم"؟؟؟!!!

أما القاضي فهو (الشوفيط)- שוֹפֵט، وأما الشاهد فهو (العيد)- עֵד، والشهود עֵדִים، والشهادة هي (عِـدوت)= עֵדוּת.
 ولا تسألوا أين كان المحامي، فقد كان في (المِـسْراد)-
מִשְׂרָד يقصد المكتب، ويبدو أن (المسراد) أكثر قيمة وأبهة ومكانة، فالمكتب في نظرهم عادي، ولا يحظى بشرف الهالة الخاصة للمسراد؟؟!!
المحامي (جمعها "محامون" في الرفع، و"محامين" في غير ذلك، والخطأ الشائع تعرفونه: محاميـــيـــن- بزيادة ياء)، أسهل من اللفظة العبرية في الإفراد والجمع، فتخيل القول
שְנֵי עוֹרְכֵי דִין، ووازن ذلك مع محامِيـين؟
لي قريب محام يحدثني عن زَبون (كلمة آرامية)، ولكنه كان في كل مرة يذكر
קְלִיֶנְט، وهي كلمة إنجليزية شائعة client، وما لبث هذا المحامي أن سألني بعد أن لاحظ ملاحظاتي:
 وكيف نسمي (الشوفيط)-
שוֹפֵט في محكمة عسكرية؟ هل هو قاض؟
قلت:  نعم، وهو الحاكم أيضًا، لأنه يحكم في قضية، وقد نسمع لفظة الحاكم في لغتنا الدارجة، وهي مرادفة للقاضي.
 وأما في الألعاب الرياضية فهو الحـَـكَم.
شرح لي المحامي أن للقاضي - كما هو معروف-  (سيدر يوم) -
סֵדֶר יוֹם، وهو يستمع إلى (التوبياع)- תּוֹבֵעַ، لكنه هو وزميله سيقدمان (الهجنا)- הֲגַנָּה، واعتذر لأنه يلفظ المصطلحات العبرية ، فهي مفهومة أكثر!!

قلت له يا حبيبي: סֵדֶר יוֹם هي جدول أعمال،
התּוֹבֵעַ هو المدعي
הֲגַנָּה
هي الدفاع.

قال: أنا أعرفها، لكنها صعبة، ولا يفهمها الكثيرون منا.
قلت له: عوّد زبائنك على استخدامها، فسيكون الأمر متيسرًا،
 فابدأ بنفسك وانهها عن (خلطها)        فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدى              بالقول منك وينفع التعليـــم

-         حقًا، ومن يدري فقد نعود إلى لغتنا، مع أن اللغة تيار، ومن الصعب أن يقف أحد في وجهه، فنحن ليس لنا وزارة ثقافة، ولا سلطة عليا عربية مقررة، وهل تظن أن العالم العربي حقًا يحافظ على عربية صافية؟ صدقني أن عربيتنا أفضل من الحال في المغرب وتونس والجزائر إذ تفرنسوا، ولا تسأل عن دول الخليج إذ تأنجلزو!
أريد أن أبشرك-وأنت تحب الخير لي- أنني حصلت على شهادة (نتريون)-
נוֹטַרְיוֹן.

-         أبارك لك أولاً، وليتك تذكر أمام كل واحد من زبائنك منذ اليوم التعبير كاتب عدل، يا كاتب العدل!

-         قال:  أتعرف صديقنا  فلانًا؛ هو (نِـئشام)- נֶאֶשָׁם، وأخاف أن يكون (أشيم)- אָשֵׁם.
- بل قل فلان مُـتّـهـَم، ونحن نرجو فعلاً ألا يكون مُـذْنِـبًا.
- إن شاء الله يكون (زكاي=
זַכַּאי)!
- بل قل (بريء)، وكما نقول في الدارجة يطلع براءة.
- لكني أعرف أن
זַכַּאי  لها معنى آخر.
- نعم، فأنت
זַכַּאי  لمبلغ أو لشيء فالمعنى مستحق.

-         أتعرف أن القاضي حكم في قضية - מִשְפָּט مماثلة بالسجن شهرين (عل تناي) – עַל תְּנַאי ، آسف بل حكم عليه بستة أشهر يقضيها في (شروت هتسيبور)- שֵרוּת הצִּיבּוּר.
- بل قل: "مع وقف التـنفيذ"، ثم قل: يقضيها "في خدمة الجمهور".
-
وابنه فلان من (النوعر)- נוֹעַר، فكيف حكمت عليه المحكمة?
-
نعم هو من الأحداث، ولهم حكم خاص!
-
رأيته مرة عند (كتسين هنوعر)= קָצִין נוֹעַר.
- قل "ضابط الأحداث"، بربك أليست هي أسهل؟
- المشكلة ليست أيهما أسهل لفظًا، ولكنها: أيهما أسرع فهمًا.

أعرف المشكلة، ولكن ذلك يدفعنا إلى أن نصوب ونصحح ونصلح ونحاول!
قبل أن أودعك أردت أن أذكّر بالتعابير العبرية التالية، وما هو مقابلها بلغتنا، ولن أزعم أنني أحصرها كلها، فإليكم ما تيسر منها:
עֲתִירָה= التماس (في محكمة العدل العليا)
כְּתָב אִישוּם=  لائحة اتهام
עִרְעוּר= استئناف
בָּגָ"ץ=  محكمة العدل العليا
תְּבִיעָה= دعوى
תְּבִיעָה פְּלִילִית= دعوى جزائية

 

تواصـــل:

 

كتب لي الأستاذ إلياس صفوري:
تحية للنحات اللغوي الماهر أبي السيد، مع موافقتي لبعض من ورد من نحوت إلا أنني أعتقد، وليسمح لي البروفيسور، بأن بعض هذا المقترح ثقيل على القلب واللسان. حبذا لو عمد الاستاذ لعرض ما ينحت على بعض المختصين قبل أن ينشرها. ومع ذلك له فائق الشكر وعظيم التحية.

 

إجابتي:

يا صديقي: أولاً، تحيات!
توافقني أن كل جديد لا نصفق له، بل يكون ثقيلاً على الكثيرين!
هذا يذكرني بمقطوعة لجورجي عطية يقول فيها:
أفٍ له فيه عيب           وذاك أمر أكيــــد
قالوا له: أي عيب؟!   أجاب: لحن جديـــــد
قد توافقني أنني أقترح ما أقترح بعد دراسة وتمحيص واجتهاد، واستغراق في عشرات المصادر.
توافقني أنني لا ألزم أحدًا بأية لفظة، فأنا أقول رأيي، وعلى الجديين أن يتأولوا.. فهذه طرقة على الباب، أحاول أن تكون خفيفة، وحتى لو كانت عالية فهي تقرع الأذهان، وتحفز المساءلة، ولن تزعج إلا الذي يستمر نائمًا.
توافقني أن المختصين أقلاء، وخاصة بيننا، ولا أعرف إن كان عددهم وصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، ويمكن من كانت له ملاحظة أن يعلمنا مما علمه الله، فالباب مفتوح.
الباب مفتوح لك أولاً لك لتقول لنا : لماذا استثقلت ما استثقلت؟ وما هو الحل عندك؟
أرجو أن تنتبه لجملتي الأخيرة في الرد على الصديق جواد، في المدونة الثامنة عشرة،  ورسالته المعجبة وهو محام من خيرة المتذوقين للعربية.

 

إضافـــة:
كتب الأخ عماد ردًا آخر على السيد الصفوري:
الأخ الصفوري لم ينتبه إلى أن المدونة المواسية - رقم 18 ليس فيها نحت (نحوت؟؟!!)
النحت كان في مدونات سابقة، واختارها لتكون مخرجًا – أذكر (تقليطان) اختار لها (الواسي)، وأذكر (قال نوعيت) اختار لها (يَـســيكَـة)، واختار (مُـثـيـه) مكان (مثير للاهتمام)، وقد حفظتها لجمال وقعها. واختياره جريء أظن أنه لم يكن هناك أي حل أو مخرج تيسيري نتفق عليه.
 ثم، لماذا تستخدم (أعتقد)، وأنت تقصد (أظن، أرى)؟!
إذا اعتبرت رأى + ن نحتا فأنت مخطئ فهذه النون زائدة، كما يقول مواسي، وتجوز زيادتها في اللغة.
شكرا للأستاذ الدكتور على العطاء والمسئولية!    شكرا لمن يعمل!
فمن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد،
 وأنت أخي الصفوري لك أجر واحد!

 



 


 

المدونــــة الرابــعة والعشرون

 

 

الاختصارات

 

الاختصارات (רָאשֵי תֵבוֹת = ר"ת)، وبالإنجليزية abbreviations هي ظاهرة لغوية عرفها العرب، وسموها "النقص بسبب الرمز"، فمنها ما ورد في المصنفات القديمة:
 إلخ= إلى آخره، لا يخ= لا يخفى، اهـ= انتهى، ثنا= حدثنا في الصحيحين،
 ولا أنس ما استكرهه بعض الفقهاء – من استعمالات شائعة نحو- (صلعم)= صلى الله عليه وسلم، ع م= عليه السلام، رض- رضي الله عنه.
 وثمة اختصارات غير معروفة في أيامنا نحو: حج= ابن حجر الهيثمي في كتب الشافعية، س= سيبويه...إلخ

غير أننا نجد في المعاجم اختصارات يجعلها المؤلف دليلاً في تصدير معجمه أو في نهايته، كما أننا نقرأ في كتب الأبحاث على نحو: م.س (مصدر سابق)، م.ن (مصدر نفسه، ومنهم من يجعلها- ن.م)، را (راجع)...إلخ
كما أن من المنظمات السياسية  من اختار الاختصارات، ونجح فيها، نحو: حماس، فهي اختصار أوائل الكلمات: حركة المقاومة الإسلامية، و فتح التي كانت في الأصل ح. ت. ف حتف= حركة تحرير فلسطين، لكن وبسبب المعنى (الحتف هو الموت) فقد قلبوا الترتيب ليتيمنوا خيرًا، فكانت (فتح). ثم كانت هناك وكالات للأنباء قد عمدت إلى هذه الاختصارات، نحو وفا- وكالة فلسطين للأنباء، واع= وكالة أنباء العراق.
وقد جربت في المدونة العشرين ترجمة
עֶסֶק  מורְשֶׁה م. م (ميم ميم،من مشتغل مرخص أو من مصلحة مرخصة- سيان)، وكل كلمة من أي اختيار تبدأ بالميم. أكتب ذلك وعهدنا بالشركات التجارية موصول، حيث يثبتون بعد اسم الشركة م. ض – (ميم ضاد)- أي محدود الضمان؟

מע"מ
= ضَـقـا

في العبرية تم اختصار מַס עֵרֶךְ מוּסָף إلى (מָעָ"מ) ويلفظونها بيننا- ماعَـم، فلماذا نحجم عن اختصار ضريبة القيمة الإضافية إلى (ض. ق. إ)- ونلفظها ضَقـا، من هنا فلا أرى تثريبًا أن نقول  سندفع ضقا في الخامس عشر من الشهر، ولا أظن اللفظة بعيدة عن جو الدافعين الذين يحسون بالضيق.
ولو تسنى لي (والأمر عسير، ولكن الاقتراح متاح) لجعلت اختصار
בָּגָ"ץ (בית המשפט הגבוה לצדק)، ويلفظونها بيننا (باَتس) لفظة مختصرة هي مَـعَـل (محكمة العدل العليا).
מַנְכָּ"ל  (مَـنْـكال) =  ميم عين = مدير عام
סַכּוּ"ם (سكوم)شَـوْسَـم، وهي اختصار مجموعة الشوكة، السكين، الملعقة.


 

عودة إلى النحت:

 

قلت في المدونة الرابعة عشرة إن ظاهرة النحت هي قديمة في لغتنا العربية، وما أقل الإفادة منها في أيامنا. والنحت لغة هو التركيب، نحو ما يقوم به النجار مثلاً، فينحت خشبتين، ويجعلهما واحدة، ومن ذلك أخذ اسم هذه الظاهرة اللغوية.
ذكرت أن في لغات أخرى يظهر النحت وله فعاليته في هذا الغنى اللغوي، وفي التصرف في الجمع بين كلمتين أو أكثر، حيث يتم ابتداع كلمات جديدة،  بينما نحجم نحن العرب عن ابتكارات نحتية، بحجة الذوق اللغوي الذاتي، وبأنه ثقيل على اللسان، أو بحجة أنه جديد، ولا عيب فيه سوى أنه جديد. وقد وصلت هذه المدونات تعليقات أخرى من قراء يتحفظون فيها من النحت كما فعلت في ابتداع كلمة (رؤان) ترجمة لـ
רֵאָיוֹן.

 

ردي:

 

قد يظن البعض أن زيادة الحرف على الكلمة هو نحت، نحو ما فعلت في لفظة (رؤان ترجمة لـ רֵאָיוֹן)، ولهم أقول:
 زيادة الحرف لا تعتبر نحتًا، وقد زيدت الميم في بعض الكلمات، نحو زرقم = شديد الزرقة، وزيدت النون في مثل رعشن= شديد الارتعاش، والواو في كوثر= شديد الكثرة، إلخ، ولهذا مبحث خاص في أسباب الزيادة، ومتى تكون.

وبعد،
فلم ألجأ للنحت إلآ لضرورة ملحة، وأنا على يقين أن اللغة تجيز الاجتهاد، وتظل مسألة استساغة الاستعمال، وقبوله، ثم شيوعه، مجالاً للنظر.
يا حبذا أن يكون هناك مؤسسات تتجند، وشخصيات تشعر بالغيرة على لغتها، وقد لمست تعاونًا مع بائع اليسيكات في بلدتي لتبنّي اللفظة، وذلك يوم أن وضعت للدراجة التي يركبها المحتاجون لها، وهي آلة مستجدة على الشارع- 
קַל- נוֹעִית، إذ أخذ مستخدموها العرب يعيدون اللفظة العبرية (قال نوعيت)على ثقلها، فما وجدت حلاً لاسم الآلة إلا النحت: فكانت الترجمة عن العبرية: يسيرة الحركة، فأخذت من اللفظة الأولى (يسي)، ومن آخر اللفظة الثانية (كة)، فجمعتهما لتكون اللفظة الجديدة يسيكة.
هل أكشف لكم سرًا أنني أفرح عندما أسمعها  على لسان شخص يركبها، ولو تمكنت لما تركته بدون فنجان قهوة.

 

بدأت بفكرة النحت في السبعينيات يوم أن اقترحت حتّــن (من اللفظتين: حتى + الآن) ترجمة لـ עִדְכֵּן، والكثيرون يعرفون حكاية إقحام اللام عليها، ومعركتي فيها!!!، ومن الطريف أنني تصفحت كل العرب عدد 27/7/2012 وإذا في الصفحة الأولى خبر رئيس يورد محتـلّـنـة – بتشديد اللام، وأعيدت الكتابة بالشدة في الصفحة الداخلية، فبربكم الفظوا الكلمة، وتحدثوا بعد ذلك عن الذوق!).
ومن الجدير أن أذكر أن هناك صديقًا لغويًا يقترح (حَـتـْهَـنَـة) من (حتى+ هنا)، فلماذا كلما بادر أحدنا لشيء نقول له "لا مش هيك"؟، ويجب أن ندلي بالدلو؟!
وهل يقبل الأستاذ وهو الفصيح أن يقول في المضارع: يُحتْـهِـن، فهو محـتهِـن؟ أنا في شك لأنني أعرف ذوقه، وهو ممن أضع ثقتي بهم.
في هذه المدونات كنت نحتُّّ  الواسي (بدل
תַּקְלִיטָן، وهي من اللفظتين: واضع+ سي دي، وهي الأشيع من أسطوانة أو قرص)، كما نحتّ (شارصيف) من (شارع+ رصيف = מִדְרְחוֹב)، ورافِـبـة من (رافعة + متشعبة= מַזְלְגָן) وغيرها.
أشعر إزاءها بالراحة والاطمئنان، وكم أرجو أن تجد لها ألسنة تنطق بها، وأفئدة تهوي إليها.
لكني أصدقكم أن (شارصيف) هي الوحيدة التي أجدها غير مستقرة بسبب خروجها عن الصيغ العربية المألوفة، وقد شرحت سبب اختياري لها في المدونة السابعة، ولكني أبقيها مؤقتًا إلى أن نجد معًا بديلاً لـ (المِـد رحوب
מִדְרְחוֹב).

 


 

المدونــــة الخامـسـة والعشرون

 

 

لاحظت أن أسماء المفعولين بالعبرية تحفز المتحدث منا أحيانًا على استخدام اللفظة العبرية دون العربية، وربما بسبب عدم شيوع الصيغة: مشتَـفْـعَل، أو مُـفْـعَـل، ونحوهما في اللغة العربية الشائعة واليومية، من هنا فسأصحبكم إلى استخدامات عبرية تبحث عن كلمة محددة لها في العربية، ولا بأس أن تكون كلمة أخرى مرافقة هي دارجة في العامية.

 

מְתוּחְכָּם= حاذق

 

أعرف أن ترجمة מְתוּחְכָּם (وهي بالإنجليزية sophisticated) ترد في أكثر من مورد: محنك، رفيع الثقافة، دقيق المعرفة، فلماذا لا نكتفي بلفظة حاذق التي تدل على المهارة والخبرة والمهارة والحكمة في التصرف، ونفرد الحِـذْق لـ תִחְכּוּם.
في الدارجة لا تتوقعوا أن يقول أحد من أبناء الشعب: فلان  حاذق، فلو قال شاطر بمعنى اللفظة كما نعنيها اليوم لكانت الكلمة وافية شافية،  أقول بمعنى اللفظة اليوم، لا بالمعنى القديم، حيث ارتبط المعنى القديم بالعيارين والشطار وأصحاب الكـُدية، فما لنا ولهم؟ وقد أفلت نجومهم- على الأقل في المصطلحات! فلا تصدقوني إن قلت إنهم تولَّوا وذهبوا بعيدًا فعلاً وتطبيقًا، ذلك لأنهم عادوا بلبوس جديد في ألفاظ أخرى، ولكنهم لم يعودوا يحملون اللفظ  القديم  شاطر، فهذه اللفظة الدارجة تركناها للطالب المجتهد، وتركناها كذلك للحاذق بمعنى
מְתוּחְכָּם.
 وبهذا السياق لا بد لنا من التعود على وصف الجهاز بأنه حاذق، في نحو:
מַכְשִׁיר אֵלֶקְטְרוֹנִי מְתוּחְכָּם، فـ (الدَّقيق) لا تفي بالمعنى تمامًا، فالأَولى – في رأيي- أن نستعير له صفة بشرية هي الحذق.

 

מְשׁוּכְלָל=  مُـحْـكَـم

 

هذه اللفظة العبرية מְשׁוּכְלָל تعني أنه مصنوع ومهيأ بصورة كاملة، وليس فيه عيب أو ثغرة، فهو مُـتقَــن، وأرى أن نختار لها لفظة مُـحْـكَـم،  ويمكننا أن نستخدم فيما بيننا في الحديث الدارج وفي الفصيحة أيضًا مُـتْـقَـن، ولا بأس بقولنا في لهجتنا مْـحَـكّـم فالمهم أن تتركونا من الشخــلـــلة!
يلاحظ المتابع أنني أحاول أن أجد حلاً في كل ترجمة للغة اليومية الدارجة، حتى لا يسألني سائل: وهل تتوقع مني أن أقول مُحْـكََـم؟!

 

מוּגְזָם= مُـبالَـغ

 

اسم المفعول مُبالَـغ يجدر أن يلحقها شبه جملة، كأن نقول "مبالغ فيه"، ولكني أرى أن نكتفي بصورة اسم المفعول من بالغ للدلالة على أن الأمر خرج عن حد المعقول والتصور، وأنه مضخَّم أو مغالى فيه.
نسمع كثيرًا من يقول للآخر بعد أن يستمع إلى ادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان:
הִגְזַמְתָּ! فما لنا لا ننبههه وهو يعارض- إلى أن يستخدم: بالغت، وبالطبع فاللفظة أسهل، ويمكنه في التعبير عند الدهشة  أن يمد الألف قدر دهشته-"بااالغت!!

 

מְשׁוּחְזָר= مُـسْـتَـعاد

 

أعرف أن اللفظة العبرية تعني- يبني ويعيد التنظيم من جديد، فالمبنى مُعاد التركيب يسمى بالعبرية מְשׁוּחְזָר ((reconstructed، وأنا أرى أن نترجمه مستعاد مخصصين اللفظة لذلك، رغم عدم الدقة تمامًا، وأما (מוחְזָר) فهي مرجوع أو مُعاد،
 ولا ضرورة لأن نترجمها- مستعاد، فلنخصصها لـ
מְשוּחְזָר.

 

מּשׁוּכְפָּל= مَـنْـسـوخ

 

وهو الذي يعاد نسخه إما بآلة الطباعة، أو هو مستنسخ بنسخ كثيرة بوسائل أخرى.
لقد استمعت إلى بعض زملائي المعلمين وهم يخاطبون السكرتيرة (شَخْـبِلي لي!)، و( بحياتك! الشِّخْبول قبل الحصة)، وفي تقديري أننا في حديثنا لو قلنا (انسخي لي)، و(النسخ قبل الحصة) لما مسنا أي سوء، ولفُهمنا تمامًا، ولما ظن أحد أن الذي خاطبناه امتشق قلمه ليأخذ في نسخ النص وإعادة كتابته. فقد تم فعليًا في أيامنا تحويل معنى (نسخ) من مجرد
copy  إلى معنى مستجدّ يتعلق بالطباعة- أي كما اللفظة الإنجليزية-  duplicate.
وبالطبع فإن تحديد اللفظة العبرية שִׁכְפּוּל  للنسخ لا يمنع بقاء نسخ، لصق في مقابل لفظتي: הַעְתֵק, הַדְבֵּק، فالمعنى يفهم من السياق.

מוצָג=
مَعْـروض

 

وهذا المعروض (ج. معروضات) يكون في البضاعة أو في  المعارض التجارية والفنية، ولكن إذا أراد أحدهم أن يقدم  מוּצָג  للمحكمة، ويبرز دليلاً لدعواه، فإن هذا يسمى "مُـسْــتَـمْتسَك.

 

מוּתָג = ماركـــة

 

מותָג هو اسم أو رمز  أو أي علامة أخرى تعرّف مُـنْـتـَـجًا= מוצָר معينًا، ويردد أبناء جيل اليوم (موتا) لدى شرائهم الملابس المختلفة، وهي عادة أغلى بكثير من ملابس أخرى لم تحظ بالميزة الخاصة.
 كنا نسمع قديمًا من آبائنا لفظة ماركة، وهي من التعبير الإنجليزي
trade mark (انظر معجم ابن شوشان: مادة מוּתָג).
  والعالم العربي يستخدم هذه اللفظة الإنجليزية في ضروب الاقتصاد، وهي شائعة، ولا أظن اختيار البديل: صنف تجاري يغير استخدامها، واقتراحي أن نستخدم في الفصيحة  صنف تجاري، وفي لغتنا اليومية نستخدم ماركة، وقد شرحت في أكثر من مدونة لماذا نقبل الألفاظ الأجنبية، نحو فيتامين، ألكترون، أوكسجين، ولا نقبل العبرية في نسيج جملنا، فها نحن نستخدم (الأكسجين) لفظة عالمية، بينما نرفض استخدام חַמְצָּן= حمتسان، وهي بالمعنى نفسه، ونقبل استخدام كمبيوتر لدى الذين يستثقلون الحاسوب، ونستسيغ (بريك) للكابح، بينما يجدر بنا ألا نخلط في لغتنا العبرية، فنستخدم جملة على غرار: غيرت البلاميم- בְּלָמִים. وثمة نماذج كثيرة، فمشكلة هذه المدونات ليست مع اللغات الأجنبية، وأنا لا أقف في وجه تيارات عجزت عن التصدي لها المجامع اللغوية، وأراني أعيد القول، فعذرًا!
رسالة إلى ج.

فيما يتعلق بـ
מוּתָג، فهي بالإنجليزية trade Mark (انظر المادة في معجم ابن شوشان، وكذلك في معجم سابير)، وقد عرّبت اللفظة الإنجليزية إلى (ماركة)، ففي المنجد: علامة فارقة تجعل على البضائع، ولكل معمل علامة خاصة يضعها على مصنوعاته". والكلمة مألوفة في لغتنا الدارجة، ويستخدمونها في العالم العربي- كما ذكرت أعلاه.
 מוּתָג  أصلاً كما قرأت في المواقع هي من מוצר+ תג ، نحت نحته البروفيسور دوف يزرعيلي، للدلالة على خصوصية الصنف وتميزة بعلامة فارقة، وتعرف اليوم في بعض دول الخليج branding.
ثم أقرها مجمع اللغة العبرية بمعنى
brand name) )- أي  كما يترجم البعلبكي في مورده: ماركة، علامة تجارية.
قرأت اقتراح زميل بأن نترجمها (وسيمة)، والترجمة من الإنجليزية 
brand، لأن الفعل بالإنجليزية من معانيه (وسم). وأترك الاقتراح لنظركم!


 

מְעוֹרָב= مُـنْـخَـرِط

 

الشخص الذي له يد في موضوع، أو متداخل في قضية، أو أقحم نفسه في موضوع، أو تورط فيه نسميه في العبرية מְעוֹרָב، وأرى أن نختار لترجمتها مُـنْـخَـرِط، فالفعل انخرط في المكان حسب المنجد يعني دخل، وانتظم، وإذا خرطنا رجلاً في الأمر فهذا يعني أدخلناه.
لهذا فبدلاً من قولك
מְעוּרַבוּת قل: انخراط، وبالدارجة إن استصعبت اللفظة الفصيحة فقل بدل מְעוֹרָב = له يد، وبالطبع بلهجتك المحكية.
لم أجد في معجم الوسيط هذا المعنى للانخراط أبدًا، ولم أجد لدى سغيب في معجمه هذا الاقتراح للترجمة.
ملاحظة
: هناك من استخدم متداخل، والفعل هو تداخل، ورأيي الشخصي أنه لا يفي بالمعنى المقصود تمامًا، لأن تداخل لفظة قد تأتي ترجمة لـ
הִתְעַרֵב ב مثل تدخل،  وتداخلت الأمور= הִסְתַבְכוּ העִנְיַנִים ، وأحيانًا היו מְשוּלַּבִים. وشـتان!

 

מְעורֶה= مُـتَـعَالِِــق

 

هذه اللفظة تعني من بين ما تعني أنه مرتبط، له وشائج، متأصل، راسخ، ولكن الاستخدام الذي نستخدمه يأتي بمعنى الاندماج، وارتأيت أولاً أن أختار لها- متعلق، لكن معنى שייך + קשור+ תלוי يربك، فنحن كثيرًا ما نترجم كل واحدة من هذه الألفاظ العبرية (متعلق)، فإذا قال قائل: فلان מְעורֶה في حل مشاكل الناس، أو غير מְעורֶה في الحياة المنزلية، فأرى أن نترجمها في الفصيحة مُـتَـعالـِـق، علمًا بأن اللفظ (أي متعالق) اشتقاق حديث استخدم هنا وهناك في المقالات الفكرية بغير معنى محدد، فمرة بمعنى انجذب، وأخرى تعلق خفيفًا، وآنًا اشتبك، وأخرى تمسك، ولم أر الفعل في المعاجم، فاسمحوا لي أن أخصص (متعالق) للفظة العبرية מְעורֶה، ذلك لأنها أخف حملاً من متأصل، فحبذا أن نقول "هو متعالق بهذا الأمر"، و" وهو غير متعالق بالحياة المنزلية"، ويظهر لي التعبير "هو داخل/ جوا المسألة" يلائم حديثنا الدارج. 

 

 

 
 

المدونــــة السادسـة والعشرون

 

 

كلمات متفرقــة:

 

أعرف أن هناك من يود أن أعمد إلى الألفاظ مرتبة، فلهم أؤكد أن النية معقودة أن يصدر كتاب بعد المدونة الخمسين، وفيه مسرد بالألفاظ العبرية حسب الأبجدية، وبالطبع فليس لي طموح أن أؤلف معجمًا متكاملاً، فكل ما أفعله هنا هو اقتراحات مختارة أجدها بديلة لألفاظ عبرية مستحكمة ومتحكمة، فإن أقنعت نفرًا منا أن يستخدم البديل فذلك ما يبعث الرضا في نفسي، وإلا (وأنا واثق من عسر الأمر وشبه استحالته) فحسبي أنني تحركت وحاولت، ومن لا يحاول فإنه لا يخطئ، وليثق قارئي أنني أبذل جهدًا جهيدًا، وأنقب في المصادر، وأسأل ذوي الاختصاص، وأراجع لا أقل من عشر مرات قبل أن أرسل مادتي، ومع ذلك جل من لا تفوته شاردة أو واردة.

 

שִׁפּוּץ=  تَرْمــيـم
שִׁקּוּם=  تأهيـــل

 

نعني بهذه اللفظة العبرية- שִׁפּוּץ  إعادة الشيء إلى وضعه السابق جيدًا وصالحًا، واللفظة من أصل آرامي – שְפּוּצָא، فأنت ترمم البيت القديم، والبلدية ترمم الحي أو الشارع،  وهنا لا تُستخدم هذه اللفظة العبرية نفسها في إصلاح شخص سجين أو معوق، فالاستخدام العبري الصحيح عندما يقصد الإنسان فهو שִׁקּוּם، ونترجمه للعربية: تأهيل- بمعنى إعادة بناء لأن الشين في أول اللفظ العبري تدل على الإعادة، أي الإقامة من جديد- rehabilitation.
صحيح أن 
שִׁקּוּם قد ترد أيضًا بمعنى الترميم  الجذري للأماكن أيضًا، والإقامة من جديد، ولكنها  وحدها (دون שִׁפּוּץ) تختص بالإنسان، فيمكننا أن نقول لمن يتوجه بعد حادث بدلاً من שִקּוּם إنه توجه للإنعاش أو للتأهيل أي جعله أهلاً لحياة عادية أكثر.

 

טִפּוּל = علاج
טִפּוּל (למכונית)= تدْبــيـر

 

العلاج قد يكون طبيًا، وقد يكون مجازيًا، كأن يتوعد شخص شخصًا، أو يعِـده: אֲנִי אטַפֵּל בּוֹ.
ويلاحظ أن الدارجة تستخدم (أدبّـره) كما تستخدم  أعالجه.

أما العناية بالسيارات وسواها مما يحتاج إلى  معالجات وفحص ورعاية فأرى أن نفرد لها لفظة تدبير، فمعنى الفعل دبّـر في الوسيط: ساسه ونظر فيه، بينما المعنى في المنجد: اعتنى به ونظمه، فماذا يريد السائق مثلاً أكثر من ذلك؟ ثم، لماذا قبلنا (أدبره) للشخص ولا نقبلها للسيارة؟
بربك لا تسألني: متى عملت (طِـبّـول)، قل لي مت دبّرت السيارة؟
 أعرف أنها صعبة، ومن العجيب أن عدوى (الطبّـول) وصلت إلى  نابلس، وسمعتها هناك.
أريدك أن تعزف عن لفظة عبرية في حديثك بالعربية، على المريض أن يأخذ العلاج الملائم، وعلى السائق أن يقوم بتدبير سيارته.
أتعرفون أن أصحاب المهن هم الذين يسوّقون الكلمات؟  لو قالها الممرض (علاج) وقالها الميكانيكي – تدبير لكان من حديثي إليكم نتيجة ما!
 (لا تحسبوا عليّ لفظة الميكانيكي، فأنا لا أتحفظ من الكلمات الإنجليزية الشائعة في لغات العالم، وقد شرحت سبب ذلك).

 

 

التعبير بالإنجليزية هو intensive care unit، وقد ترجم بالعبرية إلىׁיְחִידַת - טִפּוּל נִמְרָץ، ويعني استخدام الوسائل العاجلة والقصوى لإنقاذ مريض في حالة خطرة.
وقد تابعت من خلال المواقع على الشبكة- استخدام المصطلح في الدول العربية، فوجدت: العناية الفائقة، وفي الأردن وغيرها- (العناية المركزة)، وفي الخليج-  وحدة العلاج المركز، المعالجة القصوى، غرفة الطوارئ...

ألم أقل في بداية هذه المدونات أن كثرة الترجمات لأية لفظة لا تكون في مصلحتها.
كان بودي أن أختار:  وحدة الرقابة الشديدة، متعللاً بأن المريض يكون تحت المراقبة الشديدة، وقد يحتاج إلى علاج أو لا يحتاج. واتفق أن التقيت طبيبًا من طلابي سابقًا فسألته عن ترددي وأنا أكتب هذه المدونة بين تدوين (الرقابة الشديدة) أو (العلاج المكثف).
فأجابني أصبح المصطلح الثاني (العلاج المكثف) معروفًا لدينا في البلاد، فأدعوك لالتزامه إن كنت تصبو إلى توحيد المصطلح.
شكرًا للطبيب سيف الدين، وأدعو الله ألا أكون لا أنا ولا هو في مثل هذا العلاج المكثف حتى لا نحتاج إلى رقابة شديدة.

 

מְטַפֶּלֶת= حادِبـــَة

 

حبذا أن نتفق على لفظة ونشيعها، فأنا أعرف أن اللفظة غير دقيقة بالعربية، وأكثر منها دقة: راعية، متعهدة، معتنية، وقد ترجمت أحيانًا مربية، وكذلك حاضنة وهي الأشيع.
كنت أود  اعتماد  حاضنة، أولاً لأن الفعل (حضن) فيه حميمية  واهتمام وبالضرورة رعاية واعتناء.  ولكن الصعوبة في الحديث عن المذكر: حاضن، فكيف أسمي هذا الرجل الذي يقوم برعاية المرأة المسنة؟ هل أسميه: مربّ؟ راعٍ؟  حاضن؟
وجدت الحل في  حادب و حادبة، فالفعل حدب عليه يعني في المعاجم انحنى وعطف.
أما الصديق الذي أنكر أن يكون معظم هؤلاء الـ
(מְטַפְּלִים) الحادبين ممن يحدبون حقًا فأقول له: ليكن ذلك على سبيل التيمن!

قال لي صديق: كنت أفضل ترجمتها (مُسـتَرْعاة)، ونسي صاحبنا أن هذه اللفظة بصيغة اسم المفعول، وهي لا تفي بما نحن فيه من فاعلية الرعاية.


מִתְחָם=
مَـتْـخَـم

 

هذا الموضع أو الموقع الذي حدد وخصص لشيء ما سموه بالعبرية מִתְחָם، وتعرفون أن أكثر اليهود يلفظون الحاء خاء (مِتْـخام)، واللفظة أخذت تشيع كثيرًا هذه الأيام، إذ أصبحت تطلق على الأسواق التجارية غير المتسعة، والتي تقع ضمن مكان محدد.
قلت: تَـخم، وتُـخُـم  وجمعها تخوم هي ألفاظ عربية وردت في المعاجم، وتعني الحد بين فاصلين، وقد أفرد لسان العرب مادة لتخم، وذكر أبياتًا شعرية منها البيت:
وعُلّ ثرى تلك الحفيرة بالندى       وبورك من فيها وطابت تخومها
ويقال: هذه الأرض تتاخم أرض كذا أي تحادّها.
قلت: لو اخترت أية كلمة نحو: متجر، مجمّع (ما أكثر معاني هذه اللفظة الأخيرة التي حملناها فوق طاقتها) أومِنطقة  لظلت حروف التاء والخاء والميم في الذاكرة، فلماذا إذن لا نبحث عن لفظة قريبة من العبرية بحيث لا تعارض لغتنا.
أقترح وأنا أستصعب اللفظ معكم مَـتْـخَـم، اسم مكان على وزن مفعَـل- آملاً منكم ألا تتعجلوا الرفض، فحبذا تكرارها على ألسنتكم فربما تصبح سائغة.
يسوقني هذا إلى الرد على الكتير من المنتقدين بأن الألفاظ هذي أو تلك غير مستساغة، أو ينبو عنها ذوقهم، وردي هو : لكل ذوقه، والصعوبة هي في كل بداية، ولا أظن أن أية لغة كل كلماتها مأنوسة، وليس فيها ألفاظ جاسية مستكرهة.
وهناك حل آخر: أن أدعوكم إلى المتخم لفنجان قهوة بشرط أن أسألكم: أين نحن؟
 فتجيبون: في المَـتخــم!
المتخم يتاخم المنطقة الصناعية في المدينة.
 ترى هل قبلتم تتاخم؟
بانتظاركم!

 

שׁוֹלֵט בּלָשׁוֹן= متمكّن من اللغة

 

اللفظة العبرية لها معان كثيرة- كما لا يخفى- فإذا قلنا שוֹלֵט בּמָּצָּב فمعنى ذلك أنه متحكّم في الوضع، أما إذا جعلنا الموضوع للغة أو لمادة يتقنها الشخص ويجيدها فهو متمكّن منها.
في هذا السياق أذكركم بلفظة 
שלָּט =  remote control، فقد اقترحت مُوَجِّّّـه، وسرني أن هناك من يستعملها، ويسأل زوجته: "وين الموجّـه"؟

 

שֶׁלֶט = لافِـتـــة

 

عرف عن محيي اللغة العبرية إليعزر بن يهودا أنه  إذا لم يجد لفظة عبرية لمعنى أو لمادة معينة لجأ إلى اللغات السامية، وخاصة العربية التي كان يتقنها، وإلا فإنه يلجأ إلى اللغات الأوربية، فحدث أن أراد أن يضع اسمًا للإعلانات التي تُعلق على المتاجر والمحالّ، فرأى أن المستخدم في العربية أيامها آرمة، وهي لفظة أجنبية (لاحظ كيف أصبحت قارمة، وما زالت - ظنًا من الذين يلفظون القاف أن أصل المد قاف، وأن آرمة لفظ خاص في المدن مثل الفعل آل، فأصله قال، ومثل هذه الظاهرة اللغوية تسمى في العبرية: תִיקּוּן יֶתֶר وأترجمها تصويب زائد).
قبل بحثي هذا كنت أعرف أن  ( آرمة) لفظة تركية، فإذا بي أقع على ما ذكره صاحب القاموس شمسي باشا: أن الكلمة إيطالية، وتعني: سارية السفينة والشراع وما شابهها من التجهيزات... كما تعني اللوحة التي تحوي مجموعة من الإشارات والرسوم الخاصة بالحكام والأمراء... وقد اقترضتها بعض اللهجات العربية وحولتها إلى معنى  اللوحة أو اللافتة حديثًا.
ثم عُرفت يافطة، وهي على رأي الأستاذ أحمد عيسى أنها يافطة بالطاء، ويرجع أصلها البعيد إلى الكلمة الفارسية يافتة، وهي اسم مفعول من (يفتنّ -بمعنى أعلن أو كتب-  باللغة الفارسية).
انظر الحوار مع  رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة د. كمال بشر:
http://www.aljazeera.net/programs/pages/2f1f4ce5-7282-4864-9c6e-cdc8d8c35e18

ولم تكن (لافتة) قد شاعت، ولم يذكرها المنجد، ولا المعاجم السابقة، لكن معجم الوسيط  ذكرها مشيرًا إلى أنها محدثة.
لذا لجأ إليعزر إلى الألمانية والكلمة فيها
Schild، فأخذها وجعل الدال طاء، لأن اللفظ بالدال له دلالة أخرى= هيكل. ومن هنا نلاحظ أن الاقتراض من اللغات العالمية أمر طبيعي.
 صعب علي هنا  ترجمة
שִלּוּט ولدي اقتراح معين، لكني لا أضعه هنا، لأنني واثق من عدم استساغتكم، فيكفينا  اليوم مَـتْـخّـم!!!
لنستخدم لفظتين لـ
שִׁלּוּט مؤقتًا: وضع اللافتات، ومن يحب تجديداتي أقترح عليه لَفْـتَـنة.

 


 

المدونــــة السابعة والعشرون

 

 

تفضلوا لشرب القهوة:

ما أحوجنا ونحن نتناول المشروبات، وخاصة الساخنة منها إلى تحديد ألفاظها، فمنها ما نعرف لفظها بالعربية، ورغم ذلك نلجأ إلى اللفظة العبرية نطلقها في مقهى في شفاعمرو أو في الطيبة، ونقول : (كافيه، كافيه شحور،كافيه بوتس، كافيه هفوخ، كافيه تركي) .
اولاً لنتفق أنني لا أتناول الألفاظ العالمية، فلنترك كابوتشينو، إسبرسو، فلتر، موكا، كاكاو، وحتى (شاي) التي ليست هي من أصل عربي، فكل محاولة للترجمة ستكون عبثية، حالها كحال من ترجم (الفيسبوك)= كتاب الوجه؟؟!!.
 ولنبدأ بالألفاظ العبرية التي تحاول هذه المدونات أن تتركز عليها.
ولنتفق ثانيًا أن لفظة القهوة عربية الأصل، ومعنى القهوة في اللغة القديمة الخمرة، وفي ذلك يقول أبو نواس:
       يا خاطبَ القهوةِ الصهباءِ يمهرها      بالِّرطل يأخذ منها مِـلْـئَـه ذهبا
......يا قهوةً حرِّمتْ إلا على رجلٍ         أثرى، فأتلف فيها المالَ والنَّـشَـبا

 ثم لما اكتشفت القهوة في بلاد الحبشة، وهم هناك يسمونها إلى اليوم (بونا= بُــنّ في لغتنا) رأى شاربوها أن غلي قرون البُـنّ  يقدم سائلاً يشبه الخمرة (تُـقْهي عن الطعام أي تخفف الشهية له- كما ذكر المنجد، ولعلها خلاف ذلك، والله أعلم). ويقال- على ذمة موسوعة ويكيبديا-  إن الرازي  في القرن التاسع الميلادي ذكر القهوة في أحد كتبه.
فلماذا إذن نطلب
קָפֶה שָׁחוֹר ولا نطلب قهوة سمرا (سمراء)؟
 ألم تسمعوا بالمقطوعة الجميلة التي تعلمها جيلي في الصف الثاني، وهي لمامية الرومي (ت. 1580م):
 أنا المحبوبة السمــرا          وأجلى بالفنـــــــــاجين
وعود الهند لي عطر          وذكري شاع في الصين

 

קָפֶה  בוֹץ قهوة راسِـبة

 

أسميها راسبة، لأن القهوة المطحونة فيها والتي سلقت بالماء الساخن دون النضج التام تبقى في قعر الكأس وترسب فيها، فاقتراحي أن نختار لها  لفظة راسبة، والقرار لأصحاب المقاهي أيضًا.
لا أظنكم تريدون الإبقاء على (البوتس) وترجمتها الحرفية= الوحل؟!

קָפֶה
 הָפוּךְ=  قهوة مع حليب

 

في العبرية هما كلمتان، وأحيانًا يكتفون بواحدة הָפוּך، وهي بالإنجليزية coffee with milk  ولدى البعض white milk.
في رأيي أن نبقي التعبير قهوة مع حليب، ومن أحب طريقة النحت فأقترح أن  يعتمد قََـهِـيب، وهي مجموعة من قهوة + حليب، وهي أخف من لفظ (هفوخ) العبرية التي هي ترجمة لمعنى (مقلوب).
من ينكر ذلك فله الحق، أولاً لأنها جديدة، وما أعسر الجديد على أذواقنا!
وثانيًا لأنها غريبة، وثالثًا لأن أصحاب المقاهي لم يستخدموها، ولم يروّجوها.
 على كل هو حل أراه  للتخلص أولاً من اللفظة العبرية التي ستظل طاغية، وثانيًا للتخلص من ثلاث كلمات عربية معًا، وكأنها جملة، والناس في مخاطباتهم يبحثون عن السرعة في الأداء، حتى تتم سرعة في الفهم والتلقي. ومن يستصعب أو يستغرب (قََـهِـيب) فعليه أن يطلب:
قهوة مع حليب!
 وصحتين!

 

קָפֶה טוּרְקִי= قهوة عربية

 

هي المطحونة جيدًا، وعادة تكون بإضافة "سكر قليل وبدون حليب. وقد شاعت في العالم هذه النسبة (تركي) رغم أن قهوتنا العربية هي القهوة، وما نشربه  في تركيا أو فيما يسمونه (تركية) لا لذة فيها ولا طعم، والقهوة السادة – للسادة-، وهي إذا أحسن إعدادها لا تعلو عليها قهوة.
 إذا لم تشأ أن تقول قهوة عربية فلا بأس من قولك المصطلح العالمي: قهوة تركية، فليكن!
المهم ألا تقول (كافيه توركي!)
عجبي! يقولون: (كافيه)، واللفظة الأصل هي عربية قح!
عجبي! يقولون (بيت كافيه)، ولا يقولون مقهى، ولا يقولون حتى بالدارجة: قهوة.

קָפֶה נָמֵס =  نِسْـكافــيــه

קָפֶה נָמֵס  هي أيضًا  נִסְקָפֶה = Nescafe.

 

النسكافيه هو ذو لون فاتح نسبيًا، وذلك لأن قليه كان لفترة أقصر، وهوسريع التجهيز.
 والتسمية الأولى بالعبرية
נָמֵס (ناميس) والتي قد يكتفون بها عند طلبها، تدل على أن هذه القهوة سريعة الذوبان.
 سبب تسميتها 
nescafe أن هذا اسم صنف تجاري (ماركة= מותג) لشركة (نستاله) العالمية، وفي رأيي عدم ترجمة الاسم الشائع عالميًا، تمامًا كما أبقينا (إسبرسو)، فنقول: شربت نسكافيه، واشتريت علبة نسكافيه، وبالمناسبة فقد قرأتها في روايات عربية فصيحة، ولم يرهق أي مؤلف نفسه في ترجمة مفتعلة.
على ذكر الإسبرسو (منهم من يلفظ إكسبرسو)، فإن طلبتها فلا تستعمل النعت
קָצָר بل قل: قصيرة (أو قصير- حسب قصدك) ، ولا تقل: אָרוֹך بل قل: طويلة (أو طويل)، ولا تقل: כָּפוּל بل قل: مضاعَفة!

أما المشروبات الباردة فلنبق أسماءها العالمية، وليس لنا أن نتدخل في (كوكا كولا) و (شويبس) , (سبرايت)، و (سبرينغ) ونحوها، ولو تدخلنا وحاولنا لظلت كلماتنا بلا أذن صاغية، وغير منطقية، ولظل صوتنا بلا أي صدى.
ولكنا بالمقابل يجب ألا نقبل
מִיץ، في تضاعيف لغتنا العربية، ويجب ألا ننسى أن اللفظة العربية هي عصير، فيجدر بنا أن نقول: عصير عنب لا (ميتس عنبيم)، ونقول: عصير برتقال لا (ميتس تبوزيم)، ونقول عصير ريفوت لا (ميتس إشكوليوت)...إلخ
سيعارضني بعضكم على كلمة (
ريفوت)، وردي أن اللفظة واردة في دارجتنا، ونحن نبحث عن كل وسيلة لاستخدام المألوف لدينا، فهل أذهب إلى ترجمة هذه الفاكهة كما ترجمها المورد: ليمون الجنة؟ أو الليمون الهندي؟؟
أرى ألا نتحرج من استخدام الكريب فروت، ولعل الأسهل والأجمل:
ريفوت- بلفظ الجيم المصرية، ومن لا يعجبه فليشرب بعض عصيره. 

أتوقع من أحدكم أن يدعوني إلى فنجان قهوة، ولن ألبي الدعوة إلا إذا تحدث الداعي خلوًا من اللفظ العبري، ولا يهمني: سادة، قهوة عربية (تركية)، قهوة مع حليب، نسكافيه، قهوة راسبة، قهوة سمرا.
 من يدعوني حقًا؟!
أنتظر، وأنتظر الألفاظ العربية في أجواء المقهى، وعلى ألسنة الزبائن والنُّـدُل!

 

 


 

المدونــــة الثامــنــة والعشرون

 

 

הֶבְדֵּל =  فَـرْق
הֶפְרֵשׁ= 
فـارِق
פַּעַר
=  بَـوْن

كثيرًا ما تسمع هذه الألفاظ العبرية في نسيج  جملة عربية، فمن قائل: (ما هَـهِـبْديل؟ - ההֶבְדֵּל) ، وقائل آخر (الهِـفْـريش הֶפְרֵשׁ ببن حسابي وحسابك ألف شاقل).
من شاء التحدث بالعربية يختر (الفرق) لكل منها، ولا بأس في ذلك، لكني أقترح أن نفرد للأولى
הֶבְדֵּל-  الفرق، بينما הֶפְרֵשׁ التي تتعلق بالكميات والحسابات- نخصص لها الفارق، والسبب أن اللغة العبرية ميزت بينهما، فيمكننا كذلك، و للدقة أكثر أن نميز بالمقابل، فلا يستطيع المتحدث باللفظة العبرية أن يقول מה ההפרש ביני לבינך?
 
أو أن يقول: מה ההבדל בין שתי המשכורות? فالجملتان بالعبرية خطأ.
 ومن لا ير ضرورة التمييز على نحو ذلك في العربية فلفظة الفرق تترجم الكلمتين العبريتين، فلا بأس!.
وثمة لفظة عبرية يرددها بعضنا وهي في نفس النطاق-
פַּעַר، وأرى أن نترجمها بَـوْن، لأننا نستخدمها في دلالة الفرق الكبير.

 

מַשְׂכּוֹרֶת= راتِــب
תְּלוּשׁ= قســيمة

الراتب في اللغة تعني الثابت والدائم، ومن هذه الصفة جاء الاسم: راتِـب، لأن الموظف يحصل عليه بشكل دائم أو ثابت. والراتب استخدام محدَث في اللغة، ومنهم من يستخدم اللفظ مُـرَتَّـب، من الفعل رتّب = أقر الشيء ونظمّه.
 وأنا أعجب جدًا لمن يلفظ (أجت المسكورت، على طول هذه اللفظة العبرية بمقاطعها الثلاثة، ويفضلها على لفظ راتب!)، فإذا قال قائل: يا أخي، راتب: هذه لغة فصيحة، ومن منا يتحدث الفصيحة في حديثه اليومي؟
 أقول له: قل في لغتك الدارجة- (مَعاش)، وهي لفظة سليمة، وإذا أحببت اللهجة المصرية فقل (ماهيّة). أدام الله عليك الرواتب (المعاشات) وأنت في صحة موفورة، وصدقني أن المبلغ لا يتغير إذا تعودت على لفظ الراتب، فانظر إلى القسيمة =
תְּלוּש  لتتأكد من ذلك.

נֶטּוֹ =  الصافي (صافٍ)
בְרוּטוֹ =  إجمالي

رغم أن اللفظتين ليستا عبريتين أصلاً، ولا تعالج هذه المدونات إلا الألفاظ العبرية الدخيلة، إلا أنني أرى ونحن في سياق الراتب أن أدعو  إلى استخدام اللفظة العربية فيهما،  وذلك لكثرة ترديدها على الألسن، وخاصة لكثرة الخَْـصِـميّـات=
נִיכּויּים، فاللفظة  هي إيطالية  الأصل netto ، وكانوا يطلقون الكلمة بعد ذكر وزن البضاعة بدون غلافها أو غطائها. فراتب فلان، كما يقول:عشرة آلاف شاقل إجمالي، ويبقى له بعد خَـصْـم= נִיכּוּי  الضريبة سبعة آلاف صاف.
(يلاحظ المتتبع أنني في  استخدام "صافي" و "إجمالي" لم أتقيد بالإعراب، فنحن في الاستعمال اليومي نستعمل الدارجة، ولا نشكل الكلمات، فاعذروني هنا، وأما في الفصيحة فيجب التقيد.)
أما (بروتو) فأصلها كذلك إيطالي
brutto، وتعني الوزن الكلي الإجمالي مع الغلاف أو الغطاء الذي يسمونه في لغتهم (تارا). وقد أردت أن أختار لفظة كنت أسمع والدي يرددها قائم، لكن النوايا كانت أيامها أسلم!
م


מַשְׁכַּנְתָּא = رَهْـن عَـقاري
שִׁעְבּוּד
(הנֶכֶס) = ارتِـهان المُـلْـك

מַשְׁכַּנְתָּא (משכנתה) هي القرض الذي يعطى للمستدين لقاء ارتهان= שִעְבּוּד مُلكه  أو بعد التوقيع على ضمان مالي، ويفك هذا الارتهان لدى دفع  الدين أو تسديده.
عادة ما يؤخذ الرّهــن (العقاري) من
בַּנְק מַשְכַּנְתָּאוֹת =  بنك (مصرِف) العَـقَارات، وعندما يحصل عليه الشخص فإن بعض ممتلكاته تكون مرهونـــة ( מְשׁועְבֶּדֶת).

 

הֲנָּחָה= تخفيــض

المحل الذي  أعلن عن حَـمْـلة= מִבְצָע  لبيع الملابس الرياضية، أعلن عن (הֲנָּחָה) خمس وثلاثين אָחוּז.
قلت له: "أعلن عن تخفيض خمس وثلاثين بالمائة".
 والآن بعد أن اشتريت ماذا تنوي أن تفعل؟
سأقوم بعمل (كوشر)=
כּוֹשֶר  يومي.
قلت بل قل: لِـيـاقَـة. (لياقة بدنية إذا خشيت عدم الفهم)، فالمهم أن تتخلى عن لفظة (كوشر) التي ترددها.

כַּסְפּוֹמָט=  صرّاف آلي

هل دفعت له ؟
-
نعم دفعت מְזוּמָן بعد أن حصلت على المبلغ من الكسبومات= כַּסְפּוֹמָט.
-
بل قل: دفعت نقدًا، بعد أن حصلت على المبلغ من الصرّاف الآلي.
-
نعم دفعت نقدًا، وبقي معي من النقود التي أخرجتها من الصراف الآلي مائة شاقل.
- أما أخي فقد دفع مبلغًا كبيرًا على أقساط = תַשְׁלוּמִים

.
- أعانه الله على سدادها!

 

ملاحظة: لكل مصرف صرّافه الآلي، ولا بأس بأن نقول سحبت المبلغ من البانكات، أو من الكسبومات، ومن الكسبون أو من السينفـومات إذا أردنا التحديد، ولكن التعبير الصراف الآلي هو مشترك بينها. والشيء بالشيء يذكر فإن المصطلح بالإنجليزية هو ATM ، وهو اختصار لـ: Automatic Teller Machine.

 

 


 

المدونــــة التاسعة والعشرون

 

 

זָמִין= مُـتـاح

 

أعود إلى الهاتف، وأذكّر إن نفعت الذكرى أن الـ (פֶּלֶאפוֹן) أو الـ (נַיָּיד) هو الخَـلَـويّ (وليس الخلْـيَـوي- كما يلفظون في إعلام لبنان خطأ، وقد شرحت سبب ذلك)، وأن الهاتف الذي  يرتبط بالأرضي= נַיָּיח، والذي ينتقل في أرجاء البيت هو النقّـال. ففلان يتصل= מִתְקַשֵׁר، وهناك إرسال = קְלִיטָה.
ولا تنسوا أن تستمعوا لما في المِـجْـواب= תָא קוֹלִי (מְשִׁיבוֹן).

تتصل بصديقك، فلا تجده على الخط، فتقول لي לֹא זָמִין?
أقول لك: غير مُـتاح؟
ماذا؟ لم أفهم.
يا سيدي مُـتـاح هي البديل من (زمين)، فاللفظة العبرية ترد في سياقات مختلفة، ومن الناس من يستسهل قول: موصول، متيسر (وهي بالإنجليزية
available).
ومن جهة أخرى قد نستخدم اللفظة العبرية
זָמִין في النقد (cashable)، فمن المبالغ التي معك ما هو شيكات ومنه ما هو זָמִין= مُـتاح.
זָמִין
إذن تأتي بمعنى مُتاح، ومُـتَـيَـسَـر للمعنَـيَـين أي للهاتف وكذلك للنقود، وأظن أن اللفظة الأخيرة  منهما ملائمة باللغة الدارجة،  والشكل للكلمة حسب لهجة المنطقة، فالمبلغ المتيسر، والاتصال متيسر، فإن استثقلت متاح، فقل متيسر يسّر الله أمرك، وألغيت استعمال (زمين) و (مش زمين)!

 

S.M.S= س. م. س

 

الاختصار بالإنجليزية هو لرؤوس كلمات ثلاث: Short Message Service.
وقد اختار مجمع اللغة العبرية لفظ
מִסְרוֹן  لها، ومع ذلك ظل استخدام الحروف الثلاثة الإنجليزية هو الشائع الذائع في العبرية، وكذلك في جميع أنحاء العالم منذ أن بدئ به أولاً سنة 1992، حيث الكتابة تتم وترسل عن طريق الخلوي.
يمكننا ترجمتها إلى مُـرْسَــلة، وهي الأقرب للمعنى- وعندها لن يستعملها أحد–
وهناك من يستخدمها (رسالة نَـصِّـيّة)، وكأن معنى (النص) يدل عليها فقط.
في رأيي أن أبقيها س. م. س، وأبرر ذلك أن هذه الحروف رؤوس كلمات أتمثلها أنا- هي:
سطور مُرسلة سريعة = س.م.س
تذكرون قبولي للإيميل وتخريج ذلك برؤوس حروف الكلمات:
إرسال يرسله مرسل يصل المتلقي.
باختصار هذا تحايل أو مخرج للمتعصبين للغة، حتى نلتقي فيه بالنتيجة مع لغة عالمية ليس من الضروري إيجاد البديل لها، وحتى ولو حاولت اختيار بديل فلن تفلح، سيبقى الإيميل، وتبقى إس.إم. إس، وتبقى تانغو، ويبقى فايبر....إلخ.
سأذهب أبعد من ذلك ما دامت هذه المدونات لا تشغل نفسها بالمصطلحات والتعابير غير العبرية، فأنا أسمح لنفسي- كما فعلوا بالعبرية- أن أنقل التعابير الأجنبية على نحو:

 

סִמַּסְתי= سَـمّـسْــت (والمصدر تَـسْــمـيـس)
פִקְסַסְתִי=
فكْـسَـلْـت
(من فاكسيميليا، وتعمدت أن أتحاشى ورود حرفي السين بعد الكاف)
אִיימַלְתִי= أَيْـمَـلْـت (في المضارع: أؤيمل)
טִלְפַנְתִי- تَـلْـفَـنْـت

على كل هي فكرة، ولك أن تقبلها، ولك أن ترفضها!
أما صديقي الذي تعجبني عربيته فقد ارتأى: فكسمْـت مقدمًا حرف الميم، لأنها أسبق- في رأيه-  في أصل اللفظ، ولكني اخترت اللام لسهولة مخرج اللفظة، إذ لسنا هنا في مجال ترتيب الحروف. ومن العجيب أن أحدهم يفضل الفعل الثلاثي: فكس ناسيًا أن لها معاني أخرى في الفصيجة والدارجة، فلنتداول مع ذلك كل فكرة.
في هذا السياق أعجبني قول فيلسوف: "علامة العقل المتعلم هو قدرته على تداول الفكرة حتى ولو لم يتقبلها".

 

הוֹדָעָה= إشــْعـار

 

تعالوا نتفق أن نختار واحدة من المفردات الواردة  في  ترجمة (هودعا= הוֹדָעָה) التي تصل الخلوي، وذلك من منطلق أن تقوية لفظة تؤدي إلى تشييعها أكثر، تمامًا كالنبتة التي نرعاها أكثر من سواها.
راجعت المعاجم لأبحث عن ترجمة
הוֹדָעָה  فوجدت: تبليغ، إبلاغ، خبر، بيان، إشعار، إعلام!
تعالوا نكتف بلفظة واحدة هي إشْـعـار،
 والسبب أولاً: ليس هناك استخدام شائع ويومي لدلالة أخرى لها، فتخصيصها يقويها (فالخبر مثلاً أو التبليغ أو البيان كل منها له أكثر من دلالة)، فإشعارفي لغة اليوم نوع من التبليغ، ولا نكاد نستعملها – نسبيًا- اللهم إلا في العامية- وهي بصيغة الفعل: نحو أشعرته، وهي بالتالي تؤدي المعنى الذي نبغيه.
 وثانيًا: لأن التعبيرالعبري:
עַד לְהוֹדָעָה חֲדָשָׁה يترجم عادة: حتى إشعار آخر.
كتبت لك إشعارًا، فهل قرأته؟
قرأت إشعارين منك.
احذف الإشعارات الزائدة في الخلوي!
ومن يستثقل إشعار (مع أنها أهدأ  صوتًا من هودعا) فأقترح عليه أن يقول باختصار: إش!

أما 
הוֹדָעָה التي نراها في الصحف وفي الأماكن العامة فترجمتها-  خبر.

 

חָסוּם= محجوب (مستور)
חָסוּי=
مستور

 

أعرف أن معنى  חָסוּם مغلق، محجوب أو مسدود، وأن חָסוּי تعني سريّ ومكتوم (مجازًا)، وأرى أن ما يظهر على شاشة الخلوي= צָג  سواء كان חָסוּם أو חָסוּי  يلائمه بالعربية: مَـسْـتور، محجوب، لأن المرسل قصد أن يستر اسمه أو رقمه، فلا يُعرف غالبًا، ويبقى للمتلقي بيان  على الشاشة أن هناك مجهولاً اتصل، فلنترك استخدامنا (حسوم وحسوي) في أثناء حديثنا، ولنقل: رقم مستور، أنا لا أرد على مستور. وإذا استثقلنا (مستور) فيمكننا أن نقول أيضًا مجهول، مع أنها ليست ترجمة حرفية، فلا بأس في  (مجهول) أو (مخفي)، وهي تلائم لغتنا الفصيحة ولهجتنا الدارجة.

 

מוּעֲדָפִים= مُـفَـضَّـلات

 

نجد هذه المفضلات في الحاسوب أيضًا، والغرض منها أن نصل إليها أسرع، فهي قد فضلناها في التقديم. وفي الإنجليزية يعرفها الكثيرون ويستخدمونها- favorites .

-         والآن يا صديقي: من أين اشتريت جهاز الآيفون؟
- اشتريته من (الحِـبْـرا=
חֶבְרָה)?
-
 تقصد من الشركة؟
- نعم، وكانت هناك (حبيلا=
חֲבִילָה)
-
 أبارك لك، ولكن لا تنس أن تقول بدل (حبيلا) رِزْمَـة
- ولكني أسمع مصطلح عسقات حبيلا=
עִסְקַת חֲבִילה، فكيف نقول ذلك بالعربية؟
- أولاً هذا المصطلح يعني الاتفاق الشامل الذي يلزم الأطراف بأن يوافقوا على كل تفاصيله كاملة، وهو بالإنجليزية
Package Deal، وفي رأيي أن نخصص له التعبير: صَفْـقـَة شاملــة.

أعود لأذكّر بأن اللغة العربية تدعوكم لاستضافتها وأنتم تحملون الخلوي، فإذا انقطع الخط، فلا حاجة لقولكم: הקַוְ הִתְנַתֵּק!
وإذا كان الخط مشغولاً فلا حاجة لأن تقول תָּפוּס!
و
שִׂיחָה מַמְתִינָה هي مُـكالـَمة مُـنْـتَظِـرة!  
שׂיחָת וְעִידָה هي  مكالمة جَـمْـعة! (لاحظ أنهم في الإنجليزية اختاروا أيضًا التعبير: conference call، ولكني لا أستسيغ التعبير بالترجمة الحرفية للغة العربية، ولن أستسيغ: مكالمة مؤتمر؟؟!!).
     وصلت إلي
שׂיחָת חוּץ آسف: مكالمة خارجية! فهو (ممتين عل هقاف)- מַמְתִין עַל הַקַו- ينتظر على الخط  (بالدارجة: ع الخط).
سأستمع إليها، ولا تنس أنني أجتهد، بالأجر أو الأجرين.

إلى اللقاء!

 

 

 


 

المدونــــة الثلاثون

 

 

جولـــة في عالم الحاسوب


أذكّر بما كنت أشرت إليه في مدونة سابقة من ضرورة استخدام اللفظ العربية- الحاسوب، وتفضيلها في حديثنا بلغتنا على اللفظة العبرية التي يلفظونها أصلاً خطأ (مِـحاشيب، والصواب مَـحْشيب=
מַחְשֵׁב)، وحري بنا أن نقول: تلك الفتاة تدرس علم الحاسوب، وليس (محاشبيم- كما يلفظ الكثيرون، والصواب بالعبرية أصلاً هو مَحْشِبيم= מַחְשֵׁבִים).

בְּרֵירַת מֶחְדָּל
= الخِيار الافتراضي

سألني صديق تِـقْـنِـي: نحن في قسم الحاسوب نستخدم  كثيرًا التعبير בְּרֵירַת מֶחְדָל، فما هي الترجمة إلى العربية؟
- بحثت عن المصطلح فإذا به يعني "الخيار الذي يقوم به الحاسوب تلقائيًا عندما لا يكون تحديد طلب واضح يقوم به"، وهو بالإنجليزية:
default، وتعني اللفظة الإنجليزية  في الأصل تخلّف عن الشيء، ولم يتناول ابن شوشان ولا البعلبكي هذا التعبير سواء بالعبرية  בְּרֵירַת מֶחְדָּל  أو الإنجليزية  defaltl بسبب حداثته، ثم إني بحثت في المواقع العربية، وفي مواقع الحاسوب على ترجمة default، فوجدت اختلاف الترجمات: مبدئي، افتراضي، اعتيادي، وكلها في رأيي لا تجيب عن المعنى.
في تقديري أن تكون الترجمة: بديل افتراضي، لكني عندما استشرت بعض المختصين بالحاسوب فضلوا الخيار الافتراضي، وقال بعضهم: كنا نستخدم (الافتراضي)، لكننا لا نرى دقة الترجمة في اللفظة.

 

מִחְשׁוּב= حَـوْســَبة

Computerization هي تغذية معطيات (مكتب أو مصنع إلخ) في الحاسوب، أو تحويل النشاطات الإدارية إلى الحاسوب، وقد ترد بمعنى تزويد مؤسسة بالحاسوب، وأرى أن من اختار حَوسبــة كان موفقًا، فترجمة اللفظة العبرية في المعاجم التي بين أيدينا هي (استخدام الحاسوب)، ولا أظنها وافية شافية، فعلينا بالحوسبـــة.  


תִקְשׁוּב=  إنْـتَـر حَـوْسبة

وأصل التعبير هو نحت من لفظتي: תִקְשׁוֹרֶת + מְחַשְׁבִים، وهو الاتصال من خلال حواسيب شخصية مزودة بالموديمات (لم أغيّـر اللفظة العالمية الأخيرة- موديم، فأنا لا أعمد إلى تغيير ما هو معروف عالميًا- إلا ما ندر).
كنت أرى أن الترجمة –باستيحاء المعنى من العبرية- الاتصال الحاسوبي، غير أن الدكتورة أسماء غنايم - مديرة قسم الحاسوب في أكاديمية القاسمي أشارت علي بأن اللفظة الأدق هي إنتر حوسبة، وربما هذا التعبير المختلط باللغتين هو ترجمة ممكنة للتعبير بالإنجليزية:
inter- computer، وذلك لأننا في هذا المصطلح نستخدم وسائل تكنولوجية مختلفة، مثلاً تطبيقات حاسوبية، إنترنت، حاسوب (اللاب) ، العاكس وغيره، فهو يهتم إذن بالطرق التربوية المختلفة، ويمكن الدارسين  أن يلموا بالتكنولوجيا المعاصرة.
ويبقى سؤالي: ماذا نسمي صيغة اسم المفعول
מְתֻקְשָׁב?
هل يمكننا أن نقول وفقًا لترجمة الدكتورة إنتر محوسَـب؟
سل من كان به خبيرًا!
وحتى يُجاب أقول: لا بأس!


קִשׁוּר=
رابِـط
link


في عالم الحاسوب  أدعوكم لزيارة موقع (ي)
אֲתָר = site، وحتى تجدوه فعليكم بـ (محرّك البحث= מָנוּעַ חִפּוּשׂ= engine search)، وهو نظام لاسترجاع المعلومات من أعجب ما يكون، ففي ثوان  يذكر لك الملفات والروابط= קִשׁוּרִים التي ورد فيها الاسم المبحوث عنه، ومن العجب أنه يتفاخر على قدراتنا، فيقول لك: لقد وجدت لك هذه الآلاف من العناوين والروابط = خلال نصف ثانية، فهو يزودك بصور ووثائق من مخازن المعلومات מַאֲגָרֵי מֵידָע، ويزودك بِــ (مُـعْـطَـيات= נָתוּנִים، ووجدتها أيضًا في كتاب لرؤوبين سيفان (תצלצל שפתנו)، ص 13 נְתוּנִים، وهناك مصطلح عبري شائع עִבּוּד נתוּנִים= إعداد مُعْطَـيات، وهو حفظ برمجيات مختلفة، يتم تغذيتها في الحاسوب، حتى نستحصل على المعلومات التي أردنا من الحاسوب أن يعدها.

قبل أن أودعكم في هذا الخضم الذي لا أحسن الخوض في لجته، أو على الأقل أقف منه قرب الشاطئ-  أحذركم من (الهاكر= hacker، وهو المُـتَـطَـفِّـل، الذي يشعر بالفخر لمعرفته بطرق العمل الداخلية للنظام أو الكمبيوتر أو الشبكات بحيث يسعى للدخول عليها دون تصريح.
إنه مخترق محترف يستخدم جل طاقاته في
الاتجاه غير الشرعي، كمحاولة اختراق أنظمة حاسوبية بهدف إثبات قدرته أو التباهي بها، أو أحيانًا لأهداف إجرامية. وتقوم حاليا شركات عريقة بتوظيف مثل هؤلاء لغرض اكتشاف نقاط الضعف في شركاتهم، أومقاومتها.
هذا ما أفدت من المصادر، وقد حاولت أن أجيب عن سؤال الصديق أبي جلاء من دالية الكرمل.
أفضل لفظ المُـتَـطَـفِّـل، بسبب شحن اللفظة بموقف، فنحن عندما نلفظ الكلمة نحملها الرفض لها، ولا أظن أن لفظ القرصان او المخترق تفي إحداهما تمامًا بالمعنى.

بعد قراءة أحدهم هذه المدونة الحاسوبية أضاف لي: نسمي (الشَّراتيم= שָׁרָתִּים= خَوادِم، ومفردها (شرات)- שָׁרָת= خادم. وهناك الكثير مما تجدر إضافته.


 

المدونــــة الحادية والثلاثون

 

 

أصدقكم أنني أكاد أيأس من محاولاتي ومدوناتي وأنا أرى شيوع الكلمات العبرية على ألسنة المتحدثين بالعربية، وكأن الناطقين بها يفاخرون بأنهم ذوو شأن أرقى، ومستوى أعلى، فها هم  يحشرونها بدون أدنى تبرير، فما الذي يدعو هذه المرأة التي أسمعها الآن ساعة الكتابة، وهي تخاطب زوجها قائلة: (تخليط= תַחְלִיט) بدلا من (قَـرِّر
ولماذا تقول تلك المعلمة: (هعبيرو أوتي)-
הֶעֱבִירוּ אוֹתִי، ولا تقول نقلوني؟
 ولماذا يفضل هذا الرجل أن يقول عن طعام أعجبه (طَعيم=
טַעִים)، وينسى أن (لذيذ)، أو (شهِــيّ) أو حتى (زاكي) أكثر توصيلاً، وأكثر إيحاء، فلو جرب أن يردد (زاكي) فسيجد أن اللفظة بمخارجها الصوتية زاكية، وأين منها (طعيم)؟!
ثم إننا نرى هذه اللفظة بالذات تقارب لفظًا آخر في لغتنا الدارجة هو- (طعِـم)، فالمشروب أو الطعام إذا كان له طعم غير مقبول وغير سائغ فإننا نسميه (طِـعِـم).
فقرري يا عزيزتي أن تقدمي لزوجك طعامًا زاكيًا (شهيًا، لذيذًا)!


מַגִּיעַ לוֹ =
يستحق (بيطلع له)

هذا التعبير العبري يرِد لدى تقدير من يستحق أمرًا، كما يرد لمن يستحق عقابًا أو حسابًا، وأرى أن الترجمة الفصيحة لمن هو جدير بشيء أنه يستحق، ولأني أرفض اللفظة العبرية في نسيج حديثنا اليومي فأقترح أن نقول بالدارجة:  بيطلع له، وإذا لم تعجبك فقل: بيستاهل، واللفظة لكل حسب لهجته.
يستاهل العامية هي من أصل فصيح وصحيح: يستأهل.


אָדִיש=
لا مُـبـالٍ

من التعابير التي ليس لها لفظة محددة بالعربية هي אָדִיש وتعني غير المكترث، بارد الموقف، وقد ترجمه معجم سغيب: لا أُبالي- (بضم الهمزة) غير مكترث، كما ترجم معجم المورد لفظة careless بغير لفظة محددة فريدة.
أرى أن نتفق على ما استخدم سابقًا هنا وهناك في صحافتنا وفي إعلامنا، وهو (لا مبالٍ)، والمصدر
אָדִישוּת يكون (لا مبالاة).
 وزيادة (لا) أخذت مكانًا في لغتنا المعاصرة، وتفيد نفي ما بعدها، فنقول اليوم: لا وعي، ولا فلز، لا سلكي، لا منطقي، وأذكر أن أحد أساتذة اللغة العربية ناقشني بحدة في عدم جواز البادئة (لا) فأجبته في موقعي، وفي زاوية (اسأل فاروق مواسي)، ومن السهل الوصول إليه لمن أحب المتابعة:
"لا غضاضة في استخدام اللغة المعاصرة في التعبير (لا + معقول) ونحوه كثير وفير، وهذا التركيب حري بنا أن نضيفه إلى التراكيب المعهودة، وأرى أن نسميه "التركيب النفيـــي"، ومثل هذا التركيب لا يوصم، ولا يصم، خاصة وقد أقر في مجمع اللغة في القاهرة.
وفي تقديري أن إعراب (لا) هنا = زائدة للنفي، وهي لا تؤثر على مكان الثانية في إعرابها، فنقول لاحظت شيئًا لا معقولاً، ونبهت رجلاً لا مباليًا....
أرجو أن تكون مباليًا بهذا التحديد، عندها تستحق مني (
מַגִּיעַ לךָ) هدية.

 

  שַׁי=  هُـدَيـَّـة/ هَـدِيَّـة
מַתָּנָה= هَـدِيَّـة

تتردد في اللغة العبرية غالبًا وفي مواسم الأعياد العبرية أو أعياد الميلاد لهذا الشخص أو ذاك- لفظة- 
שַׁי (يذكر ابن شوشان في معجمه أن هناك من يرى أن أصلها شيء- العربية)، وهي هبة تعطى للموظفين أو العاملين، تقدمها مؤسسة أو دائرة، كما أن هناك من يرى أن שַׁי  عادة يكون حجمها غير كبير، لذا أرى أن نقصر عليها في استخدامنا لفظة التصغير هُـدَيَّة، ومن لا ير الضرورة في التمييز على غرار اللفظتين العبريتين فله أن يقول كذلك هَـديَّـة بدون تصغير.

 أما لفظة
מַתָּנָה فهي هَـدِيَّـة كما نستخدمها، وقد وردت في لسان العرب- "أهدى الهدية إهداء وهدّاها"، وتدل اللفظة العبرية على العطاء (נָתַן)، والترجمة الحرفية لها عَطِـيَّـة، لكن اللغة المعاصرة ركزت على أن العطية هي- عطاء الله، وقد ترد في سياق عطاء أو إنعام من منعم كبير.
لذا فاختيار
هَـدِيَّـة بدلاً من (متانا - מַתָּנָה) أيسر، واختيار هُـدَيَّــة أو هَـدِيَّـة بدلاً من (شاي- שַׁי) ألطف.

מִלְגָה=
مِـنْـحة (دراسية)
واقتراحي الجديد: مَلْـجَــة
מַעֲנָק= منحة

מַעֲנָק و מִלְגָה كلتاهما تترجمان مِـنْـحَـة، غير أني أرى أن نضيف في معنى מִלְגָה  الوصف (دراسية).
وتأتي
מַעֲנָק  بمعنى منحة أبحاث أو منحة تقدير، أو تشجيع لمؤسسة أو لمشروع أيضًا، وتكون عادة بمبلغ أعلى. ثم إنه يمكن أن يحصل الكاتب العبري على מַעֲנָק  لطباعة  كتابه، ولكن هذا المتحدث بالعبرية لن يقول في ذلك: حصلت على מִלְגָה لطباعة الكتاب.
ولأن
מִלְגָה لفظة ليس لها مقابل في الترجمة إلا منحة دراسية، وبما أنني أدعي ضرورة تفضيل لفظة محددة واحدة، ولا أرى بأسًا إن كانت قريبة على الصوت اللفظي العبري، فقد وجدت في لسان العرب: ملج الشيء تناوله، فلماذا لا أستخدم هذه اللفظة المقترحة مَـلْــجَــة، وأنا أعرف أن لسان الطالب يرف نحو اللفظة العبرية מִלְגָּה.
جربوا أيها الطلاب الأحباء أن تألفوا لفظة: ملْــجة، وجمعها مَـلـجات، ولا تنتظروا من سيقترحون هنا وهناك ألفاظًا أخرى نقنع أنفسنا بها، ولن يبقى بعدها بسبب عدم تحديد البديل، إلا (الميل?ا) العبرية. فلنقل إذن مَـلْــجَــة، بمعنى تناول الشيء، ولنخصصها بتناول المنحة الدراسية أو العلمية، وحتى نميز بينها وبين מַעֲנָק= مِـنـْـحَـة!
أم أنكم تريدون أن تجعلوها كلها مِـنـْـحَـة، فالقرار لألسنتكم!
فقولوا على الأقل منحة دراسية، ولا تقولوا اللفظة العبرية في حديثكم اليومي (طالع نازل)!

وبعد،

 

فإن اللغة العبرية لم تحدد بدقة فيما بحثت من مصادر ومن خلال موقع الأكاديمية العبرية على أي تمييز فاصل מַעֲנָק و מִלְגָּה، ونحن هنا لا نعالج ذلك، وإنما وكدنا أن نختار اللفظة العربية البديلة.

يلاحظ المتتبع أنني آثرت عدم اختيار(هِـبَـة) وعدم إفرادها لمعنى محدد، والسبب يعود لشيوعها في ترجمة هذي اللفظة العبرية أو تلك، ثم لأن هناك مصطلحًا شرعيًا يفسر الهبة بشروط، حيث أن الهبة تعني التبرع والتفضل على الغير سواء أكان بمال أو بغيره، وهو عقد موضوعه تمليك الإنسان ماله لغيره في الحياة بلا عوض، وللواهب والموهوب شروط.
وأخيرًا، فرغم أن التداخل في المعاني قائم، فحبذا تخصيص اللفظة العربية المحددة للفظة العبرية، ولكن الأمر ليس باليسير، فالمهم عندي أن يقول الطالب العربي حصلت على منحة دراسية أو على مَـلْــجَــة، لا على (ميلْجا)، وعلى الباحث أن يقول حصلت على منحة أبحاث لا على (مَعَناق)، وعلى من حصل على (شاي-
  שַׁי) في العيد أو في قسيمة الراتب أن يقول: حصلت على هدية (اختر شكل الهاء- الفتحة أم الضمة)!
أهنئكم جميعًا بما حصلتم عليه، فالأوضاع الاقتصادية تجعل من هذه المنح أو الهدايا ذات قيمة خاصة، فالشكر لمن يعطي كل ذي حق حقه!

وعلى ذكر الهدية فاسمحوا لي أن أستشهد بالحديث الشريف الذي راق لي:
 تهادَوا تحابُّــوا!
فبربكم لو أراد أحدنا أن يترجم الحديث إلى العبرية، فهل يتسنى له ذلك بيسر؟
وكم من كلمة عبرية سيستخدم؟
ونقول بعد ذلك عن لغتنا: صعبة!!!

 

ملاحظة:

بعد أن نشرت هذه المدونة كتب لي صديق عزيز ممن يشهد لهم في ميدان اللغة:
أقترح لترجمة
אָדִישוּת = بُـرود، فالفعل بَرَد ، بُرِدَ فلان – ضعف وفتر.

 

أنا لا أوافق الصديق، فهل يتخيل أننا في هذه الحالة  نقول عن אָדִיש هو بارد؟!
 ومن ناحية ثانية قد يكون اللا مبال ليس من منطلق ضعف وفتور، وإنما يفعل ذلك عن عمد.
ويقترح في ترجمة
טָעִים طَـعِـم، ونسي صاحبنا أننا نستخدم هذا الاسم (طِـعِـم) بالمعنى السلبي،  وقد بينت ذلك في هذه المدونة، ثم لا بد لنا من الأخذ بالحساب وقع الكلمة بالدارجة، فلنعد إذن إلى زاكي، شهي، لذيذ وكلها أوفى بالكلمة ولها.



 

 

 


 

المدونــــة الثانـيـة والثلاثون

 

 

في زيارة مكتب التأمين:

 

زيارتنا اليوم هي لمكتب  التأمين، وستعجب معي كم يستخدم السائقون والموظفون التعابير العبرية بدءًا من (بيطواح)-  בִּיטוּחַ= تأمين، ولا تعجبوا إن استمعتم في قرية جت (بدي أبطّــخ السيارة)، وفي مدينة الطيرة: (بدي أبوطِــح السيارة)، وهكذا سنجد عشرات التصريفات  المعرّبـة  للكلمة العبرية الواحدة، ومن يدري فقد يقبل عليها دارس أو باحث مستقبلاً ليرى حركية التقبل للغة الأخرى، وطريقة لهجتها  لتكون ضمن لغتنا.
جلست في المكتب وراقبت.
دخل رجل وسأل: هل حضرتك (سوخن البيطواح)-
סוֹכֵן בִּיטוּחַ =  وكيل التأمين؟
- نعم
- عندي سيارة مازدا، وأحب أن أسأل أولاً:
 كم يكلف تأمين سيارتي (بيطواح حوفا)-
בִּיטוּחַ חוֹבָה، وكم يكلف
(بيطواح تساد شليشي)-
בִּיטוּחַ צַד שּׁלִישִׁי?

 

بعد أن أجاب الوكيل عن استفسار السائل وبعد إجراء الحساب له، سألت الوكيل:
  لماذا لا تعوّد زبائنك على لفظ الكلمات العربية، فـ (بيطواح حوفا)- 
בִּיטוּחַ חוֹבָה هو تأمين إلزامي، و(بيطواح تساد شليشي)-  בִּיטוּחַ צַד שּׁלִישִׁי هو تأمين طرف ثالث (في الضفة الغربية يستخدمون التعبير: تأمين الفريق الثالث، وربما لأنهم يعتبرون التأمين اتفاقية، فالفريقان الأول والثاني هما شركة التأمين، والمؤمَّـن وما يملكه، ويكون الفريق الثالث هو ذلك الذي خارج الاتفاق، وهذا النوع من التأمين أساسًا ضروري، وذلك حتى يكون الضمان لدفع التعويضات عن الأضرار التي تلحق هذا الطرف الثالث، كالشخص الذي أصيب أو الجدار الذي هدم مثلاً، ويسمى هذا النوع في الأردن- كما ذكر لي وكيل تأمين، وعلى مسؤوليته (تأمين تكميلي).

 

أجاب: الحق معك، ولكن المؤمَّـنين = מְבוּטָחִים  يفضلون التعابير بالعبرية، فهذا أسهل لهم، وهكذا اعتادوا، وهكذا فهموا، فأنا أعرف مثلاً أن (بيطواح مقـيـف)- בִּיטוּחַ מַקִּיף هو تأمين شامل، ولو قلت ذلك على مسامعهم لاستغربوا، وربما لم يفهموا.
حضر شخص آخر ليخبر الوكيل عن (نيزق)-
נֶזֶק= ضرر خفيف في سيارته، فاقترح عليه الوكيل أن يصلح  المركبة= הַרֶכֶב على حسابه، لأن (الهـِشْتــَتـفوت عَـتْسْـمِـيت)- הִשְׁתַתְפוּת עַצְמִית= المشاركة الذاتية أكثر من ألف شاقل. (في الضفة الغربية، وفي الأردن يسمونها: إعفاء، وللمفارقة: يبدو لي أن هذا الإعفاء هو لشركة التأمين).
أبدى السائق عدم رضاه، وقال: أريد أن (أزمين شماي)-
אַזְמִין שַׁמַּאי = أستدعي (أطلب) مُخَـمِّـن.
دخل زبون ثالث ليؤمّـن سيارته الجديدة، فطلب منه الوكيل (إشور ميجون- "والجيم هي مصرية باللفظة العبرية")-
אִשׁוּר מִיגוּן= تصديق وقاية، وأشار عليه بمكان الحصول عليه.
أخذ الوكيل يتفحص بوليسة التأمين= وثيقة التأمين (بوليسة كلمة فرنسية
police، وهي شائعة
في لغات العالم ولا بأس من استخدامها)، ثم أخذ يحدث عن (الهَنَحوت)-
הֲנָחוֹת= تخفيضات (تسمى في بعض الدول العربية خصم) بسبب العمر، وبسبب عدم تسليم السيارة لمن هم أقل من أربع وعشرين سنة، وكذلك لمن في ملفه (هِـعْـدير تـبـيـعـوت)- הֶעְדֵּר תְבִיעוֹת= خُـلوّ دَعاوَى.
سأل زبون: هل (الجريرا)-
גְרִירָה= جـَـرّ في الحساب؟
- نعم، وعند الحادث=
תְאוֹנָה لا سمح الله- سيكون لك (ريخِـب حَـلوفي)- רֶכֶב חֲלוּפִי= مركبة بديلة.
تحدث الوكيل مع سائق آخر عن (يريدات عيرخ)- יְרִידָת עֵרֶךְ = هبوط قيمة (السيارة)، وعن معنى (أوبْدان كللي)- אוֹבְדָן כְּלָלִי= إبادة كاملة (بالدارجة: نازلة عن الشارع)، ومتى لا يكون أي (كِسّـوي)- כִּסּוּי= تغطية (في بعض الدول العربية- غِـطاء).
دخل زبون، وقال: أضعت (الحوفا)-
חוֹבָה- يقصد التأمين الإلزامي، فطلب منه الوكيل أن يتوجه إلى محام ويوقع على (تـتسهير)- תַּצְהִיר= تصريح بأنه قد أضاع شهادة التأمين، حتى لا يحدث أي التباس مستقبلاً.

قال الزبون: أمس كنت في (مسْراد هَـريشوي)- מִשְׂרָד הַרִישׁוּי= مكتب الترخيص والسيارة (عَبْـرا- עָבְרָה= اجتازت الفحص السنوي (وفي العامية: عبرت).
أهنئك، لم أكن أتوقع ذلك، فقد ذكرتني سيارتك بسيارة فيروز:
هالسيارة مش عم تمشي
بدنا حدا يدفشها دفشة

يحكو عن ورشة تصليح
وما عرفنا وين هي الورشة.

 

 

*ملاحظة: هل هناك من يتبرع ويطبع هذه المادة، ويعلقها في مكتب التأمين القريب، وأجره عند الله وعند لغتنا.

 

 


 

المدونــــة الثالـثـة والثلاثون

 

 

عن المِـخرز و (المخراز)

 

من أغرب ما قرأت - في سياق ما تطمح إليه هذه المدونات- ما هاجم به "واحد على باب الله" شخصًا يذود عن ضرورة الاحتراز من العبرية في تضاعيف الجملة العربية، فاقرأوا "درره" في أحد المواقع حيث يكتب:

" ثم من قال لك إن الناس تعارض العبرية  وتحاربها؟ هذا من أوهامك، أنا أحب التحدث بالعبرية، بل والكتابة بها، فما المانع؟ هناك أدباء عرب أجادوا الكتابة بلغة أبناء عمومتنا، مثل: أنطون شماس، وسيد قشوع، وهناك جزائريون ومغاربة أبدعوا باللغة الفرنسية، فكل واحد يكتب باللغة التي تروق له."

لا أعرف إن كان صاحبنا هذا يستحق النقاش، فهو يخلط بين أهمية أن نتقن العبرية ونتحدث بها أمام اليهود ببراعة، وأهمية أن يبدع بعض أبناء العربية بها في نتاج أدبي- من جهة، وبين أن نتحدث أمام أهلينا بلغة هجينة مكسرة، لا يفهمها الأخوة في دنيا العرب، ولا يدركها اليهود الذين نعيش بين ظهرانيهم، أو يعيشون بيننا. هي لغة في خلط عجيب وغريب من العربية والعبرية.
ثم من قال بأن العربية تحارب العبرية وتعارضها؟ لقد قرأت الملاحظات  كلها فما وجدت مثل هذا الادعاء؟
 المرجو هو أن تحافظ  أيها الرجل على لغتك، وحبذا أن تتقن العبرية أو أية لغة أخرى، بشرط  ألا تخترع لغة جديدة دون أدنى ضرورة، وإلا فإن تباهيك باللفظة العبرية -"لغة أبناء عمومتك" في نسيج الجملة العربية يظل من قبيل العجز والقصور عن إيجاد البديل. إنها الفوضى اللغوية، والضبابية والعشوائية بين المرسل والمتلقي في عالم الاتصال.

 

لاحظ الصديق ب. حسيب شحاده إثر زيارته إلى مسقط رأسه، هذه اللغة الهجينة المختلطة، التي عكّرت صفو مزاجه، رغم كتاباته السابقة حول هذا الأمر (العبرنة تتفاقم دون مسوغات لغوية)، فتألم "لانتشار بل غزو اللغة العبرية للعربية المحكية في البلاد". وذكر أن  الاقتراض اللغوي ظاهرة طبيعية وصحية في شتى اللغات البشرية، ولكن ما يحدث في عربية البلاد أمر آخر بالمرة، قد يؤدّي في آخر الأمر إلى نتائج وخيمة. يقول ب. حسيب:

 

"في هذه الزيارة رافقتنا بنتنا الصغرى التي لم تعش في البلاد إلا عامين من الزمن، إلا أنها تجيد الحديث بالعربية، ولكن كثرة الألفاظ والعبارات العبرية المقحمة في الكلام العربي العادي حال في الكثير من الأحيان دون فهم كامل ودقيق. إثر الاستفسار عن تلك الأعشاب البرية حرص المتحدثون على تجنّب هذا الدخيل غير الضروري، ووجدوا كلماتٍ عربية سلسة وجميلة بدل المفردات العبرية. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى سلسلة المقالات التي ينشرها الزميل فاروق مواسي تحت عنوان (البديل من العبرية) وأهميتها في هذا المجال.
اللغة- أية لغة آدمية طبيعية، ليست مجموعة من الأصوات فكلمات فجمل ففقرات فحسب، بل هي أداة الفكر والوجدان الأولى، وعنوان الهوية الثقافية والقومية لمتكلميها. تنمو اللغة وتزدهر بنمو ناطقيها وتطورهم. ماذا سيقال عن شخص لا يحترم لغته لا بل  يزدريها؟
تمكّنُ الفنلندي من لغته واحترامه لها معروفان  للمهتمين، ونظام التربية والتعليم في فنلندا يُحتذى به- كما لا يخفى على كل مثقف مطلع".

أرجو من "الواحد" هذا، وقد جعل نفسه منكّرًا أن يعيَ خطورة الأمر وجديته.
انظر مقالة ب. حسيب في موقع الموقد:
http://www.almawked.com/?page=details&newsID=3712&cat=1

 

                         *            *               *

 

ها أنا أستمع ساعة الكتابة إلى شخص يخاطب زميله، وأنقل لكم قوله حرفيًا:
قدمت (مُوعَمَدوت)-
מוּעֲמָדוּת للوظيفة. كان (مِخْراز)- מִכְרָז تقدم له ثلاثة، لكن بيني وبينك كان كل شيء (تَـفور)- תָפוּר.
الأفضل والأمثل  لو فطن صاحبنا إلى كلمة  (تَرْشيح) أو قال (رشحت نفسي) للوظيفة.
صاحبنا هو مرشَّــح=
מוּעֲמָד.
 وكانت مُناقَـصَـة بدلاً من قوله (مخراز)- מִכְרָז،
ثم الأفضل لو قال: كل شيء كان مُـفَـصّـلاً=
תָפוּר، (بالدارجة: كان مخيّط، ومن الطريف أن التفصيل يكون قبل الخياطة كما نعلم، ففصَّل الخياط الثوب: قطّعه على قدِّ صاحبه، واللفظتان تؤديان المعنى نفسه)، فالاستعارة العبرية تعني بأن ظروف المناقصة أعدت مسبقًا لملاءمة شخص بعينه، حتى يكون هو الذي يقع عليه الاختيار، والتفصيل أو الخياطة يوصلان المرسلة.
أما
מִכְרָז فهي تتعلق بالمباني أو بالوظائف عامة، والترجمة المعروفة: مُـناقَـصــة. لم يشر معجم الوسيط إلى هذه الكلمة، بينما ذكرها المنجد بما يلي:
"المناقصة في اصطلاح أصحاب الأعمال- أن يطرح للالتزام مشروع إنشائي، فيعرض الراغبون  فيه المبالغ التي يرونها ضرورية لنفقات القيام به، فيلتزمه منهم من كان مبلغ ما عرضه أنقص مما عرضه سواه، وعكسه والمزايدة"
.
أما المزايدة = מְכירָה בְהַכְרָזָה / מְכירָה פּומְבִּית  فهي البيع بالمزاد العلني، وبالدارجة: دِلالة، وعلى أونو على دوي على تري- كما كنت أسمعها).

وبدلاً من
מִכְרָז (مخراز) كنت أود أن نخصص عَـطاء  للوظائف، وأنا شخصيًا أفضلها لأنني لا أحب أن يرتبط أمر الترشيح لوظيفة بالجذر الثلاثي (نقص)، أفضلها رغم أنها - أي عَـطاء-  لم ترد في المعاجم بهذا المعنى التي تدل عليه المناقصة، لكنها وردت في المورد ترجمة  لـ tender  فقد شرح أن من معانيها: عطاء، تقديم سعر (للفوز بمناقصة مطروحة)، وربما جاء صاحب المورد بهذه اللفظة بإيحاء معنى اللفظة الإنجليزية الأخرى المرادفة bid، والفعل منها يعني، يعطي، يقدم عرضًا، وبالتالي فإن معنى المورد -في رأيي-  أنه في العطاء يعطي سعرًا (وفي الوظائف معلومات أو خبرات) تؤهله أكثر من غيره للفوز في المسابقة أو في المناقصة.
ويجدر بنا أن ننتبه إلى أن
מִכְרָז قد تعني أيضًا (إعلان عن مناقصة)، وهذا الإعلان موجه لمن  يرغب في ترشيح نفسه لوظيفة ما أو لشراء بضاعة، فالفعل הִכְרִיז أصلاً يعني: أعلن، دلل على سلعة، نشر.
ويجدر بنا كذلك ألا نقول: كان (المخراز بنيمي)=
מִכְרָז פְּנִימִי، بل كانت المناقصة داخلية (هذا العطاء داخلي)، ونعرف أن هذا النوع مخصص فقط  للمؤسسة، يرشح العاملون فيها أنفسهم، ولا يحق لمن هو خارجها أن يرشح نفسه. ومن جهة أخرى يحق للمؤسسة أن تجعل العطاء أو المناقصة خارجية= מִכְרָז חִיצוֹנִי.
لاحظنا أن محادثة قصيرة دعت إلى كتابة هذه البدائل، ولا أدعي أنني أجدد بقدر ما أذكّـر، فلنجعلها مركزة في ما يلي:
מוּעֲמָד= مُـرَشَّـح
מוּעֲמָדוּת
= تَـرْشيح
מִכְרָז= مُـناقَـصَـة (
وحبذا تخصيص عَـطاء للوظائف)
מִכְרָז פְּנִימִי= مناقصة داخلية
מִכְרָז חִיצוֹנִי= مناقصة خارجية
מְכירָה בְהַכְרָזָה
/ מְכירָה פּומְבִּית= البيع بالمزاد العلني، دِلالــة
מִכְרָז
תָפוּר(في اللغة الشعبية)= مُفَـصَّـل (مخـيّط)

 

 

 


 

المدونــــة الرابعة والثلاثون

 

 

 

في زيارة المَشْـفـى:

 

بدءًا أؤكد ثانية أن الألفاظ البديلة في المدونات لا جديد فيها-  في معظمها، فهي في المعاجم، وفي الاستخدام اللغوي في الكتابة، ولكني أعيدها هنا من قبيل تدبر الآية: {وذكّر إن نفعت الذكرى}، ومن قبيل الحرص على استخدام اللفظة العربية في مخاطباتنا، وحتى لا تكون لغتنا مثل "مرقعية الدراويش" كما يقولون في مصر، وهذا لا يمنع بالطبع أن أقترح بديلاً جديدًا أو غير شائع-  إن أعيتني الحيلة، ولا ألزم به أحدًا.

زرت مشفى قريبًا من بلدتي، وكما تعلمون فإن الكلمات العبرية تشيع جدًا، وتتردد على ألسنة الأطباء والمرضى وزوار المشافي، فحتى لفظة (صَـوْم) التي يطلبها الطبيب قبل الفحص يلفظها الكتيرون بتحريف، فهي على ألسنتهم (تْـسوم)- צוֹם= صَـوْم، وزيارة الأطباء تتكرر في قولهم בִּקּוּר רוֹפְאִים، وكنت تناولت الاستشفاء بدلاً من אִשְׁפּוּז، وثمة كلمات أخرى من عالم الطب دونتها في المدونة التاسعة عشرة، فليعد إليها من يهتم.
سأواصل رحلتي مع ألفاظ أخرى، وأبدأ بما قاله رجل على مسمعي وهو يخاطب مرافقًا له:
يالله يالله بسرعة عالـ (حادَر مِيُّون)
חֲדַר מִיּוּן، وبالطبع فهو منشغل بصحة من معه، والتصويب هنا يكون غير مقبول، فبالله عليكم من يصوب كلمة في أجواء التوتر؟!
قال لي صاحبي، وهو يعرف اهتمامي: أراك تهم بتصويبه، فماذا عليه أن يقول؟
-  يقول: غرفة الطوارئ، وهذا التعبير الشائع في العالم العربي، هو ترجمة للتعبير بالإنجليزية
emergency ، لكن المعنى بالعبرية حرفيًا هو غرفة التصنيف، وهو تعبير ملائم جدًا، حيث يتم تصنيف المرضى، كل  حسب  مرضه.
دخل المريض، فقال له الطبيب:  سأبدأ أولاً  بـ (إبْحون)-
אִבְחוּן= تَشْـخيص المرض.
سأل أحدهم: وين (الأخوت رَشِـيت)-
אָחוֹת רֵאשִׁית ?
-
 تقصد  رئيسة الممرضات، وإذا استصعبت لفظ ممرضة فقل (نارسة)، فهي كلمة إنجليزيةnurse  شائعة في عاميتنا، وليس المجال هنا للاعتراض عليها، أو على الاستعمالات الدارجة أو العامية عامة، فهذه المدونات لا تعالج إلا الألفاظ العبرية في حديثنا، وقد شرحت السبب أكثر من مرة.
وعليه فإن
 
   אָח מוּסְמָךְ =  ممرض مؤهل
  
אָחוֹת מַעֲשִׂית= ممرضة عملية
سألت الممرضة -وكانت من طالباتي- عن الفرق بين الاثنتين، فقالت لي: إن الأولى يجب عليها أن تكون قد درست (سِـعود)- סִעוּד= تمريض.
تستأذن الممرضة، وتقول: سأفحص الـ (لاحَتس دام)-
לַחַץ דָם= ضغط الدم لأحد المرضى، ثم أقيس (الحُـوم)- חוֹם= الحرارة، وسيكون (تحََـت بيكوَّاح)- תַּחַת פִּיקוּחַ= تحت المراقبة، لأن عنده (دليكِـت)-  דַלֶּקֶת= التهاب.

يقول: هذا المريض أحضرته سيارة (العِزرا ريشونا)-
עֶזְרָה רֵאשׁוֹנָה= الإسعاف الأولي، وقد قدم له (الباراميديك)- פָראמֵדִיק= مُـسْـعِـف كل مساعدة ممكنة، وكان في السيارة (حوبيش)- חוֹבֵש= مََــضَــمِّـد، وقد يحتاج إلى (نتّواح)- נִתּוּחַ= عمليّــة.

بعد ساعة تنتهي (المِِـشميرِت)-
מִשְׁמֶרֶת= نَـوْبَــة (بالدارجة: وَرْدِية)، ولنا  للبلدة (هسَـعا)- הַסָּעָה= سَفَريات.

حضر متدرب وعرفنا بنفسه، وقال: درست (الرِّفوآه المُوناعَـت)-  רְפוּאָה מוּנַעַת= الطب الوِقائي، وأبي يعمل في البلدية (تَـبْروآن)- תַּבְרוּאָן=  صِحّانيّ.
-
 صِحّاني؟! من أين لك هذه اللفظة- صِحّانيّ؟
- الصحيح أن ترجمتها في المعاجم – موظف الشؤون الصحية، فبدلاً من ثلاث كلمات جعلتها صِـحّـاني، وهي بالإنجليزية
sanitarian (هناك من يلفظها sanitar)، حيث ترجمها صاحب المورد صِـحِّـيّ، ولكنها – في رأيي- قد تعني مدلولاً هو نسبة للصحة عامة، دون أن تتحدد لوظيفة الذي يعمل في الصحة، فلو قلنا "طعام صحي" لكانت الدلالة تؤدي إلى صحة الطعام فقط. وأقترح لكلمة  תַּבְרוּאָה الترجمة: صِحّانيّـة
وتذكرون بالطبع – في هذا السياق- ما قلته في مدونة سابقة (الثانية عشرة) عن ضرورة ترجمة הַנְדְסַאי إلى هـَنْـدَساني بزيادة النون للتمييز بين الهندسانية والهندسية (ففي الوصف= خطة هندسية).

قالت لي الممرضة: ما دمت تحب أن تعيدنا إلى العربية في حديثنا، فأنا لا أعرف كيف أترجم (مونشام)-
מונְשָׁם هذا المريض الذي نقدم له التنفس الاصطناعي؟
قلت: الصحيح لم أجد فيما بحثت ترجمة لها في لفظة واحدة، وقد فحصت في بعض المعاجم الطبية في العالم العربي، فألفيتهم يستخدمون عددًا من الألفاظ بالعربية، نحو (تحت التنفس الاصطناعي)، أو مصطلحات هي بالإنجليزية أو بالفرنسية. استشرت أطباء عربًا، وهيهات!

 

بعد تدبر ارتأيت أن أقترح مُـنَـسَّـم، فالفعل نَـسَّــم في المعاجم يعني: أحيا، وها أنا أختار لفظًا قريبًا على مخارج اللفظ العبري الشائع المتمكن، والطبيب كأنه يقوم بعملية إحياء (بإذنه تعالى)، وأنتظر رد فعل ممن لهم معرفة أكثر وخبرة أوفى، ليجزيهم الله عن لغتنا خيرًا، فالمهم عندي ألا تكون أنت أولاً (مونشام) صحيًا،
 ومهم كذلك ألا تستخدم اللفظة، وتكون هي الطالعة نازلة!

 

نتذكر في هذه المدونة:

 

   אָח מוּסְמָךְ =  ممرض مؤهل
 
אָחוֹת מַעֲשִׂית= ممرضة عملية
אָחוֹת רֵאשִׁית=  رئيسة الممرضات
  סִעוּד= تمريض

בִּקּוּר רוֹפְאִים=  زيارة الأطباء
רְפוּאָה מוּנַעַת=
الطب الوِقائي
עֶזְרָה רֵאשׁוֹנָה=
الإسعاف الأولي

חוֹבֵש= مََــضَــمِّـد
חֲדַר מִיּוּן= غرفة الطوارئ
 תַּחַת פִּיקוּחַ=
تحت المراقبة
לַחַץ דָם=
ضغط الدم
צוֹם=
صَـوْم
דַלֶּקֶת=
التهاب
חוֹם=
حرارة
אִבְחוּן
= تَشْـخيص
נִתּוּחַ=
عمليّــة
הַסָּעָה=
سَفَريات

מִשְׁמֶרֶת=
نَـوْبَــة (بالدارجة: وَرْدِيـَّة)

كلمات ليست في المعاجم، وهي هنا مقترحة:

פָראמדיק
= مُـسْـعِـف

תַּבְרוּאָן=  صِحّانيّ
מונְשָׁם=    مُـنَـسَّـم


 

المدونــــة الخامسـة والثلاثون

 

 

في عيادة طبيب الأسنان:

 

في زيارتنا لطبيب الأسنان نسمع التعابير العبرية تقتحم جملنا العربية، وكأننا لا نعرف البديل لها مما هو في المعاجم.
يقول أحدهم إنه في (حيدر "حادَر" هَـمْـتَـنا)-
חֲדַר הַמְתָּנָה = غرفة الانتظار،
عمل لي الدكتور (ستيما)- סְתִימָה= حَـشْـوة.
أما أنا فكان عندي (طبّـول شورِش)-
טִיפּוּל שוֹרֶש= علاج عَصَـب.
(ملاحظة: هذا التعبير يستخدم أيضًا في معنى العلاج الجذري لأية مشكلة، وذلك على سبيل الاستعارة).
قالت المرأة، وهي قريبة لهما:  أنا وضع  لي الدكتور (كيتر زمني).
تقول المرأة (كيتر زمني)-
כֶּתֶר זּמַנִּי= تاج مؤقت، وكان بوسعها أن تقول في الدارجة "تلبيســـة"، وهي في رأيي مقبولة أكثر من التاج، مع أنها توضع عليه.
مكث الطبيب طويلاً، فخرج من غرفته ليعتذر لزبائنه، وقال أنا أقوم بـ (شيتل)-
שֶׁתֶל= زرع/ زراعة أسنان لزبون، وسأنهي عملي بعد ربع ساعة، فالله مع الصابرين!
سأل الأول: هل بإمكاني أن أزرع، مع أنه يكلف كثيرًا، وأنا على الله!
أجابه الطبيب: أولاً عليك أن تعمل (تسيلوم)-
צִלּוּם= صورة، وبعد ذلك نتحدث عن (العَـلوت)- עֲלוּת= تكلفة، وسأراعيك!
ثم أوصى الطبيب الشخص الذي زرع أسنانًا مؤقتة أن يأخذ (كَـدوريم)-
כַּדּוּרִים=  حبوب
لتخفيف الورم.
دخل الأول فطلب الطبيب من (السَّياعَـت)-
סַיַיעַת= المساعِـدَة أن تحضر له الـ (كِـليم)= כֵּלִים= أدوات العمل.
ثم قدم الطبيب للشخص إبرة (هرْدَما)-
הַרְדָּמָה= تَخْدير، حتى لا يشعر بالألم، خاصة و(المَقْـدِيحا)- מַקְדֵּחָה= المِقْـدَح يتغلغل في أسنانه- (لا بأس باستخدام اللفظ الدارج في لهجتك: مقداح، مقدحة......إلخ)، وكان معه צְבַת= كَـمّاشة (خلاّعـة، وكنا فيما مضى نسميها الكَـلْـبَة، بسبب التشابه في شكل الأداة مع فم الكلب).
 والشيء بالشيء يُذكر:
أذكر في طفولتي أنني كنت أشاهد عملية خلع الأضراس والأسنان بربط طرفها بخيط، ثم ربط الطرف الأخر بمقبض الباب، ثم يقوم شخص بإغلاق الباب بقوة، فتسقط السن بعد مغالبة،
ثم هل أنسى ما شاهدته في ساحة جامع الفنا في مراكش من عمليات قلع أسنان بدون أي مخدر؟
لنعد إلى العيادة!
دخل العيادة شخص لتركيب (جِيشِـر)-
גֶשֶׁר= جسر لتقويم أسنانه، وكذلك لتنظيف الـ (أبْـنِـيت)- אַבְנִית= التكلس (طبقة قشرية مترسبة على السن).
قال له الطبيب: (الحنيخايــم)-
חֲנִיכַיים= الـلِّـثـة ضعيفة، فعليك باستعمال (المريدول) يوميًا!
(ملاحظة: تلفظ ثاء اللثة بالفصيحة بدون شدة، بينما هي في الدارجة بالشدة، ويهمني أولاً وقبلاً ألا يلفظ أحد (حنيخايم) في جمله العربية، فهي لفظ غير موسيقي، فأين لفظها من لفظ اللثة بشدة أو بدونها!)
دخل رجل متذمرًا، وقال: أنا لا أنجح في مضغ الأكل فأسناني (توتَـبوت) جديدة-
 שִׁנַּיִם תוֹתָבוֹת= أسنان اصطناعية (بالدارجة: طقم أسنان).
(ملاحظة: يقولون عن الواحدة: (شِن توتيـبِت)-
שֵׁן תּוֹתֶבֶת= سن اصطناعية (بالدارجة: سن تركيب).

عليكم أيها المهتمون بأسنانكم أن تستخدموا (مِشْحات شِنايِـم)- מִשְׁחַת- שִׁנַּיִם= معجون أسنان على مستوى جيد، وأن تغيروا بين الفترة والأخرى (مِـبْريشت شِنايِـم)- מִבְרֶשֶׁת שִנַּיִם= فُرْشاة أسنان!
لا أرى حرجًا في استخدام فُـرْشاة، وأخذناها عن الفرنسية- brosse، ويقال إن الأصل هو لفظ ألماني Buerste ومعناه شعر الخنزير، وفي الإنجليزية وردت- brush، بل لا أرى حرجًا أن نستخدم الفعل (يفرشي) كما هو بلهجاتنا، ومن أحب أن يستخدم (يفرك أسنانه) تيمنًا بالمِسواك المبارك فلا بأس عليه، وبالطبع لا نذهب بعيدًا في فصحى عميقة الغور، ولا يعرفها إلا القليل الأقل، وهي: اسْـتَـكّ، أو ساك، أو كما قرر مجمع دمشق للغة العربية: سـنَّـنّ!
 ويلاحظ أن العبرية استقت
מִבְרֶשֶׁת  من brush – كما يذهب ابن شوشان في معجمه، بل يقول إن العربية  أيضًا (ويبدو أنه يتحدث عن لهجة من لهجاتها، وليس عن لفظة في المعاجم) استخدمت (مِبْـرَشَـة)- بمعنى أداة مسح تكون مغطاة بالشعر، وتنظف بها الأدوات والحذاء والملابس والأسنان. وقد أثبتها معجم المنجد (فِرْشايَــة).
 أرأيتم أن اللفظة ترد في معاجم لغات عالمية، فلا تثريب علينا إن استخدمناها بلغتنا فرشاة (فرشاية)، والفعل منها بدل
מְצַחְצֵחַ= يُـفَرْشي.
 ولكن لا يجوز أن يقال: اشتريت مبريشت، وإذا أراد أحدهم أن يثنّي  يقول: اشتريت مبريشتين، ويجمع على ثلاث مبريشات؟؟!!!

وبعد، فقد أضحكني صديقي طبيب الأسنان عندما قال لي بعد أن حياني على جهدي:
 يا أستاذ! ليس المهم ما نقترح، ولكن المهم ما يستخدمه الناس في حديثهم.
ضحكت لأن أطباء الأسنان في سورية يدرسون المصطلحات بالعربية، ولكن مَـن مِـن الناس الذين يتوجهون إلى الطبيب يستخدم في حديثه:  "استعاضة ثابتة"، "التهاب أنسجة"، العضة المفتوحة، وغيرها. سأدع ذلك لأطباء الأسنان، فما يهمني هو ألا نردد ألفاظًا عبرية وكأنها هي البديل من العربية، وقد قمت بتقديم الغيض من فيض ما هو في المتداول.
سألني الطبيب: ما دمت تبحث عن البديل من العبرية، فكيف نقول
טֶכְנָאי שִׁנַיִם و שִׁינָנִית بالعربية؟
- قلت
טֶכְנָאי שִׁנַיִם تعني فنيّ أسنان، وهو يقدم المواد والأسنان الاصطناعية والتركيبات المطلوبة في العيادة.
أما
שִׁינָן فهي وظيفة من هو مؤهل للعلاج الوقائي، والإرشاد نحو كيفية تنظيف الأسنان ونوعية التغذية، وليس هناك ترجمة لها إلى العربية  في المعاجم، مع أن اللغة الإنجليزية اختارتhygienic ، ومعناها (صِـحـّي)، ولأن هذه اللفظة لا تقتصر على الأسنان فقط  فأقترح للمذكر والمؤنث أن نقول: مِـسْـنـان.
 بالطبع سيقول لي قائل: أنا لا أستسيغها، وأجيبه: ولا أنا تمامًا.
 ولكن، ما العمل؟ هل نبقي (شينان وشيننيت)؟!


وعلى ذكر اقتراحاتي الجديدة، فأنا لا ألزم أحدًا بها، وحتمًا هناك من له اقتراح آخر، ولكن يجدر ألا يكثر الطباخون حتى لا تشيط الطبخة، كما يجدر أن يكون الاقتراح لفظة من غير المشترك، فأحدهم يقترح علي ترجمة
מְטַפֶּלֶת  حاضنة إذا كانت للصغار، وراعية لمن تقوم برعاية الكبار (أرأيتم؟ هل حقًا هذا هو تسهيل!؟)
نسي صديقي ما كتبته في المدونة السادسة والعشرين وسبب اقتراحي حادب، و حادبـــة، فحبذا دراسة ما كتبت، ولماذا اقترحت هناك ما اقترحت؟
 من الغريب أن يكون الاعتراض على مقترحي معتمدًا على أن الذين يقومون بالرعاية لا يحدبون عادة؟؟؟!!!
- طيب يا أخي خذها على سبيل التيمّن!

 نتذكر ما هو في المعاجم ونحدد:


חֲדַר
הַמְתָּנָה = غرفة الانتظار

סְתִימָה= حَـشْـوة
טִיפּוּל שוֹרֶש= علاج عَصَـب
 כֶּתֶר זּמַנִּי=
تاج مؤقت

שֶתֶל= زرع/ زراعة
צִלּוּם= صورة
עֲלוּת= تكلفة
כַּדּוּרִים=  حبوب
סַיַיעַת= مساعِـدَة
כֵּלִים=
أدوات

הַרְדָּמָה= تَخْدير
מַקְדֵּחָה= مِقْـدَح
גֶשֶׁר= جسر
 (جسر تقويم)
צְבַת= كَـمّاشة  (كلبة)
חֲנִיכַיים=
لّـثـة
שִׁנַּיִם תוֹתָבוֹת= أسنان اصطناعية (بالدارجة: طقم أسنان)
מִשְחַת- שִׁנַּיִם= معجون أسنان
מִבְרֶשֶׁת שִנַּיִם= فُرْشاة أسنان
 אַבְנִית= تكلس
 טֶכְנָאי שִׁנַיִם
تعني فنيّ أسنان

مقترحة ليست في المعاجم:

 

 שִׁינָן/ שִׁינָנִית= مِـسْـنـان
   מְצַחְצֵחַ=
يُـفَرْشي

 



 


 

المدونــــة السادســة والثلاثون

 

 

كلمات ترددت في سفرة:

أجاب السائق بعد أن سألته إلى أين سنسافر؟
- (الياعد)-
יַעַד للجولان، هيا!
قلت له: جميل، ولكن لماذا لا تقول " الوجهة" أو المُـتَّـجَــه.
قال: تريد لفظًا واحدًا بدلاً من الكلمة العبرية.
- طيب، لنجعلها (مُـتَّـجَـه)، والسبب قلة استعمالها بالعربية في سياقات أخرى، فلنحددها بالفصيحة لما يقصدون بالإنجليزية
destination،
وثانيًا لأن وُجْـهة أو وِجْـهـة تعني بالعبرية معاني مختلفة، منها
בחינה, השקפה, נקודת ראות....
مع ذلك، لا تتوقع من متحدث أن يستعمل في اللهجة الدارجة (مُتَّـجـَـه)، فهو يقول وِجْهتنا بير السبع، وين وجهتكم؟
- لماذا لا يقول (الهدف)؟
- الهدف كلمة صحيحة، ولكنها مخصصة للفظ العبري
מַטָּרָה، وهي أبعد مرمى من المُـتَّـجَه، وتلزم فعلاً ما لتحقيقها.
ألا تلاحظ أن
יַעַד لها علاقة قوية باللفظة العربية (وعـد)، وبالتالي من (موعِـد)؟ إذ أن معانيهما يؤديان إلى ما يصل إلى البُـغية والمقصد أو المَرمى، ومع ذلك، فنحن نفضل اللفظة التي ليست من المشترك، وليتك توافقني في تحديد (متَّـجَـه)!.
رن جرس الهاتف في السيارة، فأخذ السائق يتحدث، وقال لمن يهاتفه: عندي مشكلة بـ (الديبوريت)-
דִיבּוּרִית، فالصوت غير واضح.
عندك مشكلة بالحاكـيـة؟
-
דִיבּוּרִית – حاكِـية؟
- نعم، فقد ترجمتها مفضلاً إياها على (الناطقة) مثلاً، لأنها لا تنطق فقط، بل تحكي وتروي، وتناقش.
- وهل الفعل (حكى) فصيح؟
- نعم، فحكى عنه القول نقله، والحكاية هي ما يحكى، ثم إن اللفظة قريبة من اللهجة اليومية، ونحن نبحث عن الأيسر استخدامًا، والأقبل لسانًا.
- انظر هذي (المَسَئيت)-
מַשָׂאִית على الطريق عاملة حادث مع الـ (مونيت)- מוּנִית!
-
بل قل: هذي الشاحِنــة في حادث مع سيارة أجرة (بالدارجة: تاكسي).
 أتعرف أن لفظة (مونيت=
מוּנִית) مستحدثة في العبرية، فقد كانوا يلفظونها (تاكسي- טקסי) كما نلفظها نحن بالدارجة، وقد استقيناها من الإنجليزية taxi، إلا أن دافيد ريمز وكان وزير المواصلات في سنوات الخمسينيات هو الذي أوجد الكلمة، وهي من מוֹנֶה= عَدَاد (السيارة لاحتساب الأجرة).
-  نحن في طريق العفولة، هنا تجد الشارع يَـشار يشار=
יָשָׁר ، ومنهم من سماه "شارع المسطرة- רְחוֹב הַסַרְגֶּל.
- نعم، الشارع مستقيم كالمِـسْطرة (نقول بلغتنا اليومية: صحيح، ونستخدم أيضًا اللفظة التركية بلهجتنا: دوز دوغري) أو (دُِغْـري).
- أسمع بعض السائقين وهم يخاطبون بعضهم البعض (يَـشِّـرْ)-
יַשֵּׁר، فكيف تنصحهم بأن يقولوا؟
- صـَـحِّـحْ! وبالعامية (زَبِّـط، وهناك كلمات أخرى في لهجات بلداتنا المختلفة)
- حسنًا، وهذا الباص المسرع مسافر (يَشـير)-
יָשִׁיר لصفد؟
- نقول: مباشر أفضل.(في مصر يسمونه: طوّالي، والتعبير يستعمل أيضًا عندنا في بعض لهجاتنا).
- وماذا نسمي الـ (مِئَـَسيف)-
מְאַסֵף?
-  
الوقّــاف، لأنه كثير الوقوف، وعلى ذكر اللهجة المصرية يسمونه (القَـشّـاش)، ونحن لا نقول هذه الكلمة، وفعلها قَـشَّـش، في هذا المعنى، لأن لها في لهجتنا معنى آخر.
- أمس التقيت أخاك وذكر لي أنه سيفتح دكانًا (مَكّوِلت)-
מַכּוֹלֶת، وطلبوا منه (تعودات يُوشِر)- תְעוּדַת יוֹשֶׁר. رأيت معه (كوبّا روشيمت) – קוּפָּה רוֹשֶׁמֶת اشتراها بسعر خاص.
- أولاً (المكولت-
מַכּוֹלֶת) اسمها بالعربية الحديثة بِـقالة،
 و
תְעוּדַת יוֹשֶׁר هي شهادة حُسن سلوك،
קוּפָּה רוֹשֶׁמֶת هي المُسجِّـلـة، وفي رأيي أنها مختصر للتعبير (مسجلة النقد=cash register).
عنده (بجيشا)- פְּגִישָׁה مع موظف البلدية حتى يحصل على ترخيص؟
-تقصد مقابلة، وأظن أن كل شيء سيكون على ما يرام. كم كنت أفضل أن نختار (مَـلْـقَـى) لهذا المعنى بالذات، لكن (مقابلة) شائعة وذائعة، فلنبق المقابلة لمعنى
פְּגִישָׁה، وأما רֵאָיוֹן فما زال بعضكم يذكر المقترح الجديد: رُؤان، وبالطبع فهذا الرؤان فيه استطلاع وأخذ ورد، وقد يكون امتحانًا أو استجوابًا، فنحن نقول: רֵאָיוֹן - رؤان تلفزيوني، ولا نقول هنا פְּגִישָׁה إلا إذا كان اللقاء إعدادًا وتحضيرًا للرؤان (انظر المدونة الثامنة عشرة)!


نتذكر في هذه المدونة:


نحدد ما هو في المعاجم:
יַעַד
= مُـتَّـجَـه
 מַשָׂאִית= شاحِنــة
מוּנִית
= سيارة أجرة (بالدارجة: تاكسي)
מוֹנֶה= عَدَاد
יָשָׁר= مستقيم
יַשֵּׁר= صـَـحِّـحْ
יָשִׁיר= مباشر
מְאַסֵף= وقّــاف
מַכּוֹלֶת= بِـقالة
תְעוּדַת יוֹשֶׁר= شهادة حُسن سلوك
פְּגִישָׁה= مقابلة


كلمات مقترحة ليست في المعاجم:


דִיבּוּרִית
– حاكِـية
קוּפָּה רוֹשֶׁמֶת
= مُسجِّـلـة

 

رسائل مدعاة للتدبُّـر:

 

موضوعك من أروع ما قرأت..في الحقيقة إنها الكارثة التي نعاصرها -للأسف- في حياتنا اليومية، وتكون ذروة الغباء عندما يقول أحد السطحيين جملة تتكون من ست كلمات: أربع منها بالعبرية، واثنتين بالعربية على الأكثر، وكأنه جاء ليقول إنه "متحضر"، وما هذا بتحضرٍ أبدًا، بل هذا قمة في التخلف والرجعية في الفكر والمبادئ الثقافية.
 أنا لا أقول أنني ضد التحدث بالعبرية، بل على العكس، أنا معها، ولكن ليس فيما بيننا نحن العرب. يجدر أن نتحدثها فقط عندما نقابل من لا يستطيع التحدث إلا بها، أي عندما نُجبَر، لا أن نشوّه لغتنا بمصطلحات خنفشارية يدّعون بأنها تزيد من مرتبة الإنسان في المجتمع.
 بحق الإله !! أين نعيش؟؟ في أي عصرٍ بالضبط ؟؟ إن أراد أحدكم الحفاظ على احترامه وهيبته فليتكلم بلغته العربية الأم فقط، وحينها يستحق أن ترفع له القبعات.
 كفاكم بلاهة وسذاجة! أمة نائمة!!

راية خطيب – موقع العرب

 

من يزيد كتاني- باقة الغربية

 

 السلام عليكم أستاذي وجاري الفاضل!
أتابع بشغف وكَلَف جميع مدوناتك التي تُعنى بحداثة اللغة بشكل عام، وسمو اللغة العربية.
لقد شدني رونق طرحك ولباقة أسلوبكَ في عَرض الموضوع بشكل مهني، فهو موضوعي وهادف، وذلك لشدة أهميته على مستقبل لغتنا في هالة ودارَة تسارع الحياة المتواترة، وخِضَمِّ الصخب والزخم الغربي الذي يكاد يطغى بثقافته الحديثة على جميع ميادين حياتنا؛ حيث أن القُوى الكبرى التي تسعى إلى تحقيق مثل هذه الأهداف تَعرِف أنها لا تُحارِب فقط كلمات وقواعد وتراكيب وتراثًا شعريًا أو نثريا، ولكنها تقاوم ما يَرمُز إليه ذلك كله، وتسعى إلى السيطرة على مقدرات أبناء هذه اللغة وثرواتهم، واستقلال ذواتهم، لكي يكونوا لقمة سائغة في خدمة عجلات الإنتاج ومطامع التوسع، وتحقق الأمن لدى المستعمر الغازي ......
ما استفزني وحفزني ودفعني حقيقةً لكتابة مثل هذه السطور هو معاناتي الشخصية من شح واضمحلال اللغة العربية الخالصة في كياني بعد أن خضت تجربة حرجة في حياتي كان مفادها من السلب ما كان- وهي التحاقي بالتعليم في مدرسة إعدادية يهودية ومن ثَمَّ الثانوية، فتفوقت وبرزت بتحصيلاتي حيث أصبحت أُلَقَّبُ بـ "
אבי התנך " لحفظي أجزاء موسعة منه عن ظهر قلب. أَضِف إلى ذلك تحكمًا وسيطرة تامة بالقواعد والإنشاء لدرجةٍ أصبحت – وأنا العربي-  ذا المرجعية العليا لطلاب شعبتي في حل الوظائف وإتمام البحوث وتقديم الامتحانات. إلا أني لم أحس بحجم الكارثة والمأساة إلا حين رجعت موطني، وبدأت أدرك مواطن ضعفي، وفقداني لغتي التي هي هويتي، وأكتشف أني كفيف الكلمات، مسلوب اللغة، وضحل الحديث لا أستطيع أن أعبر عما يجول ويصول في داخلي إلا من خلال المعجم العبري. وتجلت أمامي أسمى معاني العار الباطني فخجلت من نفسي، وبدأت مشوارًا طويلا استمر سنين عدة، قرأت من خلاله وتصفحت، وأعربت وتثقفت بجهد شخصي حتى شعرت أني ببر الأمان أستعيد هويتي.

لذلك يمكنك أن تشعر بحرقتي، ولذلك أيضًا أثمن مسعاك غاليًا، وأقدر جهدك وكدحك لجعل العربية لغة أجمل، فهنيئا لك، وأنت أهل لها!

ما زلتَ  يا أستاذنا جاهدًا وكادحًا في سبر أغوار اللغة ودراسة حداثتها بلا كلل أو ضجر، وأكاد أجزم على يقين مطلق أن الأمر ينهكك ويعيـيك في إعداد هذه المدونات والخواطر، ففيك الخير، وما قدر الأجر إلا كقدر المشقة.


من إسراء ضعيف
- الرملة:

أستاذي القدير سلم فكرك وبوركت يداك!
في الحقيقة إني أواجه تلك المشكلة في مدينتي الحالية "الرملة" حيث تفوق الكلمات العبرية لغتنا العربية، ولا أدري حقيقة إن كان ذلك سبب تعدد الثقافات أم أنها حجة يستخدمها العرب لتبرير حديثهم!... صِدقًا لُغتنا العربية أجمل وأرقى بكثير، فلماذا لا نتباهى بها؟!
.......................................................................................................

* لمن يهمه الأمر:*ما أظلم من اتهمك بما ليس فيك!
          **نحن أحوج إلى خدمة شعبنا ولغتنا من المناكفات التي لا تغني عن الحق شيئًا.
***مشكلتنا الأساس أننا لا نعطي كل ذي قدر قدره، وأن الفرد منا بحاجة إلى معرفة حده حتى يقف عنده!

 

 

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           


 

المدونــــة السابعــة والثلاثون

 

 

هناك كلمات مستحدثة – أي ليست من أصول عربية- يظل استعمالها بالعربية لدى البعض طبيعيًا وتلقائيًا مثل (الكَهْرَبـاء)، بينما يعزف عنها البعض الآخر مع أنها مألوفة مستساغة، مفضلاً استخدام اللفظ العبري (حشمال)- חַשְׁמַל دون مبرر، فهو يريد أن (يحبِّــر)- יְחַבֵּר= يربط  بـ (الريشت)- רֶשֶׁת= شبكة، وهي قريبة، و(الحِبّـُور)– חִבּוּר= التوصيل (الرِّبط) رغم ذلك يكلفه غاليًا.
صاحبنا توجه -كما قال- إلى
(حِبْرات هَحَشْمال) חֶבְרָת הַחַשְׁמַל = شركة الكهرباء في شكوى بسبب أنها (نتْـــقا)- נִתְקָה= قَـطْعت (بالدارجة أيضًا: الكهربا قطعت، قاطعة) في منزله بسبب دين، وهو ليس مدينًا.
هو يرجو أن يعود (الزيرِم)-
זֶרֶם= تيّـار إلى بيته بصورة متواصلة، فطلب منهم (قاف)- קַו جديدًا، وهو يقصد خطًـا (بالطبع فإن الخطّ يمكن أن يكون من الأعمدة أو مواسير على الأرض)، ونحن نرجو له التوفيق في مسعاه.
طلب الرجل من الكهربائيّ أن يغير له الـ (خوطيم)-
חוּטִים= أسلاك، لأنها قديمة، وأن يغير له  الـ (مفسيق)= מַפְסֵק= مفتاح (زر) الكهرباء.
ثم إن مكان (أرون حشمال)-
אֲרוֹן חַשְׁמַל = خزانة الكهرباء غير ملائم، بل إن (التيئورا) في البيت- תּאוּרָה= إنارة غير كافية.
وبينما الرجل في شكواه إذا به ينبهنا على: (هَفْسَقات حشمال)-
הַפְסָקַת חַשְׁמַל = انقطاع الكهرباء.
                                      *     *    *

أما لفظة (كَهْرَباء)- بفتح الراء  فهي من أصل فارسي، مركبة من كلمتين (كاه)+ رُبا. وأما (كاه) فمعناها تبن، و(ربا) تعني جاذب، ثم أطلق التعبير على خواص الأجسام التي إذا حُكّــت جذبت الأجسام الخفيفة، وبعثت النور.
هكذا كان أصل اللفظة التي عُرّبــتْ، وقبلت في لغتنا مع معرفة العرب للكهرباء، واستخدامهم لها، بل استطاعوا أن يصوغوا الأفعال الجديدة المحدثة:
كهرَب المصنع بدلاً من 
חִשְׁמֵל،
 
والكهربــة بدلاً من חִשְׁמוּל،
 (الحشْمَلَـئِـي – نلفظها كما هي شائعة بالعبرية خطأ، والصواب فيها حَـشـمَـلاي) -
החַשְׁמַלַּאי = الكهربائيّ (بالدارجة – الكهربجي).
يحذرنا خوفًا من أن يقترب الطفل من عمود الكهرباء فـقد  يتكهرب (
יִתְחַשְמֵל)
بسبب (الميتَح جَبُوَّه)- מֶתַח גָבוֹהַ= الضغط العالي، وهو ما يعرف أيضًا بالتوتر العالي.
نحن  نخاف أن يصاب الطفل بـ (مكّات حشمال)-
מַכַּת חַשְמַל= صَـدْمَـة كهربائية.

هناك قرب قيسارية (تَحَنات كُوّاح)-
תַחֲנַת – כֹּחַ= محطة الطاقــة (محطة توليد الطاقة الكهربائية)، وبسببها نرى في مجتمعنا كثيرًا من المُعًدّات والأدوات الكهرَبِـيَّــة. علينا أن ننتبه إلى اللفظ العبري (حشْمَـلِي)- חַשְׁמַלִּי= فهو كهْـرَبِــيّ، وقد اخترتها نسبة من (كهربا) بدون همزة، وهي تصح كذلك، بل هي المستخدمة أكثر في لغتنا الدارجة.
أما العِـلم الذي يعالج موضوع الكهرباء
חַשְׁמַלָּאוּת فهو الكَهْـرَبائِـيّة، وهذا هو "علم الكهرباء" - موضوع الكهربائي الذي يهتم به، هذا إذا كان كما يصفه الناس (موسْماخ)- מוּסְמָך= مؤهل.

حبذا التقيد بلفظة  مخصصة في الترجمة، وذلك لأن التداخل في المصطلحات العربية قائم، ولا بد من التحديد أو التخصيص، فقد اعتدنا أن نخلق عشرين كلمة للمعنى الواحد، وكل منا يظن أن قوله هو الفصل؛ فجدير بنا أن نتقيد بترجمة واحدة حتى لو كان فيها ثغرة هنا أو هناك
. وأنا في مدوناتي أطرح رأيي، ولا ألزم أحدًا بما أرى، لذا حددت هنا  الوصف (كهرَبِـيّ)  لكلمة חַשְׁמַלִּי ، ولم أقل في ترجمتها (كهربائي)، وهي بالإنجليزية  electric، كما حددت (الكهربائي) (الكهربجي بالعامية) لكلمة  חַשְׁמַלַּאי، وهي بالإنجليزية electrician .

 

 من هنا وما دمت في جرأة التحديد فإن هناك في المواصلات ما يسمونه (حَشْمليت)- חַשְׁמַלִית، وهي وسيلة الاتصال العامة التي تسير بقوة الكهرباء ، فأرى أن نترجمها  (قاطِـرة) بدلاً من (القطار الكهربائي، أو الترام -الترامواي- كلمة فرنسية)، ذلك لأن قاطرة لا تستخدم هذه الأيام في أدبياتنا أو في اللهجات الدارجة، فلماذا لا نخصصها لما يسمونها (حَشْمَليت)، أقول (قاطرة) تمييزًا لها عن القطار الذي خصص لـمعنى (الرَّكيبت)- רַכֶּבֶת، وبه عربات متلاحقة.
أما ما أخذت أسمعه مؤخرًا أن
חַשְׁמַלִית تُطلق أيضًا على ما أسميته يَسـيـكَـة  - ترجمة لـ קַל נוֹעִית  فأرى أن تظل يسيكة، بسبب ضرورة التحديد وعدم الخلط.
من أحب أن يطلع على كلمات أخرى تتعلق بالكهرباء فأرجو أن يبحث عن المدونة  السادسة عشرة، فهناك تحدثت عن بدائل لـ (الشيقع) و (التيقع)، كما تحدثت عن الأمّــان، وغيرها
.

 

חֶבְרָת הַחַשְׁמַל = شركة الكهرباء
חִבֵּר= ربط ، وصَّل
חִבּוּר= توصيل
 
רֶשֶׁת= شبكة
חוּטִים
= أسلاك
קַו
= خطّ
נִתּוּק=
قَـطْـع
הַפְסָקַת
חַשְׁמַל = انقطاع الكهرباء.
זֶרֶם= تيّـار
חִשְׁמֵל= كهرَب
 חִשְׁמוּל=
  كهربــة
חַשְׁמַלַּאי = كهربائيّ (بالدرجة: كهربجي)
הִתְחַשְמֵל= تكهرب
מֶתַח גָבוֹהַ= الضغط العالي
מַכַּת חַשְמַל= صَـدْمَـة كهربائية
תַחֲנַת – כֹּחַ= محطة الطاقــة
חַשְׁמַלִּי= كهْـرَبِــِيّ
חַשְׁמַלָּאוּת
= الكَهْـرَبائِـيّة- "علم الكهرباء"
אֲרוֹן חַשְׁמַל = خزانة الكهرباء
מַפְסֵק= مفتاح (زر)
תּאוּרָה= إنارة


اقتراح مستجد:


חַשְׁמַלִית
= قاطرة

*معلومة في سياق اللفظة العبرية
  חַשְׁמַל:
اللفظة العبرية חַשְׁמַל  مستقاة من الكتاب المقدس، وجاءت بمعنى بريق، لمعان النار، ففي سفر حزقيال، الإصحاح الأول، 27 ورد: "ואֵרֶא כְּעֵין חַשְׁמַל כְּמַרְאה- אֵשׁ" والترجمة العربية له هي: " ورأيت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار ..."

 


 

المدونــــة الثـامـنة والثلاثون

 

 

 

في مكتب المحاسبة:

 

bullet (החֶשְׁבּוֹנַאי)- اللفظة العبرية هذه قليلة الاستعمال، فقد أغنت عنها ألفاظ  أخرى، منها: (مِـنَهيل حِشْبونوت)- מְנַהֵל חֶשְׁבּוֹנוֹת = مدير الحسابات (بمعنى موظف الحسابات)، وإذا  نجح  صاحبنا ودرس أكاديميًا فهو (روئي حشبون)- רוֹאֶה חֶשְֹבּוֹן= مدقق حسابات، وهذا هو الفاحص للحسابات، المراقب المسؤول عن تصديقها.
غير أنني أرى تخصيص (المحاسب) لهذه اللفظة العبرية
- הַחֶשְׁבּוֹנַאי (ويلفظها الكثيرون خطأ – حشبونئي)، حيث أنها ترد أكثر في أدبيات المحاسبة – (חֶשְׁבּוֹנָאוּת).
ملاحظة للمهتمين بالإنجليزية:
הַחֶשְׁבּוֹנַאי يقابلها بالإنجليزية- accountant ، وعلم المحاسبة- חֶשְׁבּוֹנָאוּת - accounting، بينما المحاسبة - مصدر حاسب-  فهي .(accountancy  

قلت:  أرى جعل كلمة (المحاسب) بالمعنى العام، حيث تكون ترجمة لـ
חֶשְׁבּוֹנַאי رغم قلة استخدام اللفظة العبرية في الحياة العملية اليومية وعلى ألسنة الناس.

اعتدنا أن نسمي  كل من يعمل في الحسابات (محاسب)، سواء أكان كما يقولون (جزبار- الجيم مصرية)-
גִזְבָּר- مدير المالية، أو (كوبئي تلفظ خطأ بالعبرية- وهي كوبّاي)- קוּפַּאי= أمين الصندوق، أو (روئي حشبون)- רוֹאֶה חֶשְֹבּוֹן = مدقق الحسابات، أو (منهيل حشبونوت)- מְנַהֵל חֶשְׁבּוֹנוֹת = مدير الحسابات أو حتى (الحَسّاب)- חַשָּׁב = حسّـــاب، فكله عندنا محاسب!!
على ذكر الحسّــاب (والترجمة لي) فهو ذلك الخبير بالأمور المالية، وهو الذي يُـعهَـد إليه  بالفحص العام، فالحكومة لها (حَسّـاب كْـلَـلي)-
חַשּׁב כְּלַלִי= حسّاب عامّ.
ووظيفة الحَسّاب العام هي تنفيذ ميزانية الدولة، فكل مصروف إضافي لأية وزارة يستلزم توقيع حسّاب الوزارة الذي هو ممثل للحَسّاب العام (إذ أن كل وزارة لها حسّابها).
أما (حشاب سَخار)-
חַשָּׁב שָׂכָר التي ارتأيت ترجمتها حَـسّـاب الأجور، فوظيفته تكون عادة في إعداد الرواتب.

هناك في العالم العربي من يحب  استخدام التعبير (مسك الدفاتر) بدلاً من إدارة الحسابات، فمدير الحسابات يسمونه هناك بالإنجليزية -book- keeper  ومنهم من يسميه الاسم العام-  (محاسب). أما רוֹאֶה חֶשְֹבּוֹן فالمعنى كما قلت: مدقق حسابات، ولكني أقرأها في دول عربية (محاسب قانوني).
 أما  هذا (الدّوّاح)
- דּוּ"חַ= كَـشْـف فهو يدل على أن صاحبه  -ما شاء الله-  كانت له (هَـخْـنَـسوت)- הַכְנָסוֹת= دخول عالية أو مدخولات. (הַכְנָסוֹת جمع הַכְנָסָה= دَخْـل)
ننتبه هنا إلى أن اللفظة العبرية-
דּוּ"חַ هي اختصار من דִין וחֶשְׁבוֹן  بمعنى تقرير، أي تفاصيل المدفوعات- תַשְׁלוּמִים وكذلك النفقات أو المصروفات – הוֹצָאוֹת.

لاحظتم أنني ترجمت (الجزبار-
גִזְבָּר) مدير المالية (في بعض الدول العربية يطلقون عليه "مدير الخزانة" وفي بعضها الآخر"مدير الخزينة")، ذلك لأنه  ليس مجرد أمين صندوق كما تذكر المعاجم، بل هو مدير الشؤون المالية لأي تنظيم، كالكيبوتس مثلاً، وهناك مدير مالية الدولة גִזְבָּר הַמְדִינָה، وهو الذي يقف على رأس وزارة المالية- التي هي  المقررة في اقتصاد الدولة وتمويل وزاراتها الأخرى، بل هو في بلادنا وزير المالية، وبالطبع لا يصح أن  نسميه أمين الصندوق؟!
ثم إن كل مجلس محلي أو بلدية له أو لها مدير مالية=
גִזְבָּר، وهو المسؤول عن ضمان الصندوق أو الضبط المالي،  فلا يستطيع المجلس البلدي أن يلتزم بأي دفع دون توقيع رئيس البلدية ومدير المالية.
اللفظة العبرية
גִזְבָּר مستقاة من التراث اليهودي، حيث أنه كان المسؤول عن ممتلكات الهيكل.
أما أمينـ/ـة الصندوق (
קוּפַּאי)  فمن نجدهـ/ـا في المؤسسات وفي المَشْـرَى وفي أماكن بيع التذاكر مثلاً وغيرها.

أعود إلى مدير الحسابات، وهو يعمل بعد  أن نجح في دورات ومساقات أجازتها وزارة الصناعة والتجارة، وهناك ثلاثة أنواع:
ׁ)سوچ)- סוּג = درجــة 1+2  والحاصلون عليهما يعملون عادة مساعدين في مكاتب المحاسبة. وبالطبع فهناك من لم يحصل على أي شهادة، ومع ذلك يعمل في المكتب، بحكم الخبرة والتجربة.
درجة 3 – يستطيع الحاصل عليها أن يعمل في مصلحة صغيرة بشكل مستقل.
مدير حسابات –  مع دبلوم (محاسب كبير=
חֶשְׁבּוֹנַאי בָּכִיר/ מְדוּפְּלָם)- وهو صاحب الدرجة العليا، حيث تشمل دراسته قوانينَ الضريبة، ويستطيع أن يدير بشكل مستقل حسابات مصالح مختلفة.

من جهة أخرى قد يكون هذا المدير (يوعتس ماس) - יוֹעֵץ מַס מוּסְמָך = مستشار ضريبة قانوني (مؤهل)، فيقدم الكشوفات، وقد لجأت إلى أحدهم ليجري لي كما يقول (تِـئوم ماس)- תֵאוּם מַס= ملاءَمة الضريبة،  وكم سرني أن هناك (هحزير)- הֶחְזֵר= إرجاع، أي أنه بقي لي ما أستحقه بعد أن دفعت لهم أكثر مما يجب.
جدير بالذكر أن الأمانة من أهم صفات مدير الحسابات، فقدرته المهنية ونتائج عمله لهما كبير الأثر في نجاح المصلحة  أو المشغل، بل إن سلطات الضريبة كثيرًا ما تثق  بالمدير وبكشوفه.
فسلطات الضريبة مشغولة في البحث عن (هَعْـلَـمات ماس)-
הַעֲלָמָת מַס-  إخفاء المدخولات، فهم يتوجهون إلى أصحاب (الهون)- הוֹן = ثروة بسؤال : من أين لك هذا؟  فقد اكتشفوا أنه كانت له (هَـشْقَعـوت)- הַשְׁקָעוֹת = استثمارات بملايين الشواقل، و(القيرن)- קֶרֶן = رأسمال يدل فيما بعد على (ريـبح)- רֶוַח= ربح، فكيف يدعي أنه دائمًا في (هِـفـسيـد)- הֶפְסֵד= خسارة؟؟
لقد راقبوا (العوش) =
עו"ש (עוֹבֵר וָשָׁב)= الحساب الجاري، وعلى إثر ذلك استدعوه لمكتب ضريبة الدخل، والله أعلم ماذا سيقررون؟

 

نحدد في هذه المدونة  ما  نعرفه من المعاجم:

 

מְנַהֵל חֶשְׁבּוֹנוֹת = مدير الحسابات
רוֹאֶה חֶשְֹבּוֹן= مدَقِّق حسابات
חֶשְׁבּוֹנַאי= محاسب
חֶשְׁבּוֹנַאי
בָּכִיר= محاسب كبير
חֶשְׁבּוֹנָאוּת = المحاسبة، علم المحاسبة
יוֹעֵץ מַס מוּסְמָך
= مستشار ضريبة
قانوني (مؤهل)
סוּג = درجــة
קוּפַּאי= أمين الصندوق
דּוּ"חַ
= كَـشْـف
תַשְׁלוּמִים= المدفوعات
הוֹצָאוֹת= النفقات/ المصروفات
 
הַכְנָסוֹת= دخول
أو مدخولات
הַשְׁקָעוֹת = استثمارات
הוֹן = ثروة
עו"ש
(עוֹבֵר וָשָׁב)= الحساب الجاري
רֶוַח= ربح
הֶפְסֵד= خسارة
קֶרֶן = رأسمال
תֵאוּם מַס= ملاءَمة
الضريبة
הֶחְזֵר=
إرجاع
הַעֲלָמָת מַס- 
إخفاء المدخولات

كلمات مقتــرحــة لم ترد في المعاجم:

 

חַשָּׁב = حسّـــاب
חַשּׁב כְּלַלִי=
حسّاب عامّ
חַשָּׁב
שָׂכָר = حَـسّـاب الأجور
 גִזְבָּר-
مدير المالية

 

 

 

 

 


 

المدونــــة التاســعة والثلاثون

 

 

 

في المطعم:

 

لن أتحدث هنا عن مأكولات عرفت في العالم بلفظها بلغتها، نحو: الشيشليك، الستيك، السوشي (الياباني)، التشيــبــس، الشنيتسل( الألماني)، شوارما (التركية)، والمكرونة (الإيطالية)، وانتهاء بالبودينغ، فهذه ومثلها لا سبيل لترجمتها بلفظ عربي محدد تمامًا، فلا الشرائح ولا الشقف، ولا اللحم المشرَّح، ولا الشِّواء، ولا أية لفظة عربية تستطيع أن  تفرض نفسها على ما هو معروف ومألوف بأصله الأجنبي، فلنتناولها بصحة وعافية باسمها ورسمها، وأجرنا على الله.

ثم لا يظن ظانّ أن الكَباب هي عبرية (
כַּבָּבּ)، فهي قد وردت في لسان العرب وفي القاموس بمعنى اللحم المشرَّح، أو كما تقول المعاجم- هو الطَّباهِج  (فارسية- بمعنى اللحم المشوي، ومن المحققين من يرى أن الكباب هي الأخرى لفظة فارسية استخدمت في العصر العباسي)، وفي ذكر الكباب يقول الشاعر أبو دُلامة:
               غاد هذا الكَـبابَ كل صباحِ           من متونِ الفتيّــةِ السُّـحاح
            انظر: الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ج 10، ص 319 (في أخبار أبي دلامة)
لكن المصريين يعنون بالكباب ما نسميه نحن بالدارجة (شُـقَـف)، ويسمون شاويه وبائعه (كبابجي)، بينما الكباب عندنا هو اللحم المدقوق المضافة إليه التوابل والبقدونس (في المعاجم- المَقْـدونس وهي معربة من مَـعْـدْنوز الفارسية، وتظل البَـقْدونس أخف ظلاً من -البتروزيليا=
פֶּטרוֹזִילְיָה).
                                     *          *               *

 

أتحدث هنا عن بعض الألفاظ العبرية – للمأكولات-  التي غزت لغتنا في نسيجها، فما الذي يجبر صاحبنا أن يقول (يزر)- גֶּזֶר وينسى الجزر، ويقول (مراق)- מָרָק، وينسى المَـرَق ، ويقول (سلاطيم)- סָלָטִים ناسيًا أنها السَّلََـطات، جمع سلَـطَـة (סָלָט)؟، بل يفضل (أوخل) אוֹכֶל على الكلمة العربية (أكل) أو طعام؟؟؟!
ألفاظ عربية أصبحت بقدرة قادر بلكنة عبرية!!! ومن يدري فاسألوا قائليها إن كانت بالعبرية أزكى وأشهى؟!
ملاحظة: السَّـلطَـة لم ترد في المنجد، وقد وردت في الوسيط بعد أن أقرها مجمع اللغة العربية في القاهرة، وأصل الكلمة من اللاتينية
sal  بمعنى الملح، ثم جعلها الإيطاليون insalata بمعنى المُـمَـلَّـحة (على ذمة أحمد عيسى في كتابه المحكم في أصول الكلمات العامية، ص 44).

 

                                                *      *      *

 

دخلنا إلى المطعم الرحب الجميل، وصاحبي يصر على أنه (المِسْعَدا)- מִסְעָדָה (لاحظ أنهم يستعملون أداة التعريف العربية مع كل لفظة عبرية!)، فسأل عن (المِلْتْسار)- מֶלְצָר= نــادِل (بالدارجة: سفرجي أو جرسون، والأولى تركية، والثانية كلمة فرنسية شائعة)، فأقبل علينا ثلاثة نُـدُل (ولا أقول ملتسريــم، وإذا أردت الدارجة فقل: سفرجية) يتسابقون على خدمتنا. وجدنا أمامنا (الشَّوْسَـم)- סַכּו"ם = شَـوْسَـم-  (كلمة جديدة اقترحتها- انظر المدونة الرابعة والعشرين- موضوع الاختصارات)، كما وجدنا ما سماه صاحبي (مبِّـيوت، وهي جمع مَـبّـِيـت)- מַפִּית= مِـنْديل (بالدارجة: فُـوطَــة) على الطاولة.
أحضروا لنا السَّلَطات المختلفة، فلديهم كما يقول أحدهم (مِـبْـحار)= מִבְחָר=  تَشْـكيلَــة ممتازة من (اليِـرَقُـوت)- יְרָקוֹת= خَـضْراوات، (بالدارجة، خُضروات)، وهذا (الييرق)- יֶרֶק= خُضرة (طَري)- טָרִי= طازج. كما أحضروا لنا الـكـماج – פִּיתוֹת (انظر عن الكماج في المدونة الثالثة).
طلب صاحبي (حتسيليم)-
חֲצִילִים= باذِنْجان (بيت إنجان بلهجة المثلث، وكل له لهجته فليعتمدها، وليترك اللفظة العبرية مع أن أصلها من اللفظة العربية: الحَـصيـل أو الحَـيْـصَل) حيث ذكر لسان العرب أن الحصيل "ضرب من النبات" دون أن يحدد، وأما تاج العروس فذكر أن الحَـيْـصَل مثل صيقل يعني الباذنجان، ويعيد ابن شوشان اللفظة إلى أصلها بالعربية، وهو يذكر חֲצִיל- بمعنى الباذنجان.
ولكن من منا سيقولها؟ أكلت حيْصلاً بصور مختلفة؟ وهل أنا خادمك ام خادم الحصيل؟
على فكرة (الباذنجان) من الكلمات الفارسية (بادَنكان) التي عرّبها العرب في صدر الإسلام.

 

ثم  طلب صاحبي صحنًا من (البِـتْـريوت)- פִּטְרִיוֹת= فُـطْـر (يسمى أيضًا فـَِـقْـع).
بعد أن شبعنا من السلطات التي قدمت لنا في (المَـنا ريشونا)-
מָנָה רִאשׁוֹנָה= مُـقبـِّـلات (الترجمة الحرفية: الوجبة الأولى).
 سألنا النادل عن (المنا العِقَريت)-
מָנָה עִקָרִית = وَجْـبَـة  رئيسية (هناك من يريدني أن أقول: رئيسة)-  التي نرغب أن نأكلها، فلا بأس.
عرض علينا: (دا
)- דָּג ونسي أنه السمك، و (بريت)- פַּרְגִית= فَـرّوج (في الجمع:بريوت- פַּרְגִיוֹת= فراريج).
ملاحظة اعتراضية: كلمة (الفرّوج) من أصل يوناني pterygos ، بمعنى (ذات الجناح)،  والجناح هو petrix.

 

مضى النادل يقول: عندنا (حَـزي عوف)- חָזֶה עוֹף= صدر دجاج (بالدارجة جاج، ولا تزعل!)، وعندنا (عوف مِمولا)- עוֹף מְמוּלָא= دجاج محشي (والمعروف لغويًا أنه محشو، ولكن هناك في المزهر للسيوطي من أجاز الياء أيضًا).
واصَل النادل: وعندنا (عال هئيش)-
עַל האֵשׁ= على النار (يقصد اللحم المشوي).
اخترنا ما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب، لكن صاحبي نسي نفسه، ونسي الآية التي ورد فيها {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}!
 شربنا بعدها القهوة، وأكلنا الحلوى، وكان صاحبي يسابق في التهامه قطعة بعد قطعة، فهو يعشقها.
 وحمدنا الله على نعمه، أو لم يقل في ذكره الحكيم: { كلوا من طيبات ما رزقناكم}!؟

لكن صاحبنا الذي أكل بنهم، والبِطنة تذهب الفِطنة-  نهض مسرعًا، وهو يسأل: أين (الشِّروتيم)؟ שֵׁרוּתִים= منافع (بالدارجة: الحمّامات).
ملاحظة: ما أكثر ألفاظ بيت الخلاء  ومرادفاته بالعربية، ولكنها غير عملية اليوم، فمن سيسأل: أين الكنيف؟ أين المستراح؟  أين بيت الخلاء (وما هو في الخلاء كأصل التسمية، بل في البيوت العامرة)؟
 وتظل لفظة (المِرْحاض) واردة هنا وهناك، وهي مستخدمة.
لكني فحصت نسبة الاستخدام لموضع قضاء الحاجة، فوجدت الأطفال في الروضات  ومعلماتهم يذكرون (الشروتيم) أكثر، مع أن اللفظة العبرية كناية دارجة بلغتهم، وليست لغة الفصحاء فيها.
تركنا صاحبنا يعاني، ونحن نتفلسف، فلما عاد إلينا اطمأننا على صحته، وقلنا له: تذكر بيت الشنفرى:
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن          بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل

حدثنا أحد الندل بعد أن لمس ميولنا الأدبية  طرفة قرأها عن الحَـساء (المرق) الذي كان يسمى لدى إحدى القبائل- (السَّخـين)، فسألو أعرابيًا من هذه القبيلة:
- ماذا يسمى المرق عندكم؟
- السخين.
- فإن برد ؟
- لا ندعه يبرد.
أما المرَق (والمرَقة واردة في المعاجم أيضًا)، فهو ما  كان فيه اللحم والدسم، وهو من الفعل (مرق) لأنه يمرُق من اللحم أي ينفذ منه، وقد شاع استخدامه في معنى كل حَـساء- أي ما يحسوه الشارب من الماء الذي فيه بعض أنواع الطعام (بالعامية أيضًا شوربة، واللفظ -يا للغرابة- هو فارسي أيضًا رغم أن الجذر الثلاثي عربي قح: شرب). ومهما قال القائل فإنه يهمنا هنا ألا يلفظ بمد الألف (مراق)؟ لماذا؟ هل يكون عندها أطيب وأزكى؟
ودعنا أصحاب المطعم، وشكرناهم على حسن الخدمة. ثم قلت لصاحبي:
 رحم الله معلمي في الصف الثاني الذي علمني قول السكاكيني في كتابه الجديد في القراءة:
"قم عن الأكل وبك خَـصاصــة"!

 

 

 

 

 


 

المدونــــة الأربعون

 

 

تحيات ومجاملات مع العبرية وبدونها:

 

سأعمد هنا إلى ألفاظ عبرية من تحيات ومجاملات (جامل فصيحة، وهي بمعنى عامله بالجميل)  تتردد في نسيج لغتنا، وكل منا يعرف ترجمتها، ولا ريب، ويعرف كيف ينطقها عربية مشحونة بالوجدان، ولكني أثبتها للتذكير ليس إلا، ومن يدري فقد تكون ذات فائدة بعد عشرات السنين، فأرجو تقبل طرحها، أو الاهتمام بها لأجيالنا الشابة!

عندما دخلنا المطعم في المدونة السابقة كان هناك أكثر من تحية يسميها فلان (براخا)- בְרָכָה منهم من يفضل (شالوم)- שָׁלוֹם= سلام (السلام عليكم)، ومنهم من يبدأ بقوله للطاعمين (بِــتيـئبون)- בְּתֵאָבוֹן= صحتين!
وكان صاحبي يجيب في كل مرة بمودة: (تودا)-
תּוֹדָה= شكرًا!
ملاحظة: هناك من يأكل، ويقول: والله ما عندي (تيئبون)-
תֵאָבוֹן= شَـهِـيـــة، فله ندعو أن يهبه الله الصحة والعافية.
قال صاحبي لشخص وُلد له ولد: (مزال طوف)-
מַזָל טוֹב- مبروك (الترجمة الحرفية: حظ سعيد، والأصل الفصيح في اللغة أن نقول: مبارَك).
وقال آخر يهنئ العائلة: (شعا طوفا)-
שָׁעָה טוֹבָה= ساعة مباركة أو سعيدة!
مرت أعياد عبرية  كثيرة في أيلول وتشرين الأول، فكانت  تتردد بين عمالنا أيضًا: (شنا طوفا)-
שָׁנָה טוֹבָה= كل عام وأنتم بخير (الترجمة الحرفية: سنة خير!)
ومن العجيب أن بعضنا يخاطب بعضنا الآخر: (بوكر طوف) و (عيرف طوف)، و (ليلا طوف) ناسيًا أن يتحدث العربية- لغة أمه وأبيه، فيقول بدل:
בּוֹקֶר טוֹב = صباح الخير، وبدل
עֶרֶב טוֹב=
مساء الخير، وبدل לַיְלָה טוֹב= تصبحوا على خير (ليلة سعيدة).
لاحظ أن كل عبارة عبرية يكون الرد عليها بالعبارة نفسها، فشلوم جوابها العادي شلوم، وأحيانًا قليلة (شالوم وبراخا)-
שָׁלוֹם וּבְרָכָה، وذلك خلاف العربية، فإن قال أحدهم: صباح الخير، كان جواب الشخص الآخر: صباح النور، صباح الفل، صباح الخيرات وغيرها.
وإن قال: تصبح على خير أجيب: "وأنت من أهله" أو (تلاقي الخير)، ونحوهما.
دخل رجل وسأل النادل: (ما نِشما "نشْمَع")-
מַה נִשְׁמָע= ما أخبارك (كيفك في الدارجة، والسؤال هو بمعنى ماذا نسمع عنك من جديد؟
أجابه: (بروخ هشيم)-
בָּרוּך הַשֵׁם= الحمد لله.
وعندما ودعه قال له: (يوم طوف)-
יוֹם טוֹב= نهارك سعيد!

                                  *          *           *           *

في هذه المدونة سأتوقف على هذا الثراء اللغوي في التحيات والمجاملات بيننا نحن أهل الشام مع اختلاف يسير هنا وهناك، وليست اللغة العربية في سائر البقاع العربية ببعيدة عن هذه الروح اللطيفة، حيث لا تضاهيها أية لغة أخرى في طاقتها التواصلية الحميمة مما أعرفه على الأقل، بل لا يستطيع المترجم أن ينقل العبارة بشحناتها الوجدانية، فلنخرج قليلاً عن مسارنا الذي اختططناه في هذه المدونات، واسمحوا لي أن أدون لكم ما يحضرني من أدعية إيجابية دون السلبية، وأرى إثباتها للأجيال الجديدة بلهجتها، وهي ليست ببعيدة عن الفصيحة:

- عند الطعام:
تفضلوا! منهم من يزيد ويقول : تفضلوا عَ الميسور!
 الرد: - صحتين أو  يزيد فضلك! أو أفضلتم!
وكذلك إذا أقبلنا على من يتناول طعامه فنقول: صحتين! (أو صحتين وعافية!)
الرد: على قلبك!  تفضلوا!
سنستمع إلى قول القائل بعد أن شبع: الحمد لله!
فيجيب السامع: صحتين! صحة وهنا!  أو والنعم بالله!

 

-         الترحيب المتواصل عندنا في كل مناسبة: أهلاً وسهلاً، وتتردد العبارة ترحيبًا وتحية.
الرد: أهلاً بكم! أهلين!

-         الترحيب: (مرحبا) وارد كثيرًا (كما ورد في الشعر العربي القديم، وما نُسب إلى  الحديث الشريف)
الرد: مرحبـتـين أو مراحب، يا هلا  أو غيرها.
نقول لمن سيسافر: تروح وترجع بالسلامة!
والرد: الله يسلمك!
منهم من يلجأ إلى الفصيحة في حال السفر بالطائرة: على الطائر الميمون!

-         أما الحاج فعند وداعه نضيف: حج مبرور! وسعي مشكور!  تقبل الله طاعتكم!
الرد: الله يطعمك! الله يعطيك إياها!

-         نقول لمن أنهى صلاته، تقبل الله!
       الرد: منا ومنك!

-  نقول لمن عاد من سفرة أو لمن أبلّ من مرض، أو لمن نجا من حادث : الحمد لله على السلامة! سلامتك! وفي حالة الحادث: الله قدّر ولطف!
من الردود: الله يسلمك! الله يحفظك! تسلم! بارك الله فيك!

-         نقول لمن رحب بنا في بيته: عمار! ونحو ذلك – محلكم  عامر /عمار،
 والرد: البيت بيتك!
ولا ننس أن نقول بعد شرب القهوة: دايمة.  (منهم من يقول: دايمة، وأصحابها سالمة!)
والجواب: بوجودك!  ولا ننس: صحتين وعافية!
  وعندما انتهينا من الطعام نقول: سفرة دايمة ، أو عمار، الله يكثر عليك الخير!
 والرد هو صحتين! أهلاً وسهلاً!
وعندما خرجنا قلنا مستأذنين: بخاطركم!
والجواب: مع السلامة، اجعلوها بعودة!

-         نقول لمن شرب وحمد الله: هنيئًا!
الرد: هناكم الله!

-         نقول لمن عطس وحمد الله: رحمك الله!
الرد: وإياكم!  أو رحمنا ورحمكم الله! وهذا يسمى في العربية: تشميت العاطس.
 هناك من المتعبرنين من يقول (لبريئوت)
לבְּרִיאוּת = صحــة!
وقد يستخدم البعض (صحة) فيجيب المخاطَـب بالعربية: على قلبك!

-         نقول لمن حلق وجهه أو رأسه،  أو لمن خرج من الاستحمام: نعيمًا!
الرد: الله ينعم عليك!

-         نقول لمن خرج من المرحاض: شُـفِيتم!
الرد: عوفيتم!

-         نقول لمن أفاق من نومه: صح النوم!
وقد تستعمل للسخرية لمن تأخر عن واجبه، أو لمن نام طويلاً!

-         نقول لمن أنهى عمله الشاق: صح بدنك!
الرد: وبدنه، الله يسلمه!
  وعند العمل أو بعده يمكن الدعاء: الله يعطيك العافية!
الرد: الله يعافيك!

-         نقول لمن يتوضأ: زمزم!
الرد: جمعًــا!

-         إذا أردت أن تعتذر لمن قدم عليك وأنت لا تقف له لسبب أو لآخر، تقول له: عزيز من دون قيام!
الجواب: يسلم عزيزك! أو:  الله يعزك!

-         إذا أردنا تخفيف غضب أو إسكات أحد نقول له: صل على النبي!
الرد أن يصلي السامع على النبي: اللهم صل على سيدنا محمد!

بالطبع للنصارى أدعية مقابل ذلك، توافق المصطلحات الدينية لديهم.

-         لا ندخل بيتًا دون الاستئذان، وكانوا سابقًا يعلنون عن الحضور برفع أصواتهم: دستور!
والرد بالطبع: تفضلوا!
إذا استأذن أحد بالخروج يقول: تسمحوا لي....أو أنا أستأذن!
الرد: إذنك معك!

-         إذا عثر أحدهم يقول الناظر: الله معك! (كان القدامي يقولون للعاثر: دع دعْ، وأقال الله عثرتك!)
- عند اللباس الجديد نقول للابس: مبروك/ تعيش وتهريه، وأما الحذاء الجديد فيقال لمنتعله: مبروك ع الأرض!
 والجواب في كل: الله يبارك فيك/ على حسابك!

-         بعد الزواج نلتقي أهل العروسين ونقول: مبارك ما عملتو!
الرد: الله يبارك فيك! عقبال أولادك! (أو لمن هم في مستقبل الزواج)

-         في العيد نهنئ: كلُّ عام وأنتم بخير!
 الرد: وأنتم بخير (الزيادة: أعاده الله علينا وعليكم سالمين)،
أو: كل سنة وأنت سالم!
يكون الرد: وأنتو سالمين!

-         للمريض: سلامتك! ما عليك شر (باس)! تقوم بالعافية!  سليمة!
الرد: الله يسلمك!

-         في التعزية: العوض بسلامتكم!
الرد: الله يسلمك!
أو: عظّم (أعظم) الله أجركم!
الرد: شكر الله سعيكم!
أو أن نقول لقريب الميت:  يسلم راسك!
الرد: وراسك سالم / وحالك سالم!
أو نقول في المصافحة: الله يرحمه،
والرد: آجركم الله!

كما تكثر كلمات الشكر، بالإضافة إلى (شكرًا) نحو: ممـــنونك، ممنونين!
  والجواب نحو:  عفوًا! تكرم عينك!  خدمتك على راسي!  لا شكر على واجب!

-         ما أكثر دعواتنا التي تبدأ بلفظ الجلالة : الله وبعدها فعل مضارع: يخليك، يحميك، يديمك، يعزك، يبارك فيك، يطول عمرك، يقويك، يسهّل عليك، ييسر أمرك، يرضى عليك، يعلّي مراتبك، يهديك، يحنّن عليك، يجيرك.......إلخ
الرد: الله يحفظك! الله....
أما الدعاء الشائع (الله يستر) فنقوله عند ترقب أمر نخشاه، أو عند مخاطبة النساء: الله يستر عليك، والمقصود أن تكون محفوظة مما يريب شرفها.

-         نبارك كل شيء جديد في لغتنا الدارجة: (مبروك)، فإن كان لباسًا جديدًا أو سيارة، أو جهازًا فالرد: على حسابك!
وإن كانت دارًا فالرد: الدار دارك، بيتك الصغير!

-         وخطابنا للشيوخ فيه رجاء: الله ينفعنا ببركتك! والرد: الله يحفظك!
ثم لا ننس خطاب المحترمين في التوجه: لطفًا! تسمح!  اعمل معروف! بالله...!
والردود: بدنا خدمة!  تكرم! عفوًا، واجب!

ولمن نعجب بكلماته: يسلم هالثم! والفصيح منا يقتبس: لا فض فوك!
وقد نقول معجبين: يا عيني عليك!  يخزي العين!  ما شاء الله!

لاحظتم أنني تركت الأدعية السلبية، وهي ليست قليلة، بل هي أكثر، فليبحث عنها من يهتم بها!
حمانا الله منها!

سأنهي بالقول: وفقكم الله وهداكم!

أرأيتم أن العبرية تعجز كلماتها هنا عن الإتيان بمثل لغتنا، وأن لغتنا فيها الثراء والغَناء، وحسن الدعاء!

-         أعجب أحدهم بهذه العبارات وقال لي: (كُـل هَـكَـبود)- כֹּל הכָּבוֹד= عظيم! (أصل الترجمة: كل الاحترام)، والتعبير شعبي بالعبرية، لذلك ارتأيت أن أخرج عن الترجمة الحرفية، وأصف ما يدهشني ويعجبني: عظيم!
 ومع ذلك يمكن أن نقول: احترامي!

 



 




 


 

المدونــــة الحاديـــة والأربعون

 

 

كلمات عبرية متقاربــة اللفظ:

 

תְּקוּפַת צִינוּן=   فترة تبريد
סִינוּן=  تصفية

قال صديقي: كنت موظفًا في دائرة حكومية، وأنهيت عملي، كما حصلت على حقوقي، لكنني أردت العودة لوظيفتي، أو لوظيفة أخرى في دوائر الحكومة،  وخشية من أن يكون هناك تضارب في المصالح الوظيفية، فقد طَلِب مني حسب القانون أن أمر بفترة (تسينون)- צִינוּן = تبريد.
بالطبع لاحظتم أنني ترجمت حرفيًا، لأن المصطلح هو إسرائيلي، ولم أجد فيما بحثت على غراره في العالم العربي، ويبدو أن التبريد هو استعارة، ويعني أنه انتقال من حرارة الوظيفة السابقة إلى فترة استراحة تبرد فيها الحرارة التي كانت.

أما (سِنــّون)- סִינוּן =  تصفية، فهي تعني التنقية، وتكون عبر مصفاة  للتنقية من الأوساخ أو الشوائب، وتأتي أيضًا في مجال آخر على سبيل الاستعارة بمعنى اختيارالأفضل، ولا ضرورة لذكر أي قذر أو قذى هنا.
* ملاحظة: تأتي تصفية كذلك ترجمة لكلمة חִיסּוּל = מכירת סוף עונה، وتأتي كذلك  ترجمة لـ חיסול חשבון، سواء بالمعنى الإيجابي أو السلبي،
 أو لا يستخدمون في مصطلحات عالم الإجرام هذا التعبير؟


קְהִילָּה=  
مجتمع محلي/ جماعة
קְהִילּתִי= جماهيري
חֶבְרָה=  مجتمع

أما קְהִילָּה فتدل على مجتمع يعيش في منطقة معينة، أو على مجموعة منتظمة، أو على طائفةـ وأرى أن نجعل الترجمة  كلمتين- مجتمع محلي، ومن أصر على كلمة واحدة فهي: الجماعة.
أما
קְהִילּתִי فالأفضل ترجمتها كما شاع على ألسنتنا-  جماهيري، وقد عرفنا المراكز الجماهيرية، والشرطة الجماهيرية، وعُرِف المصطلح، فحري بنا أن نأخذ به.
أما  كلمة
חֶבְרָה فتعني المجتمع عامة.
 إن العبرية شأنها شأن الإنجليزية تفرق بين الكلمتين، فــ
קְהִילָּה في الإنجليزية: community ، بينما חֶבְרָה  هي في الإنجليزية society، وبالطبع فإن الثانية أوسع عددًا وأشمل معنى.

 وصف فلان صديقه بأنه (حبـرَتي)-
חַבְרוּתִי= اجتماعي (يلفظونها  خطأ بكسر الحاء- حِـبـروتي)، والمعنى أنه دمث، ودود يتقبله المجتمع.

מִיצוּי
= استيفاء
הַמְצָאָה= اختراع

 

تدل מִיצוּי أيضًا على استقصاء كل إمكان، واستخلاص الموضوع واستـنفاده،  وفعلها هو מִצָה، وقد سألني صديق عن بعض التعابير التي ترد فيها كلمة מִיצוּי: وكيف نترجمها، فهم في المكتب يضطرون أن يستخدموا العبرية في هذه التعابير وفي حديثهم اليومي، وأنا إذ أحاول الترجمة لا أنفي أن يكون هناك بديل آخر، فلندون ما ذكر لي صاحبنا من تعابير ومقابله ما أقترح: 

מִיצוּי הַפּוֹטִנְצְיָאל
= استيفاء الطاقة الكامنة
מִיצוּי הַשׂכָלָה גְבוֹהָה
= استيفاء التعليم العالي
מִיצוּי הַיִתְרוֹן הַיַחֲסִי
=  استيفاء الأفضلية النسبية
מִיצוּי הַדִּין=  استيفاء القانون (من خلال تطبيقه)
מִיצוּי הַחֶשְבוֹן=  استيفاء الحساب (تصفيته)


أما
הַמְצָאָה فهي اختراع، بمعنى استحداث شيء، وفعلها הִמְצִיא بمعنى اخترع، أتى بشيء من عنده، وقد يحمل الفعل دلالة سلبية ، كأن يتحدث شخص عن وقائع لم تكن، وعن قصص ليس لها أساس من الصحة، فنقول له:  אתה מַמְצִיא = أنت تؤلف أو أنت تخترع.
في هذا السياق أذكر أن المصطلح العبري
זְכוּת הַמְצָאָה  هو في العربية براءة اختراع.

بعد أن أجبته بما أقترحته مما هو وارد في المعاجم قال لي: أنت (متمتسي)-
מִתְמַצֵא= مُطَّـلِـع، أي مُـلِـمّ، فقلت له: ما أصدق قوله تعالى: وما أوتيتـم من العلم إلا قليلاً.

وعلى ذكر هذه التعابير فقد ترجمت
הִתְמַצְּאוּת =orientation  استهداء، فهي ليست مجرد اهتداء، بل هي قدرة الإنسان أن يعرف ( بالفصيحة وبالدارجة أيضًا: يستهدي) أين هو وأين مكانه، بالنظر إلى المحيط وإلى الجهات، وهو القدرة على معرفة الإمكانات المختلفة للخروج من أوضاع معقدة. فالاهتداء كما هو في ترجمة المعاجم فيه مجرد معرفة، ومن اهتدى فقد أدرك موقعه دون تعمُّـل، بينما (استهدى) فيها الطلب والاستدعاء. (لا نفترض أن الفعل  المنافس يجد من يستخدمه بمعنى طلب الهدية). من هنا فإن  מִתְמַצֵא تعني بالإضافة إلى ما ذكرت (مطلع) = (مستـهْـدٍ) أي يعرف أين هو بعد النظر إلى ما حوله.


מַחֲזוֹר=
دورة
מִחְזוּר=
تدوير

يكرر طلابنا في نهاية مرحلة دراسية التعبير: صورة المَحْزور=
מַחֲזוֹר = دُفْــعَــة، ولو بأس بكلمة (فوج)، مع أن الأولى أشيع.
أما
מַחֲזוֹר في معظم استعمالاتها فتعني دورة في التعابير العبرية، نحو: מַחֲזוֹר הדָם, מַחֲזוֹר המַיִם, מַחֲזוֹר שְׁנַתִי.
ولا ننس أن اللفظة أيضًا تستعمل بمعنى الحيض، وفي الدارجة (العادة أو العادة الشهرية).


أما מִחְזוּר فتعني استثمار مادة بالية أو فاسدة وإعادتها إلى الاستهلاك بعد إجراء عمليات حفظ وتجويد عليها حتى ينتفع منها مرة أخرى. والمصطلح أصلاً هو بالإنجليزية  recycling، فاختار البعلبكي صاحب المورد: (إعادة الدورة)، ثم ترددت على أقلام المترجمين الترجمة الحرفية (تدوير)، أي أن المادة تدخل دورة جديدة لتكون صالحة، ولا أرى عليها بأسًا رغم كثرة الترجمات، ففي مصر يستخدمون (رَسْـكَــلَـة ) أي نقلوها كما هي وعربوها. وبعض الدول العربية يستخدمون (استِحْداث) وهي صيغة صحيحة، ولا يعيبها إلا كون اللفظة من الجذر الثلاثي (حدث) الذي له مئات التخريجات والاشتقاقات. كما أن هناك من يستخدم كلمتين- (إعادة تصنيع).
ومهما كانت الترجمة فنحن نفيد من العلم الذي يعيد للأرض مياها كانت عادمة، ويعيد القمامة إلى ما هو بعيد عن الرائحة الكريهة، بل ما له جدوى في حياتنا العملية.

 


 

المدونــــة الثانيـــة والأربعون

 

 

بعض كلمات سئلت عنها:

 

עֲתוּדָה:  احتِـياطي

 

 עֲתוּדָה אֲקָדִמָאִית:  تعني الطلاب الجامعيين الذين أجلت خدمتهم العسكرية  إلى وقت إنهاء دراستهم، وأرى ترجمتها احتياط أكاديمي. غير أن (مِـلوئيم)- מִלּוּאִים  عامة تعني احتياط.
وعليه فإن עֲתוּדַת מַנְהִיגוּת  تعني احتياط قيادي.
أما
עֲתוּדָה נִיהּוִלית فهي احتياط إداري، وأما עֲתוּדָה עֶסְקִית فهي احتياط شغلي.
وهذه التعابير مهنية لا تتردد إلا في مجالاتها.  

 

הִתְנַסּוּת: تـمَـرُّس/ تَـجَـرُّب

 

والمضمون هو المحتوى، وكثيرًا ما نستخدم الكلمة مقابل كلمة (تْصورا)- צוֹרָה= شكل، وجمع الكلمة: (تخانيم)- תְכַנִים= مضامين.
 
وقد استجدّت في عصرنا التكنولوجي وظائف منها
מְנַהֵל תוֹכֶן، وهذه الوظيفة تتعلق مثلاً بإدارة موقع على الشبكة، فأرى ترجمتها: مدير المحتوىـ فإذارة المحتوى נִיהוּל תוֹכֶן في هذه الخطط أو تلك أمر مهم.

 

מַעֲרָךְ= خُـطَّـة

 

وفي معنى מַעֲרָךְ عامة ترتيب وتنسيق. تستخدم الكلمة كذلك للدرس أو للمحاضرة، كأن يعدّ المعلم (معَـراخ شِعور)- מַעֲרָךְ שִיעוּר= تخطيط الدرس، وقد ذكر لي السائل عن هذه الكلمات أنه كان وقتها يعد (معَـراخ شِعور)، وهو يريد أن يقول: تخطيط للدرس.
ثم سألني في هذا السياق، وماذا أسمي
הִתְעָרְבוּת מַעֲרָכַתִית فأجبته أن الأولى تعني تدخّل، وأن الثانية- מַעֲרָכַתִית هي نسبة من (معرَخا)- מַעֲרָכַה ، ومن معانيها: الأمور المنظمة وفق ترتيب معين، وعليه فأرى ترجمتها: تنظيمي.
إذن 
הִתְעָרְבוּת מַעֲרָכַתִית= تدخل تنظيمي.

 

סִיעוּר מוּחוֹת= عَـصْـف ذهني

 

المصطلح جديد نسبيًا، وقد أخِذ عن الإنجليزية .Brain Storm
أما  مفهوم العصف الذهني (وأستعين هنا بالمصادر)  فيقصد به توليد وإنتاج أفكار وآراء إبداعية من الأفراد والمجموعات لحل مشكلة معينة، وتكون هذه الأفكار والآراء جيدة ومفيدة. أي وضع الذهن في حالة من الإثارة والجاهزية للتفكير في كل الاتجاهات لتوليد أكبر قدر من الأفكار حول المشكلة أو الموضوع المطروح، بحيث يتاح للفرد جو من الحرية يسمح بظهور كل الآراء والأفكار.
أما عن أصل كلمة عصف ذهني (حفز أو إثارة أو إمطار للعقل) فإنها تقوم على تصور
"
حل المشكلة" على أنه موقف فيه طرفان يتحدى أحدهما الآخر، العقل البشري(المخ) من جانب
والمشكلة التي تتطلب الحل من جانب آخر. ولابد للعقل من الالتفاف حول المشكلة والنظر إليها من أكثر من جانب، ومحاولة تطويقها واقتحامها بكل الحيل الممكنة.
أما هذه الحيل فتتمثل في الأفكار التي
تتولد بنشاط وسرعة تشبه العاصفة .

 

מוּפְרָךְ= مَـدْحوض

قيل لي: هذا الرأي (موفْـراخ)-
מוּפְרָךְ= مَـدْحوض، والدحض هو التفنيد، ورد الحجة لبطلانها، فالشاهد (هِـفْـريخ) الادعاء- הִפְרִיךְ= دحَض، ومصدرها الدحْـض أي التفنيد.

 

وتسألني –كذلك- عن (أحريوت حبرتيت)- אַחֲרָיוּת חֶבְרַתִית، وهي -كما تعلم- مسؤولية اجتماعية، كما تسأل عن (الشبوطيوت)- שִׁיפּוּטִיוּת، وهي القضـائـية، ولكنها في المجالات العامة تعني الـحُـكْـمِـيّــة.
 وسؤالك عن (نِسّوي مموكاد)-
נִיסּוּי מְמוּקָד= تجريب مركَّز، حيث فضلت تجريب على (تجربة) لأن هناك تعبير النسبة נִסּוּיִּי، فلا أرى ذوقًا أن نترجمها  تَـجْـرِبيّ، بل الأفضل: تجريبي.
كم أحب يا صديقي السائل أن  تتركز –
תִתְמִקֵד في موضوع واحد، فليعذرنا القراء على هذا التنويع الذي يدور في فلك عملك الإداري.

 

 

 

 

 

 

 


 

المدونــــة الثالثـة والأربعـون

 

 

كلمات الثناء والمديح:

 

مرادفات المدح في اللغة العربية كثيرة- من تقريظ ومديح ومَـدْه وثناء وتمجيد وحمد وخمّ....
 ونحن في العربية قد نستعمل الكلمة مكان الأخرى، رغم أن هناك فروقًا وضعها اللغويون بين كلمة وأخرى، فالتأبين جعلوه مدحًا للميت، لكنا مع ذلك نجد من مدح الحي به، كما قال الراعي النميري:
فرفّـعَ أصحابي المطيَّ وأبَّنوا     هنيدةَ فاشتاق العيونُ اللوامح
                                               (انظر: ابن السكيت. كتاب الألفاظ، ص 321.)

اللغة العبرية فيها ألفاظ مدح كذلك، ولكنا نعرف الفرق بينها من السياق المعاصر، وأرى هنا أن نختار أو نحدد لكل لفظة عبرية ما هو مقابلها أو قريب منها:

פִרְגוּן=  إطْراء  (مجاملــة)

 

كثيرًا ما نسمع  لفظة (فِـرْجون – بالجيم المصرية) في جملنا العربية، كأن يقول القائل: يا أخي أنت لا تعرف الـ (فرجون)- פִרְגוּן، أو باستعمال الفعل (فرجِـنْ) له، وفي رأيي أن نترجمها بما نألفه في لغتنا اليومية- مجاملة، والفعل- هو جامل.
ويمكن أن نحدد لها كذلك : إطراء، فهو يُطْـري على صديقه، وهذا الإطراء يسعده.
كلمة
פִרְגוּן (يشكل ابن شوشان الفاء مشددة= פּ بينما هي في معجم سابير بدون شدة، وجدير أن أذكر أن الكلمة ليست واردة في المعاجم العبرية العربية) هي كلمة من الييديش المحكية- أي غير الرسمية، وكما نعلم فإن الييديش لغة عبرية متمازجة مع الألمانية، واللفظة نفسها تعني في الألمانية (اليهودية).
معنى
פִרְגוּן في الأصل-  أن ننظر بعين الرضا، أن نؤيد ونتسامح ونتساهل في قبول الآخر.
أما مجاملة فقد ذكرت في المدونة الأربعين أنها فصيحة، وأن معناها أتى بالجميل، ونحن نجامل بعضنا البعض، باقتناع وبغير اقتناع، فالتسامح والتساهل في قبول الآخر مجاملة، فهي ملائمة لمعنى 
פִרְגוּן.
وأما إطراء  فهي ملائمة كذلك، بل هي أفصح في المعاجم، فأطرى الرجل تعني أحسن الثناء، وتعني كذلك مدحه بما ليس فيه، ففي الحديث الشريف: "لا تطروني ....فإنما أنا عبد الله"، ونحن نتخيل المخاطَـبين وهم يستخدمون ما هو على غرار פִרְגוּן اليوم، كما أرى أن الإطراء تعبير ملائم، وخاصة أن الفعل (طرّى) الحديث أو أطراه بمعنى جعله ناعمًا. وفي ذلك قرأت مثلاً نيوزيلانديًا لعل ترجمته تلائمنا هنا: "الإطراء يطرّي الأجواء".

מַחֲמָאָה= ثَـناء

 

اللفظة العبرية (مَحَمآه)- מַחֲמָאָה  هي أن نمدح إنسانًا على أمر يتعلق به: جماله، لباسه، صفاته، أعماله، وذلك حتى نبعث السرور في نفسه، ويقابلها بالإنجليزية compliment ، وهي ضرورية للإنسان بين الفينة والأخرى، وفي رأيي أن نخصص لها الثناء، والفعل הֶחֱמִיא يعني أثنى.
مرة أخرى يمكننا في كل مرة أن نستخدم لفظة (المدح)، ولكن ما المانع أن يكون هناك تخصيص وتحديد، فهل نسيء بذلك للغة؟
الثناء في أصل اللغة مدح مكرر، وذلك من قولك: ثـنـيْـت الخيط أي جعلته ذا طاقين، وثنَّـيْـته إذا أضفت له خيطًا آخر، وأثنى تكون في الخير وفي الشر كما ورد في المعاجم. إذن فمن المقبول ما دامت الـ
מַחֲמָאָה فيها المدح المعاد أن يقابلها الثناء، ويذكرني هذا بما قاله الشاعر ابن الخياط:

 

                   يهوى الثناءَ مبرّزٌ ومقصّر    حبُّ الثناءِ طبيعةُ الإنسان

قبل أن أترك اللفظة العبرية מַחֲמָאָה وجمعها מַחֲמָאוֹת فقد وجدتها في المزامير (إصحاح 55، 22):
"חֳלְקוּ מַחֲמָאוֹת פִּיו"، ومن الطريف أن مترجم التوراة ترجم النص خطأ، فهي في سفر مزامير: "أنعم من الزبدة فمــه"، فقد ظن أنها من الكلمة (חֶמְאָה)، وكان الأصوب:  عذُبَ  الثناء في فيه (أو على لسانه).

 

 

وأقترح كذلك أن نخصص  שֶׁבַח للمدح أو المديح عامة
                              
השֶׁבַח לָאֵל = الحمد لله، ذلك لأننا عادة لا نمدح الله بل نحمده، ثم إننا نبدأ الفاتحة بقوله تعالى: الحمد لله رب العالمين. فالحمد هو مدح مع الشكر كما ورد في كتب الألفاظ.

وأرى أن نخصص  תְהִילָּה= تمجيد
                       תְהִילָּה לָאֵל= المجد لله
                       
מְהַלֵּל= يمجِّـد
في الترجمة المعاكسة أرى أن نترجم (قصيدة المدح)= שִׁיר הָלֵּל (תְהִילָּה)، وذلك بسبب التمجيد الذي في القصيدة والمبالغة في المدح.

*      *   *      * 

 

بعض الألفاظ العربية القديمة في باب المدح لا يستخدمها اليوم أحد، فنحن لا نقول اليوم مدهـته (بالهاء)، ولا خممته، غير أننا ما زلنا نستخدم (التقريظ) المستقاة من اللغة الصحراوية، فالقَرَظ هو ما يُـدبغ به الأديم، فإذا دُبغ به حسن وصلح، وزادت قيمته، فشبه مدح الإنسان بذلك، كأنك تزيد قيمته بمدحك إياه.

وأخيرًا يسأل سائل:
وما جدوى المدح أصلاً، ولم نعالج معاني الثناء؟
أجيب بما قاله شوقي:
رب مدح أذاع في الناس فضلاً         وأتاهمْ بقـــــــــــــدوةٍ ومثــالِ
وثناءٍ على فتًى عــــــــمَّ قومًا          قيمةُ العِقدِ حسنُ بعض اللآلـي

 

 



 

 

 

 


 

المدونــــة الرابعــة والأربعـون

 

 

في الجولـــة:

 

سألني صديق: يمكن (تَمْليتس) لي على (سِيّـور) في القدس.
قلت له وقد تجاهلت اللفظتين العبريتين في نسيج جملته:
لمن الجولة معـدّة؟
- (للنّـِخـيم)  و (للقشيشيم).
-  أقترح أن يزوروا المتحف الإسلامي، فهناك آثار من الضروري أن يشاهدوها.
- لا يريدون (الموزيئون)، وإنما يريدون  التجول في أماكن في الطبيعة.
- هل تريد مرافقًا مرشدًا يشرح لهم؟
- لا يريدون (مدريخ) فهم لا يطيقون الشروح.
- إذن ماذا تقترح أنت يا صديقي؟ هل لديك فكرة؟
- آخذهم إلى (الجان تسيبوري)، وبعدها نتجول في (العير عتيقا)، ففي (الجان) (مزريقا) عجيبة ستعجبهم،
ولا تنس أنهم سيمرون من الـ (منهيرا). سنصل معًا إلى (مفعال) الألومنيوم، وهناك بالقرب منه (متسيـبـا) لضحايا الحرب العالمية الأولى.
- طيب، وبعد ذلك؟
- آخذهم لـ (مركاز هِـقْـنِـيـوت).
- ما داموا يحبون الطبيعة، فماذا قدمت لهم؟
- سأنهي الرحلة في (شمورات طيبع)، وسيجدون حيوانات ونباتات، بعضها لم يروها، وهناك -الله وكيلك- بعض الأيام تكون فيها الـ (كنيساه حوفشيــت).

 

قلت له بعد أن تضايقت من ترديد الكلمات العبرية بصورة بالغة في جمله:
- ما رأيك أن نتحدث بالعربية فيما بيننا، ونترك العبرية لمخاطباتنا مع اليهود!
- قال: وهل يسهل ذلك بدون لفظة عبرية هنا ولفظة هناك؟
قلت: لنجرب!
فقولك  (تَمْليتس)-
תַמְלִיץ تعني بها تُـوصي، ولا تنس أن الـ (هملتسا)-הַמְלָצָה تعني توصية.
وقولك (سِـيّـور)-  
סִיּוּר تعني بها  جَـوْلــة، وجمعها (جَـوْلات- بتسكين الواو).
وأقترح أن تجعل بدل
טִיּוּל نُـزْهــة ، وأذكر أن اقتراحي مَـنْـزَه بدل טַיֶּלֶת قد أعجبك في حينه.(انظر المدونة السابعة)، وطلابنا يفضلون أن يستخدموا رِحْـلــة فلا بأس، ولكني أنبه هنا لجمعها بالعربية، فنحن لا يصح لنا أن نقول (رَحَـلات) بفتح الراء والحاء، وهذا خطأ شائع جدا، ولكن الصحيح والأقرب على لساننا هو - رِحْـلات. (يجب أن تبقى الراء مكسورة، ويصح شكل الحاء بالكسر أو بالفتح أيضًا، ولا أرى ضرورة لاستعمالهما اليوم).
وقولك (نِـخيم)- נְכִים تعني بها  مُعاقين/ معاقون، والمفرد נָכֶה= معاق،
وقولك
(قْـشيشيم)- קְשִׁישִׁים تعني بها (مُـسِـنّون / مسنّـين)،
 
وفي رأيي أن نترك للفظة
זָקֵן= شيخ، وفي الدارجة (ختيار).
وأنا عندما اقترحت عليك زيارة مََُـتْحَـف (يصح لفظها أيضًا بفتح الميم) تجاهلت الكلمة وفضلت عليها (موزيئون)=
מוּזֵיאוֹן، وكأن اللفظة العبرية أيسر وأسهل. بربك الفظ الكلمتين، واسمع صوتك!
لا تنس أن (المَدْريخ)- מַדְרַיךְ= مُـرْشِـد!
أما (الجان تسيبوري)=
גַן צִיבּוּרַי  فهي الحديقة العامة. فالجان (بالجيم المصرية) هو الحديقة.
أما (العير العتيقا) =
העִיר העַתִּיקָה فهي البلدة القديمة.
وقد أخبرتك مرة عن النافورة الجميلة التي تسميها أنت مزرقا- מִזְרָקָה، وسمعتك تسألني عن النفق الذي لا  يعجبك أن نسميه (نفق)، بل ترى من الأفضل أن نستخدم اللفظة العبرية (مِـنْـهَـرا)- מִנְהָרָה، فلماذا لا نقول سافرت عبر النفق المؤدي إلى الناصرة، ونفضل عليها (مِـنْـهَـرا)؟ عجبي!

وقولك (مِفعال)- מִפְעָל تقصد به مصنع، (ويأتي كذلك بمعنى مشروع في نحو قولك מִפְעָל חַיִּים)، وحبذا أن نخصص لـ בֵּית חֲרוֹשֶׁת=  معمل، إذا أمكن.  وقد يختلط اللفظان بالعبرية- מִפְעָל, בֵּית חֲרוֹשֶׁת  فتأتي الواحدة مكان الأخرى، فسمينا نحن كذلك معمل الورق في الخضيرة، وأحيانا سميناه مصنع الورق.
وكلمة
(متسيـبـا)- מַצֵּבָה= نـُـصْـب، ومنهم من يحب أن يضيف النعت: نـُـصْـب تَذْكاريّ. وإذا كانت على القبر فهي شاهِـد.
أراك تترقب ما معنى (مركاز قْـنِـيـوت)-
מִרְכָּז קְנִיוֹת، وهو مجمّع المحالّ التجارية والأسواق والخِدْمات- (انتبه لملاحظة جمعها مثل رِحلة- جمعًا مؤنثًا سالمًا – أعلاه) إنه- מִרְכָּז מִסְחֲרִי= المركز التجاري، وإن شئت أن تترجم حرفيًا فلا بأس أن تقول (مركز الشراء).
ثم إن (شْمورات طيبع)- שְׁמוּרָת טֶבַע= هي مَـحْمِـيّة طبيعية، وهي مكان فيه حيوانات ونباتات يحافظون عليها ويحمونها خوفًا من انقراضها،إذ أن لها أهميتها في البحث العلمي، وتكون مزارًا للمتنزهين.
(كنيساه حوفشيــت)
- כְּנִיסָה חוֹפְשִית= الدخول مجاني.

 

لنختر ترجمة مما هو في المعاجم:

 

תַמְלִיץ = تُـوصي
הַמְלָצָה= توصية
סִיּוּר= جَـوْلــة
טִיּוּל نُـزْهــة (رحلة)
נְכִים= مُعاقين/ معاقون
קְשִׁישִׁים=
(مُـسِـنّون / مسنّـين)
זָקֵן= شيخ (في الدارجة ختيار)
מוּזֵיאוֹן= مـَتْحف (مُتحف)
מַדְרַיךְ= مُـرْشِـد
גַן צִיבּוּרַי=
الحديقة العامة
העִיר העַתִּיקָה= البلدة القديمة
מִזְרָקָה= نافورة
 
מִנְהָרָה= نَـفَـق
מִפְעָל=
مصنع (مشروع)
מִפְעָל חַיִּים= مشروع حياة
 
בֵּית חֲרוֹשֶׁת=  معـمل
מַצֵּבָה= نـُـصْـب (= نـُـصْـب تذكاري)
מַצֵּבָה= شاهد
(إذا كان على القبر)
מִרְכָּז קְנִיוֹת= مركز تجاري (مركزالشراء)
 שְׁמוּרָת טֶבַע= مَـحْمِـيّة طبيعية
 
הכְּנִיסָה חוֹפְשִית= الدخول مجاني

 

 

 




 


 

المدونــــة الخامسة والأربعـون

 

 

الكرة في ملعب اللغة العربية

 

جمعت لكم يا عشاق الكرة وعشاق لغتنا معًا بعض الكلمات العربية البديلة، لأنني على قلة اهتماماتي الرياضية أجفل من كثرة استعمال بعضكم العبرية، وذلك في أثناء الحديث  العربي اليومي، هكذا سأصوب الكلمات نحو الهدف مستعينًا بخبرة شقيقي شاكر مواسي- المحررالرياضي.
لعل ما يشفع لهذه البدائل الواردة في المعاجم أنني جمعتها في مدونة واحدة عسى (أقول عسى) أن ينتفع بها بعض الرياضيين.

 

بعض أنواع اللعبات:

 

כַּדוּרֶגֶל=  كرة  القدم   
כַּדוּר- סַל=
كرة السلة
כַּדוּר- עָף=
كرة الطائرة
כַּדוּר - יָד=
كرة اليد
מַחֲנַיִם=
  لعبة المعسكرين

 

اللاعبــون:

 

שַׂחֲקָן=  لاعب (أما שַׂחֲקָן מֻרְחָק= لاعب موقوف)
 שַׂחֲקָן מַחֲלִיף= لاعب بديـل
קְבוּצָה=
فريق
לִיגָה=
دَوْري
(مجموعة الفرق التي لها مستوى معين في تدريجها)
אַלּוּף=
بطل
אַלִּיפוּת=
بطولــة
נִבְחֶרֶת לְאֻומִית=
المنتخب القومي
אוֹהֲדִים=
مشجعون
(الترجمة الحرفية- مؤيدون)
שׁוֹעֵר=
حارس (المَرمى)
חָלוּץ=
مهاجم
(الترجمة الحرفية- طلائعي)
מָגֵן=
ظهير
מְאַמֵּן=
مدرِّب
שׁוֹפֵט=
حَـكَـم
רְשִׁימַת שׁוֹפֵט=
استمارة الحكَـم

בַּלָּם= قلب دفاع (בַּלָּם קִדְמִי= دفاع متقدم)
שַׂחֲקָן כָּנָף= لاعب جناح
שַׂחֲקָן  הֶרְכֵּב= لاعب تشكيلة
(يكون هذا اللاعب عادة في كل تركيبة)

في الملعب


מַחֲצִית (רֵאשׁוֹנָה/ שְׁנִיָה)=  الشوط (الأول/ الثاني)
הַפְסַקָה= استراحة
בְעִיטַת עוֹנְשִׁין=
ضربة جزاء (من أحد عشر مترًا
)- (penalty)، وقد حرفت إلى (بِنْدِل).
בְעִיטָה חוֹפְשִׁית=  ضربة حرة مباشرة ( في مسافة أكثر من أحد عشر مترًا، وهناك בְעִיטָה
 
בּלְתִי יְשִׁירָה= غير مباشرة)
 בְעִיטַת קֶרֶן (קֶרֶן)=
ضربة رُكنية (باختصار- رُكنية) = corner
מִגְרַשׁ=
ملعب
שַׁעַר=
مرمى،
وأحيانًا تأتي بمعنى هدف goal
עוֹנֶשׁ=
عقوبـــة
עֲבֲירָה= مخالفــة (foul)
כַּדוּר בֵּינַיים=
إسقاط كرة
(ما يقوم به الحكم لدى الشروع باللعبة، فيلقي بالكرة بين لاعبين)
הִפְסִידוּ=
خسروا
נִצְחוּ=
ربحوا
(المعنى الحرفي فازوا)
נִבְדָּל=  تـسَـلُّـل   offside))
כַּדוּר חוּץ= זְרִיַקת חוּץ= رَمـي التَّـماسّ (هذا التعبير بالعربية تقوله يا شاكر في الإذاعة أو في الخطابة أو الكتابة، وقد نفهمه، وغالبًا لا...)، ولكنا نقول عادة اللفظة الإنجليزية العالمية (أَوْت)= out.
תֵיקוּ=
تعادل
، وفي أصل المعنى العبري هو أن المشكلة أو اللعبة ظلت قائمة بدون حل أو بتّ لطرف، والكلمة هي من رؤوس الكلمات العبرية: תִשְׁבִי יְתָרֵץ קוֹשִׁיוֹת וּבְעָיוֹת.

من عالم الرياضة:

מַצִּיל= منقذ
מָכוֹן כּוֹשֶׁר=
معهد لياقة
מְגַנִּים=
واقيات
(ما يوضع على الساقين للحماية من الضربات، ومفردها מָגֵן)
قال لي أحد الحكّام  بعد أن أطلعته على المدونة قبيل إرسالها:
ها أنت خبير مثلنا، ما رأيك أن تنضم إلينا؟
قلت له: تكفيني رياضة المشي التي تقولون عنها
הֲלִיכָה.وقبل أن أودعك لماذا يصر اللاعبون على ذكر نتائج كل لعبة بأرقام عبرية (إحاد إيفس)، (شلوش إحاد)، وأظنكم جميعًا تعرفون لفظ الأرقام بالعربية!!
 



 

 

 



 


 

المدونــــة السادسة والأربعـون

 

 

 

ثقافــــة وتعليم:

ظننت أن المتعلمين والمثقفين يحافظون أكثر على العربية من هيمنة كلمات عبرية متداولة، وإذا بالأمر هو هو أو هو إياه، فصاحبنا الذي أراد أن يسجل ابنه للدراسة في مؤسسة تعليمية قال لي: سأدفع (الأجرا- بالجيم المصرية طبعًا، وبالتعريف العربي- الـــ )- אַגְרָה= رَسْـم (لكننا نفضل استخدام الجمع- رسوم) كقولنا
אַגְרַת חִינְּוּךְ= رسوم التعليم.
وقال لي: ما أكثر الـ
(بحينوت)- בְּחִינוֹת= امتحانات في هذه المؤسسة!
قلت له: قل امتحانات. وإليك بعض أنواعها في العبرية والعربية:

בְּחִינַת כְּנִיסָה= امتحان
قبول (في الترجمة الأصلية امتحان دخول)
בְּחִינָה בִּכְתָב= امتحان
تحريري (أي كتابي) 
בְּחִינָה בְּעַל- פֶּה= امتحان شفهي
בְּחִינָה חִיצוֹנִית=  امتحان خارجي
בְּחִינָה מַעֲשִׂית= امتحان عملي
בְּחִינַת גְמָר= امتحان نهائي
בְּחִינַת בַּגְרוּת= امتحان الثانوية العامة، وأصل معنى الكلمة العبرية- בַּגְרוּת (النُّضج)،
 ويحصل الناجح في جميع المواضيع على
 תְּעוּדַת בַּגְרוּת، شهادة الإنهاء، وهي مقابل شهادة المترِك التي عرفها
المتعلمون في زمن الانتداب:
matriculation ، وهي على غرار شهادة التوجيهي (التوجيهية) في بعض الدول العربية.
בְּחִינַת הַשְׁלָמָה= امتحان تكميل، وأما (هشتلموت)-הִשְׁתַלְמוּת فهي لتذكير الناسي: استكمال.
בְּחִינַת סוֹף הַסֵמֶסְטֵר= امتحان نهاية الفصل
(الدراسي)

وتقول: كان عندي (بوحَـن)- בוֹחַן ،وتقصد امتحانًا قصيرًا، وفي رأيي أن نخصص له لفظة: اختبار، ذلك لأن صيغة التصغير في العربية لكلمة (امتحان) لا تستساغ.
وأقترح أن نخصص لكلمة (مبحان)- מִבְחָן= فحص، ويبدو أن מִבְחָן يكون عادة أكبر وأشمل في بحث ناحية ما، فنحن نقول:
 (מִבְחָן تيمس للرياضيات=

  Mathematics and Science  Study Trends in international
 ونقول (מִבְחָן بيرلز لفهم المقروء=

 progress in International Reading Literacy Study،
 وبالطبع فلا نسمع في هذين الفحصين  من يقول كلمة בְּחִינָה أو בוֹחַן.
أما  (إبحون)- אִבְחוּן= تشخيص= (أو אַבְחָנָה)، فهو لتحديد مادة أو مرض ما، والتعرف إليه وإلى طبيعته، واللفظ بالإنجليزية هو
diagnosis.

لنلخص ما نقترح ونحدد من بين اختيارات المعاجم الكثيرة التي لا حدود في تعريف كل منها:
בְּחִינָה = امتحان
בוֹחַן= اختبار
מִבְחָן = فحص

אִבְחוּן=  تشخيص


أين يتلقى أبناؤنا التربية:

لنبدأ بأطفالنا، وحبذا التحديد في ترجمة كل من الألفاظ العبرية:
גַּן יְלַדִים= بستان أطفال (حفيدي عمره خمس سنوات وهو في البستان)

גַּנּוֹן=  روضة أطفال (حفيدتي عمرها ثلاث سنوات وهي في الروضة)
מִשְׁפָּחְתוֹן= حضانة، وكثيرًا ما تستخدم اللفظة العبرية في هذا السياق والمعنى- מָעוֹן.
גַּנֶּנֶת=  مربية أطفال، ومعها (عوزيرت)- עוֹזֶרֶת= مساعدة.

والآن إلى أنواع المؤسسات التعليمية، وبالطبع فأنا لا أجدد، وإنما أذكّر:

בֵּית
סֶפֶר מַמְלַכְתִּי= مدرسة حكومية  (كانت تسمى مدرسة رسمية)
בֵּית סֶפֶר מַקִיף= مدرسة شاملة (مدرسة فيها فروع مختلفة، وعادة ما تكون إعدادية وثانوية معًا).
בֵּית סֶפֶר מִקְצוּעִי= مدرسة صناعية
בֵּית
סֶפֶר חַקְלָאִי = مدرسة زراعية
בֵּית סֶפֶר יְסוֹדִי= مدرسة ابتدائية، وتسمى أحيانًا بالعبرية בֵּית סֶפֶר עֲמָמִי.
בֵּית
סֶפֶר עַל יְסוֹדִי= مدرسة فوق ابتدائية (بالتعريف نقول: المدرسة فوق الابتدائية)
בֵּית
סֶפֶר פְּרַטִי= مدرسة خاصة (ومن هذا النوع المدرسة الأهلية التي تشرف عليها مجموعة
                    معينة من الناس).

בֵּית סֶפֶר תִּיכוֹן= مدرسة ثانوية (أصل المعنى: مدرسة متوسطة، لأن هذه المرحلة تتوسط بين الابتدائية والمرحلة الجامعية.)
מִכְלַלָה= كليــة، وكثيرًا ما نسمع من يسأل: أين تتعلمين يا فلانة؟ فتجيب دون طرفة عين اللفظة العبرية: في (المخللا)، بفتح الميم مع أن حقها الكسر.
דֵּקָן= عميد، وهي لفظة لاتينية الأصل
decanus، وتعني في الأصل كبير الكهنة، ثم انتقل المعنى للأكاديميات فأصبح يطلق على رئيس ينتخب لإدارة معينة في المؤسسة، وذلك لفترة محددة.
מִנְהֲלָן (אֲמַרְכָּל)= إداريّ.
 מְנַהֵל= مدير (جمعها مديرون/ مديرين، ولا يجوز أبدًا أن يظل الخطأ الشائع: مدراء، فهل نجمع مُعين ومشير ومجيد ومريد على مُعَناء؟ ومشراء؟ ومجداء؟ ومرداء؟؟؟

 أما عميد فهي مختلفة، وجمعها عمداء، مثل وزير وزراء، فهما على وزن (فَـعيل).
هناك بعض المؤسسات التعليمية ما يكون فيها (بنيميا)- פְּנִימִיָּה= داخلية، وهي سكن (مساكن) الطلاب في المؤسسة، وفي الجامعات يبحث الطلاب عن (معون، ج. معونوت)- מָעוֹן= نُـزُل ج. أنزال، والأسهل والأيسر أن نقول: سَكَن الطلبة.


كم يجدر بنا أن نحدد معنى اللفظة العبرية، مع أني أعرف مدى التداخل بين الواحدة والأخرى:
 הַשְׂכַּלָה= تثقيف
 תַּרְבּוּת= ثقافة
- (culture) وتأتي أيضًا بمعنى أشمل: حضارة.
 חִנּוךְ=  تربية

إليك بعض الاستخدامات:
הַשְׂכַּלָה
גְּבוֹהַה=  تثقيف عالٍ
הַשְׂכָּלָה כְּלַלִית=  تثقيف عام
מִשְׂרָד הַתַּרְבּוּת וְהַמַדָּע= وزارة الثقافة والعلوم
חִנּוךְ גּוּפָנִי=
تربية بدنية
חִנּוךְ חוֹבָה= هنا من النادر أن يقول أحد: التربية الإلزامية فقد اعتادت الألسنة على: التعليم الإلزامي، فلا بأس أن نجعلها (التعليم) أيضًا على قلة، ذلك لأن التعليم تعني كذلك- הוֹרַאָה. ولا ننس أن هناك التعبير العبري: חוֹק לִימּוּד חוֹבָה، وهو يلائم المقابل العربي: قانون التعليم الإلزامي. كما أنه من الجاري على اللسان أن نترجم הַמוּעָצָה לְהַשְׂכָּלָה גְבוֹהָה (מל"ג) = مجلس التعليم العالي، وبالطبع فاقتراحي الشخصي أن يكون "مجلس التثقيف العالي"، لأن التعليم كما قلت يعني في العبرية הוֹרָאָה, לִמּוּד، وأنا أصبو إلى التحديد: هذه الكلمة لهذي، فلا يجدر بنا أن نجعل اللفظة العبرية بثلاث ترجمات عربية. وأنا إذ  أكتب رأيي أترك الخيار للمتلقي. ويا حبذا الاختصار: م. ت. ع+ مَـتَـع.


חִנּוךְ
מְיוּחָד= تربية خاصة (تعليم المعاقين، وأفضل لفظة – مُعاق لخفتها، فالمعوّق فيها تشديد الفعل: عوّق، الأمر الذي يجعل الحالة أكثر عسرًا وأقل تقبلاً)، ولكن هناك من يستخدم أيضًا
 בַּעֲלֵי צְרָכִים מְיוּחָדִים= ذوو (ذوي) الاحتياجات الخاصة.

חִנּוךְ מַשְׁלִים= تربية مُكَـمِّـلة
 
חִנּוךְ בִּלְתִּי פוֹרְמָלי= تربية لا منهجية





 



 


 

المدونــة السابعة والأربعـون

 

 

 

من عالم الكتاب:

 

بادئ ذي بَـدء أقول: لا غضاضة إن أفدنا من تطور أية لغة بما فيها العبرية، ولكن العيب كل العيب  أن نخلط الكلمات العبرية في جملنا اليومية حتى نكاد نتجاهل هويتنا، واللغة هوية!
من هنا فسأفيد من العبرية في ابتكار بعض ترجمات لم أجدها في المعاجم، أو سأحدد مما هو فيها، ولنبدأ:


סִפְרוּת יָפָה= أدب مَحْــض


أعرف أن معنى יפה هو جميل، ولكني اخترت (مَحْض) للدلالة على صفاء المعنى وخلوصه للأدب كما نعرفه – نثرًا وشعرًا، فلا ضرورة للتقيد بالجمال الذي اختاره التعبير العبري، فهذا النوع من الأدب هو  النتاج التعبيري والخيالي عامة، وقد يكون جميلاً وقد لا، وهو في الفرنسية:
belles lettres، وقد فوجئت بعد اقتراحي هذا أن البعلبكي كان سبقني في المورد، وما أنا إلا ملتقط من ثمراته دون أن أدري، معجب بابتكاراته، فلا بأس، فهذا يقربني إلى تبرير جرأتي.
ثم إننا نعرف أن סִפְרוּת العبرية  (وأصلها آرامي סַפְרא) تحمل معاني أخرى، منها معنى- مجموعة الكتب في موضوع واحد، كما يعني التعبير:
סִפְרוּת מִקְצוּעִית= المصادر- أي (كتب المراجع، وتكون حول الموضوع الذي يتناوله الدارس)، ومنها  ما سماه الباحثون (بيبليوغرافيا)=
bibliography، فالقسم الأول من الكلمة biblio بادئة بمعنى- كتب، والقسم الثاني يعني: كتابة أو رسم، وبالتالي يكون التعبير بمعنى ثـَبَـت المراجع أو المصادر.

 

                                               *      *      *     *

في لغتنا اعتدنا أن نسمي مكان بيع الكتب- مَكْتبة، والمكتبة كذلك هي المكان الذي نحفظ الكتب فيه سواء في بيوتنا أو في الجامعات والمؤسسات. ونلاحظ أن الإنجليزية والعبرية فرقت بين المكانين، فمكان بيع الكتب هو חֲנוּת סְפָרִים =
book shop في إنجلترة،
 
ويسمى في أمريكا- book store ،
 ومن جهة ثانية هناك مجمّع الكتب التي ليست للبيع:  סִפְרִיָּה=
library.
وجريًا على ذلك، ولتوضيح الأداء اللغوي، فأنا أقترح أن نخصص لمكان بيع الكتب وهو الأشيع والأكثر استخدامًا في حياتنا اليومية: مكتبة؛
ونخصص لمكان المطالعة وحفظ الكتب: التعبير الأصيل الذي عرفها أجدادنا: دار الكتب، وأما لمجمّع الكتب في البيت وهو أصغر طبعًا فأقترح: كُـتُـبِـيَّـة، ويمكن أن نجعلها أيضًا لمكان الكتب في الكلية أو في الجامعة- إذا استثقلنا دار الكتب (الكلمتين معًا)، فنقول: كتبِتـيَّـة جامعة حيفا، في كتبية كلية القاسمي، فإذا كررناها نعتادها، وإلا فعد إلى قول: المكتبة اسمًا لكل مكان فيه كتب دون تمييز، سواء كان متجرًا أو مكانًا للمطالعة ولإعارة الكتب، وحتى لرف واحد من الكتب في منزل أحدنا، وهذا ما استعملناه حتى اليوم. والقرار لك!
ملاحظة: زرت قبل سنين مدينة مراكش، ورأيت مسجد الكتبية، وهو قرب جامع الفنا، وهذا المسجد سمي بهذا الاسم نسبة للخطاطين الذين كانوا يكتبون الكتب فيه، وكان المسجد أيامذاك معهدًا للدراسة أيضًا، أو نسبة للسوق كانت تباع فيه الكتب هناك.


ويسال سائل: وماذا نسمي (سَفْران)- סַפְרָן، فأجيب: أقترح: قـَـيّـِم (بدون إضافة المضاف إليه- المكتبة)، فأمين الكُـتُـبِـية هو الذي يقوم عليها، ولا أرى لكلمة (قيِّم) منافسًا إلا وظيفة (القيِّـم على المسجد)، فلا بأس أن تكون الكلمة مشتركة للمعنيين، يشفع لذلك ندرة التداخل بينهما زمانًا ومكانًا.
وإذا تعلم قريبك (سَفْرنوت)- סַפְרָנוּת= فهو يتعلم المكتـبِـيّـة، وهنا تجد بالطبع اقتراحًا  جديدًا، فحبذا أن يقول قريبك: أتعلم المَكْتَبية، وبذلك يعني (علم المكتبات)، كما يختصر ترجمة البعلبكي -
library science: علم تنظيم دور الكتب، الصناعة المكتبية.
 صدقوني  مكتـبِـيّـة أسهل وألطف من السفرنوت!

عندما قرأت هذه المادة على القيِّـم سألني: ولم لم تذكر (حادر قريآه)- חֲדַר קְרִיאָה= غرفة المطالعة، فهناك تتم  (قريآت هحومير)- קְרִיאַת הַחוֹמֶר= قراءة المواد (المادة)، وهناك تتم عملية (التسلوم)- צִלּוּם= تصوير.
ما رأيك في هذا (التسـيـتوت)- צִיטּוּט، أخذته من المقريآه- מִקְרָאָה  للصف السادس?
قبل أن أجيبك: أود أن تقول بالعربية: ما رأيك في هذا الاقتباس  أخذته من كتاب القراءة للصف السادس،
فلفظة מִקְרָאָה تعني كتاب القراءة، وكنا نختصر دائمًا ونحن يافعون، ونقول: أحضرت القراءة، ضيعت القراءة، قراءتي جديدة، فلا بأس فيها!
قال لي: هذا (ألفون) هل تستخدمه؟
قلت ألفون؟   لعلك تقصد אַלְפוֹן
= ألــِـفِـيّـة- هذه اللفظة المستحدثة في العبرية، والمقصود هو الدفتر الصغير المرتب حسب الحروف الهجائية، وهي مبدوءة بالعبرية بحرف الألف، فلماذا أحجم ولا أستحدث على غرارها، ما دامت الأبتـثـيـة العربية مبدوءة بالألف أيضًا.
قال: لقد أرسلت الألِـفية في مُـغَـلَّـف- מַעֲטָפָה إلى صديق، وكان المُغلَّف بدون (بِيّــول)- בִּיּוּל.
قلت: تقصد بدون (طَوبــعَـة)!
طَوبــعَـة هي من (طابَـع)= בוּל، وكما جرى اشتقاق في العبرية والإنجليزية (
stamping) فقد حاولت أن أشتق بالعربية، فلم أتمكن من اختيار (تبويل)، لأن المعنى يرتبط بالبول ومحاولة إخراجه، فلجأت إلى (طابَع) فقلت: لعلنا نستخدم (تطبيع) فأجابتني נוֹרְמָלִיזַצְיָה: نحن هنا!
 فلم أر إلا اللجوء إلى وزن (فوعلة). فما رأيكم؟ دام فضلكم!ّ
طَوْبـِـع يا صديقي جميع الدعَـوات، ولا تضطرني إلى استخدام كلمتين معًا- ألصق الطوابع!

 

سؤال:

في أحد المواقع وجه لي أحدهم: وماذا مع (تساهارون)-
צַהֲרוֹן ؟

أجيب: هذا إطار خاص للأطفال يُفعّـل ساعات الظهيرة، وذلك للعناية بالأطفال الذين يعمل آباؤهم ساعات الظهيرة، فهذا الإطار يضمهم بعد أن أنهوا يومهم في الروضة أو البستان، وهو قليل بين ظَهْرانَـيْـنا، وأنا أقترح أن نترجمها (ظـُـهْـرِيّ).

سيقول قائل: ما هذه الكلمة؟ غريبة؟ فأجيبه: كل اقتراح جديد هو غريب.
يقول آخر: وماذا يسمى في الدول العربية؟
أجيب: كثير مما يجري في إسرائيل هنا ليس معمولاً به في العالم العربي. وإن كان معروفًا فلا بد إلا أن لفظًا أجنبيًا يطغى، وخاصة في أكثر الاستخدامات الحديثة في الخليج. ولا يزعم أحد منا أنه يعلم العالم العربي مصطلحات أو أفانين القول، فنحن في وضع مختلف، ومشكلاتنا مغايرة، وظروفنا تستلزم النظر باستقلالية ما أحيانًا.
كنت أردت أن أترجم צַהֲרוֹן- ظُـهَـيْـر بصورة التصغير، وهذا الأمر منطقي، إلا أنني أعرف أن صيغة التصغير في الثلاثي لا نستعملها في حديثنا الدارج إلا بإمالة الياء على طريقة لفظ (
a)، نحو وْلـِـيد (تصغير ولد)، ولن نستسيغ (ظهير) بأي حال- فصيحة أو دارجة.
 لذا عدت إلى النسبة (ظـُـهْـرِيّ)، وهي أخف وأسهل لفظًا، علها تكون بدل (تساهارون)، وقلما يُـلجأ إليه في مجتمعنا المحلي، فتحملوها، وإلا فستبقي (تساهارون) بكل ثقل ظلها.

 

ترجمات نحددها:

סִפְרוּת יָפָה= أدب محــض

סִפְרוּת מִקְצוּעִית= المصادر
חֲנוּת סְפָרִים= مكتبة
סַפְרָן
= قــيّـم
 חֲדַר קְרִיאָה= غرفة المطالعة
 קְרִיאַת הַחוֹמֶר= قراءة المواد
(المادة)
צִלּוּם= تصوير
צִיטּוּט= اقتباس
מִקְרָאָה= قراءة
(كتاب القراءة)

ترجمات فيها جدة:

סִפְרִיָּה=
التي ليست كتبها للبيع-  كُـتُـبِيَّـة (دار الكتب)
סַפְרָנוּת=
مكتـبِـيّـة
 אַלְפוֹן
= ألــِـفِـيّـة
בִּיּוּל= طَوبــعَـة

צַהֲרוֹן= ظُــهْـرِيّ

 

 

 

 

 


 

المدونــــة الثامنـــة والأربعـون

 

 

من أجواء التعليم
حوار بين معلمين:

 

إليكم حوارًا جرى بين معلمَـين يستخدمان اللغة "الـعِـرْبـِـيَّـة أي (المعبرنة)، وسأنقل الحوار بينهما، لكني بعد كل خطاب سأحشر أنفي لأذكّر إن نفعت الذكرى، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين بعروبتهم وبلغتهم، وفي كل مرة أبدأ التعليق: "كان يجدر أن يقول....".

الأول: رأيتك يوم (الـعِـيّـون) في(الموساد)، لاحظت أن (الأولام) كان ملآن.

 التعليق: أولاً سأحذف لام التعريف العربية من الكلمة العبرية.
 كان يجدر أن يقول بدل (يوم عِـيّـون)- יוֹם עִיּוּן= يوم دراسي، وبدل (مُوساد)- מוֹסָד= مؤسسة،
 وبدل (أولام)- אוּלָם= قاعة. وقد أجريت إحصاء حول استعمال (قاعة) و (أولام) في المناسبات،
فوجدت -مع الأسف- ثمانية عشر مقابل ثلاثة، وخمنوا ماذا قال الثلاثة!

الثاني: خرجت بعد دقائق. ما عندي (سَبْلَنوت)، ولا حتى (تفيــسا) لمثل هذه المواضيع.

 التعليق: كان يجدر أن يقول بدل (سَبْلَنوت)- סַבְלָנוּת= صـبْـر، وبدل (تفيــسا)- תְפִיסָה=
استيعاب
(والترجمة الحرفية هي- إدراك).

 

الأول: كيف قضيت (الحوفْشاه)؟

 التعليق: كان يجدر أن يقول- بدل (الحوفشاه)- חוּפְשָׁה= إجازة، والعبرية تستخدم (حوفِش)-
חוֹפֶשׁ= عُـطْلة (في الدارجة هناك من يقول: فُـرْصة، وهي أصلاً تعني: حرية ، بينما جملة: أنا (حوفشي)- חוֹפְשִׁי= حُـرّـ للدلالة على تحرره من كل  قيد، أو لكونه غير مرتبط بالعمل أو بمسؤولية ما
في حينه.
 كما تستعمل (باﭽرا)- פַּגְרָה لعطلة المحاكم، والمؤسسات كالبرلمان مثلاً، فلا أحد يستخدم في العبرية
 חוֹפֶשׁ בֵּית המִשְׁפָּט، فحبذا التحديد هنا: חוּפְשָׁה= إجازة، פַּגְרָה= عطلة،
 חוֹפֶשׁ= عُـطْلة أيضًا (تكون كثيرة الأيام غالبًا، وربما ارتباطها بمعنى الحرية له ما يبرره. ويمكن أن نحدد لها (فرصة) لإتاحتها الفرص لنا أن نبتعد عن أجواء العمل أو الدراسة.)
ولاحظوا أننا نقول بالعبرية:
חוֹפְשַׁת מַחֲלָה= إجازة مرضية، ولا نقول أية لفظة من اللفظتين
العبريتين الأخريين.
على ذكر الفروق بين المعاني فإن اللغة العربية وضعت وحددت الفروق في مؤلفات كثيرة، كالفرق بين شكر وحمد مثلاً، لكن في العبرية  وجدت كتابًا واحدًا هو וְדַיֵּק
أعده يعقوب باهط  ومردخاي رون، وهو كتاب يصوب في اللغة العبرية، ويهذب أسلوبها.
  وفي أثناء تحريري لهذه المدونات لجأت إلى الأكاديمية العبرية مستفتيًا عن الفرق بين كلمات وأخرى مما يقاربها في معناها، ومما لم أجد في أي معجم، فأجابتني السيدة تمار كاتس أن علي مراجعة المعاجم، وكأنها تظن أنني آتي بالمواد من "دار أبي". فأجبتها أنْ حري بالأكاديمية للغة العبرية أن تولي هذا الموضوع اهتمامها، فقد تأتي חוֹפֶשׁ بمعنى חוּפְשָׁה و שַׁי بمعنى מַתָּנָה (عنهما انظر:المدونة الحادية والثلاثين) وמִנְהֲלָן بمعنى אֲמַרְכָּל= إداري، فأين الحدود الفارقة؟

 

الثاني: كنت أحضر (المـحقار) للجامعة، وأنهيت (الراتسيونال) لكتابي الجديد، و(المفو) له، وحتى أصل (السكوم) لا أعرف ماذا أفعل، فأنا الآن مللت وتعبت.

التعليق: كان يجدر أن يقول بدل (المحقار) التي لفظها بفتح الميم خطأ، وهي بالكسر- מֶחְקָר= بحث، وبدل (الراتسيونال)- רַצְיוֹנָל= بَـسْـط ، وأنا أقترح هذا التعبير تحديدًا، دون أن أخشى البسط والمقام في الرياضيات، فلكل سياقه، فأنا أبسط المادة أي أعرضها بمبدئها الفكري الذي يقوم عليه العمل، ولا ضرورة لأن نذهب إلى عدد من الترجمات لـ rationale، وكل منها بلفظتين، نحو: الأساس المنطقي، التصور الفكري، البسط  المبدئي. فماذا يجري لو اتفقنا على (البسط)؟ فهل ستكون صعبة على الفهم، ونحن نكتبها  في بداية الكتاب أو المشروع- الذي يلفظه الكثيرون - פּרוֹיֵקְט، وهذه الكلمة إنجليزيةproject  عبرنوها في الأكاديمية للغة العبرية إلى מֵיזָם?
وبدل أن يقول صاحبنا (مفو)- מָבוֹא= مقدِّمــة، وبدل (سِـكُّـوم)- סִכּום= إجمال.
 في هذا السياق أرى أن نحدد خُلاصة لمعنى תַּמְצִית، ونجعل خاتمة  ترجمة للتعبير العبري אַחֲרִית דָבָר.
                                            
                                             *      *       *      *
وردت في حوار المعلمين هذه الكلمات التي التقطتها أدناه، وأود أن أجعل بديلاً لها مما هو في المعاجم، وإذا لم يكن فيها فسأشير إلى ذلك، ذاكرًا اقتراحي:

סֶקֶר= استطلاع
(هناك من يحب استخدام استِـبْـيان، مع أن الأصوب لغويًا هو الاستبانة).
נַיֵּירֶת=  وَرَقِــيّـة (كلمة أقترحها، وتعني تعبئة النماذج والأوراق المكتبية التي لا طائل وراءها، بل قد تربك العمل).
מְגַמָּה= اتجاه، نزعة، غرض- حسب السياق، وإذا قلنا מְגַמָּתִי فهذا يعني مُـغْرِض
- أي ينحاز لهدف، وفي الأدب تعني ملتزِم.
מְגַמָּה רֵיאָלִית= فرع علمي
מַחֲוָן= مِـئْــشار
(والترجمة هي اقتراح جديد لدليل الأجوبة (
indicator) الذي يكون التصحيح وفقه، فالدليل والمؤشر لهما سياقات أخرى، وما أحوجنا إلى تخصيص كلمة جديدة للفظة العبرية المستحدثة، وقد سرني أن د. جمال أبو حسين- عميد كلية التربية في أكاديمية القاسمي يستخدم هذه الكلمة مع المحاضرين ودرجت على الألسن.
מַדָּעֵי רוֹחַ= العلوم الإنسانية -
humanities
הַפָקוּלְטָה לְמַדָּעֵי רוֹחַ= كلية الآداب
מַדָּעִים מְדֻויָּקִים= العلوم الدقيقة- (
exact sciences)
פְרוֹפֵסוֹר חָבֵר= أستاذ مشارك-(
associate professor)
 פְרוֹפֵסוֹר מִן הַמִנְיָן=  أستاذ كرسيّ
(
full professor)- أي- "بروفيسور كامل"- كما يطلقون عليه في أمريكا، وهو أرفع الرتب العلمية، بينما يكتفون في مصر بلقب (أستاذ)، فالذي يحصل على الأستاذية يكون قد كتب الأبحاث المميزة، وشارك في المؤتمرات بصورة فعالة، وبالطبع فإن الذي يقرر الرتب لجان في المؤسسة و/أو في مجلس التثقيف العالي.
وعلى ذكر الكرسي،  فهذا الاستعمال ورد في التاريخ الإسلامي، إذ قام أحد الخلفاء بإجراء التعيين لكرسي الأستاذ في الجامع (جامعة أو مدرسة) كما في حالة أبو الوفاء علي بن عقيل (ت. 1119م) الذي عُيِّن في كرسي الأستاذ في جامع المنصور في بغداد، وأصبح المعلم الرئيس في المدرسة.

סֶמֶל בֵּית הסֵפֶר= رقْـم المدرسة، هذا للحصول على ترخيص رسمي، وأما סֶמֶל الذي يوضع على الأوراق الرسمية كـ (اللوغو) فهو شعار.
נְשִׁירָה= تسرُّب
וַעֲדַת הֲשָׂמָה=
لجنة تنسيب، وهي تختار الملائم لوظيفة ما أو لانتساب ما لمؤسسة أو ...، ولا أعرف إن كانت هذه الترجمة من ابتكاري في سنوات السبعينيات، فقد سئلت عن ترجمة للتعبير العبري، فأجبت (لجنة تنسيب)، فهل كنت قرأتها في مكان ما؟ لا أذكر، فالتعبير هو في واقعنا في هذه البلاد، وهو ليس في المعاجم. ومن جهة قريبة للموضوع- فقد نبهني صديق إلى أن أفضل ترجمة لـ שִׁבּוּץ هو إدراج، فله الشكر.
وعلى ذكر البروفيسور فإنها كلمة عرّبت كذلك عن اللاتينية حيث كان معناها – الذي يعلن عن نفسه متخصصًا. واليوم هناك من يستعمل- مرادفها للدلالة على  أعلى درجة في الرتب العلمية: أستاذ دكتور = أ. د ، وأنا أختصرها  على غرار د. (دكتور)، فلنكتف من بروفيسور بأولها- (ب)-  كما ترون في صدر هذه المدونات: ب. فاروق مواسي.

 

 أما لفظة (دكتور) فهي كلمة لاتينية فعلها docere  بمعنى يعلّم، واسم الفاعل doctor المعلم، ولا أدري كيف وصلت إلى الأطباء، فربما لأنهم يعلموننا كيف نحافظ على أجسامنا!  وبعد تفحص في لغات أخرى وجدت أن اللفظة الفرنسية docteur تعني درجة الناجح في الفحوص الجامعية، ويبدو أن الاهتمام بالطب كان الأول بين كل التفوقات، كما هو الحال في أيامنا، حيث يطمح شبابنا اليوم بكل ما أوتوا إلى ذلك، فأولياتهم غالبًا أن يتعلموا الطب.

 

وأما البروفيسور فهو يطلق كذلك على كل محاضر في الجامعة أو الكلية بغض النظر عن درجته الأكاديمية، كما هو الحال في أمريكا وكندا والبرازيل وهونغ كونغ، وقد أخذ التخنيون-  حيفا حديثًا بإطلاق لقب (بروفيسور) على كل محاضر كبير (מַרְצֶה בָּכִיר)، بينما يطلق هذا اللقب على المعلم العادي في فرنسا وإيطاليا ورومانيا وصربيا وبولندة، وذلك بدون أبحاث ولا مؤتمرات ولا ما يحزنون، فمن يحلم باللقب عليه بأيسر السبل!

 

 

 




 


 

المدونــــة التاسـعـة والأربعـون

 

 

معكم في المطبــخ:

 

كتب لي الصديق قاسم مصري متذمرًا من هيمنة العبرية على لغتنا هنا نحن من سمونا "عرب 48". (وعلى ذكر هذا اللقب علق الشاعر المرحوم عبد اللطيف عقل، فقال لي: ألا يكفيكم ما أنتم به من كرَب، حتى جعلوكم مضافًا لأسوأ عدد في حياة العرب).
 أشار قاسم إلى أن المشكلة قائمة في الدول العربية حيث تهيمن الإنجليزية هنا والفرنسية هناك، وهذا بسبب أن المحكوم يقلد لغة الحاكم، ويفرض ذلك الاقتصاد والواقع اليومي المعيش، وسألني عن كلمات عبرية نستخدمها، فكيف السبيل إلى لفظها بعربية تسوغ على الألسنة؟
من هذه الكلمات קֻמְקוּם= قٌـمْـقُـم.
קֻמְקוּם كما تعرفون هو إبريق الشاي، أو نحوه، وأنا أفضل أن نختار له من الترجمات-  قـُمْـقُـم، فهذه الكلمة واردة في المعاجم بمعنى الإناء الذي يسخن فيه، وفي لسان العرب: ضرب من الأواني، وقد جعلته بعض المعاجم من نحاس، فلماذا لا نأخذ الكلمة ما دامت واردة في العربية منذ القدم، وما دام اللسان قد اعتاد عليها وألفها بتأثير العبرية.
ثم إني وجدت
)قمقم( واردة في الشعر الجاهلي، يقول الأعشى في وصف الحمار:
كأن احتدامَ الجوفِ في حَـمَى شدِّهِ        وما بعده من شدِّهِ غليُ قُـمـقـمِ
يقال إن القمقم معرب (كُـمْكُـم) بالفارسية، انظر: معجم الألفاظ والتراكيب المولدة لشهاب الدين الخفاجي، ص 416، أو هو من اليونانية في الأصل-
koukkoumion – كما يرى ابن شوشان، ويذكر أنه عادة ما يكون له مقبض وفُوَّهـة.

نعرف أن (الشايش)- שַׁיִשׁ = رخام، وإذا شاء أحدكم أن يجعله من التحف أو مما له قيمة أثرية قال: مرمر، ومنا – وهم قلة- من تكون الكلمة (رخام) طبيعية على لسانه-  عندما يقوم ببناء بيته، وذلك دون أن تتطفل عليه (الشايش).
لكن المشكلة هي في المطبخ، حيث يكون هناك ما يسمونه (الشايش)، وهو المُقام كما نعرف حول حوض الماء الذي يسمى أيضًا (كِـيّـور)- כּיּוֹר= مـَغْـسـلة، حيث تحيط به خِـزانة المطبخ، (وليس- أرون مِطباخ)، وقد استحكمت لفظة (الشايش) في الخطابات اليومية: فضعي يا فلانة الصحن على الشايش، والمفاتيح على الشايش، و(الكيور) مسدد، ونادوا السبّاك لعلاجه -(ولفظة السبّاك هي للكتابة فقط، بينما هي المواسرجي في الدارجة)...إلخ
بالطبع سيصعب أن نقول عن هذا المكان (الرخام)، ولا أظن أن هناك من يستعملها، فإذا قلت ضع الفاكهة على الرخام ضحك المستمع، أو سخر، فبقي أن نجد حلاً وهو عدم الترجمة الحرفية، واللجوء إلى اسم المكان من الفعل (جلى)، لأن أكثر ما يجري هناك هو الجلي والتنظيف، فاقتراحي أن نسمي هذا المكان – مَـجْـلَـى، (ذلك جارٍ في بعض الأماكن في بلادنا، وهي قليلة، وهناك من  يستخدمون هذه اللفظة- أي المجلى لمعنى כּיּוֹר= مَغسلة)، فلنجعل مكان (الشايش) في المطبخ كلمة المَجْلى. ولمن يرتاب بسيرورة المجلى أقول له:
 اعتدت في بيتي منذ عشرات السنين على استخدام لفظة (المجلى) في كل خطاب لي يتعلق بما يسميه بعضنا (الشايش) في المطبخ، وفهمني حتى الحفدة.
أما כּיּוֹר= مَغسلة فقد فاجأني الصديق أبو جلاء أنهم في الكرمل يستخدمون لمعناها- (الـجُـرْن)، وفي رأيي أن الكلمة قريبة جدًا، بسبب أنها في المعاجم: حجر منقور يوضع فيه الماء ونحوه، بينما يطلقون (المغسلة) على مكان غسل الأيدي، وأما (الشايش) فهم يطلقون عليه (المجلى).
هذا التباين يحفز على أن نتم مشروع (طلمون) من جامعة حيفا الذي عزم على يدون اللهجات العربية في البلاد، لكنه قضى قبل أن يمضي في خطواته الأولى.


وسألني صديقي: وماذا نسمي بالعربية (المزليـﭺ)- מַזְלֵג الذي نستخدمه في المطبخ لغلي الشاي والقهوة؟
قلت: ليست هناك كلمة عربية محددة، وفي العالم العربي يستخدمون
immersion heater، أو يكتفون بالكلمة الثانية- heater، وأرى هنا أن نحدد لها هنا كلمة- مِـغلاة، تاركين الغلاّية لكل ما نسخن به من أوان  أخرى تستخدمها في الغلي، فاقتراحي لهذا (المزليـﭺ)- מַזְלֵג= مِغْـلاة.


لو بقينا على المائدة لسمعنا من يطلب: (روطِب)- רוֹטֶב، وهو سائل يصنع من عصير البندورة أو الليمون أو التوابل والأبازير ونحوها، وقد سمي (صـلْـصَـة)، وهي كلمة إيطالية
Salsa تشيع في المطاعم والمطابخ في العالم العربي. فصلصة على السمك، وصلصة ثوم على هذا الطعام الشهي، فلنختر الصلصة كما اخترنا السلطة، واللفظتان شائعتان بفضل الطهاة الإيطاليين، فشكرًا لروما!

ويسألني آخر: وما حكاية (القِـنّوحيم)- קִנּוּחִים= نُـقْـل؟
أجيب: إنه ما يقدم من عُقبى بعد الأكل من طعام وحلوى، والفصيحة اختارت (نُـقْل)، بينما في الدارجة يقال- (التِّحْـلاة).
أما  (القِـنّوحيم)- קִנּוּחִים= النقل فهو الذي يقدم مع الشراب بدءًا.
 والنقل إذا قدم بدءًا فإنه يعرف بالعربية أيضًا بالمُقَـبِّـلات.
من جهة أخرى فإن المقبِّلات في الطعام، وبلغة أفصح – اللُّـمْـجَة هي التي تثير الشهية و "تفتح" النفس، وتكون المقبلات أحيانًا مصنوعة من بعض الشراب الخاص، أو تكون عامرة بأنواع السلطات.
فأنت عندما تزور مطعمًا يقدمون لك عادة (مَـنا ريشونا)- מָנָה רֵאשׁוֹנָה= وجبة أولى، وفيها مختلف الأطعمة الخفيفة، فتعلم ألا تشبع منها، وأنت تعرف السبب!
أرجو هنا ألا يتعبرن أحد،  ويقول: أين (التبلينيم)-תַּבְלִינִים؟
فالصواب هو توابل (مفردها تابل: وهو ما يطيب به الأكل من بهارات وأفاويــه كالفُـلْـفُـل).

ثم هناك العُلـب والقناني (القنينة عربت منذ القدم عن اليونانية- (kanniyon)، فلا ضرورة للتخلي عنها بدعوى عاميتها، واللجوء إلى تفصيحها- الزجاجة، فهذه الزجاجة لها معان كثيرة، وتكفيها.
وإليكم ما ذكره أبو نواس عن القناني، وهو الخبير فيها:
              قلت القنانيَ والأقداح ولّدها        فرعونُ قالت : لقد هيجت لي طربا
بل سبقه عنترة في استخدامها:
                            فرشدي لا يغيِّـبه مدام        ولا أصغي لقهقهة القـنـانـي
ثم إن القنينة لها بلفظكم العبري يا متعبرنون- (بوتْحان)- פּוּתְחָן= فتّّــاحـــة، فادعونا بعد فتحها لنشارككم، ولا تبخلوا!

ويسألني آخر عن (شوئيب)- שׁוֹאֵב، حيث أن بعض النساء استخدمن الفعل (يشأف) بتشديد الهمزة- في محاوراتهن، وفي تنظيف بيوتهن، وأعترف أن الترجمة صعبة، لأن الفعل (امتص) الذي هو ترجمة حرفية قد يثير تداعيات لغوية أو غيرها- ليست يسيرة على الاستخدام المتواصل.
 وقد لاحظت أن שׁוֹאֵב אֲבָק (دمجت بالعبرية لدى بعضهم שַׁאֲבָק) يقابلها بالإنجليزية
vacuum cleaner، حيث ترجمها صاحب المورد – المنظِّفة الخوائية، المكنسة الكهربائية، وأرى أن  نساءنا لا يمكن أن يتعودن على التعبير هذا أو ذاك، إذن فالاستخدام العامي الذي ليس له دليل في الفصيحة هو أنسب ما يكون: الشَّـفّـاطة، والمرأة تشفط السجادة، فلنتقبل الكلمة الدارجة، لأنها تمتص الغبار ونحوه، ولأنها قريبة اللفظ على الكلمة العبرية الطاغية بابتداء الشين في الكلمتين، والباء غير المشددة بالعبرية قريبة من الفاء العربية، فليكن: (شوئيب)- שׁוֹאֵב= شفّاطـة، والفعل- يشفط.

في هذا السياق هناك كلمات عبرية لا بد من التذكير بعربيتها، وأنا لا أكتشف أمريكا هنا، فهي معروفة للطاعم والصائم، ولكني أسوقها لعل الذين يتباهون بلفظها في العبرية أن يخففوا قليلاً:

קִילּוּף= تقشير

טִיגּוּן= قلي، ومن أحب أن يقارب العبرية فيمكنه أن يقول: طَـجْـن، فالطاجِـن هو المِـقْـلى في لسان العرب.

בִּישׁוּל= طَهْـي، والمألوف يوميُا أن نقول (طبخ)
צָלִי= شـيّ، واللحم هو צָלוּי= مشويّ، ونلاحظ في اللغة العربية القديمة استخدمت (مَـصْـلِي)، ففي المعاجم: صلى اللحم- شواه، لكني لا أنصح بالعودة إليهما رغم أن الجذر الثلاثي في اللغتين واحد، وذلك لأننا حددنا للصلي في لغتنا اليومية ما يحدث عند الكي من تشويه في الملابس، فيكون ثم احتراق أو احمرار، ونودع القميص أو غيره عندها.

 

סְחִיטָה= عصْـر
מִיקְסֶר= خلاّط، والكلمة العبرية التي تترجم
mixer  هي מְעַרְבֵּל، ونحن نفضل أن نكرر الخلاط خمس مرات، ولا نقول (معربيل) مرة واحدة.
חִימּוּם= تسخين
קִירוּר= تبريد
תַּנּוּר= فُـرْن
، ومن يقل اللفظة نفسها بالعربية تَـنّـور فلا جناح عليه، فهي واردة في اللغة بمعني مقارب، يقول ابن الرومي:
                          فكأنه من يبسه وسواده       محراك تنور تلوى فاحترق

מְעֻושָׁן= مدخَّن

מֵדִיחַ כֵּלִים=  جلاّيــة (dish- washer)
מְכוֹנַת כְּבִיסָה= غسّـالة

קַצֶפֶת= قِـشْـدة، ولا أرى بأسًا في لغتنا الدارجة أن نقول: قَشْـطة (رغم أنها تطلق على الغشاوة الرقيقة على اللبن أو السمن، وأعرف أنها مختلفة)، والأكثر في الاستعمال اليومي هي  كْـريما- اللفظة الإنجليزية الشائعة على الألسنة-cream

סִנּוּן= تصفية  


الآن، ما رأيكم أن تلبوا دعوتي لوجبة ساخنة بشرط ألا تلفظوها (مَـنا حاما)- מָנָה חַמָה، فمن لديه الاستعداد للحفاظ على عربية من غير عبرية، فليخبرني، فالدعوة جدية!

 

 

 

 


 

المدونــــة الخمـسـون

 

 

 

علق الصديق أ. جريس طنوس- وكان أستاذ اللغة العبرية في المدارس الثانوية نحو نصف قرن، على المدونة السابقة في صفحة الفيسبوك، فكتب:
"مدوناتك التي تنفرد بها يا أبا السيد هي من شهادات الشرف التي تزين مشواركم".
وأنا إذ أعتز بهذه الشهادة أو الإجازة، وخاصة لأنها من معلم لغة عبرية كتب فيها وأبدع، وكانت له صولات وجولات في الترجمة منها وعنها. يشار منها هنا إلى ما أضافه الأستاذ جريس من اجتهاد في كتابيه: معجم الوفاق- معجم الكلمات المتشابهة بالعربية والعبرية-  عربي عبري
 (مطبعة أبو رحمون، عكا- 2006)، עימות נעים- מילון המלים הזהות והדומות (דפוס אבו רחמון, עכו- 2006).
على ذكر الوفاق بين اللغتين فقد كان د. يوسف دانا قد وضع كتيِـبًا تحت عنوان: העברית על רקע העברית- מפגש בין לשונות אחיות (الكلية العربية- حيفا- 1995)، وفي السنة نفسها قام يعقوب كوهين ود. محمود زحالقة بوضع قاموس الكلمات المتشابهة (دار المشرق، شفا عمرو- 1995).
وأخيرًا قام  أ. عادل علي غنايم بمغامرة إصدار مجلدين ضخمين: معجم الجذور والكلمات المشتركة للغتين- العربية والعبرية (مطبعة باقة الغربية -2010)، وقد أفرد مجلدًا للترتيب الهجائي العربي، والآخر للترتيب الأبجدي العبري.

إذن، فأمام الباحث مصادر مهمة في متابعة الموضوع، ومن نافلة القول إن كل مقدمة من الكتب المذكورة فيها تبرير وتعليل لطرق المشابهة ونوعياتها، ولا شك أن الموضوع له أهمية بالغة سيوليها الكثيرون لاحقًا بحثًا وتمحيصًا.
 وقد لاحظتم في المدونة السابقة مثلاً كيف كانت كلمات: قمقم، تنور، تابل....من المشترك بين اللغتين، ويمكن الإفادة من كلمات أخرى وردت في هاتين اللغتين الساميتين.

وبعد،

فقد يسر الله لي أن حققت ما صبوت إليه بدءًا، حيث ارتأيت قبل نحو سنة أن أكتب خمسين مدونة من "البديل من العبرية"، وأعمل على نشرها لتكون الجزء الأول من كتاب ينشر ضمن هذا المشروع، وبذلك أجيب عن تعليق الصحافي المصري المعروف- حسين السراج حيث أورد محفزًا:
"رائع كعادتك يا دكتور، وأرجو تجميع هذه المدونات و إصدارها في كتاب، فهذا النوع من الكتب تفتقده المكتبة العربية .... بارك الله فيك!"
من هنا لا بد من شكر وتقدير للمواقع التي نشرت المادة، وبذا دلت على حرصها على ما أنا حريص عليه، وهي  توحي لي بأن امضي، فنحن معك، فجزاهم الله عن العربية وعني كل خير وجزاء!
ولمن يسأل عن المدونات مجموعة- قبل إصدارها في كتاب- فأرجو أن يتيسر له ما ينشده في
موقعي مثلاً، مع أن محرك (غوغل) في البحث عن "البديل من العبرية"- ينقل له كل موقع تفضل فنشر. وأما في موقعي فالرابط:
http://faruqmawasi.com/baqaminakhbari.htm

                          *          *        *            *           *

سأحاول منذ الآن أن أكتفي بالإجابة عن أسئلة توجه لي، راجيًا أن أوفق في بحثي، وفي هذا الباب كنت نهجت على أن أجيب عن أسئلة في اللغة والأدب (ليست من ضمنها الألفاظ العبرية المهيمنة في نسيج الجملة العربية).
 كم أدعو عشاق العربية للاطلاع عليها، وهي في موقعي على الرابط:

http://faruqmawasi.com/answers.htm


 وعليه فأنا أنتظر أسئلة تتعلق بالألفاظ العبرية لأبدي رأيي الذي لا ألزم به أحدًا، وقد أنشر الإجابات قريبًا، وقد لا، لكني أعد أن أوليها عنايتي ودراستي.

إيميل: faruq_m@qsm.ac.il

*           *           *         *                                   

تسأل الأخت رويدة مصطفى- محررة في مجلة الحياة للأطفال:

 

-ماذا نسمي (الشمينت)- שַׁמֶּנֶת بالعربية؟
- أعرف أن الترجمة صعبة، لأن تصنيعها هنا يختلف عن الزبادي في بعض الدول العربية نحو مصر والسعودية، ويختلف عن اللبن، وعن المخيض، وكذلك عن القشدة التي هي بالإنجليزية - (
cream)، ولو حاولت أن أنقب في المعاجم، وآتي بكلمة لأنكرها الناس جلهم إن لم يكن كلهم.
سأغامر باختيار ترجمة، وأجري على الله، وأقول: كَـثْـأة.
نعم. أختارها من بين ترجمات سغيف في معجمه للـفظة (شمينت). ولسان العرب يدعمني: كثأة اللبن (بفتح الكاف أو ضمها- كُـثْـاة= طفاوته فوق الماء، وقيل هو أن يعلو دسمه وخثورته رأسه.
  שַׁמֶּנֶת = كَـثْأة
שַׁמֶּנֶת
חֲמוּצָה= كَـثْأة حامضة
שַׁמֶּנֶת  מְתוֹקָה= كَـثْأة حلوة

أعرف أن الكثيرين أشاحوا بوجوههم، وقرروا ألا يأكلوا (الشمينت) حتى لا يقولوا أكلت كَـثْـأة؟
 ولكني – يا رعاكم الله- أقبلها على قلة أكلي لها،

 أولاً- لأني لا أريد أن أقول (شمينت) بأية حال،

وثانيًا- لأن (كثأة) غير واردة في لغتنا في أي معنى آخر.
 أم عندكم حل آخر؟
أنتظر ردودكم حتى إصدار الكتاب!

 

على فكرة: اسمحوا لي أن أتذمر من خلال هذه المدونات، وبسبب كثرة الإقحامات:

ما أكثر من يقترحون اقتراحات غير مدروسة!
ما أكثر من يستهجنون كل اقتراح مستجد!

على ذكر (الشمينت)- שַׁמֶּנֶת  فقد عالجنا في  مجمع اللغة العربية في حيفا كلمة (كوتيج)، وكان أن أقر المجمع ترجمتها بـ (الحالوم)، معتمدًا على أن الكلمة وردت في معجم الوسيط: "لبن يغلظ فيصير شبيهًا بالجبن الطري وليس به".
 واللفظة (كوتيج) أصلاً هي إنجليزية:
cottage cheese، حيث يترجمها صاحب المورد (جبنة الحلّـوم). ثم إن هناك من يستعمل الكلمة حتى ولو كانت لمادة مختلفة قليلاً عن هذا النوع من الألبان.
غير أنه من المؤسف أن ثمة من سخر وتندر على الكلمة في صحيفته، مع أن هذا اجتهاد، ومن حق أساتذة اللغة الجادين أن يجتهدوا.
مع ذلك، فلا بأس -في رأيي-  في استخدام التعابير الإنجليزية الشائعة، دون تجشم ترجمتها، فسآكل معكم الكوتيج هذه المرة، واللغة العبرية تستخدمها في معاجمها وعلى موائدها- קוֹטֶג'، فهل نبحث عن بديل للبسطرمة والباجيت والبيجلا والشوكو والدانيالا والكورسون والمرغرينا- (عرفت اليوم أنها فرنسية الأصل–
margarine) وغيرها؟

البديل الذي يشغلني هو للكلمات العبرية فقط، وقد شرحت السبب- أولاً- بسبب كونها محلية، وإلا فستنقطع لغتنا العِـرْبِـيّة عن العالم العربي، وسنكون كالغراب الذي أراد تقليد مشية الحجل، فلا يفهمني العربي لا ولا اليهودي، ثم إن اقتحام العبرية في الجمل العربية يؤكد أننا عاجزون عن إيجاد اللفظة العربية، وعندها يصدق قول حافظ – شاعر النيل:
رموني بعقم في الشباب وليتني       عقمت فلم أجزع لقول عداتي

إن اللغتين- العربية والعبرية تأخذان من اللغات العالمية، ولا بأس في ذلك، فاللغة – كل لغة كائن حي تتطور، وقد تستقرض من سواها، ولكنا يجب ألا نقول: (حمآه) وعندنا الزبدة، و (ﭽبينا) وعندنا الجبنة......والمدونات السابقة عالجت ذلك وركزت عليه.

وأنا إذ أودعكم بعد الجولة الأولى من هذه المدونات لأستريح استراحة المنافح قرأت مقالة للصديق القاضي المتقاعد د. أحمد ناطور، وفيها يندب وضعنا اللغوي، وسأورد فقرات منه حتى تتيقنوا معي ومعه أن المسألة ليست لعبًا، فتداركوا الأمر يا أولي الألباب!
يكتب أبو الأمير في موقع (فلسطين 48)- تحت عنوان "بئس الزمان زمانكم":

 

"قال "القََبْلان" الشيخ لعامله الفتى: " ابْعِد "المَساعيت " لأنه في "العولام" في عرس، بعدين "سَمِّنْ العَموديم" الّي طالعة من " القَواديح". واعمل "قاف" بالخيط على شان توخذ "چوبَع الرِتْسْبا" وتحطّ "القوتْسيم".
( "القبلان" يعني المقاول، "المسَاعيت" - تحريف لكلمة "مَسَئيت" -أي شاحنة. "العولام" - يعني "أولام" – قاعة. "سَمِّّن"– تعريب لكلمة "سِمان" العبرية- أي ضع علامة. "عموديم" هي الأعمدة،  "قواديح" جمع تكسير لكلمة (قيدواح)- أي غرز، (قاف) أي خط، (جوبع) تحريف لكلمة (جوبه) العبرية بمعنى ارتفاع، (رتسبا) أي أرضية ، (كوتسيم) أي أشواك والمقصود بها قضبان الحديد"

بمثل هذه الحدة ذكر د. ناطور نماذج أخرى مما يجري على الألسنة من تهجين، وبلفظ غير دقيق.

 

سأختم هنا بصرخته المنبهة المثيرة، وعلى ضوء ذلك، ليعذرني أبو نواس إذ أغير في بيته لأخاطب من لا يحافظ على لغته ومن يخلط العربية بالعبرية، وأقول إن المسألة جِدّية:
 صار جِـدًا ما خلطتَ بـــه     رب جدٍ جره الجهل

فلنتقن العربية على حدة، وهذا لا يعني ألا نتقن العبرية كذلك.
عسى أن تكون محاولاتي ونداءاتي مجدية ومجزية، ولغتي هويتي من وراء القصد.


 

الكلمات التي وردت في هذا الكتاب:

ملاحظات:

 

* من المهم التأكيد أن المعجم هنا لا يشمل جميع المعاني للفظة الواحدة، وإنما هو يضم المفردات التي وردت في هذا الكتاب.

* لام التعريف في العربية وردت بدون قواعد ضابطة.
*يرجى فحص الكلمة العبرية إما بالكتابة التامة أو بالكتابة الناقصة (
מלא או חסר)، فلم يكن هنا التزام تام،
 فقد اعتمدت الأشيع، فمثلاً 
בטחון كتبتها كتابة ناقصة، بينما חום كتبتها كتابة تامة، فيرجى البحث عن اللفظة بالكتابتين، والترتيب – تبعًا لذلك-  يتغير.
كما يرجى البحث عن الاستعمال الشائع في أول حرف للكلمة لا في جذرها الثلاثي، فكلمة 
מִשְׁתַּלֵּם مثلاً أو מְתוּחְכָּם  نبحث عنها في حرف الميم.

 

אׁבְדָן כְּלָלִי

אִבְחוּן                  

 

إبادة كاملة (في الدارجة: نازلة عن الشارع)

تشخيص

 

אַבְחָנָה

تشخيص (تحديد مادة أو مرض ما)

 

אֲבִיזָר (אֲבִיזָרִים)

مُـسْـتَـلْزَم (ج. مستلزمات)

 

אַבְנִית

تكلس

 

אַגְרָה                  

رَسْـم (تستخدم عادة في الجمع= رسوم)

 

אַגְרַת חִינְּוּךְ                  

رسوم التعليم

 

אָדִיש

אֲדִיבוּת

لا مُـبـالٍ
انظر: באֲדִיבוּת

 

אָדִישוּת

لا مبالاة

 

אוֹבְדָן כְּלָלִי

 انظر: אׂבְדָן

 

אוֹהֲדִים

مشجعون (الترجمة الحرفية- مؤيدون)

 

אוֹכֶל

انظر: אׂכֶל

 

אוּלָם

قاعة

 

אִוְרוּר.

تهوية 

 

אוּשְּפָּז 

انظر: אֻשְּפָּז 

 

אָז מַה

فليَـكُـنْ!

 

אַזְעָקָה

جهاز الإنذار

 

אָח מוּסְמָךְ

ممرض مؤهل

 

אָחוּז

نسبة (بالمائة)

 

אָחוֹת מַעֲשִׂית

ممرضة عملية (في الدارجة: نارْسة)

 

אָחוֹת רֵאשִׁית

رئيسة الممرضات

 

אַחֲרִית דָבָר

אַחֲרָיוּת חֶבְרַתִית

خاتمة

مسؤولية اجتماعية

 

אֵיימַלְתִי

أَيْـمَـلْـت

 

אֵין בְּרֵירָה

אֵין סוֹף

אׂכֶל

لا خِـيــار

لا نهاية (بالدارجة: ما لها نهاية)

أكل، طعام

 

אַלּוּף

بطل

 

אַלִּיפוּת                   

بطولــة

 

אַלְפוֹן

ألــِـفِـيّـة

 

אֲמַרְכָּל 

إداري

 

אַסְפָּקָה

الإمداد

 

אֶפְּיִלֶפּסְיָה

الوُقــاع

 

אָרוֹך (אספרסו)

طويل/ ـة

 

אֲרוֹן חַשְׁמַל 

خزانة الكهرباء

 

אִשׁוּר
אִשׁוּר מִגוּן

 

تصديق
تصديق وقاية

 

אָשֵׁם

مُـذْنِـب

 

אִשְׁפּוּז

استِـشْـفـاء

 

אִשְּפֵּז אוֹתו
 
אֻשְּפָּז

  מְאֻשְׁפָּז

 

استَـشفَـاه
اسُـشْفـيَ

مستَـشْـفٍ (المستشفِي)

 

אַשְׁרַאי

اعتِـمـاد

 

אֲתָר

موقع

 

באֲדִיבוּת

بإذن من

 

בָּגָ"ץ (בית המשפט הגבוה לצדק)

مَـعَـل (محكمة العدل العليا).

 

בַּגְרוּת

النُّضج

 

בׁחַן                  

اختبار

 

בּׁקֶר טוֹב

صباح الخير

 

בְּחִינָה בִּכְתָב                  

امتحان تحريري (أي كتابي)

 

בְּחִינָה בְּעַל- פֶּה                  

امتحان شفهي

 

בְּחִינָה חִיצוֹנִית                   

امتحان خارجي

 

בְּחִינָה מַעֲשִׂית                  

امتحان عملي

 

בְּחִינוֹת                  

امتحانات

 

בְּחִינַת בַּגְרוּת   

امتحان الثانوية العامة

 

בְּחִינַת גְמָר                  

امتحان نهائي

 

בְּחִינַת הַשְׁלָמָה                  

امتحان تكميل

 

בְּחִינַת כְּנִיסָה                  

امتحان  قبول، امتحان دخول

 

בְּחִינַת סוֹף הַסֵמֶסְטֵר                  

امتحان نهاية الفصل (الدراسي)

 

 

 

 

בִּטוּחַ

تأمين

 

בִּטוּחַ חוֹבָה

تأمين إلزامي

 

בִּטוּחַ מַקִּיף

تأمين شامل

 

בִּטוּחַ צַד שּׁלִישִׁי
בִּיּוּל

تأمين طرف ثالث
 طَـوْبَـعة

 

בֵּין- עִירוֹנִי

بَـيْـمَديني

 

בֵּין- תְּחוּמִי

بيْـمجالي

 

בֵּין-אִישִׁי

بيْـشـخْصــي

 

בִּקֵּשׁ, דָּרַש

طَلَب

 

 

 

 

בֵית דְפוּס

مَـطْـبَـعَـة

 

בֵּית הַבְרָאָה

دار النقاهة (استجمام)

 

בֵּית חֲרוֹשֶׁת                    

معـمل

 

בֵּית מִשְפּט

יְשִיבָה

مَحْـكَـمَة

جَـلْـسَة

 

בֵּית מִשְפַּט השָּלוֹם

محكمة الصُّلح

 

בֵּית סֶפֶר חַקְלָאִי                   

مدرسة زراعية

 

בֵּית סֶפֶר יְסוֹדִי                  

مدرسة ابتدائية       

 

בֵּית סֶפֶר מַמְלַכְתִּי                  

مدرسة حكومية، مدرسة رسمية

 

בֵּית סֶפֶר מַקִיף                  

مدرسة شاملة

 

בֵּית סֶפֶר מִקְצוּעִי                  

مدرسة صناعية

 

בֵּית סֶפֶר עַל יְסוֹדִי                  

مدرسة فوق ابتدائية

 

בֵּית סֶפֶר עֲמָמִי

مدرسة ابتدائية       

 

בֵּית סֶפֶר פְּרַטִי                  

مدرسة خاصة

 

בַּלָּם

قلب دفاع

 

בַּלָּם קִדְמִי                  

دفاع متقدم

 

בְּלָמִים (רכב)

فرامل

 

בַּנְק מַשְכַּנְתָּאוֹת

بنك العَـقَارات

 

(בְּ)סֵדֶר 

تمام

 

בְעִיטָה בּלְתִי יְשִׁירָה                   

ضربة حرة غير مباشرة

 

בְעִיטָה חוֹפְשִׁית

ضربة حرة مباشرة

 

בְעִיטַת עוֹנְשִׁין                   

ضربة جزاء (من أحد عشر مترًا)- بِنْدِل

 

בְעִיטַת קֶרֶן (קֶרֶן)

ضربة رُكنية  (باختصار: رُكْـنية)                 

 

בְּעִקָּרוֹ שֶל דָּבָר

أساسًأ، بالأساس

 

בַּעֲלֵי צְרָכִים מְיוּחָדִים 

ذوو (ذوي) الاحتياجات الخاصة

 

בִּקּוּר רוֹפְאִים

زيارة الأطباء

 

בְרוּטוֹ

إجمالي

 

בָּרוּך הַשֵׁם

בּרִיאוּת

الحمد لله

انظر: לִברִיאוּת

 

בְּרֵרָה

خِـيار

 

בְּרֵרַת מֶחְדָּל

الخِيار الافتراضي

 

בְרָכָה
בִּשׁוּל

 

تحية
طهي

 

בְּתֵאָבוֹן

صحتين

 

גִזְבָּר

مدير المالية

 

גַּן יְלַדִים                  

بستان أطفال

 

גַן צִיבּוּרַי                  

الحديقة العامة

 

גַּנּוֹן                   

روضة أطفال

 

גַּנֶּנֶת                   

مربية أطفال

 

גְרֵרָה 

جـَـرّ

 

גֶשֶׁר

جسر ( وجسرالأسنان هو للتقويم)

 

דּוּ"חַ

كَـشْـف (דין וחשבון= تقرير)

 

דַּוְוקָא
לָאו דַּוְוקָא

 

بالذات
ليس بالضرورة
(في الدارجة: مش بالزبط، مش حتم)

 

דִיבּוּרִית

حاكِـية

 

דַלֶּקֶת

التهاب

 

דֵּקָן                  

عميد

 

דֶשֶׁא

مَـعْـشَـب

 

דְשָׁאִים
האקר     (hacker)

معاشب
متطفّــل

 

הֶבְדֵּל

فَـرْق

 

הַבְרָאָה

استـِجْـمـام

 

הִגְזִים

بالغ

 

הֲגַנָּה

الدفاع

 

הַדְבֵּק

لصق

 

הוֹדָעָה

إشــْعـار، باختصار: إش
و
في الصحف هي إعلان.


 

 

הוֹן 

ثروة

 

הוֹצָאוֹת

النفقات/ المصروفات

 

הוֹרַאָה
הוֹרַאָה
קְבוּעָה

 

التعليم
 تحويل دائم

 

הִזְמִין שַׁמַּאי

أستدعى (طلب) المُخَـمِّـن

 

הַזְמָנָה

طـلَبيّــة

 

הִזְמַנְתִי (מכונית)

 طلَّـبـت (بتشديد اللام= تقدمت بطلبية)

 

הֶחְזֵר

إرجاع

 

הֶחֱמִיא

أثنى

 

הַכְנָסוֹת

دخول أو مدخولات

 

הִכְרִיז

أعلن، دلل على سلعة، نشر

 

הַלְוָאָה

قَـرْض

 

הֲלִיךְ 

إجراء

 

הֲלִיכָה

رياضة المشي

 

הֲלִיכוֹן

درّاج

 

הַמְחָאָה

حوالة

 

הִמְלִיץ                    

أوصي

 

הַמְצָאָה       

اختراع

 

הִמְצִיא        

 اخترع، ألف (من عنده)

 

הַנְדְסַאי

هندَسـانِــي

 

הֲנָּחָה

تخفيــض

 

הֲנָחוֹת

تخفيضات

 

הַסְכָּמָה

موافقة

 

הַסָּעָה

سَفَريات، نقل

 

הִסְתַבְכוּ העִנְיַנִים

تداخلت الأمور

 

הֶעֱבִירוּ אוֹתִי

نقلوني

 

הַעֲבָרָה (לחשבון)

تحويل

 

הֶעְדֵּר תְבִיעוֹת

خُـلوّ دَعاوَى.

 

הַעֲלָמָת מַס

إخفاء المدخولات

 

הַעְתֵק

نسخ

 

הֶפְסֵד

خسارة

 

הִפְסִידוּ                 

خسروا

 

הַפְסַקָה

استراحة

 

הַפְסָקַת חַשְׁמַל 

انقطاع الكهرباء

 

הִפְקִיד

أوْدِع

 

הִפְרִיךְ 

دحَض

 

הֶפְרֵשׁ

فـارِق

 

הִקְלִיד

نـَضّـد

 

הַרְדָּמָה

تَخْدير

 

הִתְמִקֵד

تركَّـز

 

הַשְׂכַּלָה                  

تثقيف

 

הַשְׂכַּלָה גְּבוֹהַה                   

تثقيف عالٍ

 

הַשְׂכָּלָה כְּלַלִית                    

تثقيف عام

 

הַשְׁקָעוֹת 

استثمارات

 

הִשְׁתַלְמוּת      

استكمال

 

הִשְׁתַתְפוּת עַצְמִית

المشاركة الذاتية

 

הִתְחַשְמֵל

تكهرب

 

הִתְמַצְּאוּת
הִתְמַקֵד

استهداء
تركّز

 

הִתְנַסּוּת

تـمَـرُّس/ تَـجَـرُّب

 

הִתְנַסּוּת  (בסִפְרוּת)

معاناة (في الأدب)

 

הִתְעַרֵב  ב

تدخل

 

הִתְעָרְבוּת מַעֲרָכַתִית                  

تدخل تنظيمي

 

וַעֲדַת הֲשָׂמָה                   

لجنة تنسيب

 

זוֹרֵם

جارٍ، منساب

 

זִכּוי

إِزْكــاء

 

זִכִּיתי

أزْكـيْـتُ

 

זִכִּיתִי החֶשְׁבוֹן

أزْكيتُ الحساب

 

זַכַּאי

مستحق (في الحساب)، بريء(في المحكمة)

 

זְכוּת הַמְצָאָה  

براءة اختراع

 

זָמִין
(כֶּסֶף) זָמִין

 

مُـتـاح
 متيسّـر

 

זָקֵן                  

شيخ (في الدارجة: ختيار)

 

זְרִיַקת חוּץ                  

رَمـي التَّـماسّ     (OUT)

 

זֶרֶם

تيّـار

 

חִבּוּר

توصيل

 

חֲבִילָה

رِزْمَـة

 

חִבֵּר

ربط، وصَّل

 

חֶבְרָה

شركة

 

חֶבְרָה         

مجتمع

 

חַבְרוּתִי       

اجتماعي

 

חֶבְרָת הַחַשְׁמַל 

شركة الكهرباء

 

חֲגוֹר أو הִתְחַגֵּר

تَحَزَّم

 

חֲגוֹרָה

حِـزام

 

חֲדַר הַמְתָּנָה 

غرفة الانتظار

 

חֲדַר מִיּוּן

غرفة الطوارئ

 

חֲדַר קְרִיאָה

غرفة المطالعة

 

חוֹב כַּסְפִּי

دين مالي

 

חוֹבָה

إلزامي

 

חוֹבֵש

مَــضَــمِّـد

 

חֲוָויָה

عَـيْـشِـيّــة

 

חוּטִים (חשמל)

أسلاك

 

חוֹם

انظر חׁם

 

חוֹפֶשׁ

انظر: חׁפֶשׁ

 

חוּפְשָׁה

انظر: חֻפְשָׁה

 

חוֹפְשִׁי

انظر: חפְשִי

 

חוֹפְשַׁת מַחֲלָה

إجازة مرضية

 

חוֹק לִימּוּד חוֹבָה           

قانون التعليم الإلزامي

 

חָזֶה עוֹף

صدر دجاج

 

חַיָּב

مَـدين (مَدْيون)

 

חִיּבְתי חֶשְׁבּוׁנִי

دَيّـنْـت حسابي

 

חִמּוּם

تسخين

 

חִסּוּל  (מכירת סוף עונה)

تصفية

 

חִסּוּל (חשבון)

تصفية

 

חָלוּץ

مهاجم (الترجمة الحرفية- طلائعي)

 

חֳלְקוּ מַחֲמָאוֹת פִּיו
חׁם

عذُبَ  الثناء في فيه
حرارة، سخونة

 

חֶמְאָה

زبدة

 

חַמְצָּן

أكسجين

 

חִנּוךְ

تربية

 

חִנּוךְ בִּלְתִּי פוֹרְמָלי                  

تربية لا منهجية

 

חִנּוךְ גּוּפָנִי                   

تربية بدنية

 

חִנּוךְ חוֹבָה                

التعليم الإلزامي

 

חִנּוךְ מְיוּחָד

تربية خاصة

 

חִנּוךְ מַשְׁלִים

تربية مُكَـمِّـلة

 

חֲנוּת סְפָרִים

مكتبة (انظر معاني סִפְרִיָּה)

 

חֲנִיכַיים

لّـثـة

 

חָסוּי

 

مستور

 

 

 

חָסוּם

חׁפֶשׁ
חֻפְשָׁה
חפְשִי

مستور، محجوب (مجهول)

عطلة
 إجازة (فرصة)
حر

 

 

 

חֲצִילִים    

باذِنْجان

 

חַשָּׁב

حسّـــاب

 

חַשּׁב כְּלַלִי

حسّاب عامّ

 

חַשָּׁב שָׂכָר

 חִשְׁבּוֹן חָסוּם

 

حَـسّـاب الأجور

حساب مجمّد

 

חֶשְׁבּוֹנָאוּת  

المحاسبة، علم المحاسبة

 

חֶשְׁבּוֹנַאי

محاسب

 

חֶשְׁבּוֹנַאי בָּכִיר

محاسب كبير

 

חִשְׁבּוֹנִית

فاتورة

 

חִשְׁמוּל 

كهربــة

 

חִשְׁמֵל

كهرَب

 

חַשְׁמַלָּאוּת

الكَهْـرَبائِـيّة- "علم الكهرباء"

 

חַשְׁמַלַּאי

كهربائيّ (بالدارجة: كهربجي)

 

חַשְׁמַלִּי

كهْـرَبِــِيّ

 

חַשְׁמַלִית

قاطرة

 

טִבְעִי

طَبِـيعي

 

טִגּוּן

قلي

 

טִיּוּל

نُـزْهــة (رحلة)

 

טַיֶּילֶת

مـَـنْــزَه

 

טֶכְנַאי

 

الـتِّـقْـنيّ

 

 

 

טֶכְנָאי שִׁנַיִם

فنيّ أسنان

 

טֶכְנוֹלוֹגִי

تكنولوجي

 

טֶכְנִי

تِـقْـني

 

טִלְפַנְתִי

تَـلْـفَـنْـت

 

טְעוֹנֵי טִפּוחַ

مُسْـتَـرْعُـوْن -  (مُسْـتَـرْعِين)

 

טַעִים

لذيذ

 

טִפֵּל בּוֹ

دبّـره، عالجه

 

טִפּוּל (למכונית)

تدْبــيـر

 

טִפּוּל נִמְרָץ

 

علاج مكــثـف

 

 

טִפּוּל שוֹרֶש
טָרִי  (יֶרֶק)

علاج عَصَـب
طازج

 

יוֹם טוֹב      

نهارك سعيد

 

יוֹם עִיּוּן

يوم دراسي

 

יוֹעֵץ מַס מוּסְמָך  

مستشار ضريبة قانوني (مؤهل)

 

יְחִידַת - טִפּוּל נמְרָץ

وحدة الرقابة الشديدة

 

יַעַד

مُـتَّـجَـه

 

יְרִידָת עֵרֶךְ

هبوط قيمة

 

יֶרֶק

خُضرة

 

יְרָקוֹת

יְשִׁיבָה

خَـضْراوات، (خُضروات)
جلسة

 

יָשִׁיר

مباشر (بالدارجة: طوّالي)

 

יַשֵׁר

صـَـحِّـحْ (بالدارجة: زبّط، صحَِح)

 

יָשָׁר

مستقيم (بالدارجة صحيح – دوغري)

 

כְּאִילוּ

كأنــه

 

כַּבָּבּ

الكَباب

 

כְּבִיש עוֹקֵף

شارع التفافي

 

כְּדַאי  

يُحبّـَّذ، مُـحــَـبَّـذ (بالدارجة: بيسوى، بيستاهل)

 

כַּדוּר - יָד                  

كرة اليد

 

כַּדוּר בֵּינַיים                   

إسقاط كرة

 

כַּדוּר חוּץ                   

رَمـي التَّـماسّ  (OUT)

 

כַּדוּר- סַל                   

كرة السلة

 

כַּדוּר- עָף                   

كرة الطائرة

 

כַּדוּרֶגֶל 

كرة  القدم   

 

כַּדּוּרִים  

حبوب  (في الطب)

 

כּוֹשֶׁר

انظر: כּׁשֶׁר

 

כּיּוֹר

مـَغْـسـلة

 

כִּיכָּר= כִּכָּר

دَوّار، وإذا كانت هناك بنايات حوله فهو ميدان

 

כֹּל הכָּבוֹד       

عظيم، احترامي!

 

כְּנִיסָה חוֹפְשִית                  

دخول مجاني

 

כַּנִּרְאֶה

كما يبدو، (على ما يظهر)

 

כִּסּוּי

تغطية

 

כַּסְפּוֹמָט

الصرّاف الآلي

 

כָּפוּל (אספרסו)

مضاعَف

 

כַּרְטִיס אַשְׁרַאי

 כּׁשֶׁר

بِطاقة اعتِـمـاد

لياقة بدنية

 

כְּתָב אִישׁוּם

لائحة اتهام

 

כֶּתֶר זּמַנִּי

تاج مؤقت (في الدارجة: تلبيسة)

 

לֹא זָמִין

غير مُـتاح

 

לָאו דַּוְוקָא

ليس بالضرورة

 

לִברִיאוּת

صحة (عند العطاس: رحمك الله)

 

 

 

 

לַחְמָנִיָה 

خُـبـْزِيَّــــة

 

לַחַץ דָם

ضغط الدم

 

לִיגָה                

دَوْري (مجموعة الفرق التي لها مستوى معين في تدريجها)

 

לַיְלָה טוֹב       

تصبحو(ن) على خير

 

לִפְקודַתִי

لأمري

 

מַאֲגָרֵי מֵידָע

مخازن المعلومات

 

מְאַוְרֵר

مِرْوحة

 

  מְאושְׁפָּז

 

انظر:  מְאֻשְׁפָּז

 

 

מְאוּשֶׁרֶת

مُصَـدَّقة

 

מְאַמֵּן                   

مدرِّب

 

מְאַסֵף

وقّــاف (مثلاً: القطار الوقّـاف)

 

מְאַשֵּׁר

يصدّق

 

מָבוֹא

مقدِّمــة

 

מְבוּטָח

المؤمَّـن

 

מִבְחָן                   

فحص

 

מִבְחָר

تَشْـكيلَــة

 

מִבְצָע

حَـمْـلة

 

מִבְרֶשֶׁת שִנַּיִם

فُرْشاة أسنان

 

מַגִּיעַ לוֹ

يستحق (بيطلع له، يستاهل)

 

מַגִּיעַ לךָ

تستحق

 

מְגַמָּה 

اتجاه، نزعة، غرض

 

מְגַמָּה רֵיאָלִית                  

فرع علمي

 

מְגַמָּתִי

مُـغْرِض،  (في الأدب: ملتزِم)

 

מָגֵן  (במשחק)

ظهير

 

מָגֵן (לשחקנים)

الواقي

 

מְגַנִּים

واقيات

 

מִגְרַשׁ

ملعب

 

מֵדִיחַ כֵּלִים                    

جلاّيــة

 

מַדָּעֵי רוֹחַ                  

العلوم الإنسانية

 

מַדָּעִים מְדֻויָּקִים                  

العلوم الدقيقة

 

מִדְפֶסֶת

طابِــِعَـة

 

מִדְ-רְחוֹב

شارَصيف

 

מַדְרַיךְ                  

مُـرْشِـد

 

(וּ)מַה בִּכָךְ
מַה נִשְׁמָע

فليكنْ!
ما أخبارك؟
(في الدارجة: كيفك؟)

 

מַה פִּתאוֹם

عَجَــب!

 

מְהַלֵּל                  

يمجِّـد

 

מוּגְזָם

مُـبالَـغ

 

מוּזֵיאוֹן                  

مـَتْحف (مُتحف)

 

מוּמְחֶה

مختص أو متخصص

 

מוֹנֶה

عَدَاد

 

מוּנִית

سيارة أجرة (بالدارجة: تاكسي)

 

מונְשָׁם

مُـنَـسَّـم

 

מוֹסָד

מוּסְמָךְ

مؤسسة

مؤهَّـل

 

מוֹעֵד א

مَوْعِـد أ (في الامتحانات)

 

מוֹעֲדוֹן

النادي

 

מוֹעֲדוֹנִית

نُـوَيْــدٍ (مع التعريف: النُّوَيْـدي)

 

מוּעֲדָפִים

مُـفَـضَّـلات

 

מוּעֲמָד

مرشَّــح

 

הַמוּעָצָה לְהַשְׂכָּלָה גְבוֹהָה (מל"ג)

مجلس التعليم العالي، (مثَع)-"مجلس التثقيف العالي"

 

מוּפְרָךְ

مَـدْحوض

 

מוצָג

مَعْـروض (في المحكمة: مُسْـتَـمْـسَك)

 

מוצָר

مُـنْـتـَـج

 

מוּתָג

ماركـــة (صِنف تجاري)

 

מַזְגָן 

مُـكــَــيِّــف

 

מְזוּמָן

نقدًا

 

מַזָל טוֹב

مبروك، مبارَك

 

מַזְלֵג

 

 

مِغْـلاة (في الأواني)، وهي الرافِبة-
ألة لرفع المواد وللنقل.

 

 

מַזְלֵגָן

الرافِــب

 

מִזְרָקָה                  

نافورة

 

מַחֲוָן

مِـئْــشار

 

מִחְזוּר      

تدوير

 

מַחֲזוֹר       

دورة، دُفعة، فوج، الحيض= (العادة)

 

מַחֲזוֹר הדָם

الدورة الدموية

 

מַחֲזוֹר המים

دورة المياه (في الطبيعة)

 

מַחֲזוֹר שְׁנַתִי

دورة سنوية (المردود المالي خلال السنة)

 

מַחֲזִיק

مَـسّـاكَـة

 

מְחִירוֹן

تَـسْـعيــر

 

מֶחְלָף

تَقاطُـع (تحويلة)

 

מַחֲמָאָה (מַחֲמָאוֹת)               

الثَـناء

 

 

 

 

מַחֲנַיִם

لعبة المعسكرين

 

מַחֲסוֹם

حاجز (محْسوم)

 

מַחֲצִית (רֵאשׁוֹנָה/ שְׁנִיָה)   

الشوط (الأول/ الثاني)

 

מֶחְקָר

بحث

 

מַחְשֵׁב

حاسوب

 

מַחְשֵׁבִים

حواسيب+ علم الحاسوب

 

מִחְשׁוּב

حَـوْســَبة

 

מַטְעֵן

الشاحن

 

מְטַפְּלִים

الحادبون (الحادبين)

 

מְטַפֶּלֶת

حادِبـــَة

 

מִיץ

عصير

 

מִיצוּי      

استيفاء

 

מִיצוּי הַדִּין        

استيفاء القانون (من خلال تطبيقه)

 

מִיצוּי הַחֶשְבוֹן        

استيفاء الحساب (تصفيته)

 

מִיצוּי הַיִתְרוֹן הַיַחֲסִי        

استيفاء الأفضلية النسبية

 

מִיצוּי הַפּוֹטִנְצְיָאל       

استيفاء الطاقة الكامنة

 

מִיצוּי הַשׂכָלָה גְבוֹהָה       

استيفاء التعليم العالي

 

מִיקְסֶר

خلاّط

 

מַכּוֹלֶת

بِـقالة

 

מָכוֹן 

معهد رياضي

 

מָכוֹן כּוֹשֶׁר

معهد لياقة

 

מְכוֹנַת כְּבִיסָה                  

غسّـالة

 

מְכירָה בְהַכְרָזָה / מְכירָה פּומְבִּית 

البيع بالمزاد العلني، دِلالــة

 

מִכְלַלָה

كليــة

 

מִכְרָז

مُناقَـصَـة (يفضل في الوظائف: عطاء)
+ إعلان عن مناقصة أو عطاء

 

מִכְרָז חִיצוֹנִי

مناقصة خارجية (عطاء خارجي)

 

מִכְרָז פְּנִימִי

مناقصة داخلية (عطاء داخلي)

 

מִכְרָז תָפוּר

مُفَـصَّـل (مخـيّط)

 

מִכְשׁוּר

التجهيز

 

מַכְשִׁיר

جهاز (الفعل: يجهز)

 

מַכַּת חַשְמַל

صَـدْمَـة كهربائية

 

מִלְגָה

مَلْـجَــة، مِـنْـحة (دراسية)

 

מִלּוּאִים

احتياط

 

מֶלְצָר

نــادِل (في الدارجة: جرسون، سفرجي)

 

מֶלְתָּחָה

مَـحْــقَــبَــة

 

מַמְתִין עַל הַקַו

ينتظر على الخط (في الدارجة: ع الخط)

 

מָנָה חַמָה

وجبة ساخنة

 

מָנָה עִקָרִית     

وَجْـبَـة  رئيسية

 

מָנָה רִאשׁוֹנָה    

الوجبة الأولى (مُـقبـِّـلات)

 

מָנָה רֵאשׁוֹנָה                  

وجبة أولى

 

מְנַהֵל חֶשְׁבּוֹנוֹת 

مدير الحسابات

 

מְנַהֵל תוֹכֶן

مدير المحتوى

 

 

 

 

מִנְהֲלָן (אֲמַרְכָּל)

إداريّ

 

מִנְהָרָה                 

نَـفَـق

 

מָנוּעַ חִפּוּשׂ

محرّك البحث

 

מַנְכָּ"ל 

ميم عين (مدير عام)

 

מְסוּפָּק

مُرتَـضٍ

 

מַסְלוּל

مَسار

 

מַסְלוּל מִצְטַיְנִים

مسار الممتازين

 

מְסַנְוֶרֶת

تَـبْـهَـر، باهرة

 

מִסְעָדָה

مطعم

 

מִסְרוֹן- S.M.S

س.م.س (اختصار: سطور مُرسلة سريعة) 

 

מָעָ"מ (מַס עֵרֶךְ מוּסָף)

ضريبة القيمة الإضافية - (ض. ق. إ)- ونلفظها ضَقـا

 

מָעוֹן

حضانة، وللطلاب : سَـكَـن

 

 

 

 

מְעוֹרָב

مُـنْـخَـرِط (في الدارجة: له يد، داخل)

 

מְעוּרַבוּת

انخراط

 

מְעורֶה

مُـتَـعَالِِــق (في الدارجة: جوّات)

 

מְעֻושָׁן

مدخَّن

 

מַעֲטָפָה

ُمـغَـلَّـف

 

מְעַנְיֵן

مُـثـِيــه (اختصار من: مثير اهتمام)

 

מַעֲנָק

منحة

 

מַעֲרָךְ   

خُـطَّـة

 

מַעֲרָךְ שִׁעוּר                  

تخطيط الدرس

 

מַפִּית

مِـنْديل (بالدارجة: فُـوطَــة)

 

מַפְסֵק

مفتاح (زر)

 

מִפְעָל                  

مصنع (مشروع)

 

מִפְעָל חַיִּים                  

مشروع حياة

 

מִפְרָעָה

سُــلْـفَة (في الدارجة ايضًا: دفعة ع الحساب)

 

מָצָאתִי סִיפּוקּ

ارتضيت

 

מַצֵּבָה                  

نـُـصْـب (نـُـصْـب تذكاري)

 

מַצֵּבָה                  

شاهد (إذا كان على القبر)

 

מַצֶּגֶת

מִצוּי 

عارضة

 انظر: מִיצוּי 

 

מְצַחְצֵחַ

يُـفَرْشي

 

מַצִּיל

منقذ

 

מִצְפֶּה

مَـرْقـَـب

 

מַקְדֵּחָה

مِقْـدَح (مِقداح)

 

מִקְדָּמָה

دفعة مقدمًا (دفعة من الحساب)

 

מִקְלֶדֶת

نَضـّـادَة- طَبّـاعة

 

מִקְצועַ

مهنة

 

מִקְצוֹעִי

مِـهْـني

 

מִקְצוֹעָן

مُـحـتَرِف (ممتَهِن)

 


מִקְצוֹעָנוּת


تَـمَـهُّـن

 

מִקְרָאָה

قراءة (كتاب القراءة)

 

מַקְרֵן

عاكس

 

מְרוּצֶה

راضٍ

 

מִרְכָּז קְנִיוֹת                  

مركز تجاري (مركزالشراء)

 

מַרְצֶה בָּכִיר

محاضر كبير

 

מָרָק

المَـرَق

 

מַשָׂאִית

شاحِنــة

 

מְשׁוּחְזָר

مُـسْـتَـعاد

 

מְשׁוּכְלָל

مُـحْـكَـم (مُـتْـقَـن)

 

מּשׁוּכְפָּל

مَـنْـسـوخ

 

מְשׁועְבֶּדֶת

مرهونـــة 

 

מִשְׁחַת- שִׁנַּיִם

معجون أسنان

 

מִשְׁטָח

سَــطـيــحَــة

 

מְשִׁיבוֹן

مِجْواب

 

 

 

 

מַשְׂכּוֹרֶת

راتِــب (في الدارجة: معاش)

 

מַשְׁכַּנְתָּא

رَهْـن عَـقاري

 

מִשְׁמֶרֶת

نَـوْبَــة (بالدارجة: وَرْدِيـَّة)

 

מִשְׁפָּחְתוֹן                

حضانة

 

מִשְפָּט

قضية

 

מִשְׂרָד

مكتب

 

מִשְׂרָד הַרִישׁוּי

مكتب الترخيص

 

מִשְׂרָד הַתַּרְבּוּת וְהַמַדָּע                  

وزارة الثقافة والعلوم

 

מִשְׁתַּלֵּם

يُوفّــي، مُوَفٍّ

 

מְתוּחְכָּם
מְתוּקְשָׁב

حاذق (في الدارجة: شاطر، مزبّط)
انظر: מְתֻקְשָׁב

 

מֶתַח גָבוֹהַ

الضغط العالي

 

מִתְחָם

مَـتْـخَـم

 

מִתְמַחֶה

مُسْـتَـخِـصّ 

 

מִתְמַצֵא      

مُطَّـلِـع، مستـهـدٍ

 

מַתָּנָה

هَـدِيَّـة

 

מִתְנַסֶּה

متجرِّب، متمرِّس (في الأدب قد تأتي بمعنى يعاني التجربة)

 

מִתְעַדְכֵּן

يـتـحـتّـن

 

מְתֻקְשָׁב

إنتر مُحَوسَـب

 

מִתְקַשֵׁר

يتصل، متصل

 

נֶאֶשָׁם

مُـتّـهـَم

 

נִבְדָּל

تـسَـلُّـل

 

נִבְחֶרֶת לְאֻומִית  

المنتخب القومي

 

נוֹטַרְיוֹן

كاتب عدل

 

נוֹעַר

الأحداث، الشبيبة

 

נוֹרְמָלִיזַצְיָה

تطبيع

 

נֶזֶק 

ضرر

 

נֶטּוֹ

صافي (صافٍ)

 

נַיָּד

النقّـال

 

נַיֶּידֶת

جَوّابـــة

 

נַיָּח

الأرضي (الهاتف)

 

נַיֵּירֶת

وَرَقِــيّـة

 

נִכּוּי  

خَـصْـم

 

נִכּויּים

الخَْـصِـميّـات

 

נִסּוּי מְמוּקָד                  

تجريب مركَّز

 

נָכֶה (נְכִים)                  

معاق، ج. مُعاقين/ معاقون

 

נִסּוּיִּי

تجريبي

 

נִצְחוּ

  נִּרְאֶה

ربحوا، فازوا

انظر: כַּנִּרְאֶה

 

נְשִׁירָה

تسرُّب

 

נִתּוּחַ

عمليّــة

 

נָתוּנִים

مُـعْـطَـيات

 

נִתּוּק

قَـطْـع

 

נָתִיב

مَـسْلـك

 

סִבּוּב

منعطف (في الدارجة: لفّـة)

 

סַבְלָנוּת

صـبْـر

 

סַגוּר
סֵדֶר

 

مسكَـّـر ، مغلق
انظر:
בְּסֵדֶר

 

סֵדֶר יוֹם

جدول أعمال

 

סוּג  (חשבונאות)

درجــة

 

סוֹכֵן בִּיטוּחַ

وكيل التأمين

 

סוֹף סוֹף

وأخيرًا

 

סְחִיטָה  (מִיץ)

عصْـر

 

סִיּוּר                 

جَـوْلــة

 

סַיַיעַת

مساعِـدَة

 

סִילַּבּוּס  (לקוּרְס)

خطة لمساق 

 

סַכּו"ם

شَـوْسَـم (اختصار مجموعة الشوكة، السكين، الملعقة)

 

סִכּום

إجمال

 

סָלָט

سلطة

 

סָלָטִים

السَّلََـطات

 

סֶמֶל

شعار

 

סֶמֶל בֵּית הסֵפֶר                  

رقْـم المدرسة

 

סִמַּסְתי

سَـمّـسْــت

 

סִנוּן

סִעוּד

تصفية

تمريض

 

סִעוּר מוּחוֹת                  

عَـصْـف ذهني

 

סִפּוקּ

الارتــضاء

 

(היָה לוֹ) סִפּוקּ

סְפִירַת מְלַאי

ارتـضى

جرد المخزون

 

סַפָּק

زَوّاد

 

סִפְרוּת יָפָה

أدب محــض

 

סִפְרוּת מִקְצוּעִית

المصادر

 

סִפְרִיָּה

كُـتُـبِيَّـة (في البيت)
دار الكتب (العامة)
חֲנוּת סְפָרִים = مكتبة

 

סַפְרָן

قــيّـم

 

סַפְרָנוּת

مكتـبِـيّـة

 

נִסְקָפֶה

نِسْـكافــيــه

 

סֶקֶר 

استطلاع (شاعت لفظة: استبيان)

 

סְתִימָה  (שנים)

حَـشْـوة

 

סְתָם

لا لشيء

 

עִבּוּד נתוּנִים

إعداد مُعْطَـيات

 

עֲבֲירָה

مخالفــة

 

עֲבֵרָה

مخالفة

 

עָבְרָה

اجتازت (في الدارجة: نجحت)

 

עַגְמַת נֶפֶשׁ

غُــمّّـَـة

 

עֵד

الشاهد

 

עַד כְּדֵי כּךְ

إلى هذا الحد (في الدارجة: لهالدرجة)

 

עַד לְהוֹדָעָה חֲדָשָׁה

حتى إشعار آخر

 

עֵדוּת

الشهادة

 

עֵדִים

الشهود

 

עִדְכּוּן

تَحـْـتــيــن

 

עִדְכֵּן

حَـتـَّن

 

עַדְכָּן

حتّــان

 

עַדְכָּנִי

حتّـانيّ

 

עו"ש (עוֹבֵר וָשָׁב)

الحساب الجاري

 

עוּבְדָה

واقع

 

עוּגָה

كعكة

 

עוּגִיָה

كُـعَـيْـكَـة

 

עוֹזֶרֶת

مساعدة

 

עוֹמֶס

زَحـمَــة

 

עוֹמֶס חוֹם

وطأة الحر، شدة الحر

 

עוֹנֶשׁ

عقوبـــة

 

עוֹסֵק מורְשֶה

مشتغل مُرخّـص

 

 עוֹף מְמוּלָא    

دجاج محشي

 

עוֹרֵך הדִין

المحامي

 

עֲזוֹב

"دعك!"، اترك! خلِّ!

 

עֲזוֹב שְטוּיוֹת

بلاش كلام فاضي

 

(ה)עִיר (ה)עַתִּיקָה

البلدة القديمة

 

עַל האֵשׁ    

على النار (يقصد اللحم المشوي، أو مجازًا أنه تحت الإنجاز)

 

עַל תְּנַאי

مع وقف التـنفيذ

 

עֲלוּת

تكلفة

 

עֲמִידוֹן

وقّــاف

 

עֲמָלָה

عُـمولــَـة

 

עֲמָמִי

شعبي

 

עִנְיָן

مَـثاه (اختصار من مثار اهتمام)

 

עִנְיֵּן אוֹתִּי

ثاهَـني

 

עֶסֶק

مَصْـلَحـة

 

עֶסֶק  מורְשֶׁה

مصلحة مُرَخّـصة

 

 

 

 

עִסְקָה

صَـفْـقـة، معاملة (للأمور اليسيرة)

 

עִסְקַת חֲבִילה

(ה)עִקָּר
עִקָּרוֹ שֶל דָּבָר

صَفْـقـَة شاملــة

الأصل= أساسًا
انظر:
בְּעִקָּרוֹ שֶל דָּבָר

 

 

 

 

עִרְעוּר

استئناف، اعتراض

 

עֲתוּדָה

احتِـياطي

 

עֲתוּדָה אֲקָדִמָאִית

احتياط أكاديمي

 

עֲתוּדָה נִיהּוִלית

احتياط إداري

 

עֲתוּדָה עֶסְקִית

احتياط شغلي

 

עֲתוּדַת מַנְהִיגוּת  

احتياط قيادي

 

עֲתִירָה

التماس (في محكمة العدل العليا)

 

פְּגִישָׁה

مقابلة

 

פַּגְרָה

عطلة

 

פּוֹרְטְפוֹלְיו

حافظة

 

פּוּתְחָן

فتّــاحـــة

 

פֶּטרוֹזִילְיָה

بَـقْدونس

 

פִּטְרִיוֹת   

فُـطْـر، فـِـقْـع

 

פִּיתוֹת

كـماج

 

פֶּלֶאפוֹן

خَـلَــوِيّ

 

 

 

 

פְּנִיָּה

عَـطْـفـة

 

פְּנִימִיָּה                  

داخلية

 

פִּנְקַס  קַבּלוֹת

دفتر الوُصولات

 

פִּנְקַס השֵיקִים

دفتر الشيكات

 

פַּסֵי הֶאָטָה

المطبات

 

פְּסק דִין

القَـرار

 

פַּעַר

פְקודַתִי

פָקוּלְטָה לְמַדָעֵי רוֹחַ

بَـوْن

انظر: לִפְקודַתִי

كلية الآداب

 

פִקְסַסְתִי

فكْـسَـلْـت

 

פְּקָק

أزْمــة (سير)

 

פָראמדיק

مُـسْـعِـف

 

פִרְגוּן

إطْراء  (مجاملــة)

 

פַּרְגִיוֹת

فراريج

 

פַּרְגִית

פִרְגֵן
פּרוׁיֵקְט

فَـرّوج

أطْرى (جامل)

مشروع

 

פְרוֹפֵסוֹר חָבֵר                  

أستاذ مشارك

 

פְרוֹפֵסוֹר מִן הַמִנְיָן                   

أستاذ كرسيّ

 

פִּרָעוֹן

التسديد

 

צְבַת

 צָג

كَـمّاشة (في الدارجة: كلبة، خلاّعة)

شاشة

 

צַהֲרוֹן

ظُــهْـرِيّ

 

צוֹם

صَـوْم

 

צוֹמֶת

مُـفتَرَق، َمـفْرِق

 

צוֹרָה

צִטוּט                 

شكل

اقتباس

 

צֵידָה

زوّادة

 

צֵידָנִית

مَـزادَةׁ (صندوق الرحلة)

 

צִיּוּד

مُـعَـدّات (في المصدر: تزويد)

 

 

 

 

צִינוּן    (תְקוּפָה)    

تبريد  (فترة)

 

צָלוּי

مشويّ

 

צִלּוּם

تصوير، صورة

 

צָלִי

شـيّ

 

צִנְתוּר

الكَـثـْتَـرة

 

קְבוּצָה                  

فريق

 

קַבָּלָה

קַבְּלָן

קַבְּלָנוּת

 

وَصْــل

مقاول

مقاولة

 

קְהִילָּה       

 مجتمع محلي/ جماعة

 

קְהִילּתִי       

جماهيري

 

קַו

 הקַוְ הִתְנַתֵּק

خطّ

انقطع الخط

 

 

קוּפַּאי

أمين الصندوق

 

קוּפָּה רוֹשֶׁמֶת

مُسجِّـلـة

 

קוּצֵב  (לב)

نَـظّــام

 

קַל נוֹעִית

يَــسـيكـَة

 

קִלּוּף

تقشير

 

קְלִיטָה (פלאפון)

إرسال

 

קְלִיֶנְט

زَبون

 

קֻמְקוּם

قٌـمْـقُـم

 

קִנּוּחִים 

نُـقْـل، (التِّحْـلاة)

 

קִנְיוֹן

مشْرَى

 

קָפֶה  בוֹץ

قهوة راسِـبة

 

קָפֶה  הָפוּךְ

قَـهِـيب، قهوة مع حليب

 

קָפֶה טוּרְקִי

قهوة عربية (تركية)

 

קָפֶה נָמֵס

نِسْـكافــيــه

 

קָפֶה שָׁחוֹר

قهوة سمرا

 

קָצִין נוֹעַר

ضابط الأحداث

 

קַצֶפֶת 

قِـشْـدة

 

קָצָר (אספרסו)

قصير/ة

 

קְרִיאַת הַחוֹמֶר

קִרוּר

 

قراءة المواد (المادة)

تبريد

 

 

קֶרֶן

رأسمال (في كرة القدم: ضربة ركنية، ويمكن اختصارها- رُكنية.

 

קִשׁוּר

رابِـط

 

קְשִׁישִׁים                  

(مُـسِـنّون / مسنّـين)

 

ר"ת  (רָאשֵי תֵבוֹת)

الاختصارات

 

רֵאָיוֹן

رُؤان

 

רוֹאֶה חֶשְֹבּוֹן

مدَقِّق حسابات

 

רֶוַח

ربح

 

רוֹטֶב

صـلْـصَـة

 

רִיבִּית

רֵייטִינְג

فائـــِدة

نسبة التلقّـي

 

רֶכֶב

مركبة

 

רֶכֶב חֲלוּפִי

مركبة بديلة

 

רַכְבַל

رَكّـابِل

 

רַמְזוֹר

إشــار (بدون هاء، وجمعها: إشارات)

 

רְפוּאָה מוּנַעַת

الطب الوِقائي

 

רַצְיוֹנָל

بَـسْـط

 

רְשִׁימַת שׁוֹפֵט                  

استمارة الحكَـم (في اللعبة)

 

רֶשֶׁת

شبكة

 

שִׁבּוּץ

إدراج

 

(ה)שֶׁבַח לָאֵל                 

الحمد لله

 

שׁוֹאֵב                  

يشفط

 

שׁוֹאֵב אֲבָק

شفّاطـة

 

שׁוֹלֵט בּלָשׁוֹן

متمكّن من اللغة

 

שוֹלֵט בּמָּצָּב

متحكّم في الوضع

 

שׁוֹעֵר                   

حارس (المَرمى)

 

שוֹפֵט

القاضي (في الدارجة أيضًا- الحاكم)

 

שׁוֹפֵט   (במשחק)              

حَـكَـم

 

שַׂחֲקָן                  

لاعب

 

שַׂחֲקָן  הֶרְכֵּב                   

لاعب تشكيلة (يكون هذا اللاعب عادة في كل تركيبة)

 

שַׂחֲקָן כָּנָף                  

لاعب جناح

 

שַׂחֲקָן מַחֲלִיף                  

لاعب بديـل

 

שַׂחֲקָן מֻרְחָק                   

لاعب موقوف

 

שִׁחְרוּר (מבית חולים)

تَـسْريــح

 

שִׁחְרְרוּ אותו

سرّحوه

 

שְׁטוּיוֹת

كلام فارغ (في الدارجة: حكي فاضي)

 

 שַׁי

هَـدِيَّـة، هُـدَيَّـة

 

שִׂיחָה מַמְתִינָה

مُـكالـَمة مُـنْـتَظِـرة

 

שׂיחָת וְעִידָה

مكالمة جَـمْـعة

 

שׂיחָת חוּץ

שִׁינַּיִם תוֹתָבוֹת

مكالمة خارجية

انظر: שִׁנַּיִם תוֹתָבוֹת

 

שִׁינָן/ שִׁינָנִית

مِـسْـنـان

 

שִׁיפּוּטִיוּת

القضـائـية، الـحُـكْـمِـيّــة

 

שׁיק (צֵ'ק, שֵׁק)

شـيـك

 

שִׁיר הָלֵּל (תְהִילָּה)

قصيدة المدح

 

שַׁיִשׁ
שִּכְמִיָּה

رخام (في المطبخ: مَجْـلى)
كـتفِـيــة

 

 

שִׁכְפּוּל

نسخ

 

שִלּוּט

وضع اللافتات (لَفْـتَـنة)

 

שָׁלוֹם

سلام

 

שָׁלוֹם וּבְרָכָה

صباح النور، صباح الفل، صباح الخيرات وغيرها

 

שלָּט

مُوَجِّـه

 

שֶׁלֶט  

لافِـتـــة

 

שַׁלָּט

المُوجِّـــه

 

שָלֵם עִם

שַׁמַּאי

متوافق
مخمّــن

 

שִׁמועַ

مساءلة

 

שְׁמוּרָת טֶבַע                 

مَـحْمِـيّة طبيعية

 

שַׁמֶּנֶת                       

كَـثْأة

 

שַׁמֶּנֶת  מְתוֹקָה                      

كَـثْأة حلوة              

 

שַׁמֶּנֶת חֲמוּצָה                      

كَـثْأة حامضة

 

שָׁנָה טוֹבָה       

كل عام وأنتم بخير

 

 

 

 

שִׁנַּיִם תוֹתָבוֹת

أسنان اصطناعية (بالدارجة: طقم أسنان)

 

שִׁעְבּוּד (הנֶכֶס)

ارتِـهان المُـلْـك

 

שָׁעָה טוֹבָה

ساعة مباركة أو سعيدة!

 

שַׁעַר (במשחק)

مرمى، وتأتي أيضًا =هدف

 

שַׁעַר הרִיבִּית

نِـسْـبة الفائدة

 

שִׁפּוּץ

تَرْمــيـم

 

שִׁקּוּם

تأهيـــل + ترميم جذري لمبنى

 

שֶקַע + תֶקַע

مَـقْـبِـس + قـابِــس

 

שֵרוּת הצִּיבּוּר

في خدمة الجمهور

 

שֵׁרוּתִים   

منافع (في الدارجة: الحمّـامات)

 

שָׁרָת

خادم

 

שָׁרָתִּים

خَوادِم

 

שְׁתִיָּה

مشروب

 

שֶתֶל

زرع/ زراعة

 

תָא קוֹלִי (מְשִׁיבוֹן)

المِـجْـواب

 

תֵאָבוֹן

شَـهِـيـــة، (انظر أيضًا בְּתֵאָבוֹן= صحتين)

 

תֵאוּם מַס

ملاءَمة الضريبة

 

תְאוֹנָה

حادث

 

תּאוּרָה

إنارة

 

תְּבִיעָה

دعوى

 

תְּבִיעָה פְּלִילִית

دعوى جزائية

 

תַּבְלִינִים
תַּבְרוּאָה

توابل
صِحّانيّـة

 

תַּבְרוּאָן

صِحّانيّ

 

תְהִילָּה

تمجيد

 

תְהִילָּה לָאֵל                  

المجد لله

 

תַּהֲלִיךְ
  (ה)תּוֹבֵעַ

 

سيرورة
المدّعي

 

 

 

תוֹכֶן

مضمون

 

תּוֹכְנָה

תוׁתָבוֹת

תִחְכּוּם

بَرْمَجية

انظر: שִׁנַּיִם תוֹתָבוֹת

حِـذْق

 

תַחְלִיט (מדוברת)

قَـرِّر

 

תַחֲנַת – כֹּחַ

محطة الطاقــة

 

תַּחַת פִּיקוּחַ

تحت المراقبة

 

תֵיקוּ

تعادل

 

תִיקּוּן יֶתֶר

تصويب زائد

 

תְכַנִים                  

مضامين

 

תַּכְשִׁיר

مُسْـتَـحْـضَـر

 

תְּלוּשׁ

قســيمة

 

 

 

 

תַּמְצִית

תְּנַאי

خلاصة

انظر: עַל תְּנַאי

 

תַּנּוּר

فُـرْن

 

תְּעוּדַת בַּגְרוּת      

شهادة الإنهاء (شهادة التوجيهي -التوجيهية)

 

תְעוּדַת יוֹשֶׁר

شهادة حُسن سلوك

 

תָּפוּס

مشغول

 

תָפוּר

مُـفَـصّـل

 

תְפִיסָה

استيعاب

 

תַּצְהִיר

تصريح

 

תַּקְלִיטָן

תֶקַע

الواســِـي

قابِـس

 

תִקְשׁוּב

إنْـتَـر حَـوْسبة

 

תַּרְבּוּת                  

ثقافة - حضارة

 

תַשְׁלוּמִים

أقساط

 

תַשְׁלוּמִים

المدفوعات

 

 

 

 

hacker

المُـتَـطَـفِّـل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                 المحتوى

 

مع أن الكتاب مؤلف من خمسين مدوّنة فيها كلمات متفرقة، إلا أن هناك تركيزًا على محاور معينة، وإليك دليلاً لها:

 

المحور                                                                      صفحة                                     

64؟

المحاكم

68؟

الاختصارات

80

تفضلوا لشرب القهوة

90

جولة في عالم الحاسوب

96

مكتب التأمين

99

عن المناقصة والعطاء

102

في زيارة المشفى

106

في عيادة طبيب الأسنان

110

كلمات في السفر

115

الكهرباء

118

في مكتب المحاسبة

122

في المطعم

126

تحيات ومجاملات بالعبرية والعربية

136

كلمات الثناء والمديح

139

في الجولات

142

الكرة في ملعب اللغة العربية

145

ثقافة وتعليم

149

من عالم الكتاب

153

من أجواء التعليم

157

معكم في المطبخ